إقالة وزيرة الداخلية البريطانية التي وصفت المظاهرات المؤيدة لفلسطين بـ”مسيرات كراهية”
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
الجديد برس:
أقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الإثنين، وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان، التي اتهمت الشرطة بـ”التساهل الشديد” مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين الذين احتجوا في الأيام الماضية على الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
وتأتي هذه الإقالة لوزيرة الداخلية البريطانية بعد صدور دعوات واسعة الأسبوع الماضي لإقالتها، على خلفية انتقادها مواقف الشرطة إزاء التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في تصريحات أدلت بها دون موافقة رئيس الوزراء ريشي سوناك.
وكان سوناك قد واجه دعوات متزايدة لإقالة بريفرمان بعد أن قالت إن عناصر الشرطة “يفاضلون” عندما يتعلق الأمر بالتظاهرات، واعتبرت أنهم تجاهلوا “الغوغاء المؤيدين للفلسطينيين” خلال مسيرات احتجاج اندلعت للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وجاءت تصريحاتها التي تلقفها الجناح اليميني لحزب المحافظين الحاكم، بعدما وصفت المسيرات الداعية لوقف إطلاق النار في غزة بأنها “مسيرات كراهية”، والمشاركين فيها بأنهم “غوغاء” على الرغم من عدم وقوع أي أعمال شغب.
وطالب بعض السياسيين في حزب المحافظين بنقلها إلى منصب آخر وتنصلوا من تصريحاتها.
وكان مكتب رئيس الوزراء البريطاني قد أشار إلى أنه يحقق في كيفية نشر تصريحاتها في مقالة رأي في صحيفة “ذا تايمز” من دون إذنه كما تمليه القواعد الوزارية.
وكان سوناك قد اعتبر أن تنظيم تظاهرة في ذكرى “يوم الهدنة” الموافق 11 نوفمبر، اليوم الذي تكرم فيه البلاد الجنود الذين قتلوا في الحربين العالميتين، أمر “استفزازي ومعيب”، واقترح أن تحظرها شرطة مدينة لندن.
لكن الشرطة قالت إن المسيرة المؤيدة للفلسطينيين لا تتوافر فيها الشروط التي تجيز طلباً حكومياً بمنع تنظيمها.
وتعرض سوناك لضغوط متزايدة لإقالة بريفرمان، بعد أن اتهمها منتقدوها بتصعيد التوترات خلال أسابيع من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والاحتجاجات المضادة في بريطانيا.
وكانت سويلا بريفرمان نشرت مقالاً مثيراً للجدل انتقدت فيه طريقة تعامل الشرطة مع مسيرة مؤيدة لفلسطين، وكتبت: “يقابَل المتظاهرون اليمينيون والقوميون الذين ينخرطون في أعمال عدائية برد صارم، لكن الغوغائيين المؤيدين للفلسطينيين الذين يظهرون سلوكا متطابقا تقريبا يتم تجاهلهم إلى حد كبير، حتى عندما يقومون بمخالفة القانون بشكل واضح”.
وشهدت لندن تظاهرات كبيرة على مدى أربع عطل نهاية أسبوع متتالية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، واعتقلت شرطة مدينة لندن نحو 200 شخص على خلفية الاحتجاجات.
رئيس الوزراء البريطاني يعين جيمس كليفرلي للداخليةولاحقاً، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنه تم تعيين جيمس كليفرلي وزيراً جديداً للداخلية، وذلك خلفاً لسويلا بريفرمان.
كما أعلن سوناك تعيين رئيس الوزراء الأسبق، ديفيد كاميرون، وزيراً جديداً للخارجية، خلفاً لجيمس كليفرلي، وقال مكتبه في بيان: “تم تعيين السيد ديفيد كاميرون وزيراً للدولة لشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: رئیس الوزراء البریطانی
إقرأ أيضاً:
شرطة لندن تحقق مع زعيم العمال السابق بسبب مسيرة داعمة لفلسطين
تعرض زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربن ووزير خزانة الظل السابق، جون ماكدونل لتحقيق احترازي من شرطة لندن لمشاركتهما في تظاهرة مؤيدة لفلسطين السبت الماضي.
وجاء في تقرير لصحيفة "إندبندنت" أن زعيم الحزب ووزير خزانة الظل السابق كانوا ضمن الآلاف الذين شاركوا في تظاهرة نظمها تحالف من المنظمات وعلى رأسها "حملة التضامن مع فلسطين" والتي أدت لاعتقال الشرطة 77 شخصا.
وزعمت الشرطة أن المشاركين حاولوا اختراق خطوط الشرطة أثناء مسيرتهم التي بدأت من مقر الحكومة "وايت هول"، قائلة إن ثلاثة رجال أعمارهم 75 و 73 و 61 عاما قبلوا طوعا للذهاب إلى محطة الشرطة وسط لندن للمقابلة الاحترازية مساء الأحد.
ولم يعلق النائبان المستقلان بعد على ما جرى في المقابلة، وقد تم تغيير مسار المسيرة بعد رفض الشرطة للمشاركين المرور من أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ومن أمام كنيس يهودي والشروط التي وضعتها الشرطة ومنع المشاركين من المرور في ممرات معينة.
وسار مئات المتظاهرين ومن بينهم النائب المستقل كوربن (75 عاما) والذي يمثل منطقة إزلنغتون نورث وماكدونل (73 عاما) والذي يمثل هيز أند هارلينغتون، باتجاه ساحة الطرف الأغر وسط لندن، واستمع المشاركون إلى الخطابات والكلمات.
وأعلنت شرطة لندن عن اعتقال 77 شخصا وهو الأعلى منذ بداية تظاهرات المؤيدين لفلسطين في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، وضعت فيه الشرطة صورة تصف مجموعة قالت إنهم "شقوا طريقهم بالقوة من خلال خطوط الشرطة" التي حددت في الزاوية الشمالية من ساحة الطرف الأغر.
ورد كوربن في منشور منفصل على منصة إكس "هذا ليس وصفا دقيقا للأحداث البتة" و "كنت جزءا من وفد المتحدثين، وأحببنا أن نضع الزهور في ذكرى أطفال غزة الذين قتلوا" و "قد سهلت الشرطة هذا ولم نندفع من خلالهم". وأكد ماكدونل كلام كوربن على حسابه في منصة إكس " لم نشق طريقنا بالقوة، لقد سمحت لنا الشرطة بالمرور وعندما توقفنا عند ساحة الطرف الأغر قمنا بوضع الزهور وتفرقنا".
وقالت الشرطة إن 24 شخصا أفرج عنهم بكفالة وبقي 48 شخصا في الحجز. وأضافت في بيان لها إن تسعة أشخاص وجهت لهم اتهامات من بينهم كريس نينهام، مسؤول المسيرة ونائب حملة أوقفوا الحرب، وشقيق كوربن ، بيرز كوربن حيث سيظهران أمام المحكمة في الأيام المقبلة.
وأضاف بيان الشرطة أن ثلاثة أشخاص لم تكشف عن هويتهم وافقوا طوعا للذهاب إلى محطة الشرطة تحت طائلة التحذير الجنائي. وقالت إن "رجالا يبلغون من العمر 75 و73 و61 عاما سيخضعون للاستجواب من قبل ضباط بعد ظهر اليوم"، الأحد.
ونشر أسماء الأشخاص الذين وجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم بالنظام العام، بينما حث متحدث باسم حملة التضامن مع فلسطين الشرطة لكي تفرج عن المعتقين.
وقالت المجموعة في بيان لها: "سار الوفد بسلام إلى خط الشرطة في وايت هول مع أزهارهم وطلبوا السماح لهم بالمرور. وتظهر لقطاتنا بوضوح أن الشرطة قررت السماح لهم بالمرور". وأضاف البيان أن "تصرفات الشرطة، بما في ذلك تصريحاتهم الكاذبة بعد الحدث، تشكل اعتداء مباشرا على حرية التجمع والديمقراطية. ونطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ونظل حازمين في حملتنا من أجل الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني".
وقال موقع "ميدل إيست آي" في لندن إن لقطات التقطها مراسلوا الموقع وتظهر ضباط شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب يحيطون بنينهام ويضعونه في شاحنة شرطة. وتم الاعتقال بعد وقت قصير من مغادرة مجموعة صغيرة من المحتجين وايتهول لوضع الزهور في ساحة الطرف الأغر لتكريم أطفال غزة الذين قتلوا في الحرب.
ويمكن سماع الحشود تهتف "عار عليك" و"الحرية لفلسطين" في وجه الشرطة أثناء احتجازها لنينهام.
وقالت شرطة لندن إنها تقوم بالتحقيق وزعمت وجود "جهد منسق قاده منظمو الاحتجاج للخروج من وايتهول في انتهاك واضح للشروط". وقال قائد الشرطة آدم سلونيكي، الذي قاد عملية المراقبة والحراسة: "هناك لقطات فيديو لأحد المنظمين يحرض الحشد بوضوح على الانضمام إلى مسيرة.
وكان التوتر مرتفعا السبت بعدما حاولت الشرطة فرض قيود في اللحظة الأخيرة على الاحتجاج على الرغم من موافقة المنظمين على المسار مع الشرطة قبل أشهر. وأعلن تحالف المشاركين في المسيرة بمن فيها الرابطة الإسلامية وحملة التضامن مع فلسطين والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا وتحالف أوقفوا الحرب وأصدقاء الأقصى عن موافقتهم على المسار الأصلي للمسيرة في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وكان المسار هذا سيبدأ من "بي بي سي" حيث أراد المحتجون الإحتجاج على التغطية المتحيزة لـ"إسرائيل" في الحرب على غزة، لكن شرطة لندن غيرت المسار بعد احتجاج جماعة مؤيدة لإسرائيل والحاخام الأكبر إفرايم ميرفيس وعدد من النواب. ودارت مناقشات بين الائتلاف والشرطة بشأن القيود والطرق، حيث أدان العديد من النواب والمشاهير والشخصيات البارزة القيود.
وقالت حملة التضامن مع فلسطين إن الشرطة روجت لـ"رواية مضللة" حول أحداث يوم السبت، مضيفة أن الشرطة فرضت "سلسلة من القيود المعقدة" على المتظاهرين وفي آخر لحظة.
وقال خالد عبد الله، الممثل البريطاني الذي انضم إلى الاحتجاج، إن الشرطة تصرفت بطريقة "عدوانية ومرعبة". كما أصدرت الكتلة اليهودية، التي تلعب دورا رئيسيا في المسيرات والمظاهرات، بيانًا ضد خطوة شرطة العاصمة، وحاز على أكثر من 1000 توقيع. ويقول منظمو مسيرة السبت إن أكثر من 100,000 شخصا شاركوا فيها.