موقع 24:
2025-05-02@07:27:17 GMT

فرص التعايش السلمي

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

فرص التعايش السلمي

الذكاء الاصطناعي ربما يصبح سلاحاً يسخّر نحو توجه واحد وفكر واحد

العدالة في الدنيا قد تكون في تساوي الظلم بين الجميع فقط! وفي بعض المجتمعات، إنْ كان المرء يُعامل وفق ميزات مرئية فماذا عن الميزات غير المرئية أو حتى المتغيرة؟ وهل هو ما يجعل الرد منغلقاً على بيئته المباشرة وثقافته؟ ناهيك عن أن ما يحركه ويوجهه في المقام الأول، هي مصالحه الشخصية فوق كل الاعتبارات الأخرى.

بالرغم من التأثر بالأفكار والمعتقدات والظروف والممارسات والسلوكيات التي تحيط بالفرد في المجتمع الإنساني ككل، إلّا أن بعض المجتمعات تقع ضحية لهيمنة الجينات الوراثية والاحتياجات الأساسية للإنسان العاقل!
ومن منطلق آخر، فإن الثقافة تعتبر رمزاً قابلاً للتغيير، وليس فظيعاً بالنسبة للعديد من البشر أن يفقدوا ثقافتهم الأم وتبنّي ثقافة أخرى تصبح هي ثقافتهم الوحيدة التي ينتمون إليها، أو أن تصبح لهم أكثر من ثقافة يشعرون بالانتماء المتساوي إليها، أو لا يشعرون بالفرق بينهما. فالإنسانية ليست لها لغة معينة، وقد يتبنّى الإنسان أكثر من هوية لمحدودية وقته على الأرض، وليتأقلم مع التحديات التي يواجهها أو تفرض عليه، ولكن إنْ كانت جميع البلدان عبارة عن فسيفساء جيني وثقافي، فكيف أصبح التعايش بين البشر في بعض الثقافات المتعددة مدخلاً للصراعات بدلاً من أن يكون جامعاً بينهم؟
مع ظهور الإنترنت تم إنشاء منصات إعلامية وشبكات اجتماعية جديدة أحدثت تغييراً جذرياً في وظيفة المجتمعات العالمية، ولكنها زادت أيضاً من مخاطر وتهديدات ارتفاع وتيرة العنف البدني واللفظي والنفسي والمعنوي والانقسام في المجتمعات، والتجييش الفكري وشيطنة التسامح مقابل نشر وتبنّي وقبول خطاب الكراهية والإقصاء، ولهذا لا يمكن فصل الكلام عبر الإنترنت عن المظاهر غير المتصلة بالإنترنت، بل يمكن استخدامه كمنظور لإستكشاف آليات الكراهية في العالم الحقيقي والعالم الافتراضي كوجهان متطابقان لعملة واحدة، ويغلفهما كذبة تساوي الفرص في ظل استخدام الذكاء الاصطناعي وهو في الحقيقة ليس كما يعتقد الأغلبية.
الذكاء الاصطناعي ربما يصبح سلاحاً يسخّر من خلال البرمجيات المتقدمة وإدارة البيانات الكبرى والخوارزميات بصورة غير محايدة لتوجيه المجتمع الإنساني نحو توجه واحد وفكر واحد، بل والتحكم في العقل البشري في استراتيجية القطيع المنقاد طوعياً. ولا نستغرب إذا عرفنا أن العلوم الحديثة التي نسبت لمجموعة سكانية دون غيرها ساهمت بشكل غير مباشر في الكراهية وتبني الأحكام المسبقة والقوالب النمطية التي تؤدي إلى التمييز عندما يتصرف الناس بناءاً على مواقفهم المتحيزة تجاه مجموعة من الناس.
مهمة الأخلاق تنتهي أحياناً عندما يتهدد بقاء الكائن البشري وتفوقه على الآخر، وحينها يصبح التعايش منةً من القوي على الضعيف ووسيلة وليس غاية.
وأحد العوامل الأخرى التي تثير التحيز هي الموارد التي تحدد التميز، وبفضل المزايا الاقتصادية والعلمية الخاصة للفئات المختارة من المجتمعات. وساهمت الأنثروبولوجيا بمفهومين حيويين أحدهما يتعلق بالجانب العرقي، والآخر هو النسبية الثقافية ونشوء عقيدة أخلاقية غير معيارية تؤكد هيمنة ثقافة واحدة على سائر الثقافات. ويتبع ذلك التمييز الهيكلي والمؤسساتي ضد الأقليات في سلم التميّز الحضاري، أي أن العدد ليس من يحدد الأقلية بل الانتماء للثقافة المهيمنة أو تبنّي أسسها الفكرية والأخلاقية والقيمية، ولذلك يعد التحيّز في بعض الأحيان متجذراً في الهياكل الاجتماعية والصور النمطية، وخاصة في مجال الاتصال والتواصل بين الثقافات مما يعقّد مشهد التعايش السلمي، وهل هو ضد طبيعة البشر الأولى، أو لا يعكس حقيقة أن النزاع والصراع هو الطبيعي بين البشر في تنافسهم على الموارد وفرض القوة والسيطرة؟ أما التعايش، فهو أمر مكتسب ولا يؤمن به أو يملك مقوماته كل المجتمعات ومنافعه ومميزاته تتفاوت بالنسبة للمجموعات البشرية المتنوعة، وهذا التفاوت سببه تباين الوسائل التي يتم بها تحقيق التعايش.!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات

إقرأ أيضاً:

المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية

إيران – أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، أن إيران لن تتنازل عن حقوقها الثابتة، بما في ذلك الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وجاء تصريح أحمديان خلال مشاركته في قمة مجموعة البريكس الأمنية المنعقدة حاليًا في البرازيل، حيث قال: “الأسلحة النووية ليس لها مكان في العقيدة الدفاعية الإيرانية، وهذا ما تثبته التقارير الصادرة عن منظمات المراقبة الدولية”، مؤكدا أن “إيران متمسكة بحقوقها، وفي مقدمتها حق الاستخدام السلمي للطاقة النووية”.

وأضاف المسؤول الإيراني في سياق حديثه عن القضية الفلسطينية: “نشهد إعادة إنتاج خطاب خطير اسمه ‘السلام بالقوة’ و’الدبلوماسية القسرية’، بينما السلام الحقيقي هو الذي يتجذر في العدالة والاعتراف بالحقوق المشروعة”.

وتابع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بالقول: “التهديدات التي وجهتها بعض الدول لمجموعة “بريكس” وأعضائها تعكس القلق العميق إزاء الإمكانات الهائلة التي تمتلكها المجموعة في خلق كتلة اقتصادية وسياسية وثقافية قوية”.

وطرح أحمديان جملة من المقترحات باسم الجمهورية الإسلامية، من بينها: “الكشف عن عملة رقمية لمجموعة “بريكس”، وإنشاء رسول مصرفي مخصص وآمن للتجارة داخل المجموعة، ورمز للاستقلال الاقتصادي”.

كما دعا إلى تشكيل لجنة لأمن سلسلة التوريد مع التركيز على تأمين النقل، وإنشاء ممر مضاد للعقوبات، إلى جانب إطلاق صندوق دعم لمواجهة العقوبات الأجنبية.

جدير بالذكر أن الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بخصوص البرنامج النووي الإيراني عُقدت بمشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى فرق فنية من الجانبين، في سلطنة عمان 26 أبريل الجاري.

وكان عراقجي قد اعتبر أن جولة المفاوضات الأخيرة مع الولايات المتحدة كانت أكثر جدية من الجولات السابقة، مؤكدا أن هناك اختلافات لا بد من العمل على تقليصها.

وأعلن عراقجي لاحقا أن الجولة القادمة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة ستعقد في روما.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي كبير أنه من المرجح أن تعقد الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في أوروبا خلال الأسبوعين المقبلين.

وفي إطار هذه المفاوضات، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ثقته في قدرة إدارته على التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن البرنامج النووي.

في حين أكد المبعوث الخاص لرئيس الولايات المتحدة ستيف ويتكوف أن الاتفاق النووي الجديد بشروط واشنطن، يعني تفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.

المصدر: “مهر” + RT

مقالات مشابهة

  • المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • ديباك شوبرا: الذكاء الاصطناعي أداة لاكتشاف الذات
  • هل سنبقى نحن البشر سادة التقنية أم سنصبح أسرى لها؟
  • وزير الشؤون الإسلامية: برنامج زمالة الوسطية والاعتدال يجسد التزام المملكة بنشر قيم التعايش السلمي
  • اقليم كوردستان يدخل موسوعة غينيس من بين المجتمعات الأكثر وعياً بالصحة
  • خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
  • «تفاهم» بين الإمارات ومصر لتعزيز التعاون الفضائي السلمي
  • أستاذ بجامعة الأزهر: قول مليش دعوة أخطر ما يصيب المجتمعات
  • ولي عهد الفجيرة: للبحث العلمي أهمية في بناء المجتمعات