لماذا لا ينبغي إضافة الملح إلى وجبات الأطفال؟
تاريخ النشر: 8th, July 2023 GMT
بمجرد البدء في إدخال الوجبات الصلبة للطفل الرضيع، تبدأ مخاوف بعض الأمهات، ويتلقين الكثير من الآراء والمعلومات المتضاربة بشأن كمية الملح المضافة لوجبات الطفل، فما كمية الملح المناسبة والآمنة للأطفال؟ وما مخاطر تجاوز هذه الكمية؟
أهمية الملحيتكون الملح من عنصري الصوديوم والكلوريد (NaCl)، وهما مادتان كيميائيتان ضروريتان لصحة الإنسان ولكن بكميات محدودة، إذ يحافظ الصوديوم على توازن السوائل داخل الجسم وينظم وظائف الأعصاب والعضلات.
ويعمل الكلوريد على حفظ حامض المعدة والتخلص من السموم في الجسم، ويوجد العنصران بشكل طبيعي في معظم أنواع الفاكهة والخضروات واللحوم والأسماك والألبان، وهذا ما يفسر إمكانية الاستغناء عن ملح الطعام.
ولأن الملح هو المصدر الرئيسي للصوديوم في نظامنا الغذائي، أصبح كل من الصوديوم والملح يستخدمان بالتبادل على الملصقات الغذائية التعريفية، لهذا يعتقد الكثيرون أن محتوى الصوديوم والمحتوى الملحي هما الشيء نفسه، في حين أن كل غرام من الصوديوم يكافئ 2.5 غرام من ملح الطعام (الرقم مضروبا في 2.5)، ولهذا أكدت لائحة الاتحاد الأوروبي لعام 2011 بضرورة كتابة المحتوى الملحي بشكله النهائي على ملصقات الأطعمة.
بحسب التوصيات الأميركية لمعهد الطب التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم، يحتاج الطفل في الأشهر الستة الأولى إلى 110 مليغرامات من الصوديوم يوميا، ويحتاج 370 مليغراما من 7 إلى 12 شهرا، أما من عام حتى عمر 3 سنوات فيمكن أن يتناول 800 مليغرام، أي غرامين من ملح الطعام.
لا ينبغي إضافة الملح خلال العام الأولتقول طبيبة الأطفال بريتي باريك إنه لا ينبغي إضافة الملح إلى الأطعمة الصلبة للأطفال قبل إتمام عامهم الأول، وتوضح "يستمد الطفل ما يكفيه من الملح من حليب الأم أو الحليب الصناعي، وإضافة الملح إلى وجباته تؤدي إلى تجاوز الكمية الموصي بها من قبل المنظمات الصحية"، بحسب موقع فري ويل فاميلي.
ومن جانبها، ترى خبيرة التغذية كريستيان موري أن إضافة الملح للنظام الغذائي للطفل في عامه الأول يضر كليتيه غير المؤهلتين لمعالجة الملح الزائد بكفاءة، وتضيف "عدم إضافة الملح إلى أطعمة الطفل يساعد في توجيه حاسة التذوق لديه واستخدام وجبات قليلة الملح مدى حياته.
بحسب الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، فإن إضافة الملح إلى الطعام مجرد تعود، وتوصي الأكاديمية بتجنب إضافة كميات زائدة عن الموصى بها، لأن تفضيلات الذوق في الأطفال تتشكل في عُمر مبكر، كما أن زيادة الجرعة اليومية من الملح يؤدي إلى أضرار صحية، وهي وفقا لموقع فرست كراي:
التأثير على وظائف الكلى: لا تستطيع كليتا الطفل معالجة الملح الزائد في الدم مما يؤدي إلى إجهاد الكلى.
حصوات الكلى: استهلاك كمية تزيد عن الحد المسموح به من الملح يحفز الجسم لإفراز المزيد من الكالسيوم في البول ويتسبب في تكوين حصوات الكلى.
ارتفاع ضغط الدم: تشير أحد الأبحاث العلمية أن تناول الملح بكميات كبيرة في عمر مبكر يؤدي إلى آثار صحية سلبية مثل ارتفاع ضغط الدم الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الإصابة بالجفاف: يتسبب تناول كميات زائدة من الملح في فقدان الجسم للماء على شكل بول وعرق، ولن يتمكن الأطفال من الإشارة إلى إحساسهم بالعطش حتى تظهر عليهم أعراض الجفاف الخطيرة والتي قد تسبب حصوات الكلى وتلف المفاصل والعضلات.
هشاشة العظام: يؤدي استهلاك الملح بكثرة إلى زيادة مستويات الصوديوم في الدم وهذا بدوره يدفع الجسم لإفراز المزيد من الكالسيوم الذي يفقده الجسم دون الاستفادة منه.
العادات الغذائية السيئة: يعتاد الطفل الأطعمة المالحة مما يؤثر على جودة نظامه الغذائي ويميل إلى تفضيل الأطعمة المصنعة التي تشكل 80% من مدخول الملح، بحسب منظمة الصحة العالمية .
السمنة وزيادة الوزن: يشير بحث علمي نشر في 2021 على موقع المكتبة الوطنية الطبية الأميركية بوجود علاقة إيجابية بين تناول الصوديوم وزيادة الوزن بين الأطفال والمراهقين، ويفسر البحث أن الطعام المملح يحفز الدوبامين في الدماغ ويعزز الشهية كما يؤدي إلى احتباس الماء داخل الجسم.
ضعف الجهاز المناعي للطفل: وجد بحث علمي نشر عام 2020 في مجلة علوم الطب الانتقالي أن تجاوز كميات الملح الموصي بها يعمل على إضعاف خلايا العدلات التي تساعد الجسم في مكافحة العدوى ومكافحة أنواع محددة من البكتيريا مثل الإشريكية القولونية والليستريا المستوحدة.
فرط صوديوم الدم: في حالات نادرة يصاب الطفل الذي يتناول الكثير من الملح في نظامه الغذائي بفرط صوديوم الدم الذي يسبب شعورا بالتهيج والخمول والنعاس ويحتاج الطفل إلى رعاية طبية عاجلة، وفي الحالات الشديدة يؤدي إلى الغيبوبة حتى الموت.
يحصل الطفل أحيانا على كميات إضافية من الملح دون وعي من الأم، وقد توصل باحثون في جامعة بريستول البريطانية إلى أن 70% من الأطفال بعمر 8 أشهر يتناولون الملح بكميات أعلى من الموصي بها بسبب الأطعمة التكميلية، وكذلك بسبب تناول حليب الأبقار الذي يحتوي على 55 مليغرام من الصوديوم لكل 100 غرام في حين يحتوي حليب الأم على 15 مليغرام لكل 100 غرام.
وتقدم أخصائية التغذية سارة ألموند مجموعة من الإستراتيجيات لتقليل الملح في طعام الطفل كما يلي:
تجنبي إضافة الملح لطعام طفلك في عامه الأول واستبدلي الملح ببعض المنكهات كالأعشاب والبهارات مثل القرفة والكمون والكزبرة والهيل. تحققي من الملصقات الموجودة على عبوات الطعام لتعزيز خيارات الأطعمة منخفضة الصوديوم. اغسلي الأطعمة المعلبة مثل الفول والعدس والحمص والبازلاء بالماء قبل تقديمها لتقليل محتوى الصوديوم بها. تجنبي إضافة صلصة الصويا لطعام طفلك ويمكن استبدالها بأحماض جوز الهند. لا تقدمي لطفلك المنتجات الغذائية الغنية بالملح مثل البسكويت والمخبوزات الجاهزة ورقائق البطاطس واللحوم المصنعة والكاتشب. تجنبي استخدام صودا الخبز أو بيكربونات الصوديوم كوصفة لعلاج مغص الأطفال لاحتوائها على نسبة عالية من الصوديوم وإساءة استخدامها قد يؤدي إلى فرط صوديوم الدم أو التسمم.وتستخدم شركات الأغذية ألوانا لتوضيح كمية الملح في منتجاتهم الغذائية، اللون الأحمر يعني منتجات مضاف إليها الكثير من الملح، والأصفر يدل على محتوى ملحي متوسط، أما اللون الأخضر فيشير إلى مستويات منخفضة من الملح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
تأثير نقص المغنيسيوم في صحة القلب والأوعية الدموية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الجسم يحتاج لبعض المعادن والفيتامينات الأساسية المهمة للصحة والجسم ونقصها يشبب مشاكل كبيرة ومن المعادن المهمة “المغينسيوم” حيث يؤثر في وظيفة العضلات والأعصاب في الجسم، إضافة إلى العديد من وظائف الجسم الأخرى، كما أن انخفاض مستويات المغنسيوم قد يؤثر في خطر الإصابة بالعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية. وأن العديد من الأشخاص لا يتناولون كميات كافية من المغنزيوم.
ووفقا لمجلة Nutrients تأثير المغنسيوم في صحة القلب والأوعية وفقًا للدراسات الحديثة اكبر مما يتوقع الشخص فنقصه يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية، وشرح الطبيب باتريك كي عن نقص المغنيسيوم في الدم وقال: “من السهل نسبيًا تشخيص نقص المغنزيوم في الدم مباشرةً، إذ يتميز بانخفاض مستواه في الدم إلى أقل من 1.5 إلى 1.8 ملليغرام/ديسيلتر. ومع ذلك، قد يكون من الصعب اكتشاف نقص المغنسيوم الكلي في الجسم دون نقصه في الدم، ولا يمكن تشخيص هذه الحالة، المعروفة باسم نقص المغنسيوم الكامن المزمن، إلا بواسطة اختبار تحمل المغنسيوم، الذي يتضمن إعطاء حقنة وريدية منه متبوعة بجمع البول ولسوء الحظ، هذا الاختبار شاق وغير متاح دائمًا”.
والأشخاص الذين يعانون نقصه الكامن المزمن لديهم نقص في الجسم عمومًا، ومع ذلك، فإن إجمالي نقصه في مصل الدم لديهم يُقرأ أنه طبيعي، والمفهوم أن نقص المغنسيوم لا يمثل مشكلة كبيرة، وحتى إن مثل مشكلة، فإن ذلك أساسًا لدى الأشخاص الذين يعانون حالات تؤثر في قدرة الجسم على امتصاص المغنيسيوم أو طرحه.
بدأت الأبحاث الحديثة بدعم فكرة أن عوز المغنسيوم الغذائي أدى إلى انخفاض تركيزه في الجسم، وأشارت النتائج أيضًا إلى أن هذا النقص قد يؤثر في وظيفة القلب والأوعية الدموية، وتشير المراجعة إلى أنه بعد عام 2006، أظهرت العديد من الدراسات الوبائية والتجارب المعشاة المضبوطة، والدراسات التحليلية، وجود علاقة بين المغنسيوم وحالات مثل ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب والوفيات القلبية.
ووجدت العديد من الدراسات التي أجريت عام 2018 وما بعده، أن حالة المغنسيوم ترتبط عكسيًا بارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، وأمراض القلب التاجية والإقفارية، والرجفان الأذيني وفشل القلب، ومرض القلب والوفيات، وقد يساهم نقص المغنيسيوم في حدوث مشكلات القلب والأوعية الدموية.
وقد يساهم في الإجهاد الالتهابي والإجهاد التأكسدي، الإجهاد التأكسدي هو اختلال التوازن بين المؤكسدات ومضادات الأكسدة، وقد يؤدي إلى مستويات غير طبيعية للشحوم ومشكلات في استقلابها، وتغيرات في الشحوم، وقد يسهم أيضًا في حدوث خلل وظيفي في بطانة الأوعية الدموية وتغيرات في استقلاب الشوارد.
من الصعب تحديد مقدار المغنيسيوم الذي يجب تناوله، وتؤثر عوامل عدة في مقداره الضروري للشخص، وتقترح بعض البيانات أن الأشخاص ذوي الوزن الزائد يحتاجون إلى الحصول على المزيد منه، ومن المهم تناول كمية مغنسيوم كافية في النظام الغذائي ضروري لصحة الجسم، وإذ يستخدم الجسم هذا المعدن في وظائف متنوعة منها ضبط ضغط الدم، وتقلص العضلات.
والكثير من الأطعمة المتناولة غنية بالمغنسيوم، والخضراوات الورقية الداكنة مثل السبانخ أو السلق السويسري، إضافة إلى المكسرات والبذور من أفضل مصادره. من الخيارات الغنية الأخرى اللوز والكاجو وبذور اليقطين أو الشيا، وأيضًا الحبوب السوداء والإندامي مصادر جيدة لهذا المعدن.