خبراء التعليم يكشفون إستراتيجية واضحة لتحفيز الحضور والمشاركة الفعالة بالمدارس.. ويطالبون بضرورة ممارسة الأنشطة الفنية والثقافية لغرس القيم
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
خبراء تعليم:
طرق فعالة للحد من غياب الطلاب عن المدارس
أثر الغياب على التحصيل الدراسي للطلاب
تحسين الانضباط خطوة نحو مستقبل تعليمي افضل
ابرز محفزات الحضور المدرسي
أهمية الانضباط المدرسي في بناء شخصية الطالب
أكد الدكتور ماجد أبو العينين، عميد كلية التربية جامعة عين شمس سابقًا، الخبير التربوي، على أن ظاهرة الغياب المستمر للتلاميذ في المدارس المصرية أصبحت تشكل تحديًا كبيرًا يعاني منه المجتمع المصري، مشددًا على ضرورة التفاعل الفعال والجاد من قبل الجهات المعنية في تنفيذ القرارات المصرية الصادرة بشأن هذه الظاهرة.
وأشار عميد كلية التربية جامعة عين شمس سابقًا، إلى أن التهديدات بالفصل لم تكن كافية للحد من ظاهرة الغياب، وأن هناك حاجة ماسة إلى تكثيف الإجراءات وتبني استراتيجيات فعالة لمواجهة هذا التحدي، حيث يعتبر الانضباط المدرسي الأساس الذي يحدد تفوق الطالب وتكوين شخصيته المستقبلية، ولهذا يعد تأكيد القوانين والانظباط في المدرسة أمرًا حيويًا.
تحسين الانضباط خطوة نحو مستقبل تعليمي أفضلوتابع: “وبينما لا تزال التهديدات بالفصل مستمرة، ينبغي توسيع النطاق واستخدام سبل متعددة للتصدي لهذه القضية، وقد يكون التركيز على تفعيل الدور الاجتماعي للمدرسة وتحفيز الطلاب بشكل إيجابي من خلال برامج تحفيز وتقدير، ذلك يمكن أن يساهم في تعزيز الانضباط المدرسي”.
وأوضح الدكتور ماجد أبو العينين، أن الانضباط المدرسي يعتبر الحجر الأساسي الذي يرتكب عليه بناء شخصية الطالب المستقبلية، مشيراً إلى أن تحقيق التفوق لا يعتمد فقط على الأداء الأكاديمي، بل يتضمن أيضًا تطوير قيم وأخلاقيات الانضباط والمسؤولية.
وشدد عميد كلية التربية جامعة عين شمس سابقًا، علي ضرورة أن ينبغي للسلطات التعليمية أن تتخذ إجراءات إيجابية لتحسين بيئة المدرسة وجعلها مكانًا يشجع على التفاعل الإيجابي والحضور الدائم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير مرافق مدرسية جاذبة، وتحفيز المعلمين على استخدام أساليب تدريس مبتكرة تجعل الدراسة مثيرة وملهمة.
مفهوم الانضباط المدرسيوأضاف الدكتور ماجد أبو العينين أن مفهوم الانضباط المدرسي يمتد إلى العديد من الجوانب، بما في ذلك الأنشطة المدرسية والنشاطات الاجتماعية داخل المدرسة، ويجب على وزارة التربية والتعليم التركيز على تعزيز هذه الأنشطة لجعل المدرسة مكانًا مثيرًا وجاذبًا للطلاب.
وأكد الخبير التربوي، على أهمية تطوير أساليب التدريس والتعلم لجعل العملية التعليمية أكثر جاذبية وفعالية. يجب على المعلمين توظيف أساليب مبتكرة واستخدام التكنولوجيا في التدريس لجذب انتباه الطلاب وتحفيزهم للمشاركة الفعّالة في الدراسة.
الطريق إلى مستقبل تعليمي أفضلوقال عميد كلية التربية جامعة عين شمس سابقًا، إن مصر تحتاج إلى استراتيجيات متكاملة لمواجهة تحديات الانضباط المدرسي وضمان تحفيز الطلاب للحضور المستمر، حيث ينبغي تحسين بيئة المدرسة لتكون مكانًا يشجع على التعلم والتفاعل الإيجابي.
في النهاية، اختتم الخبير التربوي، قائلاً إن تعزيز الانضباط المدرسي وتحسين التفاعل بين المعلمين والطلاب يظل تحديًا رئيسيًا، ومن خلال تكامل الجهود بين الأسرة والمدرسة والسلطات التعليمية، يمكن تحقيق بيئة تعلم صحية وفعالة تسهم في تحسين جودة التعليم وتطوير مستقبل مصر التعليمي، موضحًا أن تحقيق التوازن بين الأنشطة المدرسية والأنشطة الأكاديمية جزءًا رئيسيًا في بناء مستقبل تعليمي أفضل في مصر.
ومن جانبه، أعلن الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، عن إطلاق وزارة التربية والتعليم في مصر خطة شاملة لتطوير نظام التعليم، بهدف استعادة دور المدرسة كمركز لتربية وتعليم الطلاب وضمان استمرارية العملية التعليمية بشكل منظم ومنضبط، ويشمل ذلك تفعيل إجراءات الانضباط المدرسي واستخدام وسائل التحفيز والمكافآت، بالإضافة إلى تنفيذ نظام غياب إلكتروني.
محفزات للحضور المدرسيوأكد الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن مشكلة الغياب في المدارس تحظى بالاهتمام الجاد من قبل الوزارة، وأن الحلول تتنوع بما يضمن عودة الانضباط إلى العملية التعليمية، وتشمل هذه الحلول ربط الطلاب بالمدرسة وتفعيل الغياب الإلكتروني كأداة فعالة لمتابعة تحضير الطلاب ومشاركتهم اليومية.
التحفيز والأنشطة الطلابيةوأوضح الخبير التربوي، أن الأنشطة المدرسية والتحفيز تعتبر جزءًا أساسيًا من الخطة الشاملة، حيث يهدف هذا الجانب من الخطة إلى تحفيز الطلاب وجعل المدرسة مكانًا جاذبًا، ويتضمن ذلك دعم مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية داخل المدرسة، ويتمثل الهدف في توفير بيئة محفزة تجعل الطلاب يتطلعون إلى حضور المدرسة يوميًا.
تطوير مهارات المعلمين عنصر أساسي لتحقيق الانضباطوشدد الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، على أهمية تطوير مهارات المعلمين، حيث يجب على المعلمين توظيف أساليب تدريس حديثة واستخدام التكنولوجيا لجعل الدرس مثيرًا وجذابًا، ويشمل ذلك التركيز على التفاعل الإيجابي مع الطلاب وتحفيزهم للمشاركة الفعّالة في الدراسة.
خطوة نحو مستقبل تعليمي أفضلوأشار الدكتور محمد عبد العزيز، إلى أن هذه الخطة تعكس التفاني في تحسين العملية التعليمية في مصر، موضحً أن تحقيق الانضباط المدرسي يمثل خطوة مهمة نحو بناء مستقبل تعليمي أفضل، حيث يكون الطلاب ملهمين ومحفزين للتفوق الأكاديمي.
إشباع احتياجات الطلاب بالمدارسوأضاف الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أن إذا تمكنت المدرسة من إشباع احتياجات الطلاب بالمدارس والتزام الطالب بالانضباط وحضوره المدرسي فنحن أمام عملية تعليمية سليمة دون جدال، لانها سوف تمكنه من تحقيق صورة أفضل للنجاح والاستعداد الفعال للامتحان وعدم احتياجه للدروس الخصوصية.
ولفت الخبير التربوي، إلى أن الانضباط المدرسي يساعد علي تقوية القدرات العقلية لدى الطالب حيث تعمل على تعزيز الذكاء والانتباه والاستفادة من معلميه، وعدم التغيب يمكن الطالب من النقاش وفهم جميع المواد وتنمية شخصية الطالب وقدرته على التعامل والتواصل مع كافة المراحل العمرية، وتكوين قدوة ومثال يحتذى الطالب من خلال حضوره للمدرسة وفهمه لسبل التواصل مع معلميه.
ومن جانب أخر، قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبير التربوي، إن أزمة الغياب في المدارس تشهد تفاقمًا، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب تشكل تحديات كبيرة أمام نظام التعليم في مصر، ومن بين هذه الأسباب، يأتي عجز المعلمين في بعض المواد الدراسية، مما يجعل الطلاب يبحثون عن مدرسين خصوصيين.
وأكد أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، على أهمية جعل المدرسة جاذبة للطلاب، وذلك من خلال إتاحة الفرص لهم لممارسة الأنشطة والهوايات المختلفة داخل المدرسة، وهذا يشمل إقامة أنشطة رياضية وثقافية وفنية تجعل المدرسة مكانًا مشوقًا يفضله الطلاب.
تأثير عجز المعلمين على الحضور الطلابيولاحظ الدكتور حسن شحاتة، أن الطلاب يبحثون عن مدرسين خصوصيين نظرًا لعدم وجود معلمين متميزين يستطيعون شرح المنهج بسهولة ويسر، مما يجعل الطلاب يتجهون نحو المراكز التعليمية الخصوصية بحثًا عن التفوق الأكاديمي.
ضعف البنية التحتية والأنشطة المدرسيةوأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، بنية المدرسة والأنشطة المدرسية تعد أيضًا من الجوانب المؤثرة في غياب الطلاب، مشيرً إلى نقص المدارس في بعض الأنشطة الجذابة مثل الملاعب الرياضية والمسارح، الأمر الذي يقلل من جاذبية المدرسة لدى الطلاب.
التعامل غير التربوي والرهبة النفسيةولفت الخبير التربوي، إلى التعامل غير التربوي مع بعض الطلاب والاعتماد الكبير على العقوبات والتقويم كوسيلة للتحفيز، مما يخلق جوًا من الرهبة لدى الطلاب ويجعلهم يشعرون بعدم الرغبة في حضور المدرسة.
سبل التحسين والتغييروأشار الدكتور حسن شحاتة، إلى أن لمعالجة هذه الأزمة، يتعين على النظام التعليمي أن يركز على تحسين جودة التدريس وتوفير بنية تحتية جيدة في المدارس، يجب أيضًا تعزيز الأنشطة المدرسية وتبني أساليب تربوية إيجابية تشجع على المشاركة الفعالة وتعزز الروح المدرسية الإيجابية.
متابعة دقيقة وتقارير يوميةوأقترح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أيضًا ضرورة متابعة المدارس لمهامها بشكل دقيق، وإعداد تقارير يومية تشير إلى أعداد الطلاب المتغيبين، حيث يمكن أن يكون أداة فعالة لرصد نمط الغياب واتخاذ التدابير اللازمة.
مواجهة مراكز الدروس الخصوصيةوأضاف الخبير التربوي، أن لمواجهة تفضيل الطلاب للدروس الخصوصية خارج المدرسة، يمكن تقديم برامج تدريبية وتعليمية جذابة داخل المدرسة، مما يخلق منافسة صحية لجذب انتباه الطلاب وأولياء الأمور.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانضباط المدرسي غياب الطلاب المدارس الانشطة الطلابية تطوير مهارات المعلمين العملیة التعلیمیة الانضباط المدرسی الأنشطة المدرسیة الخبیر التربوی داخل المدرسة فی المدارس من خلال مکان ا إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
بحث مستقبل مؤسسات التعليم عام 2100
أكد خبراء ومتحدثون في «منتدى دبي للمستقبل 2024»، أن تعزيز تكافؤ الفرص الرقمية عالمياً، سيضاعف الإمكانات المستقبلية للأفراد والمجتمعات، لا سيما تلك التي تعاني حالياً فجوات رقمية بحضور نحو 2500 مشارك، ناقشت محاور استشراف المستقبل، ومستقبل التحولات المجتمعية، وفرص أجيال المستقبل، في الدورة الثالثة للمنتدى، تصورات ما قد يكون عليه مستقبل التعليم بعد 75 عاماً في مطلع القرن الثاني والعشرين. كما بحثت أثر الخوارزميات في التطبيقات الذكية والمنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في العادات والسلوكات لمختلف الفئات العمرية.
وأجمع الخبراء على أهمية محو الأمية في استشراف المستقبل، ونشر الوعي بماهية وظائف استشراف المستقبل، في الوقت الذي تشير فيه الإحصاءات إلى أن المسمى الوظيفي لنحو 44 ألف مسجل على «لينكدإن» يحمل كلمة «مستقبل»، في حين أن نحو 15 ألفاً يعرّفون أنفسهم «خبراء مستقبل».
وناقش المنتدى مستقبل التعليم في جلسة بـ«كيف ستبدو المؤسسات التعليمية عام 2100؟» شارك فيها: الدكتور عادل الزرعوني، المؤسس والرئيس التنفيذي لمدرسة «سيتزنز» بدبي، وفاطمة زهوري، زميلة برنامج استشراف مستقبل الشباب التابع لمنظمة «يونيسف»، والدكتور مايك ماجي، رئيس جامعة «منيرفا»، وحاورتهم راية بيدشاهري، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لـ «مدرسة الإنسانية».