ما الذي ستفعله “إسرائيل” في اليوم التالي للحرب؟.. مسؤولون وخبراء يجيبون (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
اقرأ في هذا المقال ⬛ خطة غامضة للاحتلال الإسرائيلي لمستقبل غزة، ولا حدود لعملياتهم ومدتها، عدا أهداف من غير قابلة للتحقيق. ⬛ لن يقبل الفلسطينيون أن يعودوا إلى غزة بالدبابة الإسرائيلية. ⬛ خيار وحيد يتضمن وجود حماس والجهاد في دولة فلسطينية معترف بها دولياً. ⬛ الخيار الوحيد لإنهاء الحرب بيد الاحتلال والولايات المتحدة منذ 30 عاماً، ويرفضون تنفيذه.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
عندما بدأ الاحتلال الإسرائيلي حربه الوحشية في قطاع غزة قبل خمسة أسابيع، تعهد بنيامين نتنياهو أن قواته “ستقضي” على حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” مرة واحدة وإلى الأبد.
ودمرّ الاحتلال قطاع غزة، واستشهد أكثر من 11 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، لقد دمر المستشفيات والمدارس والمنازل، وارتكب مذابح دموية وفرض حصاراً كاملاً على القطاع ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وانتشرت الأوبئة والأمراض.
ورغم إعلان الاحتلال الاقتراب من هدفه العسكري بالسيطرة على شمال القطاع إلا أن استراتيجيته طويلة المدى في غزة تظل محاطة بالغموض: بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين وحتى حلفائه في الولايات المتحدة. وكأن نتنياهو يمضي بغير ذي هدي، وهو سؤال معظم الاسرائيليين: ماذا سنفعل في اليوم الثاني لإنهاء الحرب في غزة؟ نحتل القطاع مجدداً؟ نبقى هناك فترة زمنية؟ إدارة بديلة؟ أم نعيد السلطة الفلسطينية؟!
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في مقابلة مع شبكة سي إن إن حول الوضع: “أعتقد أن ما وصلنا إليه هو: الكثير من الأسئلة وليس الكثير من الإجابات”. مضيفاً “نحن نعرف ما لا نريد رؤيته في غزة بعد انتهاء الصراع. لكن ما سنراه، وما نريد رؤيته، أعتقد أننا ما زلنا نطرح ذلك».
الاستراتيجية والدعم الغربيوفيما يتفق كثير من السياسيين والدبلوماسيين والمحللين العرب والأجانب على أن من السابق لأوانه الحديث حول مستقبل قطاع غزة في ظل المقاومة الفلسطينية إلا أن التقرير يثير التساؤل الملح بشكل متزايد حول: خريطة الطريق الإسرائيلية للقطاع الذي من أجله شن حربه الوحشية على الفلسطينيين. أو ما الذي تريده إسرائيل في غزة في اليوم التالي؟
ويبدو حلفائهم الأمريكيين الأكثر تساؤلاً حيث دعموا بشكل كامل حرب إسرائيل ضد القطاع المحاصر منذ خروج المستوطنين عام 2005م، وقال الجنرال تشارلز براون، هيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة: “كلما تمكنت بشكل أسرع من الوصول إلى نقطة توقف فيها الأعمال العدائية، قل الصراع على السكان المدنيين الذين يتحولون إلى شخص يريد الآن أن يكون العضو التالي في حماس”.
ويقول إميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن: “في الوقت الحالي، يبدو التفكير في “اليوم التالي” وكأنه إلهاء مقصود أو غير مقصود عمن سيشكل اليوم التالي بشكل أساسي، المشكلة أولاً، هل هذا التركيز يصرفنا عن ما تفعله إسرائيل هنا والآن؟ لأنه قد لا تكون هناك غزة مكان فعال للحكم.”
وأضاف “أن ما تفعله إسرائيل الآن هو الذي سيحدد ما يمكن القيام به في اليوم التالي.”
ويبدو أنه لا يوجد رؤية لما تريد إسرائيل أن تفعله في الوقت الحالي وحدود الاستراتيجية العسكرية في قطاع غزة، ما يضعف الدعم الغربي للاحتلال. وبدأنا نشهد تحوّلاً في المواقف بالفعل واحد أسباب ذلك هو حجم العملية الوحشية وحجم الضحايا، وتزيد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين قلقا كبيرا، لقد تحدث وزراء عن الخيار النووي. ومسؤولون أمنيون سابقون وأعضاء حاليون في الكنيسيت يتحدثون عن خطط التطهير العرقي كهدف رئيسي للعملية العسكرية.
من فيديو بثته كتائب القسام لاستهداف آليات إسرائيلية-انترنت هل هناك خطة موجودة؟وبينما يلتزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت بشأن خططهم طويلة المدى، يتساءل بعض المسؤولين الغربيين عما إذا كانت هذه الخطط موجودة بالفعل.
وقال مسؤول غربي “الإسرائيليون، لم يفكروا في الأمر حقًا. . هذا يجعل من الصعب جدًا على أي شخص آخر التخطيط”. حكومة الحرب الإسرائيلية “فوضوية للغاية.”
وقال نتنياهو عند سؤاله حول خططه بعد الحرب: ستكون لدينا المسؤولية الأمنية الشاملة عن قطاع غزة. فيما يبدو إلى عودة احتلال قطاع غزة من جديد بعد إنهاءه في 2005م، كما هو الوضع في الضفة الغربية كما يقول أمير أفيفي، النائب السابق لقائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي. فيما تصر قيادة الاحتلال أن الأمر لن يكون كذلك، وقال مسؤول اسرائيلي كبير لفايننشال تايمز “لا أعتقد أننا نريد السيطرة على مليوني فلسطيني”.
وقال “حكيم”: في الوقت الحاضر أنا غير متأكد من النظام الإسرائيلي يملك رؤية واضحة لمستقبل قطاع غزة. حيث أنهم يتحدثون كثيرا عن الأهداف والتكتيكات، ولا نشعر بوجود استراتيجية أو أفق سياسي. وما لم يكن الإسرائيليون قادرون على التعبير عن الاستراتيجية فسيضلون عالقين، فالأمريكان لن يتمكنوا من الاستمرار في دعمهم والعمل معهم.
مظاهرات في تل أبيب ضد إدارة نتنياهو للحرب (أ.ف.ب)ويقول دانييل ليفي وهو مفاوض إسرائيلي سابق: فشل إسرائيل في تقديم خطط مفصلة لغزة ما بعد الحرب يشير إلى درجة الخلل في التفكير الإسرائيلي.
وليفي، كان مفاوضاً عن الإسرائيليين مع الفلسطينيين في اتفاق أوسلو في عهد “إسحاق رابين” وفي “طابا” في عهد “إيهود بارك”.
ويضيف “التزام القيادة الإسرائيلية المعلن كثيراً بتدمير حماس يتجاهل حقيقة تلك الحركة”، وهي جماعة مسلحة و”حركة سياسية فازت في الانتخابات وتحكم غزة منذ أكثر من 15 عاما. كما أنها تجسد فكرة – وهي أن المقاومة جزء من النضال من أجل التحرير الفلسطيني”.
وأضاف: يتعين على حشد “لا لوقف إطلاق النار” أن يكف عن تشجيع إسرائيل على التمسك بالوهم الذي فقد مصداقيته تاريخياً والذي يقول إن المقاومة المسلحة المتجذرة في شعب مضطهد يمكن القضاء عليها من خلال استخدام أساليب عسكرية أكثر شراسة.
مسيرات تؤيد الفلسطينيين في الأردن-انترنت الخيار المفضل للأمريكيينويبدو الخيار المفضل لدى الولايات المتحدة -والاستراتيجيين في قيادة الاحتلال- عودة السلطة الفلسطينية، التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية بالتنسيق مع إسرائيل. وأبدى محمود عباس الرئيس الفلسطيني استعداده للعودة وحكم القطاع، لكن نتنياهو رفض ذلك! وسبق أن قال غسان الخطيب، الوزير الفلسطيني السابق: “لا أعتقد أن أي شخص يمكن أن يكون بهذا الغباء ويعتقد أن بإمكانه العودة إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية”.
ولكن كيفية تحقيق هذه الغاية، أو حتى ما إذا كان هذا الحل سيكون قابلاً للتطبيق، تظل موضع شك، في ظل عجز السلطة الفلسطينية وانتهاء شعبيتها، ولا تملك أي مقومات لإدارة غزة تحت الدبابات الإسرائيلية.
ويرى الأمريكيون أن تكون هناك إدارة بديلة، واقترح وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن أن الأمم المتحدة أو تحالف الدول العربية يمكن أن يديروا غزة لفترة مؤقتة بعد الحرب قبل تسليمها إلى السلطة الفلسطينية. لكن الدبلوماسيين والمسؤولين الإقليميين لديهم شكوك عميقة، إلى جانب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يرفضون ارسال قواتهم إلى غزة المدمرة والغاضبة.
كما أن الدول العربية ليس لديها أي رغبة في قبول ما تعتبره الكأس المسمومة المتمثلة في القيام بأي دور في غزة. ويقول أحد الدبلوماسيين العرب: “إذا فعلت ذلك فسوف تُصلب في العالم العربي”. لن يأتي أي بلد عربي بعد الدمار”.
امرأة تشارك في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في فرانكفورت بألمانيا (أ.ف.ب) خيار وحيدويرى سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، أن هدنة لوقف إطلاق النار وإطلاق المحتجزين يمكن أن توفر يتفق المحتجزين إلى توفير مساحة كافية للدبلوماسية العربية والدولية لإيجاد إجابة سريعة على سؤال ما سيحدث في “اليوم التالي”، أي من سيحكم في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية.
وأضاف: إحدى الأفكار التي يجب استبعادها من الاعتبار هي فرض أي ترتيب معين على الفلسطينيين بعد إجبارهم على الخضوع. ومن المستبعد أيضًا دون الكثير من المداولات فكرة أن السلطة الفلسطينية، في تشكيلتها الحالية، ستعود إلى ممارسة سلطتها على قطاع غزة.
على أي حال لا يوجد حل دائم لغزة وحدها، وعلى الرغم من الانقسام الطويل منذ 15 عاماً، لا يزال الفلسطينيون يعتبرون أنفسهم جزءا من نظام سياسي أكبر هو دولة فلسطينية. ويعتبرون حركات المقاومة ممثلة للشعب الفلسطيني، وصاحبة القرار بعد فشل أوسلو والمفاوضات السياسية طوال 30 عاماً في إعلان دولة فلسطينية. مع ذلك يعتقد الدبلوماسيون والمسؤولون في واشنطن والشرق الأوسط إن إعلان إقامة دولة فلسطينية يمكن أن يحسن الوضع.
كما يصر المسؤولون والدبلوماسيون والمحللون الغربيون والعرب أن الخيار الوحيد القابل للتطبيق هو إنشاء دولة فلسطينية، وهو خيار كان يفترض العمل به منذ ثلاثين عاماً اتفاقية أوسلو وحل الدولتين، لكن ترفض إسرائيل والولايات المتحدة تنفيذه، ويبدو أن عملية 07 أكتوبر/تشرين الأول دفعتهم إلى طريق إجباري لتنفيذه.
ويتفق سلام فياض ودانييل ليفي أنه بعد إعلان قيام الدولة الفلسطينية، يجب أن يتم توسيع منظمة التحرير الفلسطينية لتشمل حركة حماس والجهاد الإسلامي، وتتسلم حكم الدولة الفلسطينية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: اسرائيل السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة حماس فلسطين قطاع غزة محمود عباس السلطة الفلسطینیة دولة فلسطینیة الیوم التالی أعتقد أن فی الیوم قطاع غزة یمکن أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: الحوثيون عدو إسرائيل في اليمن من الصعب على واشنطن ردعهم (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الحوثيين عدو إسرائيل في اليمن يثبت صعوبة ردعهم حتى اللحظة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن المسلحين الحوثيين لم يتراجعوا عن هجماتهم على الشحن العالمي وإسرائيل على الرغم من الحملة الأمريكية لوقفهم".
وتابعت "على الرغم من مئات الضربات الأمريكية وحلفائها ونشر أسطول بحري أمريكي في البحر الأحمر، فقد واصل المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن إيقاع طبول ثابتة من الهجمات على الشحن التجاري الذي يمر عبر الممر المائي الحيوي وإطلاق الصواريخ على إسرائيل".
وأردفت "لقد توقفت الجماعات الأخرى المدعومة من إيران، من حماس في غزة، وحزب الله في لبنان إلى نظام الدكتاتور السوري المخلوع بشار الأسد، عن القتال، على الأقل في الوقت الحالي".
واستدركت "مع ذلك، يواصل الحوثيون، وهم منظمة إرهابية صنفتها الولايات المتحدة، تعطيل التجارة العالمية، مما يتسبب في خسائر بمليارات الدولارات وإجبار شركات الشحن على إعادة توجيه البضائع أو تشغيل مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار. ويقولون إنهم لن يتوقفوا حتى تتوقف إسرائيل عن القتال في غزة".
وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دمر حوالي 450 طائرة بدون طيار للحوثيين. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت إن التحالف قمع بعض الهجمات الصاروخية المضادة للسفن، ويستخدم أيضًا الضغوط الدبلوماسية والعقوبات لوقف المشتريات غير المشروعة للمجموعة.
وحسب التقرير "لكن طرق التجارة في البحر الأحمر لا تزال مشلولة. فقد تمكنت صواريخ الحوثيين من الإفلات من الدفاعات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي. وضرب الجيش الأميركي مراكز قيادة الحوثيين ومخابئ الأسلحة مساء السبت ردا على ذلك".
وقال سافيت إن الحوثيين "يغرقون السفن ويقتلون البحارة المدنيين الذين لا علاقة لهم بإسرائيل أو غزة بأي حال من الأحوال، بل ويهاجمون السفن التي تنقل الغذاء والمساعدات الإنسانية الحيوية للشعب اليمني". وباعتبارهم أحد آخر حلفاء إيران، فقد تعززت مكانتهم في محور المقاومة في طهران ــ شبكة الميليشيات الإقليمية المعادية لإسرائيل والغرب.
ويقول بعض المحللين إنهم قلقون من أن إيران قد تركز الآن المزيد من الموارد على تمويل وتدريب الجماعة. وقال أسامة الروحاني، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث مستقل، "الحوثيون لا يهتمون بما يخسرونه كيمنيين. إنهم يريدون الفوز كميليشيا ومواجهة القوى العالمية".
وحسب التقرير فقد صمد الحوثيون في وجه حملة استمرت قرابة عقد من الزمان شنتها المملكة العربية السعودية بهدف الإطاحة بهم. وفي الوقت نفسه، ساعدت إيران وحزب الله في تحويل المجموعة إلى قوة متطورة تقنيًا قادرة على استهداف البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
يضيف أن محاربة إسرائيل تعزز شعبية الحوثيين في الداخل وتشتت الانتباه عن الوضع الاقتصادي البائس في اليمن، والذي لم تفعل الميليشيا المتمردة الكثير لتحسينه منذ ترسيخ حكمها الاستبدادي الإسلامي بعد الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014.
قال يوئيل جوزانسكي، الخبير السابق في شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والآن في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، "إنهم ليس لديهم الكثير ليخسروه. لا يمكن ردعهم".
وترى الصحيفة الأمريكية أن الحوثيين أقل خبرة وأقل تسليحًا بشكل كبير من حلفاء إيران الآخرين مثل حزب الله. لكن في الأشهر الأخيرة، أعرب المسؤولون الأمريكيون والدوليون عن قلقهم من حصول الحوثيين على إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار الأكثر تطوراً من إيران.
وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا قدمت بيانات الاستهداف للمتمردين أثناء مهاجمتهم للسفن الغربية في البحر الأحمر وتفكر في تسليم صواريخ مضادة للسفن للحوثيين.
وقال تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "إن حجم وطبيعة ومدى نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، أمر غير مسبوق".