أكد سفير سوريا السابق لدى أنقرة نضال قبلان أن الرئيس السوري لن يلتقي نظيره التركي ما لم يتم الاتفاق على الشروط السورية الأساسية، وأهمها خروج تركيا من الأراضي السورية.

وقال قبلان في تصريحات لـ"سبوتنيك" إن "الرئيس الأسد لن يلتقي أردوغان ما لم يتم الاتفاق على الشروط والبنود السورية الأساسية. الأهم بالنسبة لسوريا هو ما يتم على الأرض، واتخاذ قرار من الحكومة التركية وخاصة أردوغان بالانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الشمال والشمال الغربي السوري هو شرط سوري لا مساومة عليه".

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا رجب طيب أردوغان

إقرأ أيضاً:

تنافس جبوسياسي جديد على سوريا

قال أمين صيقل، الأستاذ الفخري لدراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن انهيار نظام بشار الأسد في سورية كتب فصلاً جديداً من التنافس الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

الولايات المتحدة تواجه تحدي إدارة التنافس بين حليفتيها، تركيا وإسرائيل

وأضاف صيقل في مقاله بموقع "آسيا تايمز"  أن التركيز تحول بعيداً عن حلفاء الأسد التقليديين، إيران وروسيا، إلى مواجهة متصاعدة بين إسرائيل وتركيا، اللتين تشكل طموحاتهما المتضاربة مستقبل المنطقة غير المؤكد.
وأصبحت العلاقة بين إسرائيل وتركيا متوترة بشكل متزايد تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس رجب طيب أردوغان، مع ظهور سوريا كأحدث ساحة معركة لمنافستهما.

دور تركيا وتطلعاتها

وقال الكاتب إن تركيا، تحت قيادة أردوغان، كانت قوة محورية في إزاحة الأسد، حيث دعمت هيئة تحرير الشام المتمردة في هجومها للإطاحة بالنظام، مما أدى بشكل غير مباشر إلى تقويض نفوذ إيران وروسيا في سوريا، وسمح هذا الدعم لأردوغان بوضع تركيا كقوة مركزية في المنطقة. 

Bitter Erdogan-Natanyanu rivalry is emerging over Syria's future https://t.co/YZslUUys8Q pic.twitter.com/EJTDSRPKk0

— Asia Times (@asiatimesonline) December 18, 2024

واستشهد أردوغان مراراً وتكراراً بإرث الإمبراطورية العثمانية، مشيراً إلى أن مدناً مثل حلب ودمشق ربما كانت جزءاً من تركيا إذا تم رسم حدود ما بعد الحرب العالمية الأولى بشكل مختلف.
وفي أعقاب الإطاحة بالأسد، أعادت تركيا فتح سفارتها في دمشق وتعهدت بمساعدة هيئة تحرير الشام في تشكيل مستقبل سوريا.

وكان جزء رئيس من استراتيجية أردوغان هو معارضة أي تنازلات للأقلية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، والتي يتهمها بالارتباط بالانفصاليين الأكراد داخل تركيا.

التحركات الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا

وأشار الكاتب إلى استغلال إسرائيل الفراغ الذي تركه نظام الأسد لتأمين مصالحها الإقليمية والأمنية. فشنت توغلاً في الجانب السوري من مرتفعات الجولان وأجرت غارات جوية واسعة النطاق على البنية التحتية العسكرية السورية، بما في ذلك مستودعات الذخيرة والطائرات المقاتلة ومرافق الأسلحة الكيميائية.
وبرر المسؤولون الإسرائيليون هذه الإجراءات بالقول إنها ضرورية لمنع وقوع هذه الأصول في أيدي المتطرفين الذين قد يهددون الدولة اليهودية. وقوبلت التوغلات الإسرائيلية بإدانة من تركيا، التي تتهم إسرائيل بالاستيلاء على الأراضي في سوريا. 

Bitter Erdogan-Natanyanu rivalry is emerging over Syria’s future https://t.co/cIJUYowY2u

— cma (@cma_1973) December 19, 2024

وقال الكاتب إن احتمالية وجود نظام جهادي تحت حكم هيئة تحرير الشام تثير قلق إسرائيل، رغم أن زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (المعروف أيضاً باسم أبو محمد الجولاني) لم يبد أي نية لمواجهة إسرائيل وتعهد بعدم السماح باستخدام الأراضي السورية لشن هجمات ضدها.

ورغم ذلك، دعا الشرع إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة منذ عام 1973، مما أدى إلى زيادة التوتر في العلاقات بين البلدين.

أردوغان ونتانياهو: تاريخ من التوترات

وأدى دعم أردوغان طويل الأمد للقضية الفلسطينية وانتقاده الصريح لإسرائيل إلى تأجيج العداء بينه وبين نتانياهو. وأدى الصراع المستمر في غزة إلى تصعيد التوترات، حيث اتهم أردوغان إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" كما أدان غزو إسرائيل الأخير للبنان.
في المقابل، انتقد نتانياهو أردوغان ووصفه بأنه "ديكتاتور"، وتتجلى هذه العداوات العميقة الجذور بين الزعيمين الآن في سوريا، حيث يسعى كل منهما إلى تحقيق أهداف متضاربة.

عملية الموازنة في واشنطن

ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة تواجه تحدي إدارة التنافس بين حليفتيها، تركيا وإسرائيل، مع حماية مصالحها في سوريا. وتسعى واشنطن إلى توجيه هيئة تحرير الشام نحو نموذج حكم يتماشى مع الأولويات الأمريكية، بما في ذلك دعم حلفائها الأكراد في شمال شرق سوريا، والحفاظ على وجود 1000 جندي أمريكي في المنطقة.
ومع ذلك، يقول الكاتب، إن الموازنة بين هذه الأهداف والطموحات المتضاربة لتركيا وإسرائيل مهمة حساسة، بحسب الكاتب.

ويتكهن بعض المحللين بأن التنافس قد يتصاعد إلى مواجهة عسكرية مباشرة إذا سعت إسرائيل إلى توسيع نطاق سيطرتها على الجولان، وهي مرتفعات بالغة الأهمية من الناحية الاستراتيجية.

النكسة الاستراتيجية لإيران

وأضاف الكاتب "يمثل سقوط نظام الأسد ضربة قوية لإيران، التي استثمرت بكثافة في دعم حكومته، إذ أنفقت إيران قرابة 30 مليار دولار لدعم دكتاتورية الأسد التي يقودها العلويون، مما يجعل الإطاحة به خسارة باهظة الثمن".

كما يحرم ذلك إيران من جسر بري وجوي حيوي لحزب الله، وكيلها القوي في لبنان.

ويزيد الوضع الإيراني في سوريا سوءاً موقف زعيم هيئة تحرير الشام الذي يرفض التعاون مع إيران وحزب الله، بينما يعطى الأولوية لإعادة إعمار سوريا والوحدة الوطنية.            

 

مقالات مشابهة

  • من أردوغان الى الشعب السوري
  • سفير أنقرة بالقاهرة : وزير الخارجية التركي يزور سوريا قريبا
  • تنافس جبوسياسي جديد على سوريا
  • بالتفصيل.. الرواية الكاملة لهروب رئيس النظام السوري السابق «بشار الأسد»
  • وزير النقل السوري: الطيران في الأجواء السورية آمن ومفتوح
  • صحفي تركي: أردوغان ينفذ مخططاته في سوريا لحين قدوم ترامب
  • الغارديان: كيف أثمرت محاولات أردوغان المتوازنة في سوريا؟
  • الغارديان: كيف أثمرت محاولة أردوغان المتوازنة في سوريا؟
  • أنقرة ترفض اتهام ترامب لأردوغان بـ"الاستيلاء" على السلطة في سوريا
  • محلل تركي يعلق لـCNN على تقرير صحيفة أمريكية بأن أنقرة تستعد لعمل عسكري شمال سوريا