يسأل الكثير من الناس عن وضع تلاوة من آيات القرآن على خاصية الانتظار في سنترال اجابت دارالافتاءالمصرية وقالت  القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أنزله على أفضل رسله وخير خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أُمِرنا باحترامه وتعظيمه وحسن التعامل معه بطريقةٍ تختلف عن تعاملنا مع غيره؛ فلا يمس المصحف إلا طاهر من الحدثين الأكبر والأصغر؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ۞ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ۞ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 77-79].


كما أنه لا يجوز وضع شيء من الكتب على المصحف؛ لأنه يعلو ولا يُعلَى عليه، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه، ولذلك فليس من اللَّائق ولا من كمال الأدب معه أن نجعله في مثل هذه المواطن؛ لأنَّ له من القدسية والتعظيم والحرمة ما ينأى به عن ذلك ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، إضافةً إلى ما قد يؤدِّي إليه من قطعٍ للآية وبترٍ للمعنى -بل وقلبٍ له أحيانًا- عند توقف القراءة للرد على المتصل. ويمكن الاعتياض عن ذلك بأناشيد إسلاميَّة أو مدائح نبوية، أما كلام الله تعالى فله قدسيته وتعامله الخاص اللائق به.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

 

انتشر في الآونة الأخيرة القول بأن قصيدة "البردة" للإمام البوصيري فيها أمور شركية تخل بالعقيدة، وهذا في حد ذاته خللٌ في العقيدة؛ لأن فيه سلوكًا لمنهج الخوارج الذي يقوم على أساس حمل الآيات التي نزلت في المشركين على المسلمين، وقد وضَّح ابن عمر رضي الله عنهما أن هذا هو مدخل ضلالتهم فقال: "إِنَّهُم انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ" علقه البخاري في "صحيحه" ووصله ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" بسند صحيح، كما أن فيه خللًا في المنهج وفقدانًا للمعايير الإسلامية الصحيحة؛ حيث خلط أصحابه بين دائرة الشرك ودائرة الوسيلة، فحبُّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومدحُه والتوسلُ به مِن الوسائل الشرعية التي تَعَبَّدَ اللهُ تعالى بها عبادَه المسلمين بنص الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة، فنَقْلُها إلى دائرة الشرك دليلٌ على افتقاد المعيار السليم الذي يُفرَقُ به بين الإيمان والكفر، وقد أنكر الله تعالى على أصحاب هذا المسلك الفاسد بقوله سبحانه: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ۝ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [القلم: 35-36].

ومن الأبيات التي يدعي فيها هؤلاء الجهلة أنها مخالفة للشريعة أو أنها شرك قول الإمام البوصيري:

وكيف تدعو إلى الدنيا ضَرُورَةُ مَن ... لولاه لم تُخْرَج الدنيا من العَدَم

وهذا المعنى قد ورد فيه جملة أحاديث، منها: ما رواه الحاكم في "المستدرك" والبيهقي في "دلائل النبوة" من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْتَ لِي، فَقَالَ اللهُ: يَا آدَمُ، وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا وَلَمْ أَخْلُقْهُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، لِأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَىَ قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ، فَقَالَ اللهُ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لَأُحِبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ ادْعُنِي بِحَقِّهِ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ». قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وحسنه الإمام التقي السبكي في "شفاء السقام".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله تعالى

إقرأ أيضاً:

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..آداب يوم الجمعة

يعد يوم الجمعة من الأيام المباركة التي يحرص العديد من المواطنين على استغلالها في طاعة الله واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأمور التي يبحث عنها الكثير، سنن يوم الجمعة للنساء، وأفضل العبادات التي يمكن فعلها. 

آداب يوم الجمعة


ليوم الجمعة آدابٌ كثيرةٌ ينبغي على المسلم أن يتحلى بها، ومن هذه الآداب ما يلي:

الاغتسال: يستحب الاغتسال يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من غسّل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)).
التطيب: يستحب التطيب يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)).
لبس أحسن الثياب: يستحب لبس أحسن الثياب يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)).
الذهاب إلى المسجد مبكرًا: يستحب الذهاب إلى المسجد مبكرًا يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)).
الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: يستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلة الجمعة، لما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة عن أوس بن أوس الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي)).
الدعاء في ساعة الاستجابة: يستحب الدعاء في ساعة الاستجابة يوم الجمعة، والتي هي آخر ساعة من يوم الجمعة، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه)).
الحرص على حضور خطبة الجمعة: يستحب الحرص على حضور خطبة الجمعة، والاستماع إليها بقلبٍ حاضرٍ، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك ثلاث جمع تهاونًا طبع الله على قلبه)).
البعد عن الغيبة والنميمة: يستحب البعد عن الغيبة والنميمة يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها، ويغفر له ما بين الجمعتين، وزيادة ثلاثة أيام، إلا أن يكون له لحن في قلبه)).
فضل يوم الجمعة
يوم الجمعة هو أفضل الأيام عند الله تعالى، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)).ومن فضائل يوم الجمعة  خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس.. فضائل يوم الجمعة يوم الجمعة، تعرف على أهمية وفضل الجمعة في حياة المسلمين فيه صلاة الجمعة، وهي أعظم صلاةٍ بعد صلاة الفرض.
فيه ساعةٌ لا يوافقها عبد مسلم وهو قائمٌ يصلي يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه.
فيه مغفرةٌ للذنوب.
أحب الأعمال إلى الله يوم الجمعة
أحب الأعمال إلى الله يوم الجمعة هي:الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
الدعاء في ساعة الاستجابة
 

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يشهد احتفال الوزارة بالهجرة النبوية المشرفة بمسجد السيدة زينب
  • عمر هاشم: الهجرة النبوية الشريفة فرّقت بين الحق والباطل
  • «الإفتاء» حكم الذكر جماعة وجهرا عقب صلاة العصر يوم الجمعة
  • آيات من القرآن لتقليل التوتر والأرق.. احرص عل تلاوتها
  • نص خطبة الجمعة اليوم.. «الهجرة النبوية المشرفة وحديث القرآن عن المهاجرين»
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..آداب يوم الجمعة
  • حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه.. الإفتاء توضح
  • تأملات قرآنية
  • آيات قرآنية وخطوطُ مذهّبة تزيّن قباب وأساطين وأعمدة الروضة الشريفة