قالت صحيفة غارديان البريطانية (The Guardian) في افتتاحيتها اليوم السبت إن من أخطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما خطط للحرب على أوكرانيا، تقليله من شأن التضامن الأوروبي. حيث حركت هذه الحرب مركز الجاذبية الإستراتيجية للقارة، لكن ليس في الاتجاه الذي كان يقصده بوتين.

فقد قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -بحسب الصحيفة- طلبا طارئا لعضوية الاتحاد الأوروبي خلال أيام من الغزو، وقد قُبِل ترشيح بلاده رسميا خلال أشهر.

في هذا السياق، أشارت الغارديان إلى قول رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال قمة في كييف الأسبوع الماضي، إنه من المستحيل تصوّر مستقبل للاتحاد الأوروبي من دون أوكرانيا.

وعلقت الصحيفة البريطانية على هذا الكلام بأنه ما كان ليقال قبل الحرب، لأن الترشيح لعضوية الاتحاد الأوروبي أقل أهمية لمجهود زيلينسكي الحربي من المعدات العسكرية، لكن الأسلحة تدفقت أيضا من الدول الأوروبية.

وأضافت الافتتاحية أن المساعدة العسكرية والاندماج المؤسسي مكملان لبعضهما، وهذا يعكس تكيفا نفسيا في الغرب، أي تخلصا من التراخي واعترافا متأخرا بأن "بوتين طاغية" لا يمكن استرضاؤه.

وترى الصحيفة أن انضمام أوكرانيا سيؤدي إلى قلب ميزان النفوذ في المجلس الأوروبي بعيدا عن النواة الغربية للاتحاد الأوروبي في القرن العشرين تجاه دول القرن الحادي والعشرين في الشرق، وسيُختبر مدى التضامن القاري من خلال عملية حوّلت المستفيدين الخالصين من الميزانية المشتركة إلى مساهمين خالصين.

وختمت الصحيفة بأنه يجب ألا تنخدع كييف بعموميات مجردة، ويمكن أن تعرض عليها معاهدات وشراكة أمنية ترسم مسارا مقبولا للعضوية الكاملة، مشيرة إلى أن "العدوان الروسي" كان هو القوة المحركة التي أعطت زخما سياسيا جديدا للتضامن القاري، ويجب الآن تسخير هذه الطاقة في عملية تضمن مستقبل أوكرانيا في نادي الديمقراطيات الأوروبية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يجهز مشروعًا دفاعيًا ضخمًا لمواجهة روسيا ودعم أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يستعد الاتحاد الأوروبي للكشف عن مشروع دفاعي واسع النطاق يهدف إلى تعزيز قدراته العسكرية وتقليل اعتماده على الولايات المتحدة، مع التركيز على ردع روسيا ودعم أوكرانيا في حربها المستمرة، وذلك في ظل تصاعد التهديدات الأمنية وتراجع الدور الأمريكي في القارة.

هذه التحولات جاءت ضمن مسودة "الكتاب الأبيض للدفاع"، التي أعدها مفوض الدفاع الأوروبي أندريوس كوبيليوس وكبيرة دبلوماسيي الاتحاد كايا كالاس، والتي من المقرر تقديمها لقادة الاتحاد خلال الأسبوع المقبل.
 تشدد المسودة على أن إعادة بناء القوة الدفاعية لأوروبا تتطلب استثمارًا طويل الأمد، حيث تُعد التحركات الروسية الدافع الأساسي لهذا التوجه. وتتمحور استراتيجية الدفاع الأوروبي الجديدة حول:

تعزيز الإنتاج العسكري داخل أوروبا وتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين.
 تشجيع عمليات الشراء الجماعي للأسلحة لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة.
 تمويل المشاريع الدفاعية بشكل أكثر مرونة، وتقليل البيروقراطية في الاستثمارات العسكرية.
 التركيز على مجالات النقص العسكري، مثل الدفاع الجوي والتنقل العسكري، لسد الفجوات الاستراتيجية.
 تشير الوثيقة إلى أن روسيا تشكل تهديداً وجودياً للاتحاد الأوروبي، حيث تُظهر سياساتها التوسعية واستراتيجياتها العسكرية أن الحاجة إلى ردع أي عدوان روسي محتمل ستظل قائمة حتى بعد تحقيق اتفاق سلام بين موسكو وكييف.
 ومن هذا المنطلق، تحدد المسودة مجموعة من التدابير لدعم أوكرانيا، أبرزها:
 توفير 1.5 مليون قذيفة مدفعية لتعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية.
 إمداد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متطورة.
استمرار تدريب القوات الأوكرانية لرفع كفاءتها القتالية.
 دمج أوكرانيا في خطط التمويل العسكري للاتحاد الأوروبي، مما يتيح لها الحصول على دعم مستدام.
 توسيع ممرات التنقل العسكري لتشمل أوكرانيا، ما يعزز سرعة الدعم اللوجستي الأوروبي لكييف.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأتحدث مع بوتين غدا بشأن أوكرانيا
  • وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يناقشون التسوية السلمية في أوكرانيا
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: يجب على روسيا دعم وقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • ما شروط بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
  • عودة كورتوا .. قائمة منتخب بلجيكا أمام أوكرانيا بدوري الأمم الأوروبية
  • بانتظار مكالمة بينهما.. بوتين يبعث رسالة لترامب بشأن هدنة أوكرانيا
  • رسالة من بوتين إلى ترامب بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • هل بوتين مستعد لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
  • الاتحاد الأوروبي يجهز مشروعًا دفاعيًا ضخمًا لمواجهة روسيا ودعم أوكرانيا
  • هل يكون هجوم كورسك الخطأ الأكثر كلفة على أوكرانيا؟