اكتشف فريق من العلماء أن مليارات السنين من التعرض للإشعاع جعلت الزجاج على القمر أكثر صلابة.

وفي ورقة بحثية منشورة في مجلة Science Advances، تصف المجموعة المؤلفة من علماء المواد في مختبر مواد بحيرة سونغشان، وزملائهم من الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء والأكاديمية الصينية للعلوم، كيف قاموا باختبار عينات من الثرى القمري التي جلبتها مركبة الهبوط القمرية الصينية Chang'e-5 إلى الأرض ثم عالجوا العينات لتجديدها لأغراض المقارنة.

What exposure to #radiation does to #glass on the moon over billions of years @ScienceAdvanceshttps://t.co/77F38sWHPXhttps://t.co/CFAQvVMbtC

— Phys.org (@physorg_com) November 10, 2023

وصنع البشر الزجاج منذ ما يقرب من 4000 عام، ومن ناحية أخرى، فإن الطبيعة تفعل ذلك منذ مليارات السنين.

وفي هذا العمل الجديد، قام الفريق العلمي بدراسة الزجاج الذي تكون بشكل طبيعي على القمر عن طريق اصطدام النيازك وذوبان الثرى القمري، والذي يبلغ عمر بعضه مليارات السنين.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن سطح القمر مليء بقطع صغيرة من الزجاج، كل منها تعرض للأشعة الكونية والإشعاع من الشمس.

إقرأ المزيد اكتشاف طريقة جديدة يمكن أن تحول القمر إلى "مزرعة"

وأراد العلماء معرفة نوع التأثير الذي أحدثه هذا القصف الإشعاعي على زجاج القمر.

ولمعرفة ذلك، حصل الباحثون على خمس قطع صغيرة جدا من الزجاج أعادتها مركبة الهبوط القمرية Chang’e-5، ولم يكن حجم كل منها أكبر من عرض شعرة الإنسان.

وتمت دراسة كل منها باستخدام المجهر الإلكتروني النافذ، ما أعطى الفريق فكرة عن بنيتها. وقاموا أيضا بضغط كل عينة لمعرفة كيفية تفاعلها مع القوة.

وأعطت كلتا الطريقتين للدراسة العلماء خطا أساسيا لمعرفة المزيد حول كيفية تأثير الزمن على قطع الزجاج.

ثم قام العلماء بتعريض كل عينة من العينات الزجاجية لحرارة شديدة تبلغ 650 درجة مئوية لمدة خمس دقائق تقريبا. وكانت مثل هذه المعالجة الحرارية كافية لجعل الزجاج يبدأ في الذوبان، وهي معالجة يقترح الفريق أنها أعادت العينات إلى شكلها الأصلي.

وقد أتاح ذلك للعلماء مقارنة الشكل الأصلي للزجاج بحالته الحالية، ما سمح لهم بمعرفة ما فعلته به مليارات السنين من الإشعاع.

وعند النظر إلى الاختلافات، وجد الفريق تغييرات كبيرة في معامل يونغ، الذي يختبر مقدار القوة التي يمكن أن تتحملها المادة قبل أن تتشوه، ووجدوا تغييرات تصل إلى 70%. كما وجدوا أيضًا أن القصف الإشعاعي جعل الزجاج أكثر صلابة.

المصدر: phys.org

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اكتشافات بحوث دراسات علمية قمر مركبات فضائية معلومات عامة معلومات علمية

إقرأ أيضاً:

هل حقا سيكون هناك قمر ثان للأرض قريبا؟

خلال الأيام القليلة الماضية، تجولت في وسائل التواصل الاجتماعي العربية أخبار كثيفة عن انضمام قمر ثان لكوكب الأرض، فيصبح لديها قمران يدوران حولها، مما تسبب في تصور الناس أن هناك بالفعل قمرا حقيقيا يشبه القمر الذي نراه مساء، لكن ذلك غير صحيح.

فقد اكتشف الباحثون من جامعة كمبلوتنسي بمدريد الإسبانية قبل نحو أسبوعين أن كويكبا صغيرا (وليس قمرا) سيدور حول الأرض مرة واحدة بدءا من 29 سبتمبر/أيلول إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني، قبل المغادرة إلى أجزاء أخرى من النظام الشمسي، وقد نشر الباحثون نتائج هذا الاكتشاف بدورية "ريسيرش نوتس أوف ذا إيه إيه إس".

القمر الصغير

ويسمى الكويكب "بي تي 5 2024" ويبلغ قطره حوالي 11 مترا فقط، وقد تم اكتشافه للمرة الأولى بواسطة أحد تلسكوبات "أطلس" جنوب أفريقيا، ويعد "أطلس" منظومة جديدة من التلسكوبات الموزعة حول العالم تعمل على مسح السماء بشكل دوري والبحث عن الأجرام التي تقترب كثيرًا من الأرض.

ومن خلال ملاحظة حجمه الحالي وسرعته ومساره، تمكن الباحثون من حساب مساره على مدى الأشهر القليلة القادمة. وجدوا أنه يدور حول الشمس مع بقية الكواكب، ولكنه يقترب ببطء من نظام الأرض والقمر بسرعة بطيئة نسبيا وسيصبح تحت تأثير جاذبية الأرض بشكل مؤقت، بحسب وكالة ناسا.

يسمى الكويكب "بي تي 5 2024" ويبلغ قطره حوالي 11 مترا فقط (شترستوك)

وكانت آخر مرة اقترب فيها الكويكب من الأرض يوم 11 فبراير/شباط 2003 تقريبا، عندما مر على مسافة حوالي 8.5 ملايين كيلومتر من الأرض.

ويشير مصطلح "القمر الصغير" إلى جرم سماوي صغير عادة ما يكون كويكبا يتم أسره مؤقتا بواسطة مجال جاذبية الأرض، ويدور حول الكوكب لفترة قصيرة قبل الهروب إلى الفضاء أو السقوط على الأرض، وعادة ما يخطئ الناس في فهم هذا الاصطلاح، فيظنون أنه يعبر عن قمر حقيقي.

وتعد هذه الأجرام أصغر بكثير من قمر الأرض الطبيعي، فغالبًا ما يتراوح قطرها بين بضعة أمتار وعشرات الأمتار، وعادة ما تظل في المدار لبضعة أشهر إلى سنوات.

هل يمكن أن نراه؟

ولعل أشهر الأمثلة بهذا النطاق القمر الصغير "آر إتش 120 2006" وهو كويكب صغير يبلغ عرضه حوالي 2-3 أمتار، ودار حول الأرض لمدة 12 شهرًا من يوليو/تموز 2006 إلى يوليو/تموز 2007، أما "سي دي 3 2020" فهو قمر صغير آخر يبلغ عرضه حوالي 1-2 متر، وتم التقاطه مؤقتًا بواسطة الأرض من عام 2018 إلى 2020.

وغالبا ما تكون مدارات الأقمار الصغيرة غير منتظمة وبيضاوية للغاية، أي أنها تقترب كثيرا من الأرض في بعض الأحيان ثم تبتعد عنها في أحيان أخرى، أثناء الدوران حولها.

وتوفر الأقمار الصغيرة فرصة للعلماء لدراسة الأجسام القريبة من الأرض بالتفصيل، مما يساعد على معرفة المزيد عن النظام الشمسي المبكر، ويمكن أن تكون هذه الأجرام أهدافًا لمهام فضائية مستقبلية، وخاصة لتعدين الكويكبات أو استخدام الموارد، وهو نطاق بدأ بالازدهار حاليًا.

ومن غير المرجح أن ترى "بي تي 5 2024" بالعينين المجردتين أو حتى التلسكوب، فبحسب وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) فإن درجة لمعان "بي تي 5 2024" هي "27.593" وهذا الرقم مؤشر على مقدار خفوت الكويكب، وللمقارنة فإن أضعف لمعان يمكن رؤيته بالعين المجردة ليلا هو حوالي 6.5، ويمكن لتلسكوبات الهواة رصد أجرام بلمعان مقداره 16 أو 17 في أقصى حدودها.

مقالات مشابهة

  • خلال أيام.. القمر يحجب نجوما وكواكب
  • هل حقا سيكون هناك قمر ثان للأرض قريبا؟
  • دراسة تكشف مستقبل الحياة على الأرض بعد مليارات السنين
  • بعد أزمة مؤمن زكريا.. هل للسحر حقيقة وتأثير في الواقع.. الإفتاء توضح
  • بوريطة: المبادرات الملكية تجاه إفريقيا تهدف لتوحيد الصف بما يسمح بأن يكون لافريقيا صوت وتأثير في اتخاذ القرارات
  • العلماء يكتشفون نوعا من الخلايا تم التنبؤ به منذ 100 عام!
  • «الخارجية الصينية»: بكين تعارض أي انتهاك للسيادة اللبنانية
  • أهمية الميكروبيوم في صحة الجهاز الهضمي وتأثير البكتيريا النافعة
  • السجن بمئات السنين على مقاول مسؤول عن مبنى انهار في زلزال تركيا
  • السجن بمئات السنين على مقاول مسؤول عن مبنى أنهار في زلزال تركيا