أمين عام الفتوى بأستراليا في حوار مع «الاتحاد»: الإمارات سباقة في المساندة الإنسانية لجميع الشعوب
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
أحمد شعبان (القاهرة)
ثمّن الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني، أمين عام دار الفتوى بالمجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا، الدعم والمساندة الإنسانية من الإمارات لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بسبب الحصار والحرب، وأن الدولة لا تألو جهداً في أي حدث إنساني، وتجسد عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية وحملة «تراحم من أجل غزة» مواقف الإمارات الأخوية، وتعبر عن نهجها الأصيل في دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم الذي يعد من ثوابتها الراسخة، ويؤكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وأوضح الحسيني، في حوار مع «الاتحاد»، أن عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، وحملة «تراحم من أجل غزة» الإنسانية التي يشارك فيها جميع مؤسسات الدولة والشعب الإماراتي، تأتي انطلاقاً من روح الشريعة الإسلامية والأخوة الإنسانية والتكافل الاجتماعي ومد يد العون للأشقاء، وضمن مبادرات الدولة في نشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وتساهم في إعطاء صورة حقيقية عن الإسلام، وأنه دين سلام وعدل وتراحم بين بني البشر بغض النظر عن أجناسهم وأعراقهم وألوانهم، وغيرت المبادرات والمؤتمرات والزيارات التي تقوم بها المؤسسات الإماراتية، في الصورة والأفكار المغلوطة عن الإسلام في الغرب. أخبار ذات صلة قائد القوات البرية يستقبل كبار ضيوف «دبي للطيران» إطلاق الدفعة الأولى من «قيادات نافس»
العلاقات بين البلدين
وحول العلاقات بين الدولتين، وصف أمين عام دار الفتوى بأستراليا التعاون بينهما بأنه كبير، خاصة بين دار الفتوى بأستراليا والمؤسسات الدينية في الإمارات ومع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ومنتدى أبوظبي للسلم، ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وإدارة الإفتاء بدبي، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.
وأشار الحسيني إلى أن العلاقات بين المؤسسات الدينية بين البلدين تهدف إلى مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب وخطاب الكراهية، وإيصال المفاهيم الصحيحة للمسلمين، خاصة في بلاد الاغتراب، وإعطاء الصورة الحقيقية لهذا الدين في أستراليا لغير المسلمين، وفي كل بلاد العالم، معرباً عن أمله باستمرار هذه العلاقة الطيبة.
مؤتمر المناخ
وحول استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد مؤتمر المناخ COP28، شدد الشيخ الحسيني على أن الشريعة الإسلامية حثت على الحفاظ على البيئة، وأن الدين أكد على سد الذرائع، ومنع أي ضرر يلحق بالبيئة والتنمية، وأن الإمارات تهتم بالحفاظ على البيئة، وتسعى من خلال الجهود والمبادرات لنشر مفهوم البيئة المستدامة محلياً ودولياً، ومواجهة الآثار السيئة والأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية التي أصابت العالم.
وشدد الحسيني على أهمية دور الفتوى في تحقيق التنمية المستدامة، وارتباطها بمسايرة قضايا العصر ومراعاة المفتي للواقع، وليست محصورة في باب دون آخر، أو في عبادات دون أخرى، ولا تتعارض مع ما فيه التنمية والخير للمجتمعات، سواء المجالات الاقتصادية أوالسياسية أوالمناخية أوالتربوية.
الذكاء الاصطناعي
وحول استخدام الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي في المجال الديني، قال الشيخ سليم علوان: إن هذا المجال مهم جداً، وينبغي أن نخوض فيه بقوة، وخير لنا أن نسلك هذا الباب من كل نوافذه بحكمة وبعلم حتى ننشر عبره العلم الحقيقي، والحكمة التي جاء بها الدين الحنيف، وحتى لا ندع مجالاً لأي متطرف أن يدخل من هذا الباب ويشوش على الشباب ويفترس أفكارهم.
التحديات العالمية
وحول أهم التحديات التي تواجه العالم والإنسانية، قال الشيخ الحسيني: إن الفتوى التي تدخل من باب «الإنترنت» على مصراعيه بأسماء أشخاص يدّعون أنهم مفتون أو شيوخ، يؤثرون على الشباب، ويسيطرون على أفكارهم تحت شعار الدعوة والعمل بالقرآن والسنة، مما يؤثر في نفوس بعض الشباب الذين لم يتمكنوا في علم الدين، وهذا شيء مؤثر جداً وفيه تحدٍّ كبير.
الخطاب الديني
شدد الحسيني على ضرورة ألا يكون الخطاب الديني موجهاً فقط لمن يتعلم الدين أو يستمع لخطب الجمعة، بل من الواجب نشر الضروري من علم الدين بين أفراد المجتمع ليكون عند المربين والمعلمين في المدارس والمعاهد والمؤسسات التعليمية في سائر التخصصات، لنحصن مجتمعنا من الانزلاق إلى التطرّف باسم الشريعة، وكذا من الوقوع في الإفراط تحت مسمى التساهل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات أستراليا الفتوى غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى يوضح حكم التشبه بين الرجال والنساء: القصد هو الأساس
قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، إن الإسلام يحث على أن يكون لكل من الرجل والمرأة دور وخصائص مختلفة تتناسب مع فطرتهم ووظائفهم في الحياة، مضيفا أن الحديث النبوي الشريف، الذي يروي عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ينبه إلى"لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"، مما يعني تحذيرًا من محاولة أحد الجنسين التعدي على خصائص الآخر.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى فتوى له، أن التشبه في الإسلام ليس مجرد مسألة شكلية، بل يتعلق بالقصد والنية، مشيرا إلى أن ربنا سبحانه وتعالى خلق الرجل بخصائص ووظائف معينة، وخلق المرأة بخصائص ووظائف أخرى، وعندما يحاول الرجل التلبس بخصائص المرأة أو العكس، فإن هذا يتعارض مع فطرة الله التي خلقها سبحانه وتعالى، فالرجال لهم صفات مثل القوامة، والإنفاق، والعمل، بينما النساء خلقن للرحمة والرعاية والتربية، وهذه خصائص تكاملية وليس تنافسية.
وتابع: "إذن، حينما يقوم الرجل بمحاولة أن يكون مثل المرأة في تصرفاته أو في شكله، أو عندما تحاول المرأة أن تكون مثل الرجل، فهذا ما نهى عنه الإسلام، لأن كلا من الرجل والمرأة له دور فريد في المجتمع، فالمرأة مهيأة بطبيعتها للإنجاب والرعاية، بينما الرجل ليس مهيئًا لهذه المهام، فالمرأة تحمل وتربي وتحنو، بينما الرجل قادر على العمل والكد والتوفير".
وأشار إلى أن "التشبه" في الحديث النبوي يشمل أكثر من مجرد الشكل الخارجي، بل يتعدى إلى الأفعال والوظائف، وخاصة إذا كان ذلك يتم بتعمد، لافتا إلى أنه إذا كان هناك تعمد من الشخص لتغيير شكله أو سلوكه ليشبه الآخر، فهذا هو التشبه الممنوع في الشرع، فالتشبه ليس مجرد لباس أو تصرف عابر، بل هو سلوك يتخذ دافعًا نفسيًا لتحاكي طبيعة الآخر.
وأكد على أن "القصد هو الذي يُفرق في الحكم الشرعي، فإذا كان الشخص يتصرف بغير نية التشبه، أو لم يخطر له في ذهنه أنه يريد أن يكون مثل الجنس الآخر، فلا يُعتبر ذلك تشبهًا، وهذه نقطة مهمة، لأن الكثير من الناس قد يرتدون ملابس معينة أو يتصرفون بطريقة قد يراها البعض تشبهًا بالجنس الآخر، ولكن قد لا تكون هذه هي نيتهم، لذلك يجب أن يكون الحكم شرعيًا وليس مجرد نظرة شخصية.
وفيما يتعلق بالاختلاف بين البيئات والعادات المجتمعية، أشار إلى أن الأحكام الشرعية يجب أن تُفهم في سياق صحيح ولا يُترك للناس أن يحكموا على الآخرين بناءً على معاييرهم الخاصة، قائلا: "لا يجوز لنا أن نقيم الحكم على شخص ما بناءً على العرف الشخصي أو الاجتماعي فقط، بل يجب أن نلتزم بالحكم الشرعي الصادر عن العلماء وفقًا للأدلة الشرعية.. هناك فروق بين العرف والشرع، وإذا كان الشخص في بيئة معينة يمارس سلوكًا يعتبره المجتمع تشبهًا، يجب أن نتحقق أولاً من القصد والنية".
وأختتم: "التشبه الذي نهى عنه الإسلام هو التشبه المتعمد في الوظائف أو الصفات الأساسية، أما إذا كان الشخص لا يقصد التشبه أو لا يدرك ذلك، فهذا ظلم أن نطلق عليه حكمًا قاسيًا أو نعتبره متشبهًا".