«مقدمات في العلوم الاجتماعية» تجسر الهوة مع العلوم الإسلامية
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
اختتمت إدارة البحوث والدراسات بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فعاليات دورة «مقدمات في العلوم الاجتماعية» التي نظمتها على مدى أربعة أيام، بالتعاون مع مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة قطر.
وقد شهد سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حضور هذه الدورات العلمية، التي تناولت أربع مقدمات (علم التاريخ، علم التربية، علم الاجتماع، وعلم النفس)، وتُعد «جامعة مفتوحة» في مجال العلوم الاجتماعية والدراسات الإنسانية.
وقال الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية إن الدورة تكتسب أهميتها لكونها تعبر عن المستوى المطلوب من التعاون والتفاعل بين مؤسسات المجتمع القطري، الذي تجسد في التعاون الذي أثمر هذه الدورة بين وزارة الأوقاف وجامعة قطر، لافتا إلى أهمية مثل هذه الفعاليات في إثراء الساحة الثقافية والعلمية في المجتمع، ونوه بحرص إدارة البحوث على استمرارية هذه الدورات العلمية التي تشكل إسهاماً مقدراً في جهود الوزارة للارتقاء بالإنسان علمياً وثقافياً، وإعادة البناء المرتجى للعقل المسلم.
وعبر مدير إدارة البحوث عن تقديره لمركز ابن خلدون، ومديره الدكتور نايف بن نهار، والنخبة المستنيرة من الأساتذة المحاضرين وطلاب العلم الحضور، رجالاً ونساء، من خريجي الجامعات وطلاب الدراسات العليا وغيرهم من المهتمين بالعلم والثقافة والمعرفة الإنسانية، وذلك لدورهم الكبير في إنجاح الدورة وتمكينها من بلوغ أهدافها المنشودة.
وقال الشيخ الدكتور أحمد آل ثاني إن هذه الدورات تأتي في إطار التعاون المشترك مع مركز ابن خلدون للنظر في «الهوّة بين العلوم الإسلامية والعلوم الاجتماعية»، والبحث عن آليات لتجسيرها، كما تأتي كثمرة من ثمرات اللقاءات التفاكرية، وورش العمل التي تمت خلال الفترة السابقة بين المؤسستين في هذا المجال.
وكانت الدورة التي نُظمت في إطار أنشطة مكتبة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني الوقفية، التابعة لإدارة البحوث، خلال الفترة من الخامس وحتى الثامن من نوفمبر الجاري، اشتملت على أربع مقدمات: «مقدمة في علم التاريخ»، و«مقدمة في علم التربية»، و«مقدمة في علم الاجتماع»، و«مقدمة في علم النفس».
وحاضر في موضوع المقدمة الأولى: «مقدمة في علم التاريخ» الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك الأستاذ في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، حيث عرض لأربع مسائل أساس تتصل بالانتساب المعرفي، وأنماط الكتابة التاريخية، والإجابة عن التساؤل حول ما إذا كان التاريخ علماً أم فناً؛ والمرجعيات الفلسفية، والمدارس التاريخية الغربية: المثالية، والمادية، والحضارية، والمدرسة الإسلامية وما يُتداول من أطروحات حول أسلمة علم التاريخ؛ مختتماً محاضرته بحديث عن المنهج والإجراءات، مشيراً إلى فرضية ابن خلدون ونموذج مدرسة الحوليات.
وحاضر في موضوع المقدمة الثانية: «مقدمة في علم التربية» الدكتور عبد الله بن طايس الجميلي، الخبير التربوي والمستشار الاستراتيجي في أكاديمية قطر للمال والأعمال، مستهلاً محاضرته بمدخل ومقدمة لعلم التربية؛ مبيناً مفهوم التربية، وخصائصها، وأهميتها؛ وأهم المصطلحات ذات الصلة؛ كما تحدث عن نشأة علم التربية؛ وأهدافه وغاياته وأهم النظريات، ومدارس الفكر التربوي؛ وتطور الفكر التربوي؛ وأبعاد وتخصصات علم التربية؛ مختتماً محاضرته بحديث عن أهم التحديات المعاصرة في علم التربية؛ ورسوخ التربية الإسلامية في عالم متغير والدور المنشود.
وتناولت المحاضرة الثالثة: «مقدمة في علم الاجتماع» التي قدمها الدكتور الشاذلي بيه شطي الأستاذ في برنامج علم الاجتماع، قسم العلوم الاجتماعية، بكلية الآداب والعلوم جامعة قطر، عرض سياقات ميلاد علم الاجتماع، وقدم تعريفاً له، ومنطلقاته لبناء المعرفة العلمية، وخصائص المنظور الاجتماعي، كما تطرق لعلاقة علم الاجتماع بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، وعلاقته كذلك بالعلوم الشرعية، وإسهامات ابن خلدون في هذا العلم المهم.
وحاضر في موضوع المقدمة الرابعة: «مقدمة في علم النفس» الدكتور عزام أمين، الأستاذ المشارك في علم النفس الاجتماعي في كليّة العلوم الاجتماعية والإنسانية في معهد الدوحة للدراسات العليا، مستهلاً المحاضرة بمحاولة الإجابة عن عدة أسئلة تتعلق بتاريخ علم النفس، وماهيته، وأهم مدارسه، وتخصصاته والفرق بينها، وحال علم النفس في العالم العربي، تطبيقياً وبحثياً؛ مشيراً إلى أن الإجابة عن هذه الأسئلة تساعد على بناء نظرة عامة صحيحة عن هذا العلم الذي ما زال مجهولاً لدى كثير من الناس، كما لا يزال عرضةً للكثير من الأفكار النمطية التي ارتبطت به منذ نشأته وحتى الآن.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة حظيت بحضور كبير من المهتمين بموضوعها، وتجاوزت نسبة المشاهدة لبعض المحاضرات أكثر من ألفي مشاهدة، وذلك من خلال قنوات البث المباشر على موقع إسلام ويب وغيره من مواقع وزارة الأوقاف.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة الأوقاف العلوم الاجتماعية إدارة البحوث العلوم الاجتماعیة إدارة البحوث علم الاجتماع علم التربیة ابن خلدون علم النفس
إقرأ أيضاً:
حميدتي: النفس والقرين.. البداية والنهاية
إن دراسة الخصائص الشخصية والنفسية للقادة مدنيين أو عسكريين، متفقين معهم كنا أو مختلفين، تظل أمرا مهما في سياق الحاجة لمعرفة توجهاتهم وطرائق تفكيرهم، بهدف التنبؤ بخطواتهم اللاحقة وبكيفية تعاملهم مع المواقف والأحداث.
وحين تكون الشخصية محل النظر والتقييم مؤثرة في حياة الناس سلبا أو إيجابا تزداد أهمية ذلكش، فعلم النفس حول سلوك وسمات القادة الفّعالين، يكشف كيف يؤثر القادة على مواقف أتباعهم وسلوكياتهم وأدائهم.
تلك كانت مؤشرات الدراسات الاجتماعية والنفسية حول القادة، ونحن هنا أمام حالة ربما يعجز حتى علم النفس الحديث عن سبر أغوارها وتناول شخصيتها التي حطت رحالها على عجل في المشهد السياسي والعسكري السوداني، فهي بلا تاريخ ولا حيثيات مقنعة لتتصدر كل هذا المشهد ولتلعب كل هذه الأدوار الخطيرة والمدمرة، إنها شخصية قائد مليشيا الدعم السريع المتمرد محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي".
من خلال هذا المقال نتلمس نشأته في بواكير حياته الأولى ليتضح من غير عناء أن شخصيته كانت أقرب لـ"المادة الخام" التي لم تُستصلح بالتطوير ولم تكتسب قيمتها بالإضافة، فهو لم ينل حظا وافرا من التعليم، فقط مجرد إنسان بدوي بسيط على سجيته اكتسب بعضا من طبائع البادية، حيث يولد الناس هنالك أغلبهم أذكياء بالفطرة وشجعان بالميلاد، تطغى فراستهم على خوفهم وصدقهم على كذبهم، ورعايتهم للعهود على خيانتهم لها. بهذه الشخصية "الخام" وبكثير من الطموح القاتل الناتج عن الحرمان ولج حميدتي للمدن ودخل العواصم، ثم رأى الحضر وأهله لتختلط عليه الأمور، متناسيا البادية ومتنكرا لطبائع أهلها.
وحول أخلاق أهل البادية يقول ابن خلدون بأنها مكان لجملة من الفضائل الإنسانية ويري أن "البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر، وإن البادية أصل العمران، والأمصار مدد لها. ثم يرى لاحقا أن الحضارة "تُضعف من يملك أسبابها، ويستسلم لنعيمها، فتفسد طبعه، ويستولي عليه الترف، فيفسد ويضمحل".
وفي فصول أخرى يبدي ذمَّه لبعض حالات البداوة، وانتقاصه من شأنها مثل حديثه في أن العرب (ويعني البدو) إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب.
لقد حل الخراب بالسودان يوم أن دخل الجنرال المتمرد حميدتي في متاهة الدنيا الجديدة، دنيا الحضر بتعقيداتها وتشعباتها العصية على مدارك فهمه وقدرة استيعابه، هنالك حيث عِلية القوم وأكابر الناس، وحيث القادة العسكريون الحقيقيون تملأ النجوم والنياشين أكتافهم، تفتح لهم الأبواب وتقف لهم طوابير الشرف، فيها رأى أصحاب المال والأعمال وخالط الأثرياء واحتك بالعوائل الغنية، فوجم مصدوما وكافرا بالبادية وكريم أخلاقها قائلا بلسان حاله: هذا ربي هذا أكبر.
في هذا العالم الجديد حيث مباهج الحياة ومغريات المدن دخل حمدان في متاهة عميقة من الحوار العنيف بينه وبين ذاته، يحاور نفسه ويستمع لصداها وهو يريد أن يكون كل هذا، قائدا عسكريا عظيما كتفا بكتف مع الجنرالات عبود وسوار الذهب والنميري والبشير والبرهان، ورأسماليا كبيرا يكنز الأموال ويحتكر الأعمال، يشيد المصانع ويناطح الأثرياء، يريد أن يصبح زعيما سياسيا ضخما له من الأتباع ما يبز الترابي وآل المهدي والميرغني.
باختصار هو يرغب في أن يكون كل هذا وبأقصى سرعة، وطالما وجد الطريق سالكا نحو مقعد الرجل الثاني في الدولة، لِمَ لا يكون الأول ورئيسا للسودان؛ كل السودان بمثقفيه ونخبه وعلمائه وجامعاته، بتاريخه ونضالاته من لدن مملكة سنار وسلطنة دارفور إلى المهدية وجمعية اللواء الأبيض، ومنذ مثقفي نادي الخريجين وحتى مأثرة رفع الأزهري والمحجوب لعلم دولة 56 على سارية الاستقلال.
لمَ لا وقد اجتمع له ما لم يجتمع لغيره، المال والرجال، السلاح والنفوذ، وفوق هذا وذاك الوهم الذي بلغ به حدا جعله يعتقد أن أي شيء في السودان قابل للبيع والشراء؛ الذمم والمواقف، الرجال والنساء طالما كانت مناجم ذهبه لا تنضب، لقد وصل حمدان إلى نفس نقطة اللاعودة والاستكبار عند فرعون.. (ونادي فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي- صدق الله العظيم).
هذه الشخصيات المتعددة التي تعيش في جلباب حميدتي وفي داخل نفسه سولت له أمره وصنعت تلك الشخصية الجديدة المُتخلقة الشخصية (الهجين) التي تُمسي هنا وتُصبح هنالك، تُصالح اليوم وتُعادي غدا، تدخل في هذا الحلف وتنشئ غيره، تقول الشيء وتفعل ضده.
الشخصية الهجين هذه كانت أسيرة لثلاثية "الجهل والمال والطموح"، فاندفعت ثم انتفخت للحد الذي قادها لتنفجر على نفسها، لقد ظن حمدان أن بمقدوره أن يتملك السودان بأرضه وشعبه وتاريخه وأنه سيتوج نفسه أميرا عليه وعلى المهاجرين الجدد المتناسلين من عرب الصحرا،ء والمرتزقة الذين فقدوا سبل كسب العيش في بلدانهم فجاؤوا يعتاشون هنا كـ"كسيبة" ونهابين، فيكتب للتاريخ والأجيال القادمة أن الأمير دقلو الأول هو من أرسى قواعد دولة آل دقلو في عصور سابقة على أرض دولة كان اسمها السودان.
كانت تلك شخصية حميدتي المزهوة التي عبر عنها بعد يومين من اندلاع الحرب بكل غرور الدنيا وصلف العالمين حين قال: "البرهان ما عندنا معاه كلام، يسلم بس وكان ما سلم بنستلمه".
كان حميدتي في داخله مفتونا بالنخبة السودانية بوعيها وتاريخها بأرستقراطيتها وأمجادها وبأسلوب حياتها، لقد اجتهد ما وسعه الجهد في مجاراتها، وعندما عجز ورأى نفسه صفرا في مكيال التعليم وميزان الثقافة امتلأ حقدا عليها وراح يتعالى بالنياشين الكذوبة على كتفه وبالمال الحرام في خزائنه، لقد امتلأ حقدا حتى فاض مهددا سكان العاصمة الخرطوم قُبيل الحرب "لو قامت الحرب عماراتكم السمحة دي إلا تسكنها الكدايس"، يقصد القطط.
إن أشق الحروب هي حرب الإنسان مع نفسه، وهو عين ما فعله حمدان بنفسه، من النعيم إلى الجحيم، ومن سعة الدنيا الي ضيقها، من كل شيء إلى لا شيء.
ومن عجب أن المباهج ومغريات المدن لم تنسه البادية وحدها بل أنسته حتى طباعها التي جُبلت على مكارم الأخلاق، حين خاض حربه بلا مكارم وبلا أخلاق، فحمدان ومرتزقته لم يكونوا رجالا ولا فرسانا حيث خاضوا حربهم بأحط درجات الجبن والنذالة؛ حرب الاغتصاب وإذلال المُسنين، حرب السرقات واللصوصية وحرب استباحة أملاك الناس والتعدي على حقوقهم وحرماتهم، هكذا كانت حرب الجنجويد من النوع البشع الغارق في الرذائل.
الآن أكملت حرب الجنجويد على السودانيين عامها الثاني وهي تمضي نحو خواتيمها إلى طردهم وإنهاء أسطورة حميدتي الذي لم يتمكن من استلام البرهان ولا من حكم السودان، بل انتهى إلى مصير غامض وخائب ما بين هارب متخف من ميدان المعركة أو مريض مُقعد لا يقوى على شيء، إلي ميت لا وجود له إلا من خلال فيديوهات قصيرة يعتقد أغلب السودانيون تهكما أنها مفبركة من إنتاج الذكاء الاصطناعي بهدف خديعة جنوده الجهلاء بأن القائد معهم وبينهم في ميادين القتال يخوض المعارك.
لم يحقق حميدتي شيئا ولم ينجح في شيء الا الهزيمة واكتساب كراهية السودانيين ولعناتهم التي ستلاحقه حيا وميتا، فمشاعرهم الغاضبة لن تغفر تلك الآلام وذلك البؤس الذي صنعه بهم، فهي لم تتفق مجتمعة كاتفاقها على كراهية حميدتي ومليشياته للدرجة التي تحولت إلى مزاج شعبي ومجتمعي عام ولن ينساها السودانيون ولن تطويها الأيام.
المشروع الوحيد عند حميدتي هو مشروعه الشخصي القائم على الطموح القاتل، وحتى هذا كان أمرا هلاميا بلا سيقان أو هوية محددة تمكنه من التنفيذ، غاب بالتالي مشروعه بغيابه هو كقائد وانتهى كل شيء، الأحلام والأماني والقوات التي لا تقهر ولا تخسر، وتبقت جزر المليشيا معزولة مقهورة تنتظر مصيرها المحتوم بالموت والهلاك
انتهى حميدتي إلى كونه ظاهرة صوتية تظهر من حين لآخر عند كل هزيمة كبيرة يلحقها به الجيش السوداني، يبدو دائما في حالة مزاجية سيئة؛ يكيل الشتائم والسباب على الجميع بطريقة أقرب للتشنج والتوتر ثم يُمنّي من تبقى معه من مرتزقة بنصر قريب ولكنه لا يأتي.
ولأن حميدتي لا يملك مشروعا واضح المعالم السياسية والفكرية، غير تلك الخطابات الارتجالية التي تصنف تحت بند الكلام الدارج الذي يقال أمام الناس هكذا وفقا لما يطلبه المستمعون والذي يقابله عادة الناس كفاصل درامي يلعب فيه حميدتي دور البطل المهرج، فقد كان وفاض القائد خاليا من أن يقدم مشروعا متكاملا يوازي أحلامه العريضة ورغبته الجامحة في حكم السودان.
المشروع الوحيد عند حميدتي هو مشروعه الشخصي القائم على الطموح القاتل، وحتى هذا كان أمرا هلاميا بلا سيقان أو هوية محددة تمكنه من التنفيذ، غاب بالتالي مشروعه بغيابه هو كقائد وانتهى كل شيء، الأحلام والأماني والقوات التي لا تقهر ولا تخسر، وتبقت جزر المليشيا معزولة مقهورة تنتظر مصيرها المحتوم بالموت والهلاك.
كان ذلك هو حميدتي ومشروعه الهلامي الذي ما استقرت له وجهة ولا عُرف له مؤيدون سوى أصحاب العاهات النفسية والمتخلفين عقليا في المجتمع ممن تم شراؤهم بحفنة من المال الحرام، سقط هذا المشروع بسقوط صاحبه وشيُع متبوعا بلعنات السودانيين ودعوات المظلومين.
انتهى حميدتي وانتهت قواته، وبقي السودان رغم ما به من جراح غائرة وحريق ورماد ودمار، إلا أنه سينهض ويحلق في الفضاءات من جديد كما يفعل الفينيق معلنا عودته للحياة مرة أخرى، فإرادة الشعوب الحرة لا تنكسر وعزائمها الأبية لا تخور.
* المستشار الاعلامي السابق لرئاسة الجمهورية بالسودان