لا تسرّع في تعيينات الجيش والتمديد لعون أكثر الخيارات جدية
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": أوحت الحركة السياسية الاخيرة، إنْ لنواب المعارضة من جهة أو "القوات اللبنانية" من جهة اخرى، أو الاعلان الصريح لرئيس التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل من جهة ثالثة، ان ملف التعيينات العسكرية قد وُضع على نار حامية وان الموضوع سيُطرح على جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الاعمال.
ترفض مصادر السرايا هذه التسريبات، واضعة اياها في سياق السباق الجاري بين القوى السياسية، ولا سيما على المقلب المسيحي، للاستثمار في هذا الموضوع من منطلق الدفاع عن حقوق المسيحيين. ولا تنفي المصادر طابع العجلة الذي يتسم به هذا الملف، لكنها تنقل عن ميقاتي نفسه انه لن يتسرع في الإقدام على اي خطوة ما لم تكن مدروسة وتراعي او توائم بين حماية المؤسسة العسكرية والحفاظ عليها وإبعادها عن التجاذب السياسي وبين الالتزام بالقوانين المرعية. وتستبعد المصادر ان يُستدرج رئيس الحكومة الى المحاولات الآيلة الى دفعه الى الكشف عن اوراقه. من هنا تقول إن البحث يتناول كل الخيارات المطروحة، ولا قرار نهائيا بعد في هذا الشأن، والعمل جارٍ حالياً على درس كل الجوانب القانونية والدستورية والسياسية حتى لتغطية قرار التمديد.
ولئن كان خيار التمديد هو الاكثر ترجيحاً لأكثر من سبب اهمها الغطاء المسيحي في ظل شبه الاجماع على هذا الخيار، من بكركي كما من حزب "القوات اللبنانية" ونواب المعارضة ولا سيما منهم المسيحيين، إلا ان الوصول الى تبنّيه لا يزال دونه معوقات، الامر الذي كشفه للمرة الاولى رئيس التيار جبران باسيل عندما اعلن صراحة رفضه للتمديد، طارحاً الخيارات الاخرى المتاحة والتي اعتبر ان "اولها واحسنها هو تولّي الضابط الاعلى رتبة، وهو مسيحي"، موجهاً كلامه هذا الى "من استيقظ اليوم على حقوق المسيحيين". واقترح باسيل ثانياً خيار التكليف، وثالثا خيار التعيينات العسكرية كاملة، مشترطاً ان تتم عبر مرسوم جوّال موقّع من 24 وزيراً بناء على اقتراح وزير الدفاع.
يسعى باسيل من خلال الخيارات الثلاثة التي طرحها، ليس فقط الى قطع اي طريق محتمل أمام التمديد لقائد الجيش، وانما ايضاً الى تأمين وصول ضابط قريب منه يسمح له بوضع اليد على قيادة الجيش، وإلا، فالذهاب الى تعيين بالمرسوم الجوّال الموقّع من 24 وزيراً، سعياً وراء سحب ورقة انعقاد مجلس الوزراء من يد ميقاتي ووضعها في يد مجلس الوزراء مجتمعاً، الامر الذي لن يوافق عليه ميقاتي ابداً، خصوصاً بعدما حظي بغطاء قانوني ودستوري لجلسات حكومته المستقيلة من مجلس شورى الدولة والمجلس الدستوري، وبالتالي، لن يقبل ان يكون تحت رحمة وزراء التيار المقاطعين اساساً للجلسات الحكومية.
اذاً، لا بحث في ملف قيادة الجيش اليوم، ولا استعجال. لكن برودة اعصاب ميقاتي في التعامل مع هذا الملف، خصوصاً ان وزير الدفاع موريس سليم لم يرفع الى مجلس الوزراء اي اقتراحات كتلك التي تحدث عنها رئيس التيار السياسي الذي ينتمي اليه، تعيد التذكير بموقف رئيس الحكومة عندما طرح ملف الحاكم السابق للمصرف المركزي رياض سلامة والدعوات الى اقالته قبل انتهاء ولايته بسبب الدعاوى القضائية وتهم الفساد في حقه، حين قال بمعنى مجازي في حينه: "خلال الحرب لا نغير الضباط"، فكيف هي الحال اليوم ولبنان تحت التهديد اليومي بالحرب، والمنصب المقصود ليست حاكمية مصرف مركزي بل قيادة الجيش؟!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس الوزراء
إقرأ أيضاً:
ميقاتي: شهداء الجيش هم امانة في ضمير كل لبناني مخلص
قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه "بسقوط شهيدين جديدين للجيش اليوم نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركزًا للجيش بشكل مباشر في بلدة الماري-حاصبيا يرتفع عدد شهداء الجيش منذ بدء العدوان الاسرائيلي الى ستة وثلاثين شهيدا".
وأضاف: "إن شهداء الجيش الذين قدموا ارواحهم دفاعا عن ارض الوطن هم امانة في ضمير كل لبناني مخلص ، وعلينا جميعا التعاون كي لا تذهب تضحياتهم سدى، من خلال العمل اولا على وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان وتمكين الجيش من القيام بكل المهام المطلوبة منه، لبسط سلطة الدولة وحدها على كل الاراضي اللبنانية".
إن الحكومة ، التي لا تدخر اي جهد لدعم الجيش وتعزيز قدراته، ماضية في العمل مع كل اصدقاء لبنان والدول الفاعلة والمقررة ومع الشرعية الدولية لتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701، وبسط سلطة الجيش على كل الاراضي اللبنانية. وكلنا أمل أن تسفر الاتصالات الجارية عن وقف لاطلاق النار تمهيدا للانتقال الى المرحلة الثانية المرتبطة بتنفيذ القرار 1701".
وكان رئيس الحكومة أجرى اتصالا بقائد الجيش العماد جوزيف عون وقدم له التعازي باستشهاد العسكريين متمنيا الشفاء العاجل للجرحى. كما جرى البحث في الوضع الراهن والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان.