في ذكرى مرور 500 يوم على الحرب.. الأمم المتحدة تتحدث عن خسائر مروعة وزيلينسكي يزور جزيرة الأفعى
تاريخ النشر: 8th, July 2023 GMT
دانت الأمم المتحدة الخسائر التي تسببت بها الحرب الروسية على أوكرانيا في صفوف المدنيين بذكرى مرور 500 يوم على اندلاعها، واصفة إياها بأنها "خسائر مروعة".
يتزامن ذلك مع تواصل حرب المسيّرات بين الطرفين، حيث أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن دفاعاتها أسقطت 5 مسيرات الليلة الماضية.
وقد نُفذ هجوم بمسيّرة، وأُسقطت مسيرتان أوكرانيتان في كل من منطقتي بيلغورود وفورونيج الروسيتين.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا -في بيان لها أمس الجمعة- إن أكثر من 9 آلاف مدني بينهم 500 طفل قتلوا منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط 2022، مع أن مسؤولين أممين صرّحوا في السابق أن العدد قد يكون فعليا أكبر بكثير.
وقال نويل كالهون نائب رئيس البعثة "نشهد اليوم مرحلة فظيعة أخرى من الحرب التي تواصل إلحاق خسائر مروعة بالمدنيين الأوكرانيين".
وأشار مراقبون إلى أن متوسط عدد القتلى هذا العام أقل مما كان عليه في 2022، لكنه بدأ بالارتفاع مجددا في مايو/أيار ويونيو/حزيران.
وتحولت كلٌّ من مدينتي بوتشا القريبة من كييف وماريوبول جنوب شرقي البلاد العام الماضي إلى رمز لفظائع الصراع الذي اتُهمت فيه روسيا بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية.
حزمة مساعدات
ويأتي بيان الأمم المتحدة بشأن الخسائر المدنية بعد أن كشفت واشنطن رسميا أمس الجمعة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تتضمن لأول مرة قذائف عنقودية، وهو ما اعتبرته موسكو "بادرة يأس، تقرب البشرية من حرب عالمية جديدة".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن كييف تعهدت بتقديم ضمانات بعدم إلحاق الضرر بالمدنيين بعد تزويدها بالذخائر العنقودية، مؤكدا أن روسيا استخدمت هذه الذخائر بشكل عشوائي منذ بدء الحرب.
كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"- إنه اتبع توصية البنتاغون بشأن تزويد كييف بالذخائر العنقودية، وإن القرار كان صعبا للغاية، لكنه جاء بعد نقاش مع حلفاء واشنطن ومع الكونغرس.
عضوية الناتووبشأن عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قال بايدن إنه لا يعتقد أن هناك إجماعا في الحلف بخصوص منح أوكرانيا العضوية في الوقت الراهن.
في المقابل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن كييف تستحق بلا شك عضوية الحلف.
وشدد أردوغان -في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإسطنبول الجمعة عقب لقاء ثنائي بينهما- على أن بلاده تعد أكثر دولة تبذل جهودا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر المفاوضات، وفقا لأسس القانون الدولي.
وأضاف "لا خاسر في السلام العادل. رغم الخلافات في التفاهم بين الأطراف، فإن رغبتنا الصادقة هي العودة إلى البحث عن السلام في أسرع وقت ممكن".
اتفاق الحبوب
وبخصوص اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، قال أردوغان إنه حث روسيا على تمديده ثلاثة أشهر على الأقل، معلنا عن زيارة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا في أغسطس/آب المقبل، رغم أن الكرملين قال إنه "لا مواعيد محددة" للقاء بوتين وأردوغان.
وكان الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة العام الماضي قد سمح بالنقل الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود، على الرغم من استمرار الحرب.
وقال أردوغان إن العمل جار الآن على تمديد الاتفاق بعد انقضاء مدته في 17 يوليو/تموز ومده فترات أطول، مشيرا إلى أنه سيكون من أهم القضايا على جدول أعمال مناقشاته مع بوتين في تركيا الشهر المقبل.
وأضاف "نأمل أن يتم تمديده مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر، وليس كل شهرين. سنبذل جهدا في هذا الصدد ونحاول زيادة مدته إلى عامين".
شويغو وزيلينسكيميدانيا، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ساحات التدريب التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الروسي.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لشويغو وهو يتابع تدريبات الجنود المتعاقدين في صفوف قوات المنطقة الجنوبية، على دبابات "تي-90".
كما استمع شويغو لتقارير من قادة المنطقة الجنوبية فيما يخص جهوزية التشكيلات والوحدات العسكرية المشكلة حديثا، التابعة لقوات المدفعية وسلاح الدبابات.
في المقابل، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جزيرة الأفعى الصغيرة في البحر الأسود التي تحدى المدافعون عنها سفينة حربية روسية في بداية الحرب الروسية على بلاده، مع دخول الصراع يومه الـ500.
وقال زيلينسكي -في مقطع فيديو غير مؤرخ نشر على مواقع التواصل- "اليوم، نحن في جزيرة الأفعى التي لن يغزوها المحتلون أبدا، مثل كل أوكرانيا، لأننا بلد الشجعان".
إسقاط مسيّرات
وفي باقي التطورات الميدانية، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادوف إن مسيّرة أوكرانية أطلقت قذيفة باتجاه منطقة السوق المركزي من منطقة شيبيكينو، مما أدى إلى اشتعال النيران في المكان.
وأضاف المسؤول أن النيران أحدثت أضرارا مادية في السوق وفي إحدى السيارات المركونة.
كما أفاد حاكم مقاطعة فورونيج الروسية ألكسندر جوسيف بأن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مسيرتين في المقاطعة الواقعة جنوب غربي البلاد.
وأشار جوسيف إلى أن إسقاط المسيّرتين لم يؤد إلى أي أضرار أو إصابات. من جانبها، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية تحاول اختراق الدفاعات الأوكرانية من جميع الاتجاهات بمناطق أفدييفكا ومارينكا وكوبيانسك وليمان في دونيتسك وسفاتوف في لوغانسك.
وأكدت أن القوات الأوكرانية تقدمت في الجانب الجنوبي باتجاه باخموت أكثر من كيلومتر واحد، وأن القوات الروسية باتت أشبه بالمحاصرة في باخموت.
وأضافت أن المعارك مستمرة في الجنوب باتجاه منطقتي ميليتوبول وبيرديانسك، وأن القوات الأوكرانية تواصل قصف المواقع ومستودعات الأسلحة الروسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الحرب الروسیة
إقرأ أيضاً:
بعد معارك عنيفة.. أوكرانيا تؤكد انسحاب قواتها من سودجا الروسية
أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، يوم الأحد، انسحاب قواتها من مدينة سودجا الواقعة في منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية، وذلك بعد أيام من إعلان موسكو فرض سيطرتها على المنطقة.
ورغم عدم إصدار أي بيان رسمي يؤكد الانسحاب، نشرت هيئة الأركان الأوكرانية أحدث خرائطها لساحة المعركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت انسحابًا كاملاً من سودجا.
من جهته، زعم يوري بودولياكا، وهو مدون عسكري مؤيد لروسيا، أن الجيش الروسي تمكن من "دفع القوات الأوكرانية إلى حدود البلاد في بعض المناطق"، رغم استمرار المعارك العنيفة بين الجانبين.
ويأتي هذا التطور في ظل تكثيف القوات الروسية عملياتها العسكرية في المنطقة الحدودية، حيث شنت أوكرانيا توغلاً مفاجئًا عبر الحدود في آب/ أغسطس 2024، سعيًا لاستخدام الأراضي التي سيطرت عليها كورقة ضغط في مفاوضات السلام المحتملة.
وعلى الرغم من التراجع المتواصل للقوات الأوكرانية في كورسك، فإن كييف تمسكت بوجودها هناك، وسط تفاقم الصعوبات اللوجستية نتيجة القصف الروسي المكثف باستخدام المدفعية والطائرات المسيّرة والقنابل.
وفي ظل تداول تقارير غير مؤكدة حول تطويق القوات الأوكرانية، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 14 آذار/ مارس، نداءً إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين طلب فيه "الرأفة" بالقوات الأوكرانية التي يُزعم أنها محاصرة.
غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفى، يوم السبت، أن تكون قواته محاصرة، لكنه حذّر من احتمال شنّ روسيا هجوماً جديداً على منطقة سومي الواقعة شمال شرق أوكرانيا على الحدود مع كورسك.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، في 13 آذار/ مارس، سيطرة قواتها على سودجا، وذلك بعد يوم واحد من تأكيد القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، استمرار القتال في ضواحي المدينة والمناطق المحيطة بها.
وقال سيرسكي: "في أصعب الأوضاع، كانت أولويتي ولا تزال إنقاذ أرواح الجنود الأوكرانيين. ولتحقيق ذلك، تقوم وحدات قوات الدفاع الأوكرانية، إذا لزم الأمر، بالمناورة إلى مواقع أكثر ملاءمة".
ضغوط دبلوماسية لإنهاء الحربوسط احتدام المعارك، تتزايد الضغوط السياسية لإنهاء الحرب التي تسببت في خسائر هائلة على الجانبين. فقد أسفرت الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في شباط/ فبراير 2022، عن مقتل وإصابة مئات الآلاف، وتشريد الملايين، وتدمير مدن بأكملها، كما أدت إلى تصعيد غير مسبوق بين موسكو والغرب.
Related"قمت بثورة": ترامب يلقي أطول خطاب في تاريخ الكونغرس.. تصعيد حرب الرسوم وعودة مفاوضات أوكرانيازعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسياحرب المعلومات في بولندا.. من المستفيد من نشر الدعاية المعادية لأوكرانيا؟وفي خطوة لافتة، وافقت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء على استئناف تقديم المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، بعد أن أبدت كييف استعدادها لدعم مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.
من جهته، أعلن بوتين يوم الخميس أن روسيا تدعم مبدئياً هذا المقترح، لكنه شدد على أن أي هدنة لن تُنفَّذ قبل الاتفاق على شروط "حاسمة"، أبرزها تعهد أوكرانيا بعدم السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى اعترافها بسيطرة روسيا على الأراضي التي تطالب بها موسكو، بما في ذلك بعض المناطق التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المملكة المتحدة تعقد اجتماع "تحالف الراغبين" لمناقشة الوضع في أوكرانيا في ظل التقارب بين واشنطن وموسكو.. وزراء دفاع أوروبا يناقشون استراتيجية جديدة لدعم أوكرانيا دون موافقة البرلمان.. المفوضية الأوروبية تقر خطة لتسليح أوكرانيا بـ800 مليار يورو فلاديمير بوتينروسياكورسككييفقوات عسكريةالحرب في أوكرانيا