كشفت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، عن كيفية الوصول إلى مرحلة الرضا في الحياة، والتسليم لأقدار الله وقضائه.

ما الفرق بين ابتلاء الرضا والغضب؟ دار الإفتاء تجيب الشيخ محمود عويس: الرضا بقضاء الله وحمده بالسراء والضراء يجعل الإنسان مطمئنا

وقالت دينا أبو الخير، في بث مباشر على صفحة موقع صدى البلد، إن الوصول إلى مرحلة الرضا؛ تبدأ بالقناعة، فالعلماء يرون أن القناعة تساوي مفهوم الرضا، فالشخص القانع هو الشخص الراضي بقضاء الله وقدره.

وأوضحت، أن من الأمور التي تكون سببا في الوصول إلى مرحلة الرضا؛ هو الصبر، فالصبر هو المقام المفروض الأول على كل مسلم، لأن الكل لا بد وأن يكونوا صابرين في الحياة، فهو الأساس للانتقال إلى مفهوم الرضا، فالصبر لو كان فرضا فالرضا هو من المندوبات والسنة.

وأضافت، أن السخط وعدم الرضا في الحياة، يصاب بأمراض شديدة على القلب وأبرزها الحقد والحسد والغيرة، فهذه الأمراض كفيلة بهلاك الإنسان ذاتيا.

وأكدت أن نتيجة الوصول إلى مرحلة الرضا هي تحقيق المراد من قول الله تعالى (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) فعلينا أن نرضى حتى يرضى الله عنا.

وأشارت إلى أن هناك طريق آخر من طرق الوصول إلى الرضا، وهو اليقين، بمعنى ظهور الشئ للقلب، أي رؤية الأمور على حقيقتها، منوهة أن اليقين على درجات ثلاث، وهي: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين.

الحكمة من القضاء والقدر

كشف الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن حكمة في القضاء والقدر ، منوها أنه توجد حكمة عالية في قضية القضاء والقدر، وهي حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله.

وأضاف علي جمعة، في منشور له ، أن الإنسان لا يعلم ماذا كتب عليه غدًا؛ ولذلك من حقه أن يتمنى، وأن يسعى إلى تحقيق ما هو مباح ومشروع، فعندما لا تتحقق هذه الأماني والأحلام ويختلف ما رتبه المخلوق مع ما أراده الخالق يظهر الإيمان الحقيقي، فإذا كان ما كتبه الخالق أحب إليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصي الجاهل، والذي قد يترتب على عدم رضاه وسخطه الخروج من الملة والعياذ بالله.

وقال علي جمعة ، إن الإيمان بالقدر خيره وشره، هو من أهم مظاهر الإيمان بالله، حيث يعني الرضا بالله ربا وحاكما، وهو كذلك ثمرة الإيمان بالله وحلاوته. ويتمثل دستور الإيمان بالقدر في قوله تعالى : ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر :49]، وما قاله عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه: «يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ،وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، سمعت رسول الله يقول : « إن أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب. قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ». يا بنى إني سمعت رسول الله يقول : « من مات على غير هذا فليس منى »( أخرجه أحمد ، أبو داود - واللفظ له).

وأورد علي جمعة ، قول النبي لابن عباس رضي الله عنه : « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف »( أخرجه أحمد، والترمذي).

وذكر أنه ينبغي على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا فعل إلا الله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى، وكل ما سيجري، هو فعل الله سبحانه وتعالى، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل.
فالإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله وجماله، فيجب أن تؤمن بأثر هذه الصفات وهي أفعاله سبحانه وتعالى، فالإيمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل إلا لله، وأن ترضى بما يصدر في الكون عن الله حتى تكون عبدًا ربانيًا.

وأشار إلى أنه لا تنافي بين اعتقادك أن الفعل لله وحده، وبين كونك مختارًا مريدًا، فإن اختيار الإنسان وإرادته محسوس لا ينكره عاقل، ومن أنكره كذب بالمحسوس، وكذب بنصوص القرآن، التي أثبتت للإنسان قدرة ومشيئة واختيارًا، قال تعالى : ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾، وقال سبحانه : ﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾.

وأكد أن الصواب في تلك المسألة أن تثبت لنفسك فعلًا واختيارًا، وأن تعتقد أن الله هو الفعال وهو صاحب الأمر، ولا يخرج أمر من دائرة قهره سبحانه، فالقدر سر الله في خلقه، ولذا ترى بعض العارفين كأبي العباس الحريثي يقول : "من نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم ، ومن نظر لهم بعين الحقيقة عذرهم". فالعارف مستبصر بسر الله في خلقه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دينا أبو الخير الرضا القناعة الصبر السخط علی جمعة

إقرأ أيضاً:

منها أمراض القلب والأورام.. إطلاق جهاز “نايتوم الفا” لتطوير التصوير الطبي

نظمت شركة “سيمنس هيلثينرز” الجزائر يومها الأول للابتكار، حيث خصص من أجل إبراز التقدم التكنولوجي المنجز و الإبتكارات التي أحدثت تحولا في قطاع التصوير الطبي.

وأطلقت الشركة جهاز “نايتوم الفا” بالإستناد إلى تقنية عدّ الفوتونات، لأن “النايتوم الفا” يمثل ثورة كبيرة في مجال التصوير الطبي. حيث يمكّن من الحصول على صور عالية الدقة بتقليص معتبر لجرعة الإشعاع المقدّمة. يتماشى مع العديد من التطبيقات السريرية و بالخصوص المتصلة منها بأمراض القلب والأورام و أمراض الرئة.

إن جهاز “نايتوم ألفا” بصفته قطيعة تكنولوجية في خدمة التشخيص الطبي يستند الى تكنولوجيا مختلفة عن نظم التصوير المقطعي المحوسب. من خلال دمج كواشف قادرة على العد الفردي لكل الفوتونات و قياس طاقتها .و تسمح هذه المقاربة بإجراء تصوير طيفي عالي الدقة .

وتشمل المزايا الرئيسية لهذه التكنولوجيا الحصرية على مستوى السوق في دقة مكانية تسمح برؤية مفصّلة للهياكل التشريحية المعقدة. والتخفيض المعتبر لجرعة الاشعاع دونالمساس بنوعية الصور. التمييز النسيجي ممّا يسهل الاكتشاف المبكر للتشوّهات. وربح الوقت عندالتشخيص ،بفضل جودةالصورة الفورية.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • بعيدا عن الألم والفقد.. حافظوا على قلوبكم من التوقف!
  • هل تنام أقل من 6 ساعات يوميًا؟.. أخصائي يحذّر: قلبك في خطر
  • أمراض القلب والتسمم.. مخاطر المواد الكيميائية على الصحة وكيفية تجنب آثارها السلبية؟
  • منها أمراض القلب والأورام.. إطلاق جهاز “نايتوم الفا” لتطوير التصوير الطبي
  • رانيا يوسف وكندة علوش.. نجوم ينعون الإعلامى الراحل صبحي عطري
  • ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح
  • دراسة جديدة تربط بين الطقس الحار وأمراض القلب
  • مستشفى دبا ينظّم مؤتمر أمراض القلب والأوعية
  • ربيع الغفير يحذر من بعض السلوكيات: فساد لا يحبه الله
  • السيسي: الإيمان بالله شرف عظيم.. وعلينا استثمار المساجد في بناء الإنسان وتعزيز الهوية الدينية