خطّة إسرائيل للتحكّم بثروات الشرق.. وثيقة سريّةٌ: (اتفاقات إبراهيم) غيَّرت الواقع والكيان وواشنطن يعملان لربط دول الخليج برًا بدولة الاحتلال… تصدير بضائع الشرق لأوروبا عبر حيفا
تاريخ النشر: 8th, July 2023 GMT
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: على الرغم من البطش والعنف وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال ضدّ الفلسطينيين العُزَّل، فإنّ أقطابه لا ينفكون عن التخطيط الإستراتيجيّ للسيطرة على ثروات الشرق والتحكّم بها وبتصديرها للغرب، والأخطر من ذلك أنّ قائدة الإرهاب العالميّ، الولايات المتحدة، تدعم دولة الاحتلال، فيما تؤدّي العديد من الدول العربيّة والإسلاميّة دور المُساعِد في إخراج المخططات الصهيونيّة إلى حيّز التنفيذ.
الصحيفة أوضحت أيضًا، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ “تل أبيب وواشنطن تدفعان قدمًا بخطةٍ سريّةٍ لربط طريق بري متواصل بين الإمارات، والسعودية، والأردن، وإسرائيل، يتجه من الخليج مباشرة الى موانئ إسرائيل، لغرض تصدير البضائع من الشرق إلى أوروبا عبر إسرائيل، وبعد ذلك السياح أيضًا”.
وأشارت إلى أنّ ذلك: “سيتيح الربط البري للشاحنات نقل البضائع، في ظلّ اختصار كبير لكلفة النقل واختصار المدة الزمنية، مقارنة بالوضع اليوم“.
وبحسب الدراسة التي أُجريت بخارجية الاحتلال وبالإدارة الأمريكية، يدور الحديث عن اختصار الزمن من عدة أسابيع إلى يومين أو ثلاثة أيام، وتوفير حتى 20 بالمائة في كلفة الإرسال، اليوم تصل الشاحنات التي تخرج من الإمارات إلى ميناء حيفا عبر جسر اللنبي، أيْ عبر الحدود مع الأردن، لكن يتعين عليها أنْ تجتاز إجراءات بيروقراطية تتضمن استبدال السائق، لوحات الترخيص وانتظار طويل، هناك طريق آخر وباهظ الثمن لإرسال البضائع بالسفن عبر قناة السويس ومنها لموانئ أوروبا، وهذا أيضا باهظ الثمن جدًا”، على ما نقلته الصحيفة عن المصادر.
وشدّدّت الصحيفة على أنّ الفكرة، هي السماح بوصول شاحنة واحدة وسائق واحد من دبي إلى ميناء حيفا، مثلاً، دون استبدال السائقين والشاحنات في المعابر بين الدول، وعرضت وزارة الخارجية الإسرائيلية الخطة على المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، وحسب موظفين إسرائيليين كبار، “تحمست واشنطن للخطة، وبدأت بالدفع بها قدمًا مع الدول ذات الصلة وهي، الإمارات، السعودية، الأردن“.
وأضافت: “يدور الحديث عن مشروع بنية تحتية يتجاوز الحدود، يبدأ في الإمارات، يمر عبر السعودية وينتهي بموانئ إسرائيل، ولاحقًا سيوسع أيضًا للبحرين وعُمان“.
وطبقًا للصحيفة فإنّ “إسرائيل تعتقد أنّه توجد فرصة قيِّمة جدًا لدفع الخطة قدمًا بسرعة نسبية، بل وحتى قبل التطبيع مع السعودية، وذلك كون جميع الأطراف ستكسب من اختصار زمن وكلفة الشحن بين الشرق الأقصى والأدنى إلى أوروبا، علمًا أنّ إسرائيل تعمل على الخطة بالتوازي أيضًا مع دول الخليج، لكنها تتمتع بدعمٍ أمريكيٍّ كاملٍ”.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، لفتت الصحيفة إلى أنّ “الجسر البري سيقوم على أساس طرق قائمة، لكنه يحتاج إلى رفع مستوى بعض المسارات وشق أجزاء معينة، وستستوجب الخطة من كل الدول الوصول لتوافق على معايير الشاحنات كي تتمكن من التحرك بين كل الدول، وأنْ توافق أيضًا على رخص سياقة السائقين، الذين سيسمح لهم بالتحرك على طول المسار بشكل سلس ودون عراقيل”.
وبحسب الخطة المتبلورة فإنّه “في مرحلة متأخرة سيستخدم الرابط البري لأغراض السياحة والسفر، والمشروع سيدفع قدمًا ارتباطات بين إسرائيل ودول المنطقة في مجال المواصلات، والبنى التحتية، والمعلومات“.
وشدّدّت محافل تُشارِك في إخراج الخطّة إلى حيّز التنفيذ في حديثها للصحيفة العبريّة على أنّ “المشروع أتيح بفضل التوقيع على “اتفاقات إبراهيم” (التطبيع)، والتعهد الأمريكي بتحقيق السلام في المنطقة، بحيث يمكنه أنْ يغير وجه الشرق الأوسط كله“.
بالتوازي، “تواصل واشنطن العمل على خطة لربط الخليج بإسرائيل بسكة حديدية ومنها إلى أوروبا، لكن هذا مشروع سيستغرق سنوات أخرى للتنفيذ، بينما الرابط البري يمكنه أنْ يدخل إلى العمل في غضون فترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ”.
وبحسب مزاعم وزير خارجية الكيان، إيلي كوهين، فإنّ “وزارة الخارجية تعمل على توسيع دائرة التطبيع وتحقيق مشاريع إقليمية تعزز مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط، واستثمار في مشروع بنية تحتية بهذا الحجم، سيساهم في تقدم التجارة بين الدول وآسيا وأوروبا، ويؤدي إلى ازدهار الدول المشاركة“.
وفي الخلاصة أكّدت الصحيفة العبريّة أنّ مشروع (الربط البري بالشاحنات) سيوفر “حلاً سهلاً لتحسين التجارة على الأرض، ويوفر منصة لكل المشاركين، الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، الأردن، مثلما أيضًا دول مهتمة أخرى في المنطقة كالبحرين وعُمان“.
وغنيٌّ عن القول إنّه في حال نجاح الخطّة المذكورة فإنّ الكيان سينعم بالأموال العربيّة دون أنْ يدفع شيئًا، وعلى وجهٍ خاصٍّ في القضية الفلسطينيّة، التي تعهد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأسبوع الفائت بشطبها نهائيًا عن الأجندة.المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: الشرق الأوسط ة إسرائیل
إقرأ أيضاً:
هل أفغانستان بحاجة لنفق جديد غير سالنك لربط شمال البلاد بجنوبها؟
كابل- دعا نائب رئيس الوزراء الأفغاني الملا عبد الغني برادر خلال زيارته إلى أوزبكستان على رأس وفد حكومي السلطات الأوزبكية إلى الاستثمار في بناء نفق سالنك الثاني، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وأكد برادار، خلال لقائه رئيس الوزراء الأوزبكي عبد الله عاروف، أن النفق سيلعب دورا رئيسيا في توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين جنوب آسيا وآسيا الوسطى.
ويقول وزير التجارة الأفغاني نور الدين عزيزي للجزيرة نت: "ناقشنا مع السلطات الأوزبكية التعاون الاقتصادي وعرضنا عليها الاستثمار في بناء نفق سالنك، لأنه يربط جنوب آسيا بوسطها".
وأضاف الوزير "نحاول كسر العزلة الجغرافية ببناء الطرق وربط البلاد بآسيا الوسطى، ونحاول أن نقلل الاعتماد على المعابر مع باكستان".
شريان حياةويقول مؤرخون أفغان، ظهرت فكرة ربط شمال البلاد بجنوبها عبر طريق سريع في عهد الأمير شيرعلي خان (1868 – 1879)، حيث يقع نفق سالنك شمالي العاصمة كابل، على ارتفاع 3950 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ طوله 2.7 كيلومتر.
وبدأ العمل على بناء النفق عام 1955 بأمر الملك الراحل محمد ظاهر شاه وانتهى عام 1964، بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي. ويبلغ ارتفاعه 5 أمتار وعرضه 6 أمتار.
إعلانوبلغت تكلفة بناء النفق 636 مليون دولار أميركي، وأدى لاختصار المسافة بين شمال أفغانستان وجنوبها بـ110 كيلومترات. وكان الأفغان ينتقلون قبلها من شمال البلاد إلى جنوبها عبر 5 طرق وعرة.
وحسب الأرقام الرسمية في وزارة المواصلات، كان النفق يستوعب يوميا نحو 600 سيارة وفي عام 1973 وصل بسبب تركيب آلات التهوية وصل إلى 2000 سيارة يوميا.
وظل النفق مفتوحا لحركة النقل والمرور بشكل طبيعي حتى عام 1993، وكان دوره حاسما في احتلال أفغانستان من قبل القوات السوفياتية السابقة عام 1979.
ويقول مسؤول الطرق السريعة في وزارة المواصلات فولاد أكبر للجزيرة نت: "بعد اندلاع الحروب الأهلية شهد النفق المعارك والاشتباكات بين قوات أحمد شاه مسعود والقائد الأوزبكي عبد الرشيد دوستم، ودمر جزء كبير من النفق"
وأضاف "في عام 1998 قامت قوات التحالف الشمالي بتفجير مدخل النفق لمنع قوات طالبان من التقدم، وبدأت أعمال تأهيل النفق بعد عام 2002 بالتعاون مع البنك الدولي ولكنه ما زال يحتاج إلى الصيانة".
ويرى رجال الأعمال الذي يستخدمون نفق سالنك الذي تم بناؤه عام 1964 في حالة متهالكة وخطرة على المسافرين بسبب التهوية غير الكافية والإضاءة السيئة والافتقار إلى ميزات السلامة الحديثة.
ويعتبر نفق سالنك الطريق الوحيد الذي يسمح بمرور البضائع والأشخاص من الشمال إلى الجنوب على مدار العام عبر سلسلة جبال هندوكوش، والتي يبلغ ارتفاع قممها أكثر من 7700 متر.
ويعد النفق بذلك ثاني أعلى نفق في العالم، وباعتباره أحد الطرق الرئيسية في مجال التعاون الاقتصادي الإقليمي لآسيا الوسطى يشكل أيضًا محورًا لتوفير القدرة على الحركة للدول المجاورة لأفغانستان.
ويقول الخبير الاقتصادي سميع الله كريمي للجزيرة نت: "يعتبر نفق سالنك جزءًا مهمًّا من البنية الأساسية للنقل في أفغانستان، وعلى الحكومة الأفغانية أن تهتم به لأنه شريان حياة، وفضلا عن ربط الولايات الأفغانية، يعتبر جسرا بين جنوب آسيا ووسطها، ولا يخفى دوره في تنمية التجارة مع دول آسيا الوسطى".
إعلان نفق جديدونظرًا لعدم وجود طرق بديلة، فإن الغالبية العظمى من البضائع التي يتم شحنها إلى كابل من الشمال تمر عبر نفق سالنك. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 5500 سيارة بأشكالها المختلفة تعبر النفق يوميا وهو ما يتجاوز قدرته بكثير.
وبحسب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تقدر الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تدفق حركة المرور المقيدة بنحو 60 مليون دولار أميركي سنويا.
وأجرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عام 2012 دراسة فنية لنفق جديد يمتد من ولاية بروان إلى منطقة دوشاخ في ولاية بغلان شمال أفغانستان، يمر عبر جبال هندوكوش، أبعد من النفق الحالي، وقد أدت الدراسة إلى تقصير مسافة السفر نحو 40 كيلومترا مقارنة بالنفق والطريق الحالي.
وأعلنت الحكومة الأفغانية السابقة عن إعداد خطة وتصميم النفق الثاني، لكنها لم تنجح في تنفيذ المشروع لأسباب اقتصادية وأمنية، وقالت الوزارة المالية عام 2020 إن التكلفة الإجمالية لبناء النفق الثاني يحتاج إلى 129 مليون دولار أميركي، ووعدت اليابان بتوفير 92 مليونا، على أن ينجز في نحو 7 سنوات.
ويقول وكيل وزارة المالية السابق ضياء حليمي للجزيرة نت: "تحتاج أفغانستان إلى نفق جديد، لأن نفق سالنك من الطرق المهمة في التواصل مع آسيا الوسطى، وتستخدمه حاليًا أكثر من 5 آلاف سيارة يوميًا. ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد إلى 20 ألف سيارة يوميا على مدى السنوات الـ30 المقبلة".
وأضاف حليمي "النفق الجديد مهم لأسباب كثيرة أهمها أنه سيختصر الطريق مقارنة بالنفق الأول، ودول مثل باكستان والهند تستخدم الأراضي الأفغانية في الوصول إلى أسواق آسيا الوسطى".
ويمثل النفق الثاني أو الجديد الاتصال الرئيسي بين الجنوب والشمال الأفغاني، حيث يقلل مدة السفر من 72 إلى 10 ساعات ويوفر حوالي 300 كيلومتر من المسافة بين العاصمة كابل والولايات الشمالية.
إعلانولذلك تولي الحكومة الأفغانية الحالية اهتماما بالغا لإصلاح النفق السابق وبناء الجديد باعتباره مشروعا إستراتيجيا بين جنوب آسيا وآسيا الوسطى عن طريق البر.