موقع 24:
2024-09-19@22:28:07 GMT

الحرب على غزة: مأزق إيران وأدواتها

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

الحرب على غزة: مأزق إيران وأدواتها

لقد كشفت طهران هشاشة وضعف موقفها في ضوء 3 حقائق

لم تكن الصدفة وحدها وراء الإنكار المتعدد والمتكرر الصادر عن قادة إيران والميليشيات المسلحة التابعة لها في المنطقة، وتأكيد أن قرار عملية «طوفان الأقصى»، هو قرار حركة «حماس»، بمعنى أنه لم يكن لأي طرف «خارجي» دور أو معرفة في تلك العملية، وذهبت «حماس» إلى الأبعد في الإنكار بالقول إنه «قرار القيادة العسكرية للحركة في الداخل»، والإشارة في هذا كانت موجهة إلى محمد الضيف الموصوف بأنه القائد العسكري لـ«كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية.


إنكار إيران وأدواتها الصلة والمعرفة بـ«عملية الأقصى» لم يصدر فور حدوث العملية؛ بل بعد أن أخذت تداعياتها تتوالى وتتصاعد على المستويين الإسرائيلي والدولي؛ حيث أطلقت العملية جنون القوة الإسرائيلي إلى مداه الأقصى، وهو أمر كان منتظراً من حكومة متطرفة يقودها بنيامين نتنياهو، ويشارك فيها غلاة المتطرفين الإسرائيليين، وقد أخذت تتصاعد ردة فعلها بدعوات الحرب على القطاع وتدميره، وجرى تشكيل حكومة حرب مصغرة، ودفعت الآلة العسكرية الإسرائيلية في هجوم صاعق باتجاه القطاع، بدأ باستعادة السيطرة على مسرح «طوفان الأقصى» في محيط غزة، وفيه مستوطنات ومواقع عسكرية، كما بدأ هجوم جوي واسع على قطاع غزة، ترافق وإطلاق الجيش دعوة نحو 400 ألف من قوات الاحتياط الإسرائيلية.
ولا يمكن فصل قسوة وحجم الرد الإسرائيلي عن الموقف الدولي الذي تزعمته الولايات المتحدة، في دعم وتأييد شديدين لموقف إسرائيل وحربها على الفلسطينيين، مرفقين بإدانة حاسمة للهجوم واصفة إياه بالإرهاب، وقد تجاوبت بصورة سريعة الدول الأوروبية؛ لا سيما بريطانيا وألمانيا وفرنسا، واحتشدت 44 دولة في استنكار «عملية الأقصى» من جهة، ودعم موقف إسرائيل.
ويبدو أن إيران وأدواتها لم يدركوا في البداية حجم ردة الفعل الإسرائيلية- الأميركية، فأصدروا موجة من المواقف المعتادة، بينها تحذير إسرائيل من فتح جبهات متعددة عليها، والتهديد بالتدخل في حال قامت إسرائيل بغزو القطاع، وبدأت مناوشات بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان، وتهديدات من ميليشيات عراقية ويمنية، بينما تحرك وزير خارجية إيران باتجاه بلدان رغب في كسب دعمها لموقف إيران؛ لكن دون أثر ملموس.
لقد بدا من الواضح لإيران أن ردة الفعل الإسرائيلية- الأمريكية لا تقبل المناورة على نحو ما تفعل إيران عادة، وأنه لا مجال أمامها لتحقيق أي مكاسب عبر تسويات وتنازلات وعمليات ابتزاز. وأدركت طهران أن الأمر هذه المرة مختلف عما حصل من مواجهات عبر أدواتها مع الإسرائيليين والأميركيين في لبنان وفي سوريا والعراق وفلسطين؛ حيث كان الإيرانيون يحصلون على جوائز ترضية، أو شيء ما يستر تنازلهم، على نحو ما تم بينهم وبين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي سمح باستهداف صاروخي شكلي على قواعد أميركية في العراق، بعد عملية قتل جنرال «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني عام 2021.
لقد كشفت طهران هشاشة وضعف موقفها في ضوء 3 حقائق، تضاف إلى عدم وجود فرص المناورة والمساومة: أولها مضي الإسرائيليين والأميركيين إلى أعلى مستويات التصعيد، فالحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة، صعدت إلى أكثر مستوياتها وحشية من دون أن يكون لها أفق عملي تقف عنده، ومدت إسرائيل عملياتها إلى الضفة الغربية لمنع الفلسطينيين هناك من أي جهد يساعد فلسطينيي غزة. والثانية تصعيد أميركي وأوروبي في دعم إسرائيل بصورة غير مسبوقة، شمل زيارة زعماء ووزراء وقادة رأي عام، وتقديم مساعدات وأسلحة، وزاد إلى ما سبق تكثيف الوجود العسكري الأميركي في المنطقة بصورة لم تحصل منذ وقت طويل، بالتزامن مع تصعيد التهديدات الأميركية ضد إيران وأدواتها. والحقيقة الثالثة والأخيرة تتعلق بأدوات إيران وقدرتها على المشاركة في الحرب عبر فتح جبهات مع إسرائيل، والأهم في هؤلاء «حزب الله» الذي يواجه رفضاً لبنانياً واسعاً ضد جر لبنان إلى مواجهة عسكرية خاسرة مع إسرائيل، فذهب نحو أقصى ما يمكنه من التعامل مع إسرائيل في قصف عبر الحدود، ضمن تفاهم متفق عليه باسم قواعد الاشتباك.
وبخلاف وضع «حزب الله»، فإن أوضاع قوات إيران وقوات أدواتها في سوريا، لا تسمح لأسباب كثيرة بأي حركة ضد إسرائيل التي تستبيح معسكرات ومقرات الجميع، في عمليات واسعة ومتلاحقة من دون أدنى رد. أما الطرفان العراقي واليمني من أدوات إيران، فالأول قام بعمليات قصف شكلية ضد قواعد أميركية في العراق وسوريا، أعقبها صدور إنذارات بحقه، يقال إنها جدية، والطرف اليمني الذي يمثله الحوثيون قصف بعض صواريخ باتجاه إسرائيل دون تأثير ملموس.
وسط واقع حال يبين فوارق حرب إسرائيل على قطاع غزة في أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، واختلافها عن حروب إسرائيل السابقة عبر العقدين الماضيين، سواء ما جرى منها في لبنان أو في فلسطين وفي قطاع غزة، فلم يكن أمام إيران وأدواتها إلا أن يحنوا رؤوسهم، والسير في سياسة التسويف عبر الانتظار وتمرير الوقت، ومنه انتظار «حزب الله» أسابيع قبل أن يخرج زعيمه بلا موقف من الحرب، مكرراً موقف إيران وبقية الأدوات في إنكارهم المعرفة والصلة تالياً بعملية «طوفان الأقصى»، وتخفيف حدة مواقفهم في مواجهة الحرب على الفلسطينيين، بما يؤكد امتناعهم عن الانتصار للأخيرين ودعمهم، على نحو ما سعى إلى تأكيده ترويج شعار «وحدة ساحات المقاومة والممانعة».
خلاصة القول: إن إيران وأدواتها تخلُّوا عما روَّجوا له طويلاً في نصرة الفلسطينيين في مواجهة الحرب الإسرائيلية عليهم، وتركوهم يواجهون حرباً مدمرة، رغم تفاهم إيراني مسبق مع «حماس» على مقدمة الحرب في «طوفان الأقصى»، ومساندة زائفة من القوى الأخرى، بما فيها قيادة «حماس» التي كرر كبار المسؤولين فيها أن مسؤولية العملية تقع على قيادة «كتائب القسام».
إن ما حصل لن يكرس تبدلاً في سياسة إيران وعلاقاتها بالموضوع الفلسطيني؛ بل إنها ستظل على الخط نفسه، وعندما تتعرض إلى امتحان فإنها لا بد من أن تجد مهرباً ولو على حساب أدواتها القريبة التي كانت وتظل أسيرة النفعية المادية والتضليل الآيديولوجي من جهة، وممارسة خديعة الجمهور عبر شعارات أثبتت أنها بعيدة جداً عنها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة طوفان الأقصى حزب الله

إقرأ أيضاً:

يوم ثانٍ من الحرب الإسرائيلية السيبرانية: استهداف المشيِّعين بالضاحية والضحايا بالمئات



لم تقل تداعيات اليوم الثاني من الهجمات السيبرانية الاسرائيلية على " حزب الله" خطورة في حصيلتها وصدمتها عن اليوم الأول، إذ تعاظم بعدها وتضخّم جيش المصابين بين أكثر من 23 شهيداً وآلاف الجرحى الذين ذهبت تقديرات إلى أنهم صاروا في حدود السبعة آلاف مصاب، المئات منهم في حالات حرجة. وعصر أمس، في الوقت نفسه تقريباً لليوم الأول من الهجوم، عادت أصوات الانفجارات تدوي في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق عدة في الجنوب والبقاع.
وجاء في افتتاحية" النهار": سواء كانت موجة ثانية أم "غارة" سيبرانية ثانية لليوم الثاني توالياً، لم تترك هذه الغارة أدنى شك في أن إسرائيل قد تكون شرعت في حربها الواسعة على"حزب الله" وشقها الأول سيبراني، فيما يتسمر الرصد على طبيعة وحجم ردّ "حزب الله" على أخطر وأسوأ موجات الاختراق التقني والاستخباراتي في بنية الاتصالات الجوهرية لديه مهددة إياها بخسائر فادحة بشرية وقتالية ومعنوية.
هذا التحدي الهائل الذي رتّبه الهجوم الإسرائيلي السيبراني المتدحرج، في يومه الثاني، وقبل أن تجري لملمة الحصيلة المرعبة لهجوم اليوم الأول، زادت إنشداد الأنظار إلى الكلمة المهمة التي سيلقيها في الخامسة من عصر اليوم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، والتي، وإن لم يصدر أي تسريبات من الأوساط المعنية في الحزب حيالها، يفترض أن تكون احدى اكثر المحطات المفصلية كمؤشر أساسي للرد المتوقع للحزب على الهجمات الإسرائيلية عليه بالإضافة إلى شرحه المتوقع لحجم الخسائر التي اصابت الحزب وكشفه لمعالم أساسية في عملية الخرق الاستخباراتي الإسرائيلي لشبكة الاتصالات لديه. وتبعاً لهذه التطورات المخيفة سيقف لبنان أمام ساعات حاسمة تقريرية لما يمكن أن تتدحرج إليه المواجهة التي انتقلت من ميدانية تقليدية كما كانت عليه طوال الـ11 شهراً السابقة إلى أخطر وأقرب احتمال لانفجار الحرب الواسعة بعدما قلبت الهجمات الإسرائيلية كل قواعد الاشتباك رأساً على عقب وحاصرت "حزب الله" في اختراق واستهداف غير مسبوقين بطبيعتهما. واتخذت تداعيات التطورات الخطيرة طابعاً دولياً واسعاً إذ تقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً غداً الجمعة للبحث في التفجيرات التي حصلت في لبنان.

وفي هذا السياق شدد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش غداة التفجيرات الدامية في لبنان للصحافيين على أنه "من الاهمية بمكان أن تكون هناك مراقبة فاعلة للأجهزة ذات الاستخدام المدني، وألا يتم تحويلها أسلحة. ينبغي أن يكون هذا الأمر قاعدة للجميع في العالم، وأن تكون الحكومات قادرة على تطبيقه".

وفيما نقل عن مسؤول إسرائيلي مطلع "أن إسرائيل بدأت أمس تحريك مزيد من القوات إلى الحدود مع لبنان كإجراء احترازي"، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "أننا في بداية مرحلة جديدة من الحرب في الشمال وأن مركز الثقل يتحول إلى الشمال من خلال تحويل الموارد والقوات".
وقال مصدر أمني لـ"رويترز" إن أجهزة الاتصالات التي انفجرت أمس هي أجهزة لاسلكي محمولة ومختلفة عن أجهزة البيجر التي انفجرت أول من أمس و"حزب الله" اشترى أجهزة اللاسلكي المحمولة قبل 5 أشهر في وقت شرائه أجهزة البيجر تقريباً. كما أفادت محطة "سي إن إن" نقلاً عن مصدر أمني لبناني أن الأجهزة اللاسلكية أقل استخداماً من أجهزة البيجر وتم توزيعها على منظمي التجمعات. وأفيد عن انفجار أجهزة لاسلكية من نوع icom v82 وv88 كما تحدثت معلومات عن احتمال انفجار أجهزة اللاسلكي وألواح الطاقة الشمسية الموصولة بشبكة الإنترنت.

وصدرت عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة حصيلة لموجة التفجيرات الجديدة التي طالت أجهزة لاسلكية وفيها أن 12 شخضاً قد استشهدوا وأصيب أكثر من 300 شخص بجروح. وبرزت جسامة الحصيلة في اليوم الثاني عبر بيان أصدره الدفاع المدني وعدّد تفصيلاً عشرات المنازل والمحلات والسيارات والمصابين الذين شملتهم عمليات اخماد الحرائق وإسعاف المصابين.


وتزامنت الانفجارات مع تشييع "حزب الله" لعدد من الضحايا الذين سقطوا أول من أمس. وأفادت المعلومات أن 13 إصابة بينها حالة حرجة سجلت في بلدة سحمر في البقاع الغربي واحترقت أربعة منازل لدى تفجّر أجهزة خلال تشييع عباس بلال منعم.
وكان توالى كشف تقارير جديدة عن اليوم الأول، فأفاد موقع "مونيتور" نقلاً عن مصادر استخباراتية أن الجيش الإسرائيلي اتخذ قراراً عاجلاً لتنفيذ خطة تفجير أجهزة "البيجر" بعدما اكتشف أن إثنين من عناصر الحزب قد شكوا في وجود اختراق لتلك الأجهزة.

مقالات مشابهة

  • الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنا جندته إيران لاستهداف نتنياهو ووزير الدفاع
  • يوم ثانٍ من الحرب الإسرائيلية السيبرانية: استهداف المشيِّعين بالضاحية والضحايا بالمئات
  • مآلات استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة
  • انفجار أجهزة البيجر لعناصر حزب الله.. هذا ما قالته إيران عن إسرائيل
  • العراق يدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين 
  • لبنان واستراتيجية التهويل الإسرائيلية
  • القناة 14 الإسرائيلية: احتمالات بإعلان إسرائيل قريبا جبهة الشمال جبهة الحرب الرئيسية
  • هيئة البث الإسرائيلية: حزب الله يستعد لشن عملية عسكرية ضد إسرائيل
  • رئيس هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: إيران تقوم بأنشطة نووية سرية
  • بدأ التنفيذ الفعلي لمخططه .. الاحتلال يعلن الحرب على المسجد الأقصى