تتصدر قضية التمديد لمهام قائد الجيش العماد جوزف عون، الاهتمام السياسي في موازاة انشغال اللبنانيين بالتوتر والتطورات على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل.
ولعل الخطورة الماثلة في المعطيات الخارجية عن هذه التطورات تمثلت في ما نقله مراسل "النهار" في باريس سمير تويني عن مصادر ديبلوماسية غربية تتابع الوضع في الشرق الاوسط تخوفت من احتمال تصاعد المناوشات بين "حزب الله" وحلفائه من جهة، واسرائيل من جهة اخرى، بما بات ينذر بتصعيد نسبة اندلاع  حرب شاملة على لبنان بحيث ستطال العمق اللبناني كما المناطق الحدودية مع اسرائيل.

وحذرت هذه المصادر من ان إسرائيل تراهن على استدراج الحزب الى حرب شاملة وهذا ما تخشاه واشنطن، التي تطالب وتضغط بقوة لعدم تصعيد المواجهات في لبنان تجنبا لتوريطه في حرب اقليمية. وقالت هذه المصادر ان المواجهة باتت مفتوحة على شتى الاحتمالات بعد المواقف التصعيدية الأخيرة بين اسرائيل و"حزب الله" وان هناك تخوفا حقيقيا من توسع قواعد الاشتباك، والخروج عن الهامش المعتمد بين الطرفين بما وسع مسرح العمليات العسكرية في الايام الماضية وهدد الاستقرار الداخلي.

ولفتت المصادر الديبلوماسية الغربية نفسها الى ان إسرائيل قد ترى فرصة الحسم واستهداف الحزب  في لبنان وسوريا ملائمة لها في ظل ما يوفره انتشار اساطيل وجيوش غربية من حماية لامن اسرائيل التي ستتعرض في حال اتساع النزاع الى فتح جبهات قتالية عدة. وقالت المصادر "ربما الحزب لا يريد الحرب واسرائيل لا تريد فتح الجبهة الشمالية لكن التصعيد اليومي للاشتباكات يهدد في أي لحظة بتفلت الأمور بما يهدد الاستقرار  ويدفع إسرائيل الى اعتبار ان الفرصة مؤاتية كي تقوم بهجوم على مواقع الحزب الذي يهددها بجدية عالية في امنها الداخلي ومحاولة اضعافه عسكريا لتسهيل اعادة النظر في الخارطة الاقليمية".

ميدانيا
وكانت حملت الساعات الثماني والأربعين الأخيرة القدر الأكبر من التطورات الميدانية التصعيدية واشدها خطورة لجهة الاندفاع نحو حرب ثانية بعد غزة تندلع عبر الحدود اللبنانية الجنوبية مع اسرائيل وتتسبب بمواجهة شاملة دأب الجميع في الداخل والخارج على التحذير منها. اذ ان المواجهات العنيفة التي تبادلها "حزب الله" وإسرائيل منذ الاحد بدت كأنها النقلة الميدانية الأعلى في سلم تدرج المواجهة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي. وفيما عزي تكثيف العمليات والهجمات التي شنها "حزب الله" ضد المواقع والتجمعات العسكرية الإسرائيلية على امتداد الجبهة الجنوبية الى ترجمة العنوان الجديد الذي اطلقه امينه العام السيد حسن نصرالله السبت الماضي وهو "الكلمة للميدان"، جاءت معالم الرد الجوي والمدفعي الإسرائيلي بمثابة انذار دموي عبر استهداف مدنيين لبنانيين واعلاميين ناهيك عن تصعيد التهديدات بمواجهة كبيرة .

وكتبت" اللواء": لا تخفي مصادر دبلوماسية، واسعة الاطلاع من ان لبنان تجاوز قطوعاً في غمرة التصعيد المتدحرج جنوباً، لكن الخطر ما يزال ماثلاً مع تسابق المسؤولين الاسرائيليين من مدنيين وعسكريين لرفع نبرة التهديدات لحزب الله من دفع الثمن الكبير.
والثابت، وفقاً للمجريات ان حزب الله لا يكترث لمثل هذا النوع من التهديدات ويمضي في الاصغاء الى وقائع الميدان، عبر ضربات يصفها «بالموجعة» لمواقع وجنود الاحتلال الاسرائيلي، امتداداً الى ابقاء عشرات ألوف المستوطنين، خارج مستوطناتهم في الجليل الاعلى.

وكتبت" نداء الوطن": ما وثّقته كاميرات الإعلاميين أمس في بلدة يارون الحدودية في القطاع الأوسط من الجنوب، كان عيّنة من فيض المواجهات اليومية على طول الخط الفاصل بين لبنان واسرائيل. وفيما نجا عدد كبير من الإعلاميين من خطر القصف الإسرائيلي، كانت مناطق عدة مسرحاً لقصف الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أضاف خسائر بشرية ومادية جسيمة.وفي موازاة ذلك، جاهرت إيران رسمياً بدورها كطرف مباشر في إبقاء مِرجل مواجهات الجنوب على نار متّقدة، ففي طهران نقلت «وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية» (أرنا) عن قائد قوة الجو الفضائية لـ «الحرس الثوري» الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة قوله إنّ «رقعة الحرب اتسعت، ودخل لبنان في الصراع، ومن الممكن أن يتفاقم حجم الصراعات أكثر، والمستقبل غير واضح، لكن إيران مستعدة لكل الظروف». وأضاف «إنّ أحداً لا يمكنه أن يضمن السيطرة على الوضع ومنع اتساع الحرب أكثر، لأنّ المستقبل غامض للغاية»

وذكرت “البناء” أن عدداً من السفارات الأجنبية والعربية في لبنان استفسر من شخصيات سياسية وصحافيين وخبراء عن معنى “الميدان يتكلم”، وماذا يقصد السيد بهذا الأمر وما هي ترجماته العملية على أرض الواقع، من دون أن يحصلوا على أجوبة شافية.إلا أن خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية يشيرون لـ”البناء” الى أن السيد نصرالله أراد تسليط الضوء على أهمية عمل المقاومة العسكري في الجنوب، ولكي تكون العمليات هي الحدث وليس الإعلان الاستباقي عنها، لأن أرض المعركة هي التي تحدّد وجهة الحرب. ويعني أيضاً بأن المقاومة انتقلت الى مستوى جديد من العمليات العسكرية التي ستؤلم العدو وتشعره بخطورة توسيع الجبهة مع لبنان.وأعربت مراجع سياسية عن خشيتها من توسيع العدو الإسرائيلي لهجماته ضد لبنان بعد تعرّضه لضربات قاسية من المقاومة خلال اليومين الماضيين، وذلك بعد تلقي هذه المراجع الأحد الماضي رسائل دبلوماسية خطيرة تتضمن تحذيرات جدّية من رد إسرائيلي عنيف على عمليات حزب الله، وفق ما علمت “البناء”.وتردّدت معلومات أمس، أن جيش الاحتلال كان ينوي توجيه ضربات في مناطق متقدّمة في الجنوب ولبنان في أعقاب اجتماع “مجلس الحرب الإسرائيلي” أمس الأول، لكن الضغوط الأميركية على حكومة الاحتلال حالت دون ذلك.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

تزايد الكلفة اليومية لحرب إسرائيل على غزة مع توسع الجبهات

تتصاعد الكلفة اليومية لحرب إسرائيل على قطاع غزة مع تصاعد حدة القتال وتعدد الجبهات لتشمل الضفة الغربية وجنوب لبنان واليمن وسوريا وجزئيا إيران وسط توقعات بالمزيد من النفقات.

وعند حساب الكلفة اليومية التي تتكبدها إسرائيل جرّاء الحرب يمكن أن نشير إلى أن معطيات بنك إسرائيل ووزارة المالية الإسرائيلية أظهرت أن تكلفة الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى نهاية مارس/آذار 2024، بلغت أكثر من 270 مليار شيكل (73 مليار دولار)، بمعدل وسطي 427 مليون دولار يوميا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبراء عسكريون غربيون: الحرب في غزة لن تنتهي قريباlist 2 of 2ألوية عسكرية إسرائيلية تكبدت خسائر في غزةend of list

وكانت بيانات وزارة الأمن الإسرائيلية، أشارت إلى أن كلفة الحرب اليومية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، بلغت مليار شيكل يوميا (270 مليون دولار)، قبل أن تنخفض خلال العام 2024 لتصل إلى 350 مليون شيكل (94 مليون دولار).

وفي تقدير آخر، رفعت إسرائيل موازنة الدفاع في يونيو/حزيران الماضي من 87.45 مليار شيكل (23.52 مليار دولار) إلى 98.75 مليار شيكل (26.56 مليار دولار) وهو ما يعادل -تقريبا- 72.76 مليون دولار يوميا.

ويقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية أحمد البهنسي لـ(الجزيرة نت) إنه لا يمكن الاعتماد على أرقام محددة إلى الآن سواء رسمية أو غير رسمية في تحديد الكلفة اليومية التي تتكبدها إسرائيل في الحرب بشكل دقيق، لكنه أشار إلى أن خفض وكالات التصنيف الائتماني وكان آخرها ستاندرد آند بورز يشير إلى أن ثمة أزمة حرجة في اقتصاد إسرائيل مع تزايد كلفة الحرب والأسوأ من ذلك عدم وجود أفق لتوقف الحرب.

رفع التوقعات

ذكرت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية المختصة بالاقتصاد خلال الأسبوع الجاري أن جيش الاحتلال حدّث توقعاته ورفع تقديراته الإجمالية لتكلفة الحرب من 130 مليار شيكل (37 مليار دولار) إلى ما بين 140 و150 مليار شيكل (حوالي 39.5 – 42.4 مليار دولار).

ولفتت إلى أن هذه التكاليف لا تشمل إمكانية شن عملية برية في لبنان أو مواجهة مباشرة مع إيران، وهو ما يعني أن التكلفة قد ترتفع أكثر حال حدوث تصعيد إضافي.

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن التقديرات الأصلية التي صدرت قبل 3 أشهر، والتي أعدها العميد جيل بنحاس، المستشار المالي لرئيس هيئة الأركان العامة، كانت تقدّر تكلفة الحرب بنحو 37 مليار دولار، ولكن مع استمرار الحرب وتصاعد التوترات في المنطقة، تم تحديث هذه التقديرات وقد ترفعها إلى أكثر من 42 مليار دولار.

وتتضمن المصروفات المباشرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وفق كالكاليست حوالي 129 مليار شيكل (36.4 مليار دولار)، منها:

37 مليار شيكل (10.4 مليارات دولار) تُنفق على رواتب جنود الاحتياط. 29 مليار شيكل (8.2 مليارات دولار) على الذخيرة والأسلحة. 19 مليار شيكل (5.4 مليارات دولار) على الطائرات والسفن وأعمال الصيانة. 13 مليار شيكل (3.7 مليارات دولار) على الأسلحة. 13 مليار شيكل أخرى (3.7 مليارات دولار) على الخدمات اللوجستية. 8 مليارات شيكل (2.3 مليار دولار) على أنظمة الاتصالات والمعلومات الاستخباراتية. 6 مليارات شيكل (1.7 مليار دولار) على البنية التحتية والدعم المدني. 4 مليارات شيكل (1.1 مليار دولار) على العلاج والتأهيل والدعم للعائلات. توسيع الموازنة

وجراء التداعيات والعواقب الاقتصادية للحرب، اضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى توسيع الموازنة العامة للعام 2024، حيث بلغت 584 مليار شيكل (158 مليار دولار)، بزيادة قدرها حوالي 14% مقارنة بحد الإنفاق الأصلي الذي تم تحديده في العام الماضي كجزء من ميزانية السنتين 2023-2024.

ولمواجهة التكلفة الباهظة للعملية العسكرية وبغية منع العجز التراكمي بالموازنة العامة لوزارة الأمن، تمت زيادة الميزانيات المخصصة لوزارة الأمن، بإضافة 30 مليار شيكل (8.1 مليارات دولار)، وبذلك بلغ الحجم الإجمالي لميزانية الأمن خلال الحرب حوالي 100 مليار شيكل (27 مليار دولار).

وبسبب الإنفاق العسكري والخسائر المباشر للاقتصاد الإسرائيلي، حدث ارتفاع في تكاليف ديون الدولة لتصل إلى 62% من الناتج المحلي الإجمالي للاحتلال بعد أن كانت 59% في العام 2023/2022.

وبلغ حجم عجز الموازنة حتى نهاية مارس/آذار الماضي 6.2% من الناتج المحلي الإجمالي، ويتوقع أن يستمر العجز بالنمو ليبلغ حوالي 6.6% بنهاية العام 2024، بحسب بيانات المحاسب العام بوزارة المالية الإسرائيلية.

وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن الإنفاق العسكري الإسرائيلي ارتفع من 190.2 مليون دولار في عام 1960 إلى 23.41 مليار دولار في 2022.

عجز الميزانية

منذ بداية العام الحالي تم تسجيل عجز تراكمي بالموازنة العامة بقيمة 26 مليار شيكل (7 مليارات دولار)، علما أنه في الشهور الـ12 الأخيرة وصل هذا العجز إلى رقم قياسي جديد قدره 117.3 مليار شيكل (31.7 مليار دولار)، وهو الأعلى في تاريخ الدولة.

وبخصوص الأضرار والخسائر الناجمة عن تعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لقصف صاروخي، أظهرت تقديرات سلطة الضرائب الإسرائيلية أن حجم الأضرار المباشرة للمباني والمنشآت التي تكبدتها مستوطنات "غلاف غزة" بلغت 1.5 مليار شيكل (405 ملايين دولار)، بحسب بيانات سلطة الضرائب الإسرائيلية.

ويُستدل من تقارير سلطة الضرائب أن قيمة الأضرار غير المباشرة والتعويضات للمتضررين في مستوطنات الغلاف والنقب الغربي وصلت 12 مليار شيكل (3.35 مليارات دولار)، حيث تشمل الخسائر والأضرار التي تكبدتها فروع الزراعة، والسياحة الداخلية، والترفيه والمطاعم والمقاهي، والصناعات الخفيفة.

أما بخصوص الأضرار والخسائر في الجليل الأعلى والغربي والبلدات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان والجولان المحتل، فلا توجد هناك بيانات رسمية وجرد للأضرار من قِبل سلطة الضرائب، وذلك بسبب خطورة الأوضاع والقتال مع حزب الله.

وتشير التقديرات إلى أن حجم الخسائر الأولية في شمال البلاد جراء صواريخ حزب الله، تقدر بحوالي ملياري شيكل (540 مليون دولار)، حيث تضررت أكثر من 500 منشأة سكنية زراعية وصناعية وتجارية، على ما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت التي لا تستبعد أن يكون حجم الخسائر والأضرار مضاعفا.

ويقول خبير الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد البهنسي إن الدافع وراء فتح إسرائيل الجبهة الشمالية مع حزب الله هو اقتصادي إذ تم تهجير كتلة كبيرة من الشمال بدءا من الثامن من أكتوبر/تشرين الأول مع دخول حزب الله جبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية مما أوقف الأنشطة الاقتصادية في هذه المنطقة كذلك.

ويضيف البهنسي أن تلويح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين بأنه يبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق اقتسام حقول الغاز مع لبنان يشير إلى إمكانية حرمان إسرائيل من عوائد الغاز من هذه المنطقة.

وقال كوهين في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد الماضي إن ما وصفه بـ"اتفاق الغاز الفاضح" مع لبنان، "كان خطأ منذ البداية"، مؤكدا أنه يبحث عن ثغرة لإلغائه.

وأواخر 2022، وقّع لبنان وإسرائيل على اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت لمدة عامين بوساطة أميركية بشأن منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يوسع دائرة غاراته على مناطق في لبنان جنوبا وشمالا
  • الاحتلال يوسع دائرة غارات على مناطق في لبنان جنوبا وشمالا
  • لبنان في خضم أزمات.. تصعيد العنف وتداعيات الحرب
  • حزب الله يعلن التصدي لقوة إسرائيلية حاولت التسلل جنوب لبنان
  • غموض المواجهات البرية جنوبا يعزز المخاطر ومصر تخشى استهداف مناطق أبعد من الضاحية
  • نائب عن حزب الله: العدو الإسرائيلي فشل بدخول لبنان ومقاتلونا بانتظاره
  • السبت.. إليكم آخر تطورات المواجهات العسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي
  • القاهرة الإخبارية: قواعد الاشتباك تغيرت بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي
  • (حزب الله): قتلنا 17 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً خلال المواجهات الخميس
  • تزايد الكلفة اليومية لحرب إسرائيل على غزة مع توسع الجبهات