«خديجة» مرابطة «الأقصى»: صوتنا يُرهب المتطرفين
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
الرباط داخل ساحات المسجد الأقصى لا يقل أهمية عن مقاومة الاحتلال الغاشم، لذا تلتزم المرابطة خديجة خويص، 46 عاماً، ساحات وباحات المسجد المبارك، لحمايته من اقتحامات وتدنيس الجماعات اليهودية المتطرّفة والمستوطنين تحت حماية شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلى، وهى لا تملك بين يديها سوى نسخة من المصحف وسبحة حول معصمها، وأخذت عهداً على نفسها ألا تبرح حتى تبلغ تحرير مسرى الرسول ونصره بكل ما أوتيت من قوة.
توجد المرابطة الأربعينية داخل المسجد الأقصى منذ عام 2014، حيث يجتمع حولها المصلون بعد انتهائهم من الصلاة للجلوس عند بوابات ثالث الحرمين ومداخله المختلفة للتصدى لأى محاولات اقتحام، خاصة فى الأعياد اليهودية التى يُعد تدنيس «الأقصى» أحد أهم طقوسها.
وقالت «خديجة» لـ«الوطن»: «منذ صغرى اعتدت أن أرتاد المسجد الأقصى برفقة أبى، إذ كنت أشد الرحال إليه وتعلّمت فى مدارس المسجد ونشأت فيه، ولكن الرباط بهدف العلم والعمل فيه بدأ عام 2014». وتابعت: «الرباط فى المسجد الأقصى ومنع تخريبه من جانب الاحتلال والمستوطنين المتطرفين جهاد فى سبيل الله ومقاومة واجبة وهو الطريق الأمثل لحمايته»، وأينما التقطت الصور للمسرى ظهرت الأسيرة المحرّرة فى صحنه الواسع، ولعل الصور التى انتُشرت لها أثناء تناول الطعام برفقة الأطفال المتشحين بالزى الفلسطينى أمام مصلى قبة الصخرة هو ما جعلها إحدى أهم أيقونات النضال النسوى فى القدس. وأضاف: «نحن المرابطات لدينا عادة فى شهر رمضان تحديداً حيث نتناول فطورنا فى الساحة الخارجية للمسجد، لأن المستوطنين يكثّفون اقتحاماتهم والتضييق على المصلين فى الشهور المقدّسة عندنا كمسلمين، ووجودنا يعيقهم عن تنفيذ مخططهم».
«خديجة» لا تحمل سلاحاً أو حتى عصا تُرهب بها جيش الاحتلال، إلا أنّ صوتها كان سبباً فى اعتقالها عدّة مرات، تبعها إصدار الاحتلال الإسرائيلى قراراً بإبعادها عن الضفة الغربية المحتلة والمسجد الأقصى والبلدة القديمة فى القدس فترات طويلة، كان آخرها إبعادها لمدة ستة أشهر، مع السماح لها بالوصول إلى منزلها فقط، ومُنعت من السفر عدة مرات، ويُعد هذا القرار الثالث بحق المرابطة، وخلال شهر واحد استدعت سلطات الاحتلال «خديجة» 6 مرات، ضمن استهدافها المتواصل للمرابطين والمرابطات فى الأقصى، لتسهيل اقتحامات المسجد وتنفيذ مخططات التهويد فى مدينة القدس.
ورغم الإرهاب الذى يمارسه الاحتلال بحق المرابطات والتهديد بقتلهن وأولادهن، فإنّ التنكيل يزيدهن إصراراً على حماية الأقصى، وواصلت: «أنا وأفراد أسرتى عُرضة للملاحقة والتضييق من جانب السلطات المحتلة، لأن ثباتنا يقلقهم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المرأة الفلسطينية المسجد الأقصى غزة المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى المبارك.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدى 70 ألف مصل صلاتي العشاء والتراويح في اليوم الأول من شهر رمضان الفضيل، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد.
وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن "نحو 70 ألف مصل أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى"، غالبيتهم من أبناء المدينة المقدسة أو من داخل أراضي عام 1948، حيث تحرم سلطات الاحتلال آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر محلية لـ وكالة "وفا" الفلسطينية بأن قوات الاحتلال عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر بابي العامود والأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان ومنعتهم من الدخول إلى المسجد.
وذكرت محافظة القدس في بيان، أنه رغم تضييقات الاحتلال توافدت أعداد كبيرة من فلسطينيي أراضي عام 1948 ومن القدس لأداء الصلوات وإعمار المسجد الأقصى المبارك، في أول أيام الشهر الفضيل.
وكانت محافظة القدس قد حذرت في بيان سابق من تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، داعية إلى رفع الإجراءات التقييدية وحرية العبادة.
وقالت المحافظة، إن سلطات الاحتلال تعتزم فرض حزمة إجراءاتٍ عنصرية واستفزازية بحق المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، إذ ستشمل هذه الإجراءات تقييد عدد المصلين في المسجد الأقصى بـ"بضعة آلاف" فقط، والسماح لـ10 آلاف مصلٍ من الضفة الغربية بأداء صلاة الجمعة، في انتهاكٍ سافر لحق المسلمين في العبادة، ومنع المعتقلين الذين أفرج عنهم مؤخرًا من دخول الأقصى، مع تحديد دخول المصلين من الضفة الغربية بالفئات العمرية (الرجال فوق 55 عامًا والنساء فوق 50 عامًا).
وأضافت، أن سلطات الاحتلال تكثف من وجودها العسكري عبر نشر 3 آلاف شرطي يوميًا على الحواجز المُحيطة بالقدس، وإحكام قبضتها على 82 حاجزًا عسكريًا بينها إغلاقات ترابية وبوابات حديدية وجدار الفصل والتوسع العنصري، تُعزل من خلالها الأحياء الفلسطينية عن قلب المدينة وعن بعضها البعض، في محاولةٍ لخنق حركة المصلين وإرهابهم، كما تواصل سلطات الاحتلال تعزيز مراكز المراقبة والقمع داخل البلدة القديمة، حيث تنتشر 5 مراكز شرطة داخل بلدة القدس القديمة وقرب أبواب المسجد الأٌقصى، وتُنفذ اعتقالاتٍ عشوائيةً بحق المصلين، وتُمعن في إذلالهم تحت ذرائع أمنية واهية، في مشهدٍ يُجسد سياسة التطهير العرقي الممنهجة.
وأكدت، أن شهر رمضان هو شهر عبادة، وأن الاتفاقيات الدولية تضمن حرية العبادة للشعوب الواقعة تحت الاحتلال ومنها اتفاقية جنيف الرابعة حيث "تكفل الاتفاقية حرية ممارسة الشعائر الدينية، وحماية دور العبادة، وضمان عدم التمييز الديني"، إذ تتناول الاتفاقية حرية الدين والمعتقد بوضوح، حيث تمنع قوات الاحتلال من التدخل في الممارسات الدينية، كما تلزمها بحماية الأماكن المقدسة.
وشددت المحافظة على أنه لا يحق بأي شكل من الأشكال لسلطات الاحتلال فرض حواجزها العسكرية أو قيودها أو تدخلها لمنع المواطنين من الوصول إلى المسجد، معتبرةً جميع إجراءات الاحتلال في القدس ومقدساتها باطلة وغير شرعية، وأنها جزء من محاولات اليمين الإسرائيلي الحاكم لتسخين ساحة الصراع، ما يساهم في تسهيل تنفيذ مخططاته الاستعمارية التوسعية.
ودعت أبناء شعبنا داخل أراضي 1948 إلى شدّ الرحال للمسجد الأقصى، وتكثيف الوجود فيه، لتفويت الفرصة على مخططات الاحتلال، كما دعت الدول العربية والإسلامية ودول العالم إلى تحمّل مسؤولياتها، والتحرّك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.
وكانت شرطة الاحتلال قد نشرت قوات إضافية في مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى تزامنا مع حلول شهر رمضان، لإعاقة وتقييد وصول المصلين للأقصى.