صدى البلد:
2024-11-26@22:46:19 GMT

مصر تطرح جزء من بنك كبير للبيع.. اعرف ايه الحكاية

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

قدمت الدولة العديد من الطروحات إذ تساعد صفقات التخارج على زيادة تدفقات النقد الأجنبي، وتوفر جزءًا من التمويل الأجنبي المطلوب لتغطية احتياجات الاقتصاد المصري، فضلًا عن استمرار تحقيق فائض أولي ونمو الإيرادات الضريبية.

البنك العربي الإفريقي الدوليبيع 20% من البنك العربي الإفريقي الدولي

اتفق البنك المركزي مع الهيئة العامة للاستثمار الكويتية على خطة تتضمن بيع 20% من حصة كل منهما في البنك العربي الإفريقي الدولي، ومن المتوقع المصادر إتمام عملية البيع في عام 2024، من خلال طرح خاص لمستثمر استراتيجي وطرح آخر في البورصة المصرية.

وفي وقت سابق من العام الحالي، أدرجت الحكومة البنك العربي الإفريقي على قائمة الـ 35 شركة وأصل مملوك للدولة تتطلع لبيع حصص منها.

مارلبورو وإل إم تحركت 10 جنيهات|قائمة أسعار السجائر الجديدة من فيليب موريس أجواء شتوية وبرد قارس.. الأرصاد تحذر من أمطار رعدية على هذه المناطق

ويمتلك البنك المركزي المصري وهيئة الاستثمار الكويتية حصة قدرها 49.4% في البنك لكلًا منهما، والنسبة المتبقية البالغة 1.2% مملوكة لمستثمرين آخرين، وفي الوقت نفسه، تدرس هيئة الاستثمار الكويتية إعادة تعيين "سيتي جروب" مستشارا ماليا لها في الصفقة المحتملة لتحديث دراسة سابقة أجراها لصالحها عن عملية التخارج، بينما يرغب المركزي المصري في الاستعانة ببنك "جيه بي مورجان" لإعداد دراسة أخرى، بحسب وثيقة حكومية كويتية.

وسبق أن أعدت "ماكنزي" دراسة لصالح مساهمي البنك العربي الأفريقي الدولي، ومن المقرر تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين للإشراف على عملية البيع. وسيضم تشكيل اللجنة رئيس مجلس إدارة البنك العربي الأفريقي الدولي والعضو المنتدب للبنك، إضافة إلى ممثل عن الهيئة وآخر عن البنك المركزي المصري.

كانت هيئة الاستثمار الكويتية تدرس التخارج من حصتها في البنك منذ عام 2020، عندما عينت "سيتي غروب" مستشارا لها في الصفقة، بحسب ما ذكره المصدر. وفي أبريل الماضي، أفادت وسائل إعلام محلية بأن الهيئة تسعى إلى رفع حصتها في البنك، لتصبح المساهم الأكبر.

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد معطي، إن الأزمات التي تحدث في الفترة الحالية داخليًا وخارجيًا قد تجعل بعض الدول تنهار اقتصاديًا، ولكن مصر استطاعت أن تواكب الأزمات الحالية وحققت الانضباط المالي لحد كبير، حيث استطاعت تحقيق فائض أولى  1.63 مليار دولار في عام 2022 /2023.

وأضاف معطي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن نسبة الدين للناتج المحلي الإجمالي مازالت أقل من 100%، وهناك ارتفاع في الناتج المحلي بما يحقق الاستقرار إلى حد ما، مشيراً إلى أن هناك تحديات داخلية وخارجية تواجه الاقتصاد منها فكرة المؤسسات الدولية التي تعمل على خفض التصنيف الائتماني للدولة.

وأشار إلى أن الدكتور محمد معيط وزير المالية أوضح أن ستاندر آند بورز غيرت النظرة السلبية إلى مستقرة وثبتت التصنيف قصير الأجل خلال الفترة القادمة بما يحقق الانضباط المالي.

وتابع هناك مظاهرات في بعض الدول بسبب ارتفاع الاسعار والتضخم، منها الولايات المتحدة الأمريكية التي تشهد مظاهرات في قطاع السيارات، لافتاً إلى أنه يجب النظر إلى مؤشرات الاقتصاد الكلي داخليا وخارجيا خاصة مع الأزمة الفلسطينية.

البنك العربي الإفريقي الدوليمورد إضافي لدعم موازنة

تسعى مصر من برنامج الطروحات للحصول على مورد إضافي لدعم موازنة الدولة، كما أنها تأمل في أن يشكّل تدخل المستثمرين الاستراتيجيين في الطرح أداةً لتحسين وضع بعض الشركات المطروحة.

وكانت أحدث صفقات التخارج للحكومة، هي استحواذ شركة "جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة" الإماراتية الأسبوع الماضي على حصة 30% من أسهم الشركة الشرقية (إيسترن كومباني) المصرية المتخصصة بإنتاج التبغ والدخان، مقابل 625 مليون دولار، بالإضافة إلى توفير المشتري مبلغ 150 مليون دولار لشراء المواد التبغية اللازمة للتصنيع.

ويأتي برنامج الطروحات الحكومية كأحد شروط برنامج مصر مع اقتصاد الشرق، وهو الملف الذي اجتازت فيه مصر شوطا كبيرا، ليتبقى لديها ملفات أكثر سخونة تتعلق بسعر الصرف مقابل الدولار.

مارلبورو وإل إم تحركت 10 جنيهات|قائمة أسعار السجائر الجديدة من فيليب موريس أجواء شتوية وبرد قارس.. الأرصاد تحذر من أمطار رعدية على هذه المناطق

وفي ديسمبر الماضي، وافق صندوق النقد الدولي على برنامج مدته 46 شهراً لمصر بقيمة 3 مليارات دولار، على أن يخضع البرنامج لمراجعتين سنوياً حتى منتصف سبتمبر 2026، بإجمالي 8 مراجعات. المراجعة الأولى؛ التي ستُصرف على أساسها الشريحة الثانية من القرض، كان يُفترض أن تتم منتصف مارس الماضي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، نظراً لتأخر الحكومة بتنفيذ برنامج الطروحات حينها، وعدم اتسام سعر صرف الجنيه بالمرونة اللازمة، وكان من المفترض أن تتم تلك المراجعة في سبتمبر الحالي، لكن يبدو أنها معرّضة للتأجيل مجدداً وفقاً لكلام مسؤول حكومي مع "اقتصاد الشرق" الاسبوع الماضي.

ونفذت مجموعة أبوظبي القابضة (ADQ) منتصف أبريل الماضي، 5 صفقات ضخمة على عدد من أبرز الشركات المقيدة في البورصة المصرية بقيمة تلامس ملياري دولار، وشملت الصفقات الاستحواذ على 17% في البنك التجاري الدولي "CIB"، و32% من شركة “الإسكندرية لتداول الحاويات" و20% من "موبكو" و21.5% من "أبوقير للأسمدة" و12.6% من "فوري”.

واستحوذت الشركة السعودية المصرية للاستثمار، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي (الصندوق السيادي)، مطلع أغسطس 2022، على حصص أقلية مملوكة للحكومة المصرية في 4 شركات مدرجة بالبورصة بقيمة 1.3 مليار دولار.

تملكت الشركة السعودية المصرية، وفقًا للصفقات الجديدة، 25% من شركة “إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية”، و19.82% من شركة”أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية”، و25% من “موبكو للأسمدة”، و20% من “الإسكندرية لتداول الحاويات”.

استحوذت الشركة العربية للاستثمارات الفندقية والسياحية ICON التابعة لمجموعة طلعت مصطفى، منتصف يوليو الماضي، على حصة في ملكية وحقوق الإدارة في شركة الفنادق الحكومية التي تمتلك 7 فنادق.

وتستهدف الحكومة العمل على التفعيل والتوسع في برنامج الطروحات الحكومية؛ لتحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية ومن أهمها: تعزيز أداء البورصة المصرية وتنشيطها وتشجيع الاستثمار المؤسسي فيها، وتحسين بيئة التداول، وزيادة المعروض من الشركات المقيد لها أوراق مالية، وتوفير سيولة من النقد الأجنبي خلال فترة قصيرة، وإعادة هيكلة بعض أصول الدولة وتعزيز كفاءتها، وزيادة قيمة رأس المال السوقي للبورصة إلى الناتج المحلي الإجمالي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطروحات البنك العربي البنك العربي الافريقي البنك العربي الإفريقي الدولي البنك المركزي البنک العربی الإفریقی الدولی برنامج الطروحات فی البنک البنک ا

إقرأ أيضاً:

شركة إماراتية تخطط لاستحواذ زراعي كبير في مصر.. تمليك بخس

في الوقت الذي يتواصل فيه توغل الشركات الإماراتية في مصر، وخاصة القابضة  ADQ، التابعة لـ"صندوق أبوظبي السيادي" عبر الاستحواذات المتتابعة على الأصول والممتلكات والشركات العامة والحكومية، تتفاقم مخاوف المصريين من توغل إماراتي بالقطاع الزراعي الحيوي ومنه سلعة القمح الاستراتيجية، التي يعاني أكبر بلد عربي سكانا، نقصا شديدا منها.

شركة "الظاهرة" الإماراتية المملوكة للشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، المتخصصة بزراعة وإنتاج الأعلاف وتوريدها لهيئة التحكم الإماراتية المسؤولة عن الأمن الغذائي هناك، تفاوض "الهيئة الهندسية للقوات المسلحة" المصرية لإعادة شراء أراض بمشروع "توشكى" جنوب الصحراء الغربية.

"تمليك بخس وعدم جدية"

وفي عهد حسني مبارك، تملكت شركة "الظاهرة" مساحة 100 ألف فدان بفرع (3) بمشروع توشكى، مقابل 5 ملايين جنيه فقط بسعر الفدان 50 جنيها مصريا، بينما كان متوسط سعره حينها نحو 11 ألف جنيه، وفقا لتقديرات دعوى "المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية"، عقب ثورة يناير 2011، فيما أصدر "مجلس الدولة" 9 شباط/ فبراير 2011، فتوى ببطلان العقد.

لكن؛ وبدعوى الحفاظ على الاستثمارات العربية، قررت "هيئة التنمية الزراعية" في نيسان/ أبريل 2011، بمصر عدم فسخ التعاقد مع "الظاهرة"، لكنها عادت في 26 أيلول/ سبتمبر 2012، وقررت سحب 70 ألف فدان من "الظاهرة" والاكتفاء بتخصيص 30 ألف فدان على فرع رقم 2 في توشكى، أسوة بالتسوية التي أبرمتها الحكومة مع الأمير الوليد بن طلال في 2011.


ولم تكتمل تحقيقات النيابة بهذا الملف حول قيمة التسعير، كما أن الشركة لم تستزرع إلا ربع المساحة (25 ألف فدان فقط)، لتقوم الحكومة المصرية بالفعل بسحب 62.6 ألف فدان لعدم الجدية، وأبقت للشركة على  37.4 ألف فدان، فيما تحاول "الظاهرة" مجددا استعادة ما تم سحبه من أراضي.

"خطط الشركة"

وقالت مصادر لوكالة "رويترز، في تشرين الثاني/ أكتوبر 2023، إن "شركة الظاهرة، تُجري محادثات للاستحواذ على على 500 ألف فدان من الأراضي الزراعية بمصر"، صاحبة ثالث أكبر اقتصاد عربي وثاني أكبر اقتصاد إفريقي، والسوق الواسعة بعدد سكان يفوق الـ107 ملايين نسمة.

وكان رؤوف توفيق، قد أعلن بمؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، عن توجه "الظاهرة" لاستثمار نحو 230 مليون دولار بمصر خلال 5 سنوات، 200 مليون منهم في 90 ألف فدان، خلال 2025، بالشراء المباشر أو بعقد تأجير طويل الأجل.

لتنضم تلك المساحة المحتملة إلى محفظة أراضي تقدر بنحو 67 ألف فدان تملكها الشركة في 4 مشاريع زراعية بمصر، واحد في "توشكى"، واثنين بـ"شرق العوينات" (جنوب الصحراء الغربية)، والأخير بـ"الصالحية" (شمال شرق الدلتا).

وأكد توفيق، الأربعاء الماضي، لنشرة "إنتربرايز" الاقتصادية المحلية، ولموقع "الشرق مع بلومبيرغ"، أن الشركة الإماراتية أكبر منتج للقمح من القطاع الخاص بمصر، معلنا عن توجه لاستصلاح ألفي فدان من محفظة أراضي الشركة العامين المقبلين باستثمارات نحو 400 مليون جنيه.

وتوقع تحقيق"الظاهرة" التي تعمل في مصر منذ العام 2007، ويقع مقرها بأبوظبي، وتدير مشروعات زراعية بأوروبا والأمريكتين وإفريقيا، إيرادات إجمالية من مشروعاتها بمصر بقيمة 62 مليون دولار بنهاية العام الجاري، مع احتمالات زيادتها إلى 67 مليون دولار العام المقبل.

وألمح إلى أنها تحقق أرباحا من استثماراتها في مصر منذ 2021، وأن استثماراتها بلغت نحو 250 مليون دولار، وأنه تم استصلاح نحو 40 ألف فدان في 4 مشاريع، بالصالحية، وتوشكى، وشرق العوينات.

"توريد القمح لمصر"

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، إن إنتاج "الظاهرة" بلغ خلال 5 سنوات نحو 450 ألف طن قمح، وردتها "الظاهرة" بالكامل إلى وزارة التموين بالجنيه المصري بقيمة 500 مليون دولار، وبواقع 100 مليون دولار سنويا، مشيرا إلى إنتاج 210 آلاف طن ذرة صفراء، و90 ألف طن من بنجر السكر، تم بيعها بالسوق المحلية.

وفي 22 تموز/ يوليو 2023، وقعت مصر اتفاقية تسهيل قرض متجدد بـ100 مليون دولار مع صندوق "أبوظبي للتنمية" لتمويل مشترياتها من الحبوب من شركة "الظاهرة"، وسط تساؤلات خبراء عن سعر التوريد كونها أقماح مستوردة وتزيد كثيرا عن السعر الذي تفرضه الحكومة لتوريد الأقماح من المزارعين المصريين.

واشترت القاهرة ثاني أكبر مستورد للقمح بالعالم الأردب (150 كيلوغراما) من المزارعين بسعر 1500 جنيه بموسم (2023/2024)، لترفعه إلى 2200 جنيه في (2024/2025).

وتستهلك مصر التي كان يطلق عليها لقب سلة غلال العالم القديم، نحو 25 مليون طن قمح سنويا، تنتج منه أراضي الدلتا والوادي حوالي 12 مليون طن يكفي البلاد 6 شهور، وتستورد الباقي من 16 منشأ أهمها: روسيا، وأوكرانيا، ورومانيا، وأستراليا، وفرنسا، وليتوانيا، وكندا، والصين.

"مؤثرات خارجية ومخاوف"

وتتزايد المخاوف مع توجه المزارعين الروس لزراعة كميات أقل من القمح في العام المقبل، لصالح محاصيل أكثر ربحية، وذلك بعد تكبدهم خسائر فادحة هذا العام، وذلك وفقا لتقرير لوكالة "رويترز" للأنباء، الأربعاء الماضي، ما قد يؤثر على واردات مصر من القمح الروسي، ويزيد من حاجة القاهرة إلى أقماح الشركة الإماراتية.

وأعرب مراقبون عن مخاوفهم من تعاظم أدوار الشركة الإماراتية في القطاع الزراعي، مشيرين إلى أنها تنتج القمح والذرة الصفراء والبنجر على الأراضي المصرية وبعمالة محلية رخيصة الأجر  وبمياه نهر النيل بلا أية تكلفة، في وقت يعاني الاقتصاد المصري من أزمات بنيوية وهيكلية خطيرة ويعتمد على الاقتراض الخارجي لتوفير السلع الحيوية.

وتساءل البعض عن منح الشركة الإماراتية مميزات تفضيلية لا يتم منحها للشباب مطالبين بتملكهم مساحات صغيرة خاصة أن نسبتهم بين سن الـ18 والـ29 تفوق الـ21.1 مليون نسمة، وفق إحصاء رسمي في آب/ أغسطس الماضي.

ولفت البعض إلى أنه في مقابل، منح الشركة الإماراتية آلاف الأفدنة يجري حرمان ملايين الشباب المصري من التملك في المشروعات التي يقوم الجيش بالاستصلاح فيها، بل إن الحكومة المصرية تقوم بعمليات تهجير واسعة بحق الأهالي في مناطق استراتيجية وحيوية وتسلمها لشركات إماراتية وأخرى شريكة لها.

وشهدت جزيرة الوراق وسط نيل القاهرة مساء الثلاثاء الماضي، اشتباكات عنيفة بين الأهالي الرافضين لمغادرة أراضيهم لتنفيذ مشروع سياحي إماراتي، وبين قوات الأمن التي اعتقلت العشرات منهم.

وفي 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اشتبكت قوات الجيش مع أهالي قرية جميمة التابعة لمحافظة مرسى مطروح وأطلقت الرصاص الحي على الرافضين لتهجيرهم لإقامة المشروع السياحي "ساوث ميد إيجيبت" بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومجموعة طلعت مصطفى القابضة، وبشراكة إماراتية.



"جريمة أمن قومي"

وفي قراءته لـ"عربي21"، تحدث الخبير الزراعي المصري الدكتور عبدالتواب بركات عن الآثار المترتبة على توغل الشركة الإماراتية في مجال الزراعة المصري وإنتاج سلع استراتيجية كالقمح والذرة، معتبرا أنها "جريمة تمس الأمن الغذائي للمصريين".

وقال: "عندما تتحول الاستثمارات الأجنبية من مصدر للتمويل، وزيادة فرص عمل الشباب، ونقل للتكنولوجيا، وزيادة الناتج القومي، ومشاركة العوائد إلى التربح، وإهدار المال العام، وابتزاز الدولة، والفساد المالي على حساب المنتج المحلي وهو الفلاح المصري في هذه الحالة، فإنه جريمة في حق الأمن القومي تستوجب المساءلة والمحاسبة".

مستشار وزير التموين المصري الأسبق، أضاف: "ذلك أن الجنرال السيسي صرح بأن زراعة القمح ليست أولوية اقتصادية لنظامه، وأن زراعة محاصيل أخرى ذات عائد أعلى ثم شراء القمح من الخارج هي سياسته الزراعية".

وأكد أن "الواقع يثبت أنه يحرم الفلاح المصري من حيازة الأرض الزراعية في الظهير الصحراوي وينزع ملكيتها من أصحابها بحجج واهية، ويهديها للشركات الأجنبية التابعة للحكومات الداعمة لنظامه ويملكها لتلك الشركات الأجنبية على حساب الأمن القومي المصري".

الأكاديمي المتخصص في بحوث التنمية الزراعية وسياسات الأمن الغذائي، أشار إلى أنه "وبدلا من دعم مزارع القمح المصري باعتباره أمنا استراتيجيا، وكذلك الذرة الصفراء والصويا، فإنه يشتري هذه المحاصيل الاستراتيجية من الفلاح المصري بأسعار بخسة تحقق خسائر مالية له، فيضطر لزراعة محاصيل أخرى هامشية وغير مجدية".

ويرى أنها "سياسة راسخة لإفقار الفلاح المصري منذ 2014"، مؤكدا أن "إهدار الأمن الغذائي أحد أهم مقومات الأمن القومي، وأدت لزيادة الفجوة الغذائية في مصر مع ارتفاع أسعار الغذاء لأعلى معدل في العالم، وزيادة الفقر والمشاكل الإجتماعية المرتبطة به، من بطالة وطلاق وتفكك أسري وجرائم السرقة من الجيران والأقارب وتهديد النسيج الاجتماعي للأمة المصرية".

وختم بالقول: "وهي جرائم ستسجل في سجل تاريخ هذا النظام".

انتهاز للفرص

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي والاستراتيجي الدكتور علاء السيد، إن "اعتزام الظاهرة الإماراتية التابعة لصندوق أبوظبي السيادي للتوسع بشراء أراض زراعية بمصر وزراعة القمح وبيعه لها كسلعة مستوردة ليس هو أصل المشكلة، ورغبة التوسع أمر طبيعي لأي شركة".

رئيس "الأكاديمية المصرفية الدولية"، أكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "المشكلة الأكبر كانت في سوء التخطيط الاستراتيجي من البداية منذ العام 2013"، مبينا أنه "ليس هناك استراتيجية وطنية خالصة لإنقاذ الاقتصاد المصري، ورغم تعاقب الحكومات لكنها لم تضع خطط استراتيجية واضحة للإنقاذ ولم تكن هناك رؤية وطنية واحدة".

ولفت إلى أن "المشهد يقول إن الهدف الرئيسي إغراق مصر بالديون، ربما بشكل متعمد وربما بصورة عشوائية، وإن كنت أميل إلى أن الأمر مخططا له ويتم تنفيذه بشكل دقيق للغاية".

استشاري تطوير وتمويل المشروعات والأوقاف الاستثمارية، يرى أن "إغراق مصر في الديون وعدم قدرتها على السداد أديا بها إلى التخلي عن أصولها رويدا رويدا، كالتخلي عن حصة مصر التاريخية بمياه النيل باتفاقية 2015، وحقول غاز شرق المتوسط باتفاقيات ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني وقبرص واليونان مكايدة في تركيا في ظروف معينة".


وأضاف: "كان من السهل على الحكومات المتعاقبة التنازل عن الأصول المصرية بشكل ملفت للنظر، ومنها جزيرتي تيران وصنافير للسعودية عام 2016، وما تبعه من التنازل عن ممر تيران المصري الاستراتيجي والذي تحول لممر دولي يسمح بإنشاء قناة بن غوريون المنافسة لقناة السويس".

وتابع: "ثم بعد ذلك تدفقت مئات مليارات الدولارات على مصر بصورة مستغربة للغاية ولم يكن هذا ثمنا مناسبا لإحداث التغيير في المشهد السياسي المصري، وكانت تكفي بضعة مليارات فقط ولم يكن الأمر يستدعي تدفق كل تلك المليارات دون أن تمر على البنك المركزي".

ويرى السيد، أن "هذه مسألة متعمدة، وفي النهاية من أرسل تلك الأموال طالب بعد ذلك بحقوقه، وتساءل: ماذا فعلتم بهذه الأموال؟، وقالوا: نريد مقابلا لها، فبدأ التفريط مرة أخرى، بل الاستمرار في التفريط في الأصول والأراضي كما رأينا في رأس الحكمة في العلمين شمال غرب البلاد، وغيرها".

وألح إلى أنه "إلى جانب التفريط في آلاف الأفدنة الزراعية جرى التفريط في قطاع الأسمدة المرتبط بالقطاع الزراعي، وضياع أهم الشركات العاملة في هذا المجال كثمن للمليارات التي تدفقت بعد 2013، وهي ليست استثمارات جديدة بل استثمارات مصرية وطنية تم التنازل عنها".

وأعرب الخبير المصري عن تخوفه الأكبر، موضحا أن "الأمر وصل الآن إلى صعوبة التخطيط للمستقبل ليس بمجال الزراعة والقمح فقط، بل بكل القطاعات إذا جاءت حكومة رشيدة وقررت وضع خطة لإعادة هيكلة الاقتصاد وتطويره؛ فلن تستطيع تنفيذ هذا في ظل وجود التمدد الإماراتي والسعودي داخل الاقتصاد المصري وقبله الذراع الاقتصادية للجيش".

ومضى يؤكد أنه "لم يعد هناك مساحة للوطن أو للشعب أو أي حكومة أن تعمل بين سندان الذراع الاقتصادية للجيش، أو الذراع الاقتصادية للصندوق السيادي لأبوظبي، وأموال دبي، والصندوق السيادي السعودي".

وختم حديثه بالقول: "الوضع الاقتصادي في مصر تم تعقيده بشكل متعمد، ولم يعد بإمكان الشعب ولا حتى الحكومات التي تريد التخطيط والتطوير فعل شيء، فهناك لاعبون رئيسيون بالمشهد المصري والاقتصادي يمنعون قرارا وطنيا خالصا لمصلحة المصري".

وخلص، للقول: "لذا فالأمر لا يقتصر فقط على مسألة الأراضي الزراعية والقمح والذرة والمحاصيل الاستراتيجية، وأرى أن القصة أكبر وهي انتهاز للفرص وتخليص للفواتير القديمة".

مقالات مشابهة

  • «الإسكان» تطرح 15 قطعة أرض فضاء في حلوان للبيع بمزاد علني
  • البنك الدولي: الدولة المصرية تمضي قدما في تنفيذ تدابير التصدي لتغير المناخ
  • عاجل| البنك المركزي: تحويلات العاملين بالخارج تصل إلى 20.8 مليار دولار بنهاية سبتمبر الماضي
  • البنك العربي الإفريقي يوقع اتفاقية سندات استدامة بقيمة 500 مليون دولار لتمويل المشروعات الخضراء
  • تحليل الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الذاكرة والنسيان: تداخل بين الماضي والحاضر
  • شركة تذكرتي تطرح تذاكر مباراة المصري وأنيمبا النيجيري بالكونفيدرالية
  • كولر يحذر كهربا بقرار صارم.. اعرف الحكاية
  • تعاونيات الإسكان تطرح قطع أراضي خدمية ومحلات وجراجات للبيع بالمزاد العلني
  • شركة إماراتية تخطط لاستحواذ زراعي كبير في مصر.. تمليك بخس
  • «الإسكان» تطرح 60 شقة في العبور للبيع بالمزاد العلني اليوم