قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أن الأولوية العاجلة التي تعمل عليها دولة الإمارات هي مواصلة العمل الجاد لتحقيق وقف إنساني لإطلاق النار في غزة وتنفيذ أعمال إغاثة كبيرة للتعامل مع الظروف القاسية التي تواجه سكان القطاع، مجدداً موقف الإمارات الداعي إلى عدم استهداف كافة المدنيين، كون مثل هذا الأمر يعزز من احتمالات تأجيج الصراع والتطرّف في المنطقة.

وأضاف معاليه خلال الكلمة الرئيسية في النسخة العاشرة من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي أن هذه الأولوية يجب أن تسير بالتوازي مع العمل على عدم تمدّد الحرب، مشيراً إلى أن أفضل ضمانة لذلك هي إنهاء موجة العنف الحالية والأعمال العدائية في أقرب وقت مُمكن.

وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين لكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي يتأتي من خلال عملية سياسية لتحقيق حل الدولتين مع قيام دولة فلسطينية مُستقلة على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. وستصب هذه النتيجة في مصلحة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على حدٍ سواء، معبراً عن الأمل في أن يخرج من هذه الأحداث العنيفة والمأساوية في الأسابيع القليلة الماضية التزام حقيقي بحل الدولتين، وهذا ما يتطلّب التزاماً متواصلاً من المجتمع الدولي بهذا الخصوص.

وعلى صعيد دولة الإمارات قال معاليه :"إن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تقوم على ثلاث ركائز: الاستقرار والازدهار والقيم، فنحن نسعى للحفاظ على سياستنا الخارجية التي يمثل الاستقرار حجر الزاوية فيها.. وبدون الاستقرار، سنُكافح من أجل تحقيق النتائج التي نعمل من أجلها.. ويتطلب ذلك، من نواح كثيرة، استمرار المسار الذي انتهجته دولتنا منذ تأسيسها".

وأضاف: "تواجه دولة الإمارات خطر التطرّف بجميع أشكاله، ونعمل على إيجاد حلول سياسية للنزاعات، ونتحرّك بسرعة لتجنّب تشكّل فراغ في السلطة، ونتّخذ إجراءات مسؤولة لتجنّب زعزعة الاستقرار الإقليمي، كما يتضح ذلك من خلال برنامجنا النووي السلمي".

وأشار إلى أن الدبلوماسية وخفض التصعيد اكتسبت أهمية أكبر في إطار ركيزة الاستقرار، ورغم عدم الاتفاق مع رؤية بعض الجيران الإقليميين، إلا أن الإمارات ملتزمة التزاماً راسخاً بتخفيف حدة التوتّرات والاعتماد بشكل أكبر على الدبلوماسية والحوار كأداة مُهمّة لتحقيق الاستقرار، وهي تعمل دائما عن كثب مع الشركاء لتحقيق ذلك، بما في ذلك الأصدقاء في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية ومصر، حيث تعتبر الشراكات ركيزة أساسية في نهج دولة الإمارات لحل المُشكلات.

وقال معاليه: "في ظل نظام عالمي مُتغيّر، نُثمّن بشكل كبير شُركاءنا الاستراتيجيين في المُجتمع الدولي الأوسع، خاصة الولايات المتحدة وحُلفاءنا على المدى الطويل في أوروبا.. وليس هناك شك في أن الولايات المتحدة أظهرت مركزيتها في الصراع الأوكراني.. وهذا يعكس فيما أراه تغييرات داخل النظام الدولي.. وفي الوقت نفسه، نتطلّع أيضاً شرقاً نحو شركاء مثل الهند واليابان والصين وكوريا الجنوبية وإندونيسيا.. ونرى أن هناك آفاقاً وفرصاً كبيرة للنمو والتنويع متوافرة أيضاً في الشرق.. ولا ترى دولة الإمارات تناقضاً بين هذه العلاقات في الغرب والشرق، حيث نسعى إلى مضاعفة الاتصالات وبناء الجسور بين الدول وتوسيع الفرص.. إنه توازن ليس سهلاً، لكنه ضروري". وأضاف معاليه: "أن الاستقرار أحد الركائز الأساسية لسياستنا الخارجية، لكنه يسير جنباً إلى جنب مع الازدهار.. فالرخاء والاستقرار مُترابطان ترابطاً وثيقاً.. ولتحقيق الازدهار الاقتصادي، نحتاج إلى الأمن للناس للاستثمار والتجارة والعمل في دولة الإمارات.. ومع ذلك، يُمكن أن يكون الرخاء المُشترك أيضاً أداة لبناء الاستقرار المشترك.. ومن خلال بناء الروابط الاقتصادية في المنطقة، فإننا نُعزّز الترابط بين البلدان، ونوفر الحوافز لجميع البلدان للحفاظ على الاستقرار في العلاقات".

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش:"إن الروابط التجارية والاستثمارية تساعد على تحسين نوعية حياة الناس في جميع أنحاء المنطقة، ما يؤدّي إلى تقليل الدوافع للتحوّل نحو التطرف والعنف؛ لذلك بينما نبني ازدهارنا من خلال تنويع الاقتصاد وتطوير قطاعات جديدة من النشاط الاقتصادي، مثل الطاقة المُتجدّدة والذكاء الاصطناعي، فإننا نعمل بجد لتعزيز الرخاء المشترك.. وعلى سبيل المثال، قمنا بصياغة اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة، وفي السنوات القليلة الماضية وقّعنا اتفاقيات مع الهند وإسرائيل وإندونيسيا وتركيا وجورجيا وكمبوديا.. ويتجلّى هذا الالتزام بالرخاء المُشترك أيضاً في دعمنا لتطوير ممرّات تجارية جديدة مثل الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا الذي تم الإعلان عنه مؤخراً.. والحقيقة أنه من الخطر بأن يُنظر إلى الاستقرار على أنه ترف لا يعيشه سوى الأغنياء في هذه المنطقة.. ولكن كل طرف في هذه المنطقة يستحق أن يتمتّع بالأمن الاقتصادي، الذي يُشكّل أيضاً ركيزة رئيسة للاستقرار السياسي".

وأكد معاليه أن الركيزة الثالثة في سياستنا الخارجية تُركّز في المقام الأول على الانسان، وهذه الركيزة هي قيمنا.. وهذه هي القيم التي تُوجّه تنميتنا هنا في هذا الوطن - بما في ذلك التسامح الديني والتعايش، وتمكين المرأة، والتزامنا بالاستدامة، والتطوّر المستمر لسياساتنا لحماية حقوق الإنسان وتعزيزها.. وهذه القيم هي المفتاح لتحقيق التقدّم، وتحسين حياة الأفراد في جميع أنحاء المنطقة، والمساهمة في بناء الاستقرار وتعزيز الازدهار؛ لذا، فإن قيمنا تُعزّز ركائز الاستقرار والازدهار من خلال إطلاق العنان للمواهب، ومُكافحة التطرّف، وحماية الناس من الفقر وانعدام الأمن البشري، وتزويد منطقتنا التي طالت معاناتها بالأمل والنجاح والنموذج.

وشدد معاليه على أهمية إدراك أن الطموحات والرؤية الوطنية للمستقبل يجب أن تستمر.. وقال :"يتعين علينا أن نتمكن من التعامل مع الأزمات الإقليمية كتلك التي نشهدها اليوم، لكنْ في المقابل يتعين علينا مواصلة الخطط الشاملة لضمان أننا جزء من التقدم العالمي الجماعي والشامل، وعلى صعيد المنطقة لابُد من تبني منظور إيجابي وطموح للمنطقة، ومن الأهمية بمكان أن العمل على تطوير خارطة طريق واضحة تماماً تتعامل مع التراكيب السكانية المتطورة ومحدودية الموارد، والعمل على توليد فرص جديدة، ودمج التكنولوجيا المتقدمة.. واستمرار الالتزام تجاه هذه القضية من خلال الحوكمة الاستباقية والقيادة المؤسسية، والسعي نحو الحفاظ على الزخم بالتقدم نحو الإمام بالرغم من هذه الأزمات الإقليمية.

أخبار ذات صلة حاكم أم القيوين يعزي خادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير سعود بن محمد الإمارات تدين الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة

وأشار معاليه إلى أن مؤتمر "كوب 28" يعتبر أحد الأمثلة حول التزام الإمارات بالعمل متعدد الأطراف لإقامة شراكات مع الدول الأخرى لمواجهة التحديات المشتركة، إذ يُعَدُّ العمل متعدد الأطراف مبدأً أساسياً في علاقات الإمارات الدولية، لافتاً إلى أن دولة الإمارات أصبحت أول دولة في منطقة الشرق الأوسط توقع على اتفاق باريس حول تَغَيُّرْ المناخ عام 2015، حيث يعمق هذا الالتزام تجاه الانخراط المتعدد الأطراف عام 2023 على جبهات مختلفة.

وقال معاليه: "أكملنا تقريباً فترة عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي.. وعمل فريقنا الدبلوماسي بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بشكل دؤوب من أجل بناء الجسور وصياغة إجماع داخل المجلس على مدى السنتين الماضيتين.. وعندما تولينا هذا المقعد كنا نستعد لفترة نُرَكَّزُ خلالها على اهتمامات مثل التنمية الدولية وتحسين حياة الشعوب في أفريقيا جنوب الصحراء والقضايا التي تهم المرأة والسلام والأمن، إلا أن الصراع في أوكرانيا فاجأ العالم وهيمن على الأجندة العالمية، غير أن هذا أدى إلى تقوية عزيمتنا للعمل كجسر يمكنه تسهيل الحوار بين الأطراف المختلفة، خاصة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن".

وأضاف: "لا يمكنني الزعم بأننا حققنا إنجازات كبيرة على تلك الجبهة، لكنَّني اعتقد بأننا تمكنا من تسهيل الحوار بهدف التوصل إلى حلول سياسية.. وتعرضنا للانتقاد بسبب تبني هذه المقاربة المستقلة والبناءة، لكنْ إذا ما عملت الدول التي في مثل حجمنا على تهميش نفسها فإنها ستكون هامشية.. لذلك، نحن على استعداد لتلقي الانتقاد إذا ما اعتقدنا أن ذلك قد يقود نهاية المطاف إلى تغيير إيجابي ومؤثر".

وقال إن دولة الإمارات نظرت إلى النزاع في أوكرانيا من موقف مبدئي يتماشى مع القانون الدولي واحترام السيادة الوطنية، حيث أكدت دوماً أن من مصلحة النظام الدولي التوصل إلى حل سياسي للحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه كلما طال أمد النزاعات ازدادت معاناة الناس الأبرياء والتعقيدات التي ستشكلها هذه النزاعات للنظام الدولي.. ويتعين التحذير دوماً بأنه سيُحكَمُ على ردود الأفعال تجاه أوكرانيا وغزة بشكل منسجم فيما يتعلق بمقاربة واستجابة المجتمع الدولي.. وسينتهي بنا المطاف بصورة غير متساوية حول الطريقة التي ننظر فيها إلى النظام الدولي وحقوق الإنسان.

وأضاف معالي الدكتور أنور قرقاش :"كما انخرطت دولة الإمارات في عمل اقتصادي متعدد الأطراف هذا العام، حيث شاركنا في قمة مجموعة العشرين بفضل الدعوة الكريمة من جانب شركائنا في الهند.. وتُعَدُّ هذه المرة الرابعة التي نشارك فيها في قمة مجموعة العشرين، حيث تلقينا في الماضي دعوات من جانب كل من فرنسا والسعودية وإندونيسيا.. ولعل من غير المعتاد دعوة دولة غير عضو إلى قمة مجموعة العشرين بشكل متكرر كما هي حال دولة الإمارات.. وأعتقد أن هذا يعود إلى أننا أثبتنا أننا نأخذ المسؤولية دوماً على محمل الجد: نضع شيئاً جديداً على الطاولة ونعمل بشكل دؤوب للمساهمة في تحقيق نتائج بناءة".

ولفت معاليه إلى أن مشاركة الإمارات في قمة مجموعة العشرين تتماشى مع التَحَوَّلَ من مقاربة جيوسياسية باتجاه مقاربة تؤكد على الجوانب الجيواقتصادية، وهذا الأمر راسخ في الرؤية الجوهرية التي ترى أنه يمكن لتعزيز العلاقات الاقتصادية أن يدعم تحقيق نتائج سياسية أفضل.. وتساعد العلاقات الاقتصادية في بناء ازدهار مشترك والذي يمكن له تعزيز الاهتمام بتحقيق الاستقرار المشترك.

وأضاف: "كما عمل هذا الأمر على توجيه قرارنا في وقت سابق من هذا العام بالانضمام إلى مجموعة "بريكس" بشكل رسمي في يناير 2024.. وجرى قراءة هذا القرار بشكل خاطئ من جانب بعض المعلقين باعتباره تحولاً جيوسياسياً، واختيار مجموعة من الشركاء على حساب آخرين.. لكنَّ هذا لم يكن ضمن تفكيرنا على الإطلاق، حيث أن مجموعة "بريكس" ببساطة تُعَدُّ منصة أخرى مهمة للعمل متعدد الأطراف توفر لنا فرصة الانخراط مع الاقتصادات الناشئة والنامية وبناء تعاون وحوار اقتصادي".

وأكد معاليه أن مؤتمر " cop28" يوفر منعطفاً مُهماً آخر ضمن التزام الإمارات القائم تجاه دعم العمل المتعدد الأطراف، إذ يحتاج العالم إلى إنجاح المؤتمر، الذي سيكون أول منتدى يعمل على "تقييم الإنجازات" في مجال العمل المناخي والذي يبين مدى التقدم الذي احرزه العالم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.. وندرك تماماً أن ذلك التقييم لن يكون متفائلاً، ولذلك يتعين على أطراف المؤتمر التوحد من أجل تعزيز الجهود وتصحيح المسار لتحقيق الأهداف المعلنة بحلول عام 2030 والقدرة على تحقيق هدف عدم ارتفاع درجة حرارة الأرض لأكثر من 1.5 درجة مئوية.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش: "لقد أمضى معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيس "cop28" هذا العام في الاستماع إلى الأطراف الرئيسة المعنية بهذا الخصوص من الحكومات والمُجتمع المدني والقطاع الخاص في جميع أنحاء العالم.. واستجابةً لذلك، وضعت دولة الإمارات أجندة واضحة تسعى إلى تحقيق نتائج طموحة لتسريع مسار انتقال عادل ومُنظّم للطاقة، ومواصلة تطوير تمويل المناخ، والتركيز على الحياة وسبل العيش، وتعزيز الإدماج.. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك وحدنا.. فهذه العملية هي عملية جماعية؛ لذا، نحث جميع رؤساء الدول والحكومات ووزرائهم على القدوم إلى دبي وهم على استعداد لتحقيق التقدّم الذي يتوقع العالم أن يراه". وأضاف معاليه:"بينما نُركّز على دعم حل الأزمات الإقليمية المُباشرة، يجب علينا أيضاً أن نتأكّد من أننا نتصدى لأهم تحد عالمي طويل الأجل في عصرنا والمُتمثّل بتغيّر المناخ.. إن "cop28 " لا يُمثّل فقط فرصة لمُعالجة تغيّر المناخ، على الرغم من أهمية ذلك.. فهو فرصة أيضاً لتبيان أن قادة العالم يُمكن أن يجتمعوا ويتحلّوا بالشجاعة السياسية والقيم الثابتة لتقديم الحلول التوفيقية اللازمة لضمان مُستقبل مُزدهر وآمن لأطفالنا والأجيال المُقبلة.. فهذا هو نوع القيادة الضروري للتصدّي لتغيّر المناخ، وهو أيضا نوع القيادة المطلوب لتحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا".

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أنور قرقاش

إقرأ أيضاً:

في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني

 

دعت الإمارات العربية المتحدة، في بيان هام، تضمن رسالة الدولة إلى مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى الحكومة المدنية، بما يشمل توجيه دعوة رسمية لجميع الأطراف المعنية، والأطراف المتحاربة للمشاركة في محادثات جدة.
وفي هذا السياق، أشادت بعثة دولة الإمارات، في رسالتها إلى المجلس، بالجهود التي تقوم بها أوغندا، وبما يبذله مسؤولو الاتحاد الإفريقي والقادة الإقليميون من أجل إنهاء هذه الأزمة.
وكانت دولة الإمارات قد ضمّت صوتها إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في دعوته التي وجهها إلى زعماء الفصائل المتحاربة للاجتماع تحت رعاية الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) بلا مزيد من التأخير، وللمشاركة في الاجتماع السياسي الشامل المرتقب في أديس أبابا خلال الفترة من 10 إلى 15 يوليو 2024.
ووجهت دولة الإمارات، في بيان صدر في نيويورك، نداء عاجلاً لمواجهة خطر المجاعة، وتواصل دولة الإمارات التأكيد على أهمية السماح بمرور وتسهيل الإغاثة الإنسانية العاجلة بشكل مستدام إلى المدنيين المحتاجين.
“يجب على المجتمع الدولي زيادة الدعم المقدم إلى السودان، فالاستجابة لهذه الأزمة أمر في غاية الأهمية، ولا يمكن استمرار عرقلتها من جانب الفصائل المتحاربة التي لا تمثل مصالح الشعب السوداني، وفي هذا السياق، تواصل دولة الإمارات تركيزها على العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتخفيف من خطر المجاعة، وتشجيع الأطراف المتحاربة على المشاركة بشكل إيجابي في عملية سياسية، كما تدعم دولة الإمارات كافة المبادرات الرامية إلى إنهاء هذا النزاع، وتؤمن إيماناً راسخاً بأن محادثات السلام، يجب أن تحظى بدعم جميع من يرغبون في رؤية حل سلمي لهذا النزاع”.
وجددت دولة الإمارات دعمها “لجهود خفض التوترات، وتنفيذ وقف إطلاق النار، ودفع المفاوضات قُدُماً، مما يفضي إلى استعادة حكومة شرعية تمثل كافة أفراد الشعب السوداني”، ويؤكد العنف المستمر أن أياً من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني، وتشدد دولة الإمارات مجدداً على أنه لا يوجد حل عسكري لهذا النزاع.
كما ردت دولة الإمارات على الادعاءات الزائفة التي أطلقها ممثل القوات المسلحة السودانية ضد الدولة، فأبرزت الأدلة المفنّدة ما يلي:
– الصور من جوازات السفر التي زعمت القوات المسلحة السودانية أنها “عثرت عليها في ساحة القتال” كانت في الواقع صورا فوتوغرافية، مأخوذة عن طريق الماسح الضوئي لبيانات ستة جوازات سفر تخص عاملين في المجال الخيري، ورجل أعمال زار السودان قبل فترة طويلة من بدء النزاع، وتتناقض الادعاءات التشهيرية الموجهة ضد هؤلاء الأفراد بشكل صارخ مع الترحيب الذي تلقوه في السابق من السلطات السودانية، ويمتلك جميع الأفراد جوازات سفرهم، ويحتفظون بحقهم في اتخاذ الإجراءات القانونية.
– صورة المركبة المصفحة التالفة التي نشرها ممثل القوات المسلحة السودانية وأخطأ في تحديدها على أنها “مركبة مصفحة من طراز نمر ذات تصميم داخلي من طراز فورد “، إن البيان الإماراتي يوضح بشكل قاطع أنها ليست مركبة من طراز نمر، وفي الواقع، لم يتم تصنيع أي مركبة “نمر” باستخدام الهيكل الخارجي أو المقصورة الداخلية لمركبة فورد.
– ترفض دولة الإمارات الادعاءات الزائفة بشأن توريد أسلحة ومعدات عسكرية لطرف متحارب، ولم تقدم الإمارات أي أسلحة أو معدات ذات صلة بأي نوع إلى أي من الأطراف المتحاربة منذ بداية النزاع. وقدمت دولة الإمارات مساعدات عسكرية للسودان قبل اندلاع النزاع، وذلك بناءً على طلب حكومة السودان، من خلال وزارة الدفاع السودانية والقوات المسلحة السودانية، لدعم جهود السودان في الحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد، وطلب الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بصفته رئيساً لمجلس السيادة الانتقالي لجمهورية السودان آنذاك، رسمياً المساعدة العسكرية من دولة الإمارات، في إطار اتفاقية الدفاع الموقعة بين البلدين في 29 يوليو 2020، وكان الدعم والمساعدة من قبل دولة الإمارات متسقاً مع التزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
– صور الهواتف تعود للهواتف التجارية التي كانت تُباع على نطاق واسع منذ عقود مضت، هذه الأنواع عبارة عن هواتف مدنية قديمة لم تعد قيد الإنتاج، إن شعار وعلامات شركة “اتصالات” التي تظهر على بعض الهواتف قديمة، يعود تاريخها إلى ما قبل عام 2000، ولم تعد تستخدم من قبل الشركة.
وقال متحدث باسم حكومة دولة الإمارات: “إن الادعاءات التي قدمها الممثلون السودانيون، ليست أكثر من افتراءات ليس لها سياق أو أدلة مؤيدة، ويجب تجاهلها بإجراءات موجزة”.
كما يسلط البيان الضوء على العلاقات العميقة بين البلدين، “إن آثار هذا النزاع محسوسة بشدة من قبل كافة أفراد الجالية السودانية الكبيرة المتواجدة في دولة الإمارات، والذين يشكلون جزءاً مهماً من مجتمعنا، ويعكس وجودهم عمق العلاقات المتجذرة بين البلدين”.
ويوضح البيان، المساعدة المباشرة والكبيرة التي تقدمها دولة الإمارات لشعب السودان، فقد سعت دولة الإمارات إلى المساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني، وبعد أن رفضت القوات المسلحة السودانية للأسف عرضنا المقدم في 25 مايو 2023 لإنشاء مستشفى ميداني في السودان لتقديم المساعدات والدعم الطبي، أنشأت الإمارات العربية المتحدة مستشفيين ميدانيين بالقرب من الحدود التشادية السودانية، ولا يزالان يشكلان شريان حياة بالغ الأهمية لأولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية.
علاوة على ذلك، وقعت دولة الإمارات الأسبوع الماضي اتفاقيات جديدة مع الأمم المتحدة لزيادة مساعداتها المقدمة إلى السودان، وخصصت مبلغ 70 مليون دولار أمريكي إضافية، كمساعدات للسودان من خلال الشركاء الرئيسيين ووكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مبلغ 130 مليون دولار أمريكي قدمتها كمساعدات إنسانية إلى السودان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
وستواصل دولة الإمارات تقديم قضيتها من خلال الأمم المتحدة للمساعدة في إنهاء النزاع، وإزالة ضباب المعلومات المغلوطة من المناقشات الدولية والتي تسعى إلى حجب الطريق نحو حل النزاع وإنهاء المعاناة في السودان.
ويمكن الاطلاع على البيان الكامل للبعثة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الرابط:

بيان البعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة رداً على الادعاءات الزائفة التي وردت في رسالة الممثل للسودان لدى مجلس الأمن والمؤرخة في 10 يونيو 2024


مقالات مشابهة

  • عطية يهدي عشقي «زقاق الخنجي»
  • سفراء يزورون جناح الدولة في «موسم طانطان الثقافي 2024»
  • «السعادة المفقودة» رغم الانتقال من حال إلى حال.. «الاستقرار» و«التنمية».. لماذا لا يرى الناس مكاسب دولة «30 يونيو»؟!
  • صقر غباش: التجربة البرلمانية الإماراتية ثرية ومتميزة
  • العويس: العمل البرلماني يلبي تطلعات قيادتنا
  • عبدالرحمن العويس: العمل البرلماني في الإمارات محرك رئيس للارتقاء بالمجتمع
  • الإمارات: استمرار العنف يؤكد أن الأطراف المتحاربة لا تمثل الشعب السوداني
  • عبدالرحمن العويس: العمل البرلماني في الإمارات محرك رئيس للارتقاء بالمجتمع و للوصول إلى المراتب الريادية عالميا
  • في رسالة إلى مجلس الأمن.. الإمارات تدفع مجدداً من أجل تعزيز السلام في السودان
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني