وزيرة الثقافة: ملتقى الأقصر للتصوير يفتح المجال أمام كل فناني العالم لمعايشة طبيعتنا الساحرة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
شهدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، ختام فعاليات الدورة الـ 16 لملتقى الأقصر الدولي لفن التصوير، الذي يُنظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، بالتعاون مع محافظة الأقصر، بحضور محمد عبد القادر، نائب محافظ الأقصر، الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية -القائم بأعمال رئيس قطاع صندوق التنمية-، عمرو البسيوني، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الدكتورة صفية القباني، نقيب التشكيليين، الدكتور أحمد محيي ، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر.
حيث استهلت فعاليات الحفل بالوقوف دقيقة حداد على شهدائنا من فلسطين، أعقبه عرض فيلم تسجيلي تضمن أهم فعاليات وأنشطة الملتقى.
قالت وزيرة الثقافة: "إنه لمن دواعي سروري أن أتواجد معكم اليوم، في هذا الملتقى الدُولي المُهم لفن التصوير في عامه السادس عشر، الذي تحتضنه مدينة الأقصر منذ نشأته من 16 عامًا، لتستمتع تلك النُخب من فناني مصر والعالم بما تزخر به هذه المدينة من الطبيعة الساحرة الُمعبرة عن حضارة مصر العظيمة".
وأوضحت وزيرة الثقافة، أن الملتقى يفتح المجال أمام كل فناني العالم، لمعايشة طبيعتنا الساحرة، وتاريخنا العريق، ليكون ذلك كله مثيرًا بصريًا وفكريًا لأعمالهم الفنية وتعبيراتهم الحُرة، التي تُنتج كل عام أعمالًا تمتزج فيها كل تلك المقومات المصرية الأصيلة بثقافات العالم في دوله المختلفة.
وأضافت وزيرة الثفافة، أن ملتقى الأقصر الدُولي لفن التصوير يحرص دائمًا من خلال اللجان التنظيمية المختلفة، على أن يتنوع في ضيوفه تمثيلًا لكافة ثقافات العالم دون تمييز أو تفرقة، لتنمية الحوار بين الشعوب، من خلال فنانيها ومبدعيها، والذي يتمثل في النهاية في هذا الزخم من الأعمال الفنية الرائعة التي تشرف وزارة الثقافة المصرية باقتنائها في نهاية كل دورة من الملتقى، لتبقى شاهدًا على هذا التمازج والتعاون والمحبة والإخاء.
ووجهت وزيرة الثقافة دعوتها إلى الفنانين المصريين المشاركين من الكبار والشباب، لأن يكون فنهم رسولاً لثقافتنا حول العالم، وامتدادًا للتاريخ، الذي سجل من قبل منتجًا فنيًا وحضاريًا صنعه الأجداد، ومازال حتى اليوم شاهدًا على فصول التاريخ المصري المتعاقبة.
وخلال كلمته، أثنى محمد عبد القادر، نائب محافظ الأقصر، علي المجهود الكبير الذي تبذله الوزارة في مختلف مدن المحافظة لتقديم الخدمات الثقافية لأبناء الأقصر، وأعرب عن سعادته بهذه الكوكبة من الفنانين من مختلف دول العالم، ودورهم البارز في نقل التراث والحضارة المصرية بريشتهم وإبداعاتهم المتميزة، وأشاد بهذه الدورة المتميزة من الملتقي.
من جانبه، وجه الدكتور وليد قانوش، الشكر لوزيرة الثقافة ولمحافظ الأقصر، لما قدماه من دعم لنجاح هذه الدورة من الملتقى، كما وجه الشكر للجنة العليا للملتقى ولكافة المُنظمين لما بذلوه من جهد لتخرج هذه الدورة بالشكل الذي يليق بالفن المصري، ولطلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر الذين دائمًا ما يُثرى حضورهم فعاليات الملتقى.
وخلال الحفل أعلن الملتقى تكريم الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني، -ونظرًا للظروف الصحية التي يمر بها، فقد تقرر إقامة حفل تكريمه، والندوة المصاحبة له، بالقاهرة، مع معرض أعمال الدورة الحالية في ديسمبر المقبل-.
وسلمت وزيرة الثقافة شهادات التكريم والمشاركة للفنانين المصريين والأجانب الذين شاركوا في الدورة الـ 16 من الملتقى: من مصر "محمد عبد الهادي، سلام يسري، عاليا عيسى، عمر سناده، محمد تيسير حامد، مروة ناجي، مهاب عبد الغفار، يسرا حفض، نهى إلهام"، ومن قطر "محمد عتيق"، ومن المملكة العربية السعودية "أمل فلمبان"، ومن روسيا "اليكساندر زيرنو كلييف"، ومن تتارستان "الفيا سارجين"، ومن الولايات المتحدة "أتوسا رحمانيفار"، ومن أرمينيا "لوسينه تومانيان"، ومن اليابان "ريوسوكي كوندو"، ومن نيبال "سانجي شريستا".
يُذكر أن الدورة الـ 16 من ملتقى الأقصر الدُولي لفن التصوير شارك فيه 17 فنانًا مصريًا وأجنبيًا من 8 دول إلى جانب مصر، خلال الفترة من 1 إلى 15 نوفمبر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزيرة الثقافة الأقصر محافظة الأقصر ملتقى وزیرة الثقافة لفن التصویر
إقرأ أيضاً:
الخاسر الذي ربح الملايين !
رغم مرور أيام على النزال الذي أقيم فـي تكساس بالولايات المتحدة بين الملاكم الشهير مايك تايسون ومنافسه الملاكم واليوتوبر، جيك بول، إلّا أنّ تداعياته ما زالت تشغل وسائل الإعلام، وقد تعرّض تايسون لانتقادات كونه دخل نزالًا خاسرًا سلفًا، فقد بلغ من الكبر عتيّا، بينما منافسه يصغره بأكثر من «31» عامًا، وجيك بول صانع محتوى وممثل، والأمر بالنسبة له زيادة أعداد متابعين، وشهرة وثراء، وخوض هذا اليوتوبر النزال يعني أنّ صنّاع المحتوى قادرون على دخول مختلف المجالات، لِمَ لا؟ وسلطة الإعلام الجديد بأيديهم! النزال، وها هو يوتوبر يعيد بطلًا من أبطال العالم للملاكمة لحلبة النزال بعد انقطاع بلغ «19» سنة! والواضح أن تايسون دخل ليس بنيّة الفوز، بل لكسب المال، بعد أن مرّ بأزمات عديدة، وتراكمت عليه الديون، خصوصا أن هذه النزالات تدرّ على المتبارين مبالغ طائلة، يجنونها من أرباحها، ويكفـي أنّ سعر تذكرة كبار الزوار بلغت مليوني دولار، ولنا أن نتخيّل الأموال التي كسبها القائمون على هذا النزال الذي أعاد إلينا أمجاد الملاكم محمد علي كلاي وهناك عدّة نقاط تشابه، بين كلاي وتايسون، فكلاهما من ذوي البشرة السمراء ونشآ فـي ظروف صعبة بمجتمع عنصري، وكلاهما أعلن إسلامه وانتماءه لقضايا كبرى، فكلاي رفض انضمامه للجيش الأمريكي أيام حرب فـيتنام عام 1967م ودفع ثمن موقفه غاليا، فقد أُنتزع منه لقب بطل العالم للوزن الثقيل، وكان نجمه قد لمع بدءًا من عام 1960 عندما حصل على ذهبية الوزن الثقيل فـي دورة روما الأولمبية 1960، فـيما لف تايسون جسمه بعلم فلسطين، وكلاهما عاد ليجرب حظّه بعد توقف، مع اختلاف النتيجة، فكلاي عاد للملاكمة فـي 30 أكتوبر 1974، فـي زائير (جمهورية الكونغو) بعد انقطاع عن خوض النزالات والتدريب استمرّ سنوات، ليخوض نزالًا أمام جورج فورمان الذي يصغره بسبع سنوات (فورمان ولد عام 1949م فـيما ولد كلاي عام 1942م)، وصار النزال حديث الناس، فأسمته وسائل الإعلام «قتال فـي الغابة»، وُعدّ أعظم حدث رياضي فـي القرن العشرين، شاهده حوالي مليار مشاهد، فـي وقت لم تكن به فضائيات ولا وسائل تواصل اجتماعي، وحقّق إيرادات بلغت 100 مليون دولار فـي ذلك الوقت، لكن نهاية النزالين كانت مختلفة، فقد انتهت مباراة مايك تايسون (58 عامًا) مع جيك بول الملاكم واليوتوبر (27 عامًا)، بهزيمة تايسون بالنقاط، فـي الجولة الثامنة، فـيما تمكّن محمد علي كلاي من إلحاق الهزيمة بفورمان بالضربة القاضية فـي الجولة الثامنة، فـي مباراة أبهرت العالم، يقول فورمان: إنه كاد أن يحقّق الفوز لولا أن كلاي همس بأذنه «أهذا كل ما لديك؟» فأثار فـي نفسه الرعب، وتغيّرت موازين المعادلة، فقد هزمه نفسيا قبل أن يهزمه على حلبة النزال، فكسب القتال، واستعاد اللقب وصار حديث الناس ومنهم الشعراء، ومن بينهم الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي كتب فـي عام 1976 م قصيدة عنوانها «رسالة إلى محمد علي كلاي»: شِسْع لنعلِك كلُّ موهبةٍ وفداء زندك كلُّ موهوبِ كم عبقرياتٍ مشت ضرمًا فـي جُنح داجي الجنْحِ غِربيب! يا سالبًا بجماع راحتيه أغنى الغنى، وأعزَّ مسلوبِ شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافـيةٍ دوّت بتشريق وتغريبِ وشدا بها السُّمار ماثلةً ما يُفرغُ النَّدمان مِن كوبِ وفـيها سخرية من العالم الذي يمجّد القوّة، ولا يرعى الموهوبين، فالجواهري، كما يقول الباحث رواء الجصاني: كان يحسب ألف حساب فـي كيفـية تسديد إيجار شقة صغيرة فـي أثينا، وكان لا يملك الكثير لتسديد الإيجار وفجأة يقرأ أن كلاي ربح الملايين من الدولارات لأنه أدمى خصمه»! أمّا تايسون، فقد عاش سنوات المجد، فـي شبابه، وحمل لقب «الرجل الأكثر شراسة فـي التاريخ، الذي لا يهزم «كما وصفه زملاؤه الملاكمون، وحين عاد، عاد كهلا حتى أن منافسه أشفق عليه وصرّح أنه كان يستطيع أن يوجّه إليه لكمات موجعة لكنه خشي أن يوجّه إليه مثلها ويحتدم الصراع! وهذا يعني وجود اتفاق ضمني بأن يستمر النزال ثماني جولات وتحسم نقاط الفوز. وإذا كان العالم قد تذكّر كلاي بعد أن اعتزل الملاكمة، وأصيب بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)، فأسند إليه إيقاد الشعلة الأولمبية فـي دورة أتلانتا 1996 وعاد ثانية ليحمل العلم الأولمبي فـي دورة لندن 2012م، فقد كاد أن ينسى تايسون، فعاد لحلبة النزال ليذكّر العالم بنفسه، ولو بهزيمة وخسارة ثقيلة فـي نزال استمرّ لدقائق ربح خلالها (20) مليون دولار، وبذلك بطل العجب. |