نحن لسنا أرقاما.. موقع لتذكر قصص أهل غزة حتى لا تُنسى
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرا حول موقع إلكتروني ينشر قصص ضحايا القصف الإسرائيلي لغزة يحمل اسم "نحن لسنا أرقاما" يحرص على توثيق أفكار وتفاصيل حياة أسماء من غزة.
ويعد الموقع مشروعا قصصيا أطلقه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أوائل 2015، ويستهدف الكتاب من ضحايا الانتهاكات الذين يكتبون باللغة الإنجليزية، ليوفر لهم تدريبات مكثفة حول كتابة القصص والمقالات، ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التواصل مع الجمهور الغربي.
وتحدثت الصحيفة عن قصة أحد مسؤولي الموقع، وهو الشاب الغزي أحمد الناعوق الذي قتل الجيش الإسرائيلي شقيقه الأكبر في غارة جوية على غزة عام 2014 حتى إنه "كاد يفقد رغبته في الحياة" مضيفا أنه غرق وقتها في حالة اكتئاب عميق قبل أن تنصحه صديقته الأميركية بالكتابة عن أخيه وتحويل حزنه إلى فعل إيجابي.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فقد قام الصديقان معا بتأسيس "نحن لسنا أرقاما" وهو مشروع يدرب الكتاب الشباب في غزة وينشر مقالاتهم الشخصية بالإنجليزية.
وحصل الناعوق على إذن لمغادرة غزة عام 2019 للالتحاق بكلية الصحافة في بريطانيا. وهو يعيش الآن في لندن ويساعد بإدارة المشروع من بعيد.
القصص هي الأهم
وبحسب تقرير نيويورك تايمز، فإن الأرقام "لا تثير التعاطف" عكس القصص الشخصية التي تفعل ذلك، وتابع الناعوق بأن المشروع "غير حياتي لأنني تأكدت للمرة الأولى أن بعض الناس يمكن أن يهتموا بنا".
ووفر المشروع لشباب غزة منفذا حيويا للتعبير عن الذات، وقد شارك فيه أكثر من 350 شخصا منذ بدايته، حيث كتبوا عن مواضيع شتى عاطفية وإنسانية.
وبحسب القائمين على الموقع، فهو جزء من برنامج أوسع للفلسطينيين للتحدث مباشرة إلى العالم، حيث كان دائما من الصعب -مثلا- بالولايات المتحدة سماع وجهة نظر فلسطينية حول الصراع.
وتابع التقرير أنه بينما لدى الإسرائيليين سفارة في واشنطن ومجموعة من المجموعات المعروفة المكرسة للتواصل مع الجمهور الأميركي -والتدقيق في ما يكتبه الصحفيون- فإن الفلسطينيين لم يتمتعوا بتلك الامتيازات في ما يرتبط بالعلاقات العامة.
والآن يتم سد هذه الفجوة من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص عاديين قُتل أفراد من عائلاتهم على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
اتهامات
وذكر تقرير نيويورك تايمز أن بعض مؤيدي تل أبيب وصفوا "نحن لسنا أرقاما" بأنها منظمة معادية لإسرائيل.
غير أنه قال إن بعض مواطني إسرائيل شرعوا منذ مدة في ترجمة مقالات "نحن لسنا أرقاما" إلى اللغة العبرية ونشرها على فيسبوك. كما بدأ الناعوق مشروعا جديدا مع صحفي إسرائيلي يسمى "عبر الجدار" أنتج قصصا من غزة للجمهور الإسرائيلي.
ومع استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة، أصبح "نحن لسنا أرقاما" مليئا بالكتابة "عما يعنيه أن تعرف أنك يمكن أن تموت في أي لحظة" وبالإشادات بالكتاب الذين استشهدوا، وبينهم هدى السوسي التي كتبت العام الماضي مقالا عن الفن، ويوسف ماهر دواس في 14 أكتوبر/تشرين الأول، الذي كتب عن تدمير بستان الفاكهة الخاص بعائلته.
كما استشهد محمود الناعوق (الأخ الأصغر لأحمد) في 20 أكتوبر/تشرين الأول عندما دمرت قنبلة منزل والدهما وسوته بالأرض، مما أسفر عن استشهاد 21 من أفراد عائلتهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ماذا لو أصبحت كندا الولاية الأميركية الـ51؟
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا لمراسلها في البيت الأبيض بيتر بيكر عبّر فيه عن اعتقاده أن تطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضم كندا، لتصبح الولاية رقم 51 لبلاده، يصب في مصلحة الحزب الديمقراطي، الذي يرى أنصاره "الغاضبون" أن الاقتراح ينطوي على "نعمة انتخابية" لهم.
وجاء في المقال أن قليلين في واشنطن يأخذون احتمال ضم جارتهم الشمالية إلى دولتهم على محمل الجد، في حين رفضت كندا الفكرة وأبدت عدم اهتمامها بالانضمام إلى الولايات المتحدة، ويبدو من غير المرجح أن يرسل ترامب الفرقة 82 المحمولة جوا لفرض الأمر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: ترامب يظهر ضعف نتنياهو ويسبب له ضررا حزبيا كبيراlist 2 of 25 أسئلة لتوضيح ما تعنيه خطة نشر قوات أوروبية في أوكرانياend of listولكن إذا كانت الفكرة تروق ترامب، "من منطلق إحساسه بالعظمة واهتمامه بأن يصبح شخصية تاريخية تبني إمبراطورية"، فإنها قد تقوض أيضا فرص حزبه الانتخابية، على حد تعبير بيكر.
ووفقا لدراسات مبكرة لتوجهات الرأي العام وأنماط التصويت، فإن فكرة ترامب لضم كندا من شبه المؤكد أن تكلف الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب، وتقلص أغلبيتهم في مجلس الشيوخ، وتجعل من الصعب عليهم الفوز بالبيت الأبيض في الانتخابات المقبلة.
وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس النواب السابق ستيف إسرائيل -الذي ترأس لجنة الحملة الديمقراطية في الكونغرس- إن "كندا دولة تميل إلى حد كبير نحو يسار الوسط، وجعلها الولاية الـ51 يعني أصواتا أكثر للديمقراطيين في الكونغرس وفي المجمع الانتخابي، ناهيك عن (ضمان إصدار تشريعات) تقر برنامجا للرعاية الصحية الشاملة ومكافحة تغير المناخ".
ويرى مراسل الصحيفة -في مقاله- أنه لا يبدو من الواضح إذا كان ترامب على دراية بأن ضم كندا قد تكون خطوة انتحارية مدمرة للحزب الجمهوري، لا سيما أنه لم يكن منخرطا في بناء الحزب، ولم يُظهر اهتماما كبيرا بما سيحدث سياسيا بعد مغادرته منصبه.
إعلانوقال الخبير الإستراتيجي الجمهوري دوغلاس هاي قبل مدة: "بالتأكيد إذا حدث ذلك، فسيكون بمنزلة نعمة سياسية للديمقراطيين"، مضيفا أن ترامب يعتمد على إحداث ضجة كبيرة لاستثارة رد فعل.
يهدف للاستفزاز
وفي تقدير بيكر أن ترامب ربما يرمي من حديثه عن ضم كندا إلى استفزاز جيرانه الشماليين، في إطار ضغوطه للحصول منهم على مكاسب تجارية وغيرها من التنازلات.
ويقر المراسل بأن الرئيس الأميركي قد نجح في إثارة حفيظة الكنديين، فقد أخبر رئيس وزرائهم جاستن ترودو مجموعة من قادة الأعمال -في تصريحات مسربة- أنه لا يعد فكرة الضم مزحة، بل "أمرا حقيقيا".
ونقل عن نائب كبير موظفي البيت الأبيض جيمس بلير -عقب اجتماع مع رؤساء حكومات المقاطعات والأقاليم الكندية وعددها 13، الذين توجهوا إلى واشنطن الأسبوع الماضي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين- قوله إن على المسؤولين الكنديين فهم تصريحات ترامب بمعناها الظاهر.
استقطبت الاهتمامومع ذلك، فإن كاتب المقال يرى أنه مهما كانت فكرة الضم "هزلية ومستبعدة"، بيد أنها استقطبت اهتمام الطبقة السياسية وكانت موضع تجاذب لأطراف الحديث في ردهات الاستقبال في واشنطن.
وإذا انضمت كندا إلى جارتها الجنوبية، فستصبح بمساحتها البالغة 6.11 ملايين كيلومتر مربع، أكبر ولاية أميركية وأكثرها اكتظاظا بالسكان، إذ يناهز عددهم 40 مليون نسمة.
ثم إن كندا ستكون ولاية داعمة للحزب الديمقراطي سياسيا أكثر من كاليفورنيا، فقد قال 64% من الكنديين -في استطلاع للرأي- إنهم كانوا سيصوتون لصالح مرشحة الحزب للرئاسة الأميركية كامالا هاريس، مقابل 21% فقط أيدوا ترامب.