تغييرات في مواقف عواصم القرار
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
كتب صلاح سلام في" اللواء": إستمرار هيستيريا القتل والتدمير في غزة لم يعد أمراً مقبولاً في العالم أجمع، حيث بدأت التظاهرات الشعبية الضخمة التي اجتاحت شوارع واشنطن ولندن وباريس، ومدن أخرى أميركية وأوروبية، ترمي بثقلها على مراكز القرار في بلدانها، فضلاً عن تراجع منسوب التأييد للعدوان الإسرائيلي الهمجي في العديد من وسائل الإعلام العالمية.
طرد سفراء الكيان الصهيوني من كولومبيا والاكوادور وآيرلندا، ليس المؤشر الوحيد للتغييرات الحاصلة في مواقف عواصم دولية من حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة. فإقالة وزيرة الداخلية البريطانية المتطرفة سويلا برايفرمان، وتعيين رئيس الحكومة البريطانية الأسبق دافيد كاميرون وزيراً للخارجية، وهو المعروف بإعتداله وتوازن مواقفه الدولية، وإحاطته بخلفيات العلاقات البريطانية ــ العربية، مؤشر ذات دلالة على حجم التغيير في الموقف البريطاني من الحرب المدمرة في غزة.
تصريحات ماكرون الأخيرة والتي رفض فيها إستمرار التدمير وقتل المدنيين في غزة دليل آخر على التحولات المتتابعة لمواقف عواصم القرار من المجازر الوحشية في غزة، والتي وصلت ألى حد قصف المستشفيات ومدارس الأونروا والمساجد والكنائس.
حتى أجواء واشنطن من الإندفاعة العمياء لبايدن في تأييد حرب نتانياهو، بدأت تتخذ إتجاهات مغايرة، حيث بدأت الإدارة الأميركية تشعر بالخيبة من إدارة نتانياهو للحرب في غزة، بعد فشله في حسم المعركة نهاية الشهر الماضي، فضلاً عن عدم التجاوب مع المطالب الأميركية بتنفيذ «هدنة إنسانية» تسهل إطلاق الأسرى المدنيين من حماس، مقابل تسريع دخول المساعدات الضرورية من دواء وغذاء ووقود إلى غزة، ووقف قصف المستشفيات التي لم ينالها التدمير حتى الآن.
وأيضاً وزير الدفاع الأميركي أوستن الذي سبق له وحذر الإسرائيليين من الكلفة البشرية عليهم في حال تنفيذ إجتياح غزة، عاود وحذر وزير الحرب الإسرائيلي في إتصال هاتفي بينهما يوم السبت الماضي من مغبة التصعيد العسكري مع لبنان، ومحاولات فتح جبهة ثانية في الشمال، تجنباً لوقوع حرب إقليمية، الولايات المتحدة لا ترى مبرراً لحصولها.
أما الكاتب الأميركي توماس فريدمان، المعروف بتأييده للكيان الصهيوني، والذي زار تل أبيب ومدناً أخرى في الأسابيع الأخيرة، فقد إعترف بأن نتانياهو تحول إلى عبء على إدارة الرئيس بايدن، التي لن تستطيع مساعدة إسرائيل، إذا لم يساعدها نتانياهو، الذي يقود موجة الجنون الحالية في تل أبيب.
ويبقى التغيير الأكبر والمنتظر من مجلس الأمن في التصويت على القرار الذي تعده لجنة وزراء الخارجية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية في الرياض، والقاضي بوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات وإطلاق المدنيين عند حماس.
وإن غداً لناظره قريب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
حملة مواقف نافعة للوحات السيارات
في لبنان، حيث تعتبر السيارات الوسيلة الوحيدة الموثوقة للتنقل للعمل والمهام اليومية، في ظل غياب وسائل النقل العامة والفعّالة، يعاني سجل السيارات (النافعة) من الفساد، نقص الموظفين، والرشاوى، والتسعيرات الخيالية. نتيجة لذلك، يضطر المواطنون الى القيادة من دون لوحات تسجيل، مما يعرضهم لغرامات كبيرة في نقاط التفتيش. رفضا لهذا الواقع، وبعد انتهاء ازمة تشرين الاول اطلق عدد من اللبنانيين، بالتعاون مع جمعية الشفافية الدولية – لبنان التي تتبنى موضوع مكافحة الفساد في لبنان، مبادرة للضغط على الحكومة والمؤسسات العامة مثل "النافعة" لاستئناف عملها بشكل سليم وخال من الفساد. تعتبر جمعية الشفافية الدولية – لبنان ان المواطنين ليسوا مجرد مستفدين بل مساهمين في دفع عجلة الشفافية في البلاد. وتحت شعار"مواقف نافعة"، حوّل المواطنون غياب لوحات التسجيل الى شكل من اشكال الاعتراض حيث قاموا بعرض رسائل على لوحات سياراتهم الفارغة، تحمل شعارات مثل: "ليوصل دوري"، لترجع الدولة" ، لتوقف السرقة"، يصير في موظفين"، لتوقف الرشاوي"، "ليصير في طوابع"، "لرد مصرياتي"، و "لطلّع دفتر"، موضحين مطالبهم بشكل واضح. وتضامناً مع هذه الحملة، سار بعض المواطنين بمواكب سيارة على الاتوسترادرات السريعة من شمال لبنان الى جنوبه، للتعبيرعن امتعاضهم من الوضع الراهن في لبنان وشلل المؤسسات العامة التي تعنى بخدمة المواطنين وتسهيل حياتهم ولحثّهم على الامتثال بالقوانين.