مقال بواشنطن بوست: الحكومات الأميركية لم تنصف الفلسطينيين
تاريخ النشر: 8th, July 2023 GMT
يقول كاتب العمود بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) إيشان ثارور إنه -ورغم الهجوم الإسرائيلي العنيف على الفلسطينيين في جنين مرة أخرى- لم تفعل واشنطن شيئا تجاهها واستمرت، مثلها مثل الإدارات الأميركية السابقة، في حماية إسرائيل والدفاع عنها.
وأورد ما نفذته إسرائيل من اجتياح لجنين -المكتظة بالسكان- بمئات الجنود وبدعم من المسيرات والجرافات المسلحة وقتل 12 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين، وإلحاق أضرار واسعة النطاق بمنازل المدنيين والبنية التحتية.
ووصف الكاتب هذا الهجوم بأنه أحدث حلقة خلال عام، وهو واحد من أكثر الهجمات دموية ضد الفلسطينيين، حيث قُتل أكثر من 150 فلسطينيا، و29 إسرائيليا في نفس الفترة الزمنية، مضيفا أن ذلك يتم على خلفية تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية على القرى والممتلكات الفلسطينية بتشجيع من الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، فضلا عن وجود سلطة فلسطينية ضعيفة بشكل متزايد.
وقال إنه -وفي مواجهة كل هذا- تتعثر إدارة الرئيس جو بايدن ولا تفعل شيئا يذكر لتغيير الوضع الراهن الخطير، بل تصدر بيانا مقتضبا هذا الأسبوع تقول فيه إنها تدعم أمن إسرائيل وحقها في "الدفاع عن شعبها ضد حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والجماعات الإرهابية الأخرى".
وذكر الكاتب أن مسؤولين ومحللين فلسطينيين يرون أن رد الولايات المتحدة على أحداث جنين مؤشر آخر على التواطؤ في انتهاكات الاحتلال العسكري ومشروع الاستيطان الذي اعتبرته لجنة تابعة للأمم المتحدة العام الماضي غير قانوني.
كل الحكومات الأميركيةوأضاف أنه -ورغم الحب المفقود بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- فقد أظهر الأول القليل من الرغبة في وقف المسار الحالي للأحداث بالضفة الغربية، حيث يخشى كثيرون من احتمال انفجار عنف مماثل للانتفاضة الثانية قبل عقدين.
وأكد الكاتب أن الحكومات الأميركية المتعاقبة جميعها، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، حمت إسرائيل بشكل فعال من مواجهة أي تداعيات سياسية أو قانونية على استيطانها في الضفة المحتلة.
لهذا الصراع طرقه لفرض نفسه على جدول الأعمالوأورد الكاتب ما قال إنه تعليق للكاتب الفلسطيني مروان بشارة جاء فيه: إن الحكمة التقليدية في واشنطن تدور منذ فترة طويلة حول تلبية احتياجات إسرائيل ورغباتها لتشجيعها على تعديل مواقفها بشأن السلام مع الفلسطينيين وتقديم "التنازلات الضرورية، وحتى التضحيات من أجل السلام، لكن في الواقع، أدى الدعم الأميركي غير المشروط حتى الآن إلى تقوية موقف إسرائيل، وجعل مجتمعها متطرفا وقاد نظام حكمها نحو الفاشية".
وختم الكاتب عموده في واشنطن بوست بقول مات دوس، وهو مستشار سياسي للسيناتور اليساري بيرني ساندرز "لهذا الصراع طرقه لإعادة فرض نفسه على جدول الأعمال".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جنوب أفريقيا: لن نتراجع عن دعوى الإبادة ضد إسرائيل رغم ضغوط ترامب
واستعرضت حلقة 2025/2/20 من برنامج "من واشنطن" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- تطورات العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، في أعقاب قرار ترامب وقف المعونات المالية لبريتوريا على خلفية موقفها من إسرائيل وحربها على قطاع غزة.
وأكد السفير الجنوب أفريقي في واشنطن إبراهيم رسول في حوار خاص مع "من واشنطن" أن بلاده لن تتراجع عن دعواها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، واصفا القرار الأميركي بأنه "محاولة تنمر" لثني بلاده عن موقفها.
وأوضح مراسل الجزيرة في جوهانسبرغ حافظ مريبح أن قرار ترامب أثار استياء واسعا في جنوب أفريقيا، خاصة أن المعونات الأميركية البالغة 453 مليون دولار كانت تذهب إلى برامج مكافحة الإيدز الذي يصيب نحو 8 ملايين شخص.
وفي السياق ذاته، قال مراسل الجزيرة في أديس أبابا حسن رزاق للبرنامج إن القمة الأفريقية الأخيرة أظهرت دعما قويا لموقف جنوب أفريقيا، إذ أدان القادة الأفارقة بالإجماع الممارسات الإسرائيلية في غزة ورفضوا مخططات تهجير الفلسطينيين.
تناقض أميركي
ورفض السفير رسول اتهامات ترامب بشأن مصادرة أراضي البيض، مؤكدا أنها "تستند إلى إشاعات وكلام مغرض"، وأشار إلى التناقض في موقف واشنطن التي تنتقد مصادرة الأراضي في جنوب أفريقيا، في حين تدعم "مصادرة غزة".
إعلانلكن السفير رسول أكد أن بلاده لن تتخلى عن مبادئها، مشيرا إلى أن فهم جنوب أفريقيا معاناة الفلسطينيين نابع من تجربتها مع نظام الفصل العنصري، مضيفا "نحن نفهم جيدا ما هي معاناة الفلسطينيين، ولذلك لا يمكن أن نسمح بما يحدث من إبادة جماعية".
من ناحيته، أوضح الحاخام وارن غولدستون كبير حاخامات اتحاد الكُنُس اليهودية الأرثوذكسية في جنوب أفريقيا للبرنامج أن بعض الأصوات في المجتمع اليهودي تدعم قرار ترامب رغم الدور التاريخي لليهود في النضال ضد نظام الفصل العنصري من خلال المؤتمر الوطني الأفريقي.
ويأتي هذا التوتر في العلاقات الأميركية الجنوب أفريقية في وقت يواجه فيه المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم تحديات داخلية غير مسبوقة، إذ يحكم للمرة الأولى من خلال تحالف مع أحزاب أخرى منذ سقوط نظام الفصل العنصري.
وكشف مراسل الجزيرة في جوهانسبرغ عن تأجيل الإعلان عن ميزانية جنوب أفريقيا لمدة شهر بسبب خلافات بشأن زيادة الضرائب، مما يعكس الضغوط المالية التي تواجهها الحكومة رغم تأكيدها أن قرار ترامب لن يؤثر على سياساتها.
ولفت البرنامج إلى أن الموقف الجنوب أفريقي المدعوم أفريقيا يعكس تحولا في المواقف الدولية تجاه الحرب في غزة، إذ تستند بريتوريا إلى خبرتها في مكافحة الفصل العنصري لتقديم رؤية مختلفة للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
20/2/2025