انعكس الاهتمام الحكومي بحماية البيئة وتنميتها على المجتمع في دولة قطر، وبرز العديد من الناشطين البيئيين في مجال التوعية واطلاق المبادرات للحفاظ على الروض والغطاء النباتي في دولة قطر، بالإضافة إلى الشخصيات البيئية التي ذهبت إلى ابعد من المبادرات مثل السيد محمد مطر الدوسري صاحب محمية الدوسري الطبيعية والتي تعد متنفساً بيئياً وجهة مميزة للعائلات في عطلة نهاية الأسبوع.

فضلا عن كونها تحتضن عدداً مميزاً من الحيوانات النادرة والنباتات والأشجار من البيئة القطرية وغيرها، وتشارك المحمية في المناسبات على مستوى الدولة من خلال اطلاق فعاليات خاصة بالمناسبة مثل ما حدث مع استضافة بطولة كأس العالم 2022، ومعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، حيث أشار السيد محمد الدوسري إلى اطلاق العديد من الفعاليات والعلمية والثقافية والبيئية لزوار معرض « إكسبو الدوحة « وقال في حوار مع العرب:

اعدت المحمية جدولاً للفعاليات الأسبوعية التي تقام لزوار المعرض والذي يشمل جولة على اقفاص الحيوانات المختلفة والتعريف بأنواع النباتات البرية مثل الأشجار والنباتات العطرية وغير العطرية واستخداماتها ايضاً، وأضاف: تنظم المحمية فعاليات ثقافية أخرى مثل الندوات وعروض أبناء الجاليات الذين يقدمون جزءاً من ثقافاتهم مثل الموروث الشعبي والعروض المختلفة، فضلا عن مشاركة طبيعة البيئات التي يعيشون بها وما تتميز به من أنواع نباتات ومناخ.. إلخ. مما يتيح المجال لتبادل الخبرات والتعرف على أنواع البيئات على كوكبنا، ولفت الدوسري إلى زيادة في عدد زوار المحمية منذ انطلاق المعرض في الثاني من أكتوبر الماضي، ما يعكس تأثيره على السياحة في البلاد .
وحول معرض إكسبو الدوحة قال الدوسري لم يكن مستغرباً على بلادنا استضافة مثل هذه الاحداث الدولية الهامة لمستقبل المناخ على كوكب الأرض، فهي تواصل الجهود واطلاق المبادرات الهادفة لمحاربة التصحر وتنمية البيئة، ولقد انعكس اهتمام الدولة في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على المجتمع، والذي ترجم في اطلاق العديد من المبادرات البيئية مثل زراعة الشتلات وتوزيعها مجاناً وتنظيف الروض والشواطئ والجزر والمساهمة في نشر التوعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وغيره، موضحاً أن الجهود القطرية لحماية البيئة على الساحة العالمية جعلها محل ثقة لدول العالم، فضلا عن كون الدولة استطاعت أن تؤسس بنية تحتية متميزة تمكنها من استضافة الأحداث العالمية الكبيرة.
في البداية عرفنا عن جدول فعاليات المحمية بمناسبة إكسبو ؟ 
تنظيم الفعاليات يكون اسبوعياً من الخميس وحتى السبت، علما بأن المحمية مفتوحة للزيارات طيلة أيام الأسبوع ولكن الفعاليات في العطلة لإتاحة فرصة المشاركة والمشاهدة لأكبر عدد من الزوار حيث ان نسبة الزيارات خلال عطلة الأسبوع كبيرة جداً بالمقارنة بأيام الأسبوع العادية. وتتضمن الفعاليات عروضا ثقافية لمختلف الجاليات، وعروض مسرح المحمية الذي يشهد تفاعلاً كبيراً ويلقى استحسان الزوار، و يتسع لـ 500 شخص ويتم عرض العديد من المسرحيات والمهرجانات عليه. بالإضافة إلى إقامة الفعاليات الخاصة بالمحمية. وتنظيم جولات داخل المحمية للتعرف بمحتوياتها من المتحف إلى أنواع النباتات البرية والأشجار، وكذلك أنواع الحيوانات النادرة التي تقتنيها المحمية، ولقد وفرت المحمية البنية التحتية اللازمة لضمان قضاء أوقات ممتعة للزوار من توفير اكشاك للمأكولات الشعبية القطرية وشاليهات، لقضاء عطلة الأسبوع في أجواء المحمية الطبيعية، وأماكن للشواء وغيرها. 

هل هناك أي فرق في حجم الزيارات للمحمية قبل وبعد افتتاح معرض إكسبو ؟ 
 بالتأكيد.. لقد ارتفع عدد الزوار إلى المحمية بشكل كبير منذ الأسبوع الثاني لانطلاق معرض إكسبو الدوحة، ولقد ظهر ذلك جلياً على مستوى الزيارات اليومية وفي عطلة نهاية الأسبوع، وذلك يعكس تأثير المعرض على القطاع السياحي مما يشجعنا للتفاعل اكثر وإقامة فعاليات متنوعة تمتد حتى نهاية فترة استضافة المعرض. وستشهد الفترة المقبلة زيادة في عدد الفعاليات التي تقيمها المحمية، ودعوات لزوار اكسبو لزيارتها والتعرف على أنواع النباتات في البيئة القطرية، بالإضافة إلى الاستمتاع بمشاهدة جزء من الموروث الشعبي والتراث التي يتمثل في فعاليات ركوب الهجن والمقتنيات التراثية في متحف المحمية. وتعد المحمية احدى وجهات الزوار كونها واحدة من المعالم السياحية في البلاد، وكذلك كونها محمية طبيعية ومتعلقة بأنشطة واهداف اكسبو الدوحة الذي يهدف حماية البيئة ومكافحة التصحر، فالمحمية تشكل جزءا من الطبيعة في دولة قطر بمكوناتها الغنية، كما ان الفعاليات الثقافية التي تبرز ثقافات الشعوب هي جزء من فعاليات المحمية الأسبوعية وهي تسهم ايضاً في جذب الزوار إلى المحمية لمشاهدة تلك الفعاليات والاستمتاع بها، وذلك وسط أجواء احتفالية تصاحبها حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة القطري، حيث توفر المحمية خدمات ضيافة من القهوة العربية وغيرها لزوارها. وانتهز هذه الفرصة لدعوة زوار اكسبو الدوحة من دول المنطقة والعالم إلى زيارة المحمية والاطلاع على جزء من الطبيعة الممزوج بالتراث والموروث الشعبي القطري. 

كيف ترون تأثير المعرض على البيئة في دولة قطر ؟ 

لا شك أن المعرض سيكون له الأثر الكبير على البيئة المحلية والعالمية لما يحتويه من مبادرات ومشاريع تخدم اهداف المستقبل الأخضر وتحد من التصحر والاستنزاف للبيئة على كوكبنا، لاسيما وأن أحد أهم الأحداث على الساحة العالمية ويسعى لتحقيق الاستدامة وتعزيز الوعي البيئي على نطاق واسع. ويركز على الزراعة الحديثة ويعرض تقنياتها الجديدة، ويضع وقف التصحر جزءا من رسالته وأهدافه الرئيسية. كما سيكون للمعرض تأثير على الوعي المجتمعي في القضايا البيئية، حيث سيتعرف الافراد من خلاله على مجالات عديدة لخدمة البيئة وحمايتها، وتجنب الممارسات الضارة البيئة، مما يسهم في زيادة الوعي والاهتمام البيئي، وبالتأكيد سيكون لذلك انعكاس إيجابي على البيئة، ولقد رأينا كيف انعكس اهتمام الدولة في ظل القيادة الرشيدة بالقضايا البيئية على مختلف شرائح المجتمع، والذي ترجم في ظهور العديد من الشخصيات البيئية ومضاعفة عدد المبادرات الفردية الهادفة إلى حماية البيئة وتعزيز الغطاء النباتي من خلال حمايته وغرس الشجيرات والأشجار لتعزيزه. ولحدث كبير كهذا سيكون تأثير كبير لاسيما وانه الأول من نوعه في المنطقة وشمال افريقيا، ونتوقع أن تشكل فعاليات المعرض نقطة جذب رئيسية للزوار من جميع أنحاء العالم والمنطقة، مما يجعل تأثيره اكبر وأوسع. 
متى تم تأسيس المحمية وكيف بدأت ؟ 
يعودُ تاريخ تأسيس المحميّة لأكثر من 40 عاماً، وهي مشروع بيئي بامتياز وغير ربحي بدأ بحديقة ثم توسعت لتصبح محمية وتضم العديد من أنواع الحيوانات، وعندما شكلت وجهة ومتنفس للزوار، قمنا بتوسعة أنشطة المحمية لتشمل الأنشطة البرية مثل الشواء والشاليهات وغيرها، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والمتحف. ولقد بدأت عام 1980، بجمع بعض أنواع الطيور والقردة والنعام والغزلان وحيوانات من البيئة القطرية. وفي عام 1988، بدأت رحلات صيد إلى الدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية لجلب بعض الحيوانات البرية، وصارت المحمية تضم عدداً من الضباع العربية والأسود الأفريقية، إلى جانب الوعول والغزلان والمها والجِمال والسلاحف البرية والطيور المتنوعة، من الصقور إلى والببغاوات وغيرها.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة محمد الدوسري

إقرأ أيضاً:

نهاية عليزا ماجن.. نائبة الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب

توفيت نائبة رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابقة، عليزا هاليفي ماجن، عن عمر ناهز 88 عامًا، والتي وُصفت في الإعلام العبري بأنها "القائدة الرائدة".

في بيان رسمي، نعى مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نائب رئيس الموساد السابقة، مشيدًا بما وصفه بـ"دورها القيادي والتاريخي" في الجهاز، ولكن خلف هذه الكلمات، تكمن قصة طويلة من الدماء الفلسطينية، والعمليات السوداء، والتدخلات التخريبية في العالم العربي.

وُلدت عليزا هاليفي ماجن في القدس المحتلة، وتم تجنيدها لجهاز الموساد في شبابها، حيث بدأت العمل في "المهام الخاصة"، وهو الاسم الذي يُطلق عادة على العمليات القذرة التي تشمل الاغتيالات والتجسس وتفكيك شبكات المقاومة.

وظهر اسمها خلال عملية الماس عام 1966، التي ساهمت خلالها في استقطاب طيار عراقي انشق بطائرته الميج-21 إلى الاحتلال الإسرائيلي، مما شكل مكسبًا استخباراتيًا كبيرًا آنذاك.

وعلى مدار عقود، شاركت ماجن في مئات العمليات ضد العرب، خاصة في مناطق النزاع كلبنان وسوريا وفلسطين، لم تكن مجرد موظفة، بل واحدة من أبرز صانعي القرار في واحدة من أكثر الأجهزة الاستخباراتية دموية في العالم، حتى أصبحت نائبة لرئيس الموساد، وتولت هذا المنصب تحت قيادة ثلاثة رؤساء مختلفين للجهاز.


وخلال مسيرتها، شغلت ماجن عدة مناصب عليا داخل الجهاز، من بينها رئيسة قسم، ورئيسة قسم الموارد البشرية، ورئيسة قسم تنسيق العمليات، قبل أن تصل إلى منصب نائب رئيس الموساد، حيث عملت تحت قيادة ثلاثة من رؤساء الجهاز: شبتاي شافيت، وإفرايم هاليفي، وداني ياتوم، أشرفت من موقعها القيادي على مئات العمليات الاستخباراتية داخل إسرائيل وخارجها، وأسهمت في ترسيخ رؤية طويلة المدى للموساد.

نجاحات ماجن – كما تصفها الرواية الإسرائيلية – كانت في الحقيقة انتهاكات منظمة ضد القانون الدولي وحقوق الشعوب. فالموساد، الذي عملت فيه لأكثر من أربعين عامًا، متورط في عشرات عمليات الاغتيال ضد قيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وضربات تخريبية في عدة دول عربية.

وتزوجت من أبراهام، الذي توفي عام 2011، دون أن ينجبا أطفال، ولُقبت في إسرائيل بـ امرأة الظل، نظير انضباطها وقدرتها على العمل خلف الكواليس.


الإعلام الإسرائيلي يحتفل برحلتها الاستخباراتية، لكن لا أحد يتحدث عن الثمن المدفوع من دماء العرب وخراب أوطانهم، الذي كان جزءًا لا يتجزأ من "النجاحات" التي تُنسب لها.

واليوم تشيع إسرائيل جثمانها، لكن الذاكرة العربية تحفظ اسمها بين الوجوه التي شاركت في صناعة المأساة الممتدة منذ النكبة وحتى الآن.

مقالات مشابهة

  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفًا لنظام البيئة لدخوله بمركبته في الفياض والروضات في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • 40 صورة ترصد فعاليات "الأسبوع الأخضر" بكلية السياحة والفنادق بجامعة الأقصر
  • ضبط مواطن مخالف لنظام البيئة لاقتلاعه الأشجار في محمية الملك عبد العزيز الملكية
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة لاقتلاعه الأشجار دون ترخيص في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • ضبط مخالفين لنظام البيئة لقطع مسيجات ودخول محمية دون ترخيص
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفين لنظام البيئة لارتكابهما مخالفتي قطع مسيجات ودخول محمية دون ترخيص في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفة التخييم في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • نهاية عليزا ماجن.. نائبة الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفة رعي في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية
  • وزير البيئة يدشّن النسخة الرابعة من معرض الشرق الأوسط للدواجن