عربي21:
2025-01-11@01:44:39 GMT

لا يحكّ جلدك إلّا ظفرك

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

تردّدتُ كثيراً، قبل أن أُقرّر كتابة هذا المقال. لستُ أعرف إذا ما كانت الكتابة تتعلّق بالعادة، أم أنّها الحاجة.

في كلّ الحالات لم يعد ثمة أيّ متعة في أن تكتب وأنت مكبّل بقيودٍ كثيرة، تضطرّ معها، لأن تعصر دماغك، علّك تستطيع الوصول إلى الحقيقة أو بعضها تفادياً لثمنٍ تنتظره من جهات كثيرة.
بات معروفاً المصير الذي يواجهه كلّ مَنْ يجرؤ على البَوْح بكلّ الحقيقة في بلاد فقدت الحقّ في الكلام فكيف حين يتحوّل الكلام إلى فعل.



ثمة ضرورة للكتابة فذلك أضعفُ الإيمان في أوضاع طافحة بالتضحيات، وشعب لا يملّ من تقديم المزيد منها ثمناً لحرّية ينكرها عليه القريب والبعيد.
ها هو موعد جديد آخر ينقضي دون أن يفتح طاقة أمل ولو كانت صغيرة، أمام أطفال لم يفتحوا بعد عيونهم على الحياة.

الحادي عشر من هذا الشهر، حيث كانت ستنعقد قمّتان عربية وإسلامية، كان على ما يبدو، أنّه الحدّ الأخير من الوقت سمح به العرب والمسلمون بطلبٍ من أميركا لكي تتوقّف الحرب، أو لكي يدلّ المنتظرين على "خارطة طريق" تضع حدّاً لحربٍ لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، سوى ما فعله المستوطنون البيض في الهنود الحمر أصحاب الأرض في الدولة التي أصبحت إمبراطورية الشرّ.

كنت قد كتبت أنّ موعد القمّة الطارئة، قد خضع لقرار أميركي، حدّد موعدها بعد أكثر من خمسة عشر يوماً من اليوم الذي دعا فيه الرئيس محمود عباس لانعقادها.

يعتريني شكّ عميق، بأنّ دمج القمّتين في قمّة واحدة عربية وإسلامية، إنّما يستهدف توزيع الدمّ الفلسطيني على أوسع مساحةٍ ممكنة، لكي تضيع المسؤولية بين القبائل التي تشكّل أقلّ قليلاً من ثلث الجمعية العامة للأمم المتحدة.

معلوم أنّه كلما تعدّدت واتّسعت دائرة الحوار، أصبح من الصعوبة التوصّل إلى اتفاق من دون مراعاة كلّ وجهات النظر.

لم تتح لنا الفرصة للاطلاع على كلّ ما ورد في البيان الختامي للقمّة، ولكن المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية السعودي، وأمين عام الجامعة العربية ركّز على قرارين:

الأوّل، إنّ القمّة قررت كسر الحصار المفروض على قطاع غزّة، وإدخال المواد الإغاثية والوقود فوراً، والثاني، المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.

حين تتضمّن الصياغة كلمة كسر وفوراً، يتبادر للذهن أنّ خلف هذا القرار إرادة حاسمة، لفرض تنفيذ القرار، حتى لو رفضت إسرائيل ذلك. والسؤال: هل سينفّذ العرب والمسلمون هذا القرار، أم أنّهم ينتظرون صفقة تبادل للأسرى يُجرى طبخها على نارٍ حامية، وسيكون أحد شروطها إدخال المواد الإغاثية والوقود؟

إذا كان الأمر على هذا النحو، فإنّ لا فضل للقمّة في تحقيق ذلك، فالفضل للمقاومة التي ستفرض شروطها في هذه المساومة.

وإذا كان الأمر كذلك، أيضاً، فإنّ عملية الاستغفال لن تمرّ لا على الشعوب ولا على من ينتظرون المساعدة.

وقالت القمّة العرمرمية، إنّه يجب وقف إطلاق النار فوراً، ولكن في غياب إرادة فرض هذا القرار، يصبح الأمر بيد الولايات المتحدة التي سيمارس عليها أهل القمّة شيئاً من الضغط الذي قد لا يُجدي نفعاً.

لم يُحدّد المجتمعون آليات تنفيذ هذه القرارات، ولا إطارها الزمني، ويترك تنفيذها لإرادة الولايات المتحدة وإسرائيل، ما ينسف بقوّة كلمة فوراً.

قال المجتمعون إنّ القضية الفلسطينية هي قضيتهم المركزية الأولى التي باتت تتصدّر الأجندات الوطنية والقومية، وأعادوا التأكيد على "حل الدولتين"، ومرّة أخرى يعود الفضل للشعب الفلسطيني الذي فرض بنضاله وتضحياته على العالم كلّه، هذه الحقيقة.

يتألّم المرء من الأعماق، حين يشاهد التغيّرات العميقة في الرأي العام "الغربي"، الذي يخرج إلى شوارع عواصم الدول التي اصطفّت خلف دولة الاحتلال، بينما يصمت الرأي العام العربي والإسلامي، وتصمت معه الأنظمة، التي لم يعد لها سوى جميل الكلام فقط.

بُحّت حناجر المستغيثين، من تحت الأنقاض، يستصرخون المعتصم بالله، ولم يتوقّف الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة، وإدارة مستشفى الشفاء، عن مطالبة القمّة بتقديم العون السريع، وتوفير الاحتياجات الضرورية ولكن كلّ ذلك ذهب أدراج الرياح.

ذهبت المطالبات، ونداءات الاستغاثة، أدراج الرياح المسمومة المحمّلة، بالغاز الأبيض، الذي تلقيه آلة الحرب الإسرائيلية على البشر والحجر والهواء، واختلطت الأجواء المسمومة بالكلام الكثير الذي تطاير من القمّة العتيدة.

وفي الوقت الذي كان الملوك والزعماء يُلقون كلماتهم، التي في معظمها، تجنّبت الإشارة بصراحة إلى مسؤولية الإدارة الأميركية، في هذا الوقت كان حسن نصر الله أمين عام "حزب الله" يلقي خطاباً لمناسبة "يوم الشهداء".

وهناك، أيضاً، علّق الفلسطينيون آمالاً عريضة على "محور المقاومة" لكن طال الانتظار ولم يحصلوا سوى على انخراط جزئي، فجاء الخطاب تبريريّاً.

نفهم أنّ الولايات المتحدة الأميركية تحرّكت منذ اللحظة الأولى للحرب، ووظّفت كلّ إمكانياتها، ونقلت بوارجها الحربية، وأطلقت التهديدات لمن يحاول الاقتراب من ميدان المعركة، ولكن بصرف النظر عن وجاهة التبريرات فإنّ الواقع يقول، إنّ الفلسطينيين تُرِكُوا وحدهم.

ربّما كان الفلسطينيون عاطفيّين، وواهمين كثيراً، بأنّ انتسابهم للأمّتين العربية والإسلامية، يجعل لهم ظهيراً قويّاً، سيكون حاضراً فورَ أن يقوم الفلسطينيون بدورهم كطليعةٍ للأمّتين.

مراجعة تاريخ الصراع منذ بداياته، تشير إلى أنّ الفلسطينيين كانوا وحدهم وأنّ أدوار العرب، لم تتجاوز أدوار دول أخرى بعيدة عن ميدان الصراع، وهي ليست عربية أو إسلامية.

هل نتذكّر الخديعة الكبرى التي تعرّض لها الشريف حسين زعيم "الثورة العربية الكبرى" خلال الحرب العالمية الأولى؟

هل نتذكّر دور الجيوش العربية السبعة التي دخلت الحرب العام 1948، وفشلت في مواجهة العصابات الصهيونية؟

هل نتذكّر الاجتياح الصهيوني للبنان العام 1982، وكيف ترك العرب والمسلمون قوات الثورة، والجماهير الفلسطينية واللبنانية الوطنية تواجه مصيرها؟

لقد وصلت قوّات أريئيل شارون بيروت واحتلتها، وما كان لتلك القوّات الغازية، أن تخرج إلّا تحت ضربات المقاومة اللبنانية؟

ماذا كان دور العرب والمسلمين في الحرب التي شنّتها إسرائيل على لبنان العام 2006، أمّ أنّهم كانوا ينتظرون القضاء على المقاومة اللبنانية، وإعادة لبنان إلى زمن سيطرة الطائفية، والتسوّل؟

ما هو الدور الحقيقي الذي لعبته الأمّتان العربية والإسلامية في دعم الشعب الفلسطيني خلال حروبٍ كثيرة على غزّة، واجتياحات المستوطنين للمسجد الأقصى، أم أنّ ذلك حفّز بعضهم لتوقيع "اتفاقيات سلام" مع دولة الاحتلال.

في الكثير من المنعطفات التاريخية، تفرّق العرب، وانحاز بعضهم إلى جانب المعتدي الظالم إن كان أميركياً أو إسرائيلياً أو من جنسيّات أخرى طامعة في ثروات العرب.

هل نتذكّر أدوار بعض العرب خلال ما يسمى "الربيع العربي"، وكيف موّلوا الجماعات الإرهابية، والدول الاستعمارية في سورية وليبيا؟

بصراحة من المخجل أن تتّجه الأنظار إلى الرأي العام الأوروبي والأميركي، الذي جعل إيمانويل ماكرون يُغيّر موقفه، وجعل عديد الحكومات تتّخذ مواقف وإجراءات فعّالة لصالح الشعب الفلسطيني.

لكنّه شعب الجبّارين الذي يشهد له العدوّ قبل الصديق ويخشاه العدوّ والصديق، فلقد أكّد أنّه قادر على حمل المسؤولية طال الزمان أم قصر.

(الايام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العرب الفلسطيني فلسطين غزة العرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القم ة

إقرأ أيضاً:

«محاربي الإمارات» تُطلق النسختين العربية الأفريقية والدولية 16 يناير

أبوظبي (الاتحاد)


أعلنت اللجنة المنظمة لبطولة «محاربي الإمارات» للفنون القتالية المختلطة، إقامة منافسات النسختين العربية الأفريقية 56، والدولية 57 من البطولة، من 16 إلى 17 يناير الجاري، في «سبيس أرينا» بشاطئ الراحة في جزيرة ياس، بمشاركة 48 مقاتلاً.
وتقام منافسات النسخة العربية الأفريقية 16 يناير الجاري، وتشهد إقامة 12 نزالاً، فيما تقام النسخة الدولية 17 يناير عبر 12 نزالاً أيضاً.
وفي أبرز مواجهات النسخة العربية الأفريقية، يلتقي في وزن البانتام المغربي خافيير علاوي مع الأنجولي ديمارتي بينيا، وفي وزن المتوسط، يلتقي اللبناني عمر شعبان مع النيجيري تايو أودونجو.
وعلى صعيد «النسخة 57»، يلتقي في أبرز المواجهات في وزن الريشة البيروفي فيسنتي فارجاس مع الأردني علي القيسي، والألباني فيلسون ندريجوني مع البرازيلي واجنر نورونها في وزن البانتام.
وتعد النسخة الحالية من البطولة هي الأولى خلال عام 2025، إذ شهد العام الماضي تنظيم بالمز الرياضية 10 نسخ ناجحة من البطولة، فيما أقيمت النسخة الأولى من البطولة خارج الإمارات، وذلك في البرازيل.
وشهد جميع نسخ البطولة خلال العام الماضي إقامة 117 نزالاً، بمشاركة 199 مقاتلاً من 34 جنسية، تنافسوا على 7 ألقاب للبطولة، فيما شهدت البطولة أول منافسة على لقب وزن القشة للسيدات.

 

أخبار ذات صلة الإمارات والولايات المتحدة تواصلان ترسيخ التعاون في التكنولوجيا والابتكار رئيس الدولة يصدر مرسوماً اتحادياً بتعيين النائب العام المساعد في النيابة العامة الاتحادية


وكشف فؤاد درويش، الرئيس التنفيذي لشركة بالمز الرياضية، رئيس اللجنة المنظمة للحدث، عن إطلاق أولى منافسات البطولة عام 2025، بمشاركة نخبة المقاتلين من جميع أنحاء العالم، مؤكداً أن هذا العام يشهد مواصلة النجاحات والإبهار، بإقامة المزيد من البطولات بمشاركة العديد من المقاتلين البارزين، بالإضافة إلى مجموعة متميزة من النجوم الصاعدين.
وأبدى درويش فخره بتحقيق البطولة هذا الإنجاز المتميز عام 2024، واعتبره خطوة مهمة نحو تعزيز رؤية الحدث مشروعاً رياضياً إماراتياً يسعى للمساهمة في تطوير الرياضة في الدولة.
وأضاف: «نعتبر هذا الحصاد نجاحاً كبيراً؛ لأن الحدث ينطلق من العاصمة أبوظبي، وتنفيذاً لخطط اللجنة العليا برئاسة عبدالمنعم الهاشمي، رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي للجوجيتسو، النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي، وجهود فريق العمل».
وأشار إلى اللجنة المنظمة ستعقد مؤتمراً صحفياً الأسبوع المقبل للكشف عن المزيد من التفاصيل الخاصة بالحدث، بحضور المشاركين في النسختين العربية الأفريقية، والدولية.

مقالات مشابهة

  • ما الذي تريده إيران من العراق؟
  • في الأوبرا.. اتحاد المنتجين العرب يحتفل بمولد الشعبة العامة لتمكين ذوي الهمم
  • تطورات الحادث المأساوي الذي وقع بالمسجد الأموي في سوريا
  • ديالى تكشف عن أبرز المشاريع التي ستنفذ خلال هذا العام
  • تعرف على أغنى العائلات العربية في العام 2025 (إنفوغراف)
  • "محاربي الإمارات" تطلق النسختين العربية الأفريقية والدولية في 16 يناير
  • «محاربي الإمارات» تُطلق النسختين العربية الأفريقية والدولية 16 يناير
  • الدول التي تعرضت لأكبر عدد من الزلازل المدمرة منذ العام 1990 (إنفوغراف)
  • بالتواريخ.. ما أبرز «الظواهر الفلكية» التي سيشهدها العام الجديد 2025؟
  • الشمري يبحث مع الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب تعزيز التعاون الأمني والخدمي