قُتل في غارة إسرائيلية.. زملاء همام اللوح يتحدثون عن منارة النور
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
"إذا غادرت من يعالج المرضى؟ إنهم ليسوا حيوانات"، هذه كانت آخر كلمات الطبيب الفلسطيني، همام اللوح قبل مقتله في غارة إسرائيلية دكت منزل أهل زوجته، حيث كان برفقة والده ووالد زوجته وشقيقها.
كان همام اللوح طبيب الكلى الوحيد في مستشفيي الشفاء وشهداء الأقصى، وفقا لناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا منشورات نعي بعد مقتله فجر الاثنين بغارة إسرائيلية.
وفقا لحسابه على موقع "لينكيدإن" وبحسب شهادات زملائه، تخرج اللوح من كلية الطب في جامعة صنعاء في اليمن عام 2011، وأكمل اختصاصه في الأمراض الباطنية والكلى في الأردن، وحصل على المركز الأول في البورد الأردني والعربي والفلسطيني في أمراض الكلى، قبل تعيينه في مستشفى الأردن عام 2018.
ورغم فرص العمل في الأردن، اختار اللوح، 36 عاما، العودة إلى قطاع غزة ليستفيد أهل بلده من علمه وكفاءته، بحسب ما قاله زملاؤه على مواقع التواصل وصحيفة "لوس أنجلوس تايمز".
الدكتور همام اللوح
رفيق الغربة والدراسة
أكمل اختصاصه في الأمراض الباطنية وثم أمراض الكلى في الأردن
وحاصل على المركز الأول في البورد الأردني والعربي
فضّل العودة إلى غزة على أن يبقى في الأردن رغم كثرة الفرص
همام استشهد هو ووالده ولا نعلم مصير أطفاله إلى الآن
رحمة الله عليك يا صديق pic.twitter.com/4BIIs2LgJy
وقبل مقتله بأقل من 48 ساعة، لفت اللوح انتباه متابعي الحرب في غزة عندما سألته الإعلامية الأميركية المعروفة، إيمي غودمان، السبت: "لماذا لا تغادر أنت وأسرتك إلى جنوب القطاع؟" فأجابها الطبيب وكانت تلك كلماته الأخيرة: "إذا غادرت من يعالج المرضى؟ إنهم ليسوا حيوانات، لديهم الحق في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة".
وأضاف: "هل تعتقدين أنني درست الطب أكثر من 14 عاما لأفكر في حياتي وأترك المرضى؟ لا لن أغادر".
آخر رسائل الطبيب همام اللوح قبل استشهاده… هل تعتقدين أنني درست الطب لـ14 عاما لأفكر في حياتي وأترك المرضى؟#PalestinianLivesMatter #GazaHolocaust #FreeGazaNow#FreeGazaNow #FreePalestine #NoMoreWars #CeasefireInGazaNOW pic.twitter.com/hg3Vx0YUtt
— Safy al melgy (@al_melgy75828) November 13, 2023وقُتل اللوح في غارة جوية، فجر الاثنين، مع والده في منزله أهل زوجته بجوار مستشفى الشفاء.
وكانت زوجته وطفلاه في منزلهم وقت الغارة، فنجوا.
ونشر رايان غريم، رئيس مكتب واشنطن في The Intercept وهي منظمة إخبارية أميركية غير ربحية تنشر المقالات والبودكاست عبر الإنترنت، على حسابه على موقع "إكس"، "تويتر" سابقا، منشورا قال فيه إن "والدة اللوح والتي تعمل طبيبة أيضا، الدكتورة هيفاء السراج، لاتزال محاصرة مع أقارب آخرين بينهم أطفال في محيط المنزل".
وأضاف "أنهم غير قادرين على الحركة وأي محاولة للتحرك تتعرض لإطلاق نار إسرائيلي كثيف. كما أن أحد أقاربهم لا يزال على قيد الحياة حاليا وهو محاصر تحت الأنقاض".
وتابع: "وقد تواصلوا مع الصليب الأحمر لإجلائهم. ويتعين على قوات الدفاع الإسرائيلية وقف إطلاق النار في حي أبو حصيرة حتى يمكن إجلاؤهم بأمان".
Tragic update from Al Shifa hospital, with a doctor killed and others pinned down by IDF fire:
"Dr Hammam Alloh, physician in nephrology at Al Shifa hospital, has been killed by an airstrike this morning with his father in their house, next to Al Shifa hospital. His mother who… pic.twitter.com/j7dEacKkQD
وتحدث غريم عن اللوح قائلا إنه قبل وفاته، كان نشطا في الحديث إلى وسائل الإعلام الأجنبية عن مستجدات الأوضاع في مستشفى الشفاء، مثل شبكات "سي بي سي، والديموقراطية الآن، وذا أستراليان، وذا جويش كارينتس".
ووصف اللوح استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل على غزة بأنه "حكم بالإعدام" في حديثه لشبكة "سي بي سي".
وتحدث اللوح لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، في 19 أكتوبر، عن حجم الكارثة في مستشفى الشفاء ومعاناة الطاقم الطبي قائلا، إن الأطباء يحاولون الاستمرار في العمل رغم الخطر والحرمان من الأساسيات.
ووصف اللوح الوضع في غزة بشكل عاما، قائلا "المنازل غير آمنة. المستشفيات غير آمنة. ماذا علينا أن نفعل؟ على أية حال، هؤلاء الناس بحاجة إلى المساعدة. لا يمكننا أن ندع هذا يؤثر علينا".
وأضاف أنه مع تضاؤل الإمدادات وتدمير البنية التحتية، فإن المستشفيات بالكاد تستطيع توفير الرعاية المنقذة للحياة.
وتحدث الطبيب الشاب بأسى عن تدهور الأوضاع في المستشفيات، قائلا "لقد رجعنا 100 عام إلى الوراء. لقد كان الوضع سيئًا بالفعل قبل هذه الحرب. أما الآن، فإن الاختبارات المعملية البسيطة، وما يعتبره الطب الحديث أساسيًا، يُعتبر من الكماليات".
وأضاف أن "الوضع أجبره على اتخاذ سلسلة من القرارات الرهيبة بشأن من سيعيش أو يموت". وقال إنه "قبل أيام قليلة كان عليه الاختيار بين مريضين يحتاجان لغسيل الكلى، أحدهما امرأة تبلغ من العمر 90 عاما".
وأكد "لقد منحتها بعض الوقت، لكن كان علي أن أعطي الأولوية للشخص الأصغر سنا". "لقد شعرت بالصدمة لأنني اضطررت إلى القيام بذلك، لكن يجب علي استخدام الموارد المتوفرة لدينا بأفضل طريقة".
وفي حوار آخر مع إيمي غودمان، في 18 أكتوبر، بعد قصف المستشفى المعمداني، وصف اللوح كيف يبحث "ما يقرب من 40 ألف" شخص عن ملجأ خارج مباني المستشفى في غزة.
وهاجم اللوح القصف قائلا: "هذا المبنى اسمه المستشفى المعمداني.. هل أنا واضح بما فيه الكفاية؟ المستشفى المعمداني. وهذا بالتأكيد شيء لا علاقة له بالإسلام أو بأي جماعة متطرفة أخرى".
وأضاف: "هذا مستشفى قديم جدا، عمره أكثر من 100 عام. لذلك، فهو يقع في منطقة مكتظة بالسكان. لقد تعرض للقصف في اليوم السابق، لكن المرضى واللاجئين والموظفين لم يتمكنوا من مغادرة المستشفى".
وتابع أنه "لا يستطيع أن يترك المستشفى لأنه ببساطة إذا خاف هو على حياته وفعل مثله باقي الطاقم الطبي من ممرضات وأطباء، فلن يتبقى أحد لمعالجة آلاف المرضى يوميا".
وتحدث الراحل همام اللوح لموقع "هابيست هيلث" الطبي، في 18 أكتوبر، عن مأساة مرضى الكلى والذين يحتاجون إلى غسيل كلوي، بالإضافة إلي المصابين بأمراض معدية في غزة، موضحا مخاوفه بشأن تفشي هذه الأمراض بين الناس بسبب الإهمال الطبي.
وفي حديثه لموقع "إي إنترناشيونال ريلاشينز"، في 7 نوفمبر، هاجم اللوح الحصار الإسرائيلي، قائلا إنه "يعني توقف إمدادات الأدوية ومشتقات الدم والمياه العذبة والطاقة، وغيرها الكثير".
"طبيب ملتزم، وأب رائع، ومنارة للنور""طبيب ملتزم، وأب رائع، ومنارة للنور" هذه هي سيرة اللوح بين زملائه الأطباء وتحديدا في منظمة أطباء بلا حدود والذي تحدث موقع "الديموقراطية الآن" مع اثنين منهما بعد وفاته.
وقالا إنه كان قد رفض الانصياع للتعليمات الإسرائيلية بالإخلاء من أجل مواصلة تقديم الرعاية لمرضاه.
وتقول الدكتورة تانيا حاج حسن من منظمة أطباء بلا حدود: "لقد أمضى اللوح عقدا من الزمن يتعلم كيفية خدمة شعبه".
ويقول الدكتور بن طومسون، زميل أمراض الكلى الذي عمل مع اللوح في تورونتو بكندا وفي غزة: "لقد أراد أن يتمكن أطفاله من رؤية يوم يتمتعون فيه بحياة حرة وعادلة ودائمة في فلسطين، دون احتلال".
وتحدث طومسون عن الرسالة التي كان يحملها اللوح على عاتقه والتي كانت تدفعه لتكثيف تصريحاته ولقاءاته الإعلامية في الفترة الأخيرة، قائلا إنه "أصر على أنه إذا عرف العالم ما يحدث في غزة، فإنه سيتدخل وسيُنهي معاناة الناس في غزة".
وأضاف طومسون "مثل العديد من الأطباء في غزة خلال الشهر الماضي، وفي مواجهة ظروف رهيبة، ظل اللوح ملتزما تجاه مرضاه، واهتم بهم رغم كل ما واجهه".
وتابع أنه في إحدى لقاءاته الإعلامية التي أجراها، بينما كان يتحدث اللوح عن الحقيقة للعالم حول الفظائع التي كان يعيشها الناس في غزة، تم قصف منزله، وتهشمت النوافذ، وانفجر الباب الأمامي لمنزله. ذهب للاطمئنان على أبنائه وعلى والده الذي يعيش معه. ووضعهم في غرفة، ثم عاد وأنهى المقابلة. وفي اليوم التالي، ذهب إلى العمل، وكان هذا هو مستوى التزامه".
وتزداد حصيلة القتلى من أفراد الطاقم الطبي في غزة مع استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع، رغم أن القانون الإنساني الدولي يحمي المستشفيات والمدارس والمدنيين وعمال الإغاثة. وقال المرصد الأورومتوسطي، الاثنين، أن خسائر القطاع الطبي بلغت 198 قتيلا من الكوادر الطبية، وأكثر من 200 مصاب، وتوقف 51 مستشفى ومركزًا صحيًا عن العمل، إلى جانب تدمير 41 سيارة إسعاف.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الأردن فی غزة
إقرأ أيضاً:
همام مجاهد: قافلة صندوق "تحيا مصر" تصل معبر رفح لدعم غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال همام مجاهد، موفد قناة «القاهرة الإخبارية» من أمام معبر رفح، إن عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي بلغ ما معدله 1,700 شاحنة، بمعدل حوالي 300 شاحنة يوميًا، وهو ما يمثل 10 أضعاف ما كان مسموحاً به قبل بدء الهدنة، مشيرًا إلى أن هذا التطور يساهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية والمجاعة التي كانت تهدد سكان القطاع.
وفي سياق متصل، أفاد مجاهد، خلال رسالته على الهواء، بأنه قبل ساعة واحدة فقط، وصلت أكبر قافلة تابعة لصندوق "تحيا مصر" إلى معبر رفح، وذلك بعد أسبوع شهد دخول قوافل ضخمة أخرى من منظمات المجتمع المحلي المصري، موضحًا أن بعض الشاحنات من هذه القوافل لا تزال قيد إجراءات التفتيش والإعداد قبل السماح بدخولها إلى غزة.
وأشار “مجاهد” إلى إنشاء الحكومة المصرية ثلاثة مراكز لوجستية في مدينة العريش، مجهزة بالكامل بالمساعدات الإغاثية والإنسانية، وتعمل الشاحنات بآلية مستمرة، حيث تُفرغ حمولتها في معبر رفح وتعود إلى العريش لتحميل شحنات جديدة قبل العودة مرة أخرى إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، اللذين يُستخدمان حالياً لتسيير المساعدات.
ورغم استمرار إغلاق معبر رفح منذ مايو الماضي، تبذل مصر جهوداً حثيثة لضمان وصول المساعدات عبر المعابر الأخرى، مؤكدًا جاهزية الجانب المصري من الناحيتين اللوجستية والصحية لدعم الشعب الفلسطيني، سواء من خلال توفير الإمدادات الإنسانية أو تعزيز الإجراءات الطبية واللوجستية.