تصاعد حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع الطبي في غزة.. والأونروا تستغيث
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
انتشرت دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي عند أبواب مجمع الشفاء الطبي، المستشفى الرئيسي في مدينة غزة اليوم الاثنين، ضمن معركة الاحتلال للاستيلاء على النصف الشمالي من قطاع غزة، وأوضح الأطباء بأن المرضى، ومنهم الأطفال من حديثي الولادة، يموتون داخل الحضانات بسبب نقص الوقود.
تعليق وزارة الصحة في غزةوقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، من داخل مستشفى الشفاء، إن 32 مريضًا توفوا في الأيام الثلاثة الماضية، بينهم 3 أطفال من حديثي الولادة، نتيجة للحصار المفروض على المستشفى ونقص الكهرباء، مشيراً إلى أنه كان يوجد نحو 650 مريضاً على الأقل داخل المستشفى، يرغبون في الحصول على وسيلة لإجلائهم إلى مرفق طبي آخر، عن طريق الصليب الأحمر أو أي جهة محايدة أخرى.
وتزعم إسرائيل إن المستشفى تحته أنفاق تضم مقرًا لمقاتلي المقاومة الفلسطينية ويستخدمون المرضى كدروع بشرية، ولكن تنفي حماس هذا الادعاء.
بدوره قال الدكتور أحمد المخللاتي، أحد الجراحين في المستشفى، في مكالمة هاتفية: «الدبابات أمام المستشفى، ونحن في حالة حصار كاملة، إنها منطقة مدنية تمامًا، والمنشأة الوحيدة هنا هي المستشفى، والمرضى والأطباء والمدنيين الذين يقيمون في المستشفى، يجب على شخص ما أن يوقف هذا، فقد قصفوا الخزانات، آبار المياه، ومضخات الأكسجين أيضًا، قصفوا كل شيء في المستشفى، نحن نعاني بشدة، نقول للجميع إن المستشفى لم يعد مكانًا آمنًا لعلاج المرضى، نحن نؤذي المرضى بإبقائهم هنا».
قتل إسرائيلي بلا هوادةووفقًا للإحصائيات الإسرائيلية، قُتل حوالي 1200 شخص، وتم أسر 240 في غزة، في أكثر يوم دموي في تاريخها منذ بداية الاحتلال، فيما استشهد أكثر من 11 ألف فلسطيني في قطاع غزة.
وصرحت السلطات الطبية في غزة إن أكثر من 11 ألف شخص قد تم تأكيد استشهادهم، ونحو 40% منهم أطفال، وتطلب إسرائيل من سكان القطاع الانتقال من الشمال إلى الجنوب، وسط قصف إسرائيلي مستمر على القطاع.
خلاف على الوقودوتزعم إسرائيل محاولة إجلاء الأطفال من وحدة الرعاية وتزويد مستشفى الشفاء بنحو 300 لتر من الوقود لتشغيل المولدات الطارئة عند مدخل المستشفى، ولكن رد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، بقوله إن 300 لتر سيكفي لتشغيل المستشفى لمدة نصف ساعة فقط، وأن مستشفى الشفاء تحتاج إلى 8000 و10000 لتر من الوقود يوميًا يتم توصيلها عن طريق الصليب الأحمر أو جهة دولية.
نيران إسرائيلية موجهة للمستشفياتوذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن المستشفى محاصر بوابل من النيران، وأن قافلة تم إرسالها لإجلاء المرضى والموظفين، لم تتمكن من الوصول إليه، في الوقت الذي أشارت إسرائيل إلى أنها قتلت 21 من مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
في نفس السياق، وقفت وكالات الأمم المتحدة دقيقة صمت اليوم الاثنين، تكريمًا لـ101 من أعضاء الطاقم الذين استشهدوا حتى الآن في غزة.
الأونروا تستغيثوتستضيف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» حاليًا حوالي 800 ألف شخص في غزة، أو نصف العدد الذي أصبحوا بلا مأوى بسبب القتال، وقالت يوم الاثنين إن مستودع الوقود الطارئ للمنطقة المحاصرة قد نفد أخيرًا، وسيتعذر قريبًا تشغيل سيارات الإسعاف وإمداد المستشفيات وتوفير مياه الشرب وضخ الصرف الصحي.
تعنت إسرائيل لتنفيذ هدنةويدخل القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يومه الـ37، وسط رفض إسرائيل تنفيذ هدنة، وتعلل ذلك بأن هذا سيعطي فصائل المقاومة فرصة لالتقاط أنفاسهم، فيما تطلب المقاومة الهدنة من أجل المدنيين، واليوم الاثنين اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على وقف إطلاق النار في غزة، مع اتفاق الصين معهم في الرؤية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل الصين غزة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تصاعد الدعوات الإسرائيلية لتشديد حصار غزة ومنع توزيع المساعدات الإنسانية
مع اقتراب حماس والاحتلال من النقطة التي قد تنفجر عندها مفاوضات التبادل نحو تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، دار نقاش حاد في الأسابيع الأخيرة حول ما إذا كان الاحتلال قادرا على تحقيق هدفي الحرب: هزيمة حماس، ومنع سيطرتها العسكرية والحكومية على غزة، وإطلاق سراح المختطفين.
المحامي يهودا شيفر الخبير الدولي بمكافحة تمويل "الإرهاب"، ومؤسس هيئة حظر غسل الأموال، ذكر أنه "بعد حوالي خمسمائة يوم منذ بدء القتال في غزة، بات من الواضح للجميع اليوم أن نقطة الضعف الرئيسية لدى حماس تتمثل في إمدادات الوقود والغذاء والمياه، لأنه في الأيام الأولى للحرب منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، مما دفع الحركة للموافقة على الإفراج التدريجي عن عدد كبير من المختطفين، ثم خضع الاحتلال للضغوط الدولية الهائلة، وسمح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "تقديم هذه المساعدات حرم الاحتلال من رافعة ضغط أساسية في ملف التفاوض، وأدّى لإطالة أمد القتال، ولو استطاع الاحتلال منع الوقود والماء والغذاء من دخول غزة، فإنها كانت ستمارس ضغوطاً ستؤدي لهزيمة الحركة، وتحقيق أهداف الاحتلال فيما يتصل بصفقات التبادل، لكن علينا أن نسأل: هل يمكن منع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، مع أن الإجابة على السؤال ليست بسيطة، وتتطلب تفكيراً قانونياً وعملياً خارج الصندوق".
وأشار إلى أن "منع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع يتعارض مع القانون الدولي الإنساني المرتكز على اتفاقيات جنيف، لكن هناك قواعد دولية ركيزتها الاتفاقية الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب وقواعد مجموعة العمل المالي (FATF)، التي تحظر تقديم أي مساعدة، حتى غير إنسانية، لمنظمة مسلحة، أو لأي شخص تحت سيطرتها، وهذه القواعد راسخة في القانون الأميركي، لأن المساعدات لا تصل فقط للمدنيين الفلسطينيين، بل لحماس نفسها، التي تواصل القتال، مما يعني تقديم المساعدات المباشرة للعدو".
وزعم أن "مفتاح النصر وتحقيق هدفي الحرب يكمن بتغيير النموذج، وتطبيق القواعد الدولية بشكل أكثر دقة، بحيث يتم توزيع المساعدات الإنسانية فقط في المناطق التي لا تخضع لسيطرة حماس، ومن غير المنتمين لها، وبذل الجهود لإنشاء مناطق لتوزيع المساعدات تكون تحت السيطرة المباشرة أو غير المباشرة للاحتلال، لأن المساعدات الإنسانية يتم توزيعها اليوم في غزة من خلال حماس ومؤسساتها".
وأشار إلى أن "تهديد الاحتلال بالعودة للحرب في حال تعثر اتفاق وقف إطلاق النار، يستدعي منها اتخاذ إجراءات لتغيير طريقة توزيع المساعدات بشكل كامل في المناطق التي لا تخضع لسيطرة حماس، وممن لا يخضعون لها، سواء من قبل الجيش نفسه، أو هيئة دولية أخرى، رغم فشله بتنفيذ هذه الخطة أثناء الحرب، بزعم عدم المخاطرة بحياة الجنود من أجل أداء مهمة مدنية، وهي توزيع المساعدات، رغم أنها ستؤدي لنتائج أفضل كثيراً بممارسة الضغوط على حماس".