مؤسسة (الشهيد) في اللاذقية تحيي وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
اللاذقية-سانا
أحيت مؤسسة الشهيد في اللاذقية مساء اليوم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وأهلنا الصامدين في غزة وذلك في دار الأسد للثقافة باللاذقية تم خلالها تكريم أبناء الشهداء والجرحى المتفوقين والناجحين بالشهادتين الإعدادية والثانوية المسجلين لدى المؤسسة وسط حضور شعبي ورسمي.
وتحت عنوان رسالة إلى فلسطين قدمت الفرقة الموسيقية وكورال مؤسسة الشهيد باقة من الأغاني الوطنية والفلسطينية إضافة الى أغنية خاصة لمؤسسة الشهيد كما تضمنت الفعالية إلقاء الكلمات التي تشيد بصمود الشعب الفلسطيني وغزة الجريحة ومقاومتها الباسلة وتضحيات شهدائنا الأبرار.
وذكر رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشهيد فرع اللاذقية فادي أدهم علوش لمراسلة سانا أن شعار المؤسسة هو خدمة الشهيد في أهله لكونه ترك أمانة في أعناقنا وهو واجب إنساني أن نهتم بهم ونرعاهم كما يجب، لذلك أخذت المؤسسة على عاتقها الاهتمام والرعاية بأسر الشهداء تقديراً لتضحياتهم لافتاً إلى أن المؤسسة كرمت 52 طالباً وطالبة من أبناء الشهداء والجرحى الذين نجحوا في الشهادتين الإعدادية والثانوية.
وألقى كلمة مؤسسة الشهيد المدير التنفيذي أحمد قره فلاح أشار فيها إلى أنه رغم الصعوبات والظروف القاسية التي عانى منها أبناؤنا خلال العام الدراسي من خلال تداعيات الزلزال وما تبعها لم يقف ذلك عائقاً أمام تفوقهم وتحصيلهم العلمي مؤكداً أن سورية بهمة أبنائها ستعود إلى مكانها الطبيعي، وبالعلم والعمل سوف نبني الوطن.
ووجه عضو الأمانة العامة لاتحاد الجاليات الفلسطينية في السويد وأوروبا وعضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في سورية الدكتور هاني جلبوط في كلمة له رسالة محبة وسلام من أبناء الجالية الفلسطينية في السويد وأوروبا والمغترب إلى المقاومة الشريفة وأبطالها وأحرار العالم الذين وقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية ونصرة شعبها.
وألقى كلمة الجرحى الجريح الشهيد الحي باسم الحلو الذي نال المرتبة الأولى في الشهادة الإعدادية بين الجرحى لافتاً إلى أنه عاهد نفسه بأن يصون وصية الشهيد ليرسم بسمة أمل رغم عمق الجراح، فدماؤهم الزكية هي أجمل قصيدة لرد الوفاء بالوفاء ولحصد ثمار النجاح والتفوق.
وألقت الطالبة المتفوقة في الشهادة الثانوية راما ثائر حربا كلمة أبناء الشهداء لفتت فيها إلى رعاية مؤسسة الشهيد لأبناء الشهداء تقديراً لتضحياتهم الكبيرة وأن العلم منارة الحياة وهو الشمعة التي تضيء الطريق للوصول إلى القمم المكللة بالنجاح كما أهدت تفوقها إلى روح والدها الشهيد مبينة أنها بالإرادة والطموح والمثابرة استطاعت أن تتفوق.
وشاركت وسام شعبان وهي زوجة شهيد وأم للطالبة المتفوقة في الشهادة الإعدادية مريم ديوب بتقديم أغنية خاصة بعنوان صار الجرح يغني استلهمتها من عمق معاناة الجرحى وتضحياتهم مبينة أن الجرحى الأبطال ما زالوا بيننا يروون حكايات البطولة والبسالة والصمود، والأغنية من تأليفها وألحانها وغنائها قدمتها عربون محبة ووفاء لأبناء الشهداء.
ولفتت مريم عمار درويش وهي ابنة جريح إلى دعم الأهل والمؤسسة لها وأن التكريم أعطاها حافزاً أكبر للمثابرة والتفوق والتميز.
غفار ديب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: أبناء الشهداء مؤسسة الشهید
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ لما يجري في الساحة من حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة كريمة لجميع المصريين، واهتمام أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ مصر2030، التي تمثِّل إرادةً حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في مستقبلٍ مختلفٍ.
وأشار خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: (التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ الفقر) وتبعاته، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ لبلورة رؤية شاملة حول مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة لمواجهته. كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ويكثفوا جهودَهم من أجل انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي يصيب الجميع بالألم.
وقال الضويني إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف المتغيرة، ولقد أصبحت هذه التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي اختراق أو استهداف. وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق بالتنمية المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات المعيشية وتداعياتها.. رؤية شرعية قانونية» بكلية أصول الدين بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.
وأشار وكيل الأزهر خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ومعضلات المجتمع؛ حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع منسوبيه وقطاعاته وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل أعبائها.
ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من أجل القضاء على الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي والأخلاقي والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة بمفهومها الإسلامي الأكثر شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز الحلول المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم توزيع الثروات على نحو صحيح.
وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ومواردها وإنسانها، بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا غنًى، وتساعد الفقراء في الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها أنواع الزكاة والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد البشرية، ومنها دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى مباشرة مسؤوليتها المجتمعية وغير ذلك من أدوات. فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، وغيرها من أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع.
وأردف وكيل الأزهر أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها. فالفقر ظاهرة ذات جذور متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة اليوم، من حروب وقتل وتدمير من أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به المجتمعات لفترات طويلة؛ لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن والاستقرار.
وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًّا وإرادة سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف المرجوة من هذا التكامل.