الجزيرة:
2025-01-11@05:50:02 GMT

خبير عسكري يجيب.. 6 أسئلة تلخص ما يدور في غزة حاليا

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

خبير عسكري يجيب.. 6 أسئلة تلخص ما يدور في غزة حاليا

قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمود إرديسات إن خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي أصبحت أكبر في المعدات والجنود خلال الأيام الأخيرة بعدما توغل داخل مدينة غزة (شمالي القطاع) وبين أبنيتها، وتحولت المعركة مع المقاومة الفلسطينية إلى عملية "عض أصابع" للطرفين، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تفصح عن الأرقام الحقيقية لخسائرها.

وأضاف إرديسات -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا نتيجة المجازر التي ارتكبتها في غزة، وذلك نتيجة انسحاب جزء من الدعم السياسي الغربي لها، وتحت الضغط الشعبي والمظاهرات في المدن الأوروبية، وتغير المواقف السياسية على مستوى بعض الحكومات الأوروبية.

كما قدم الخبير العسكري قراءة لما يدور في "الجبهة الشمالية" بين حزب الله وجيش الاحتلال، وأشار إلى أن الطرفين لا يرغبان في الصدام حاليا، وربما يكون هناك نوع من التصعيد، لكن لن تكون هناك حرب شاملة بين الجبهتين.


إلى أين وصلت القوات البرية لجيش الاحتلال داخل قطاع غزة؟

القوات الإسرائيلية منذ التوغل البري حاولت الدخول من 3 محاور: المحور الشمالي الغربي من العطاطرة وبيت لاهيا، والمحور الشمالي الشرقي من بيت حانون، ثم المحور الأخير من الشرق للغرب، وكان من الخاصرة الرخوة في مناطق زراعية في النصف الشمالي لوادي غزة، وتحديدا من منطقة جحر الديك باتجاه طريق صلاح الدين، ومن ثم إلى البحر عند طريق الرشيد.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية اكتمل الحصار هذا، حيث أصبحت القوات تقريبا تحاصر مدينة غزة (الجزء الشمالي فقط من القطاع)، ووصلت القوات من شرق القطاع إلى شارع الرشيد، ثم استدارت شمالا باتجاه ميناء غزة ومخيم الشاطئ للالتقاء مع القوات القادمة من الشمال الغربي من بيت لاهيا.

كلما توغل جيش الاحتلال في المناطق ذات الكثافة السكانية كانت هناك فرص للمقاومة للخروج من الأنفاق واستخدام المباني للتخفي واصطياد الآليات والجنود

وكان الحصار أولا بالنار عبر القصف من دون وجود قوات على الأرض، ولكن الآن أعتقد أن القوات الإسرائيلية على الأرض تحاصر المدينة، وتتوغل إلى الداخل باتجاه مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي، وللداخل نحو منطقتي الكرامة والرمال.

وهنا أصبحت خسائر جيش الاحتلال أكبر، ويواجه مقاومة أعتى لأنه كلما توغل في المناطق المبنية وذات الكثافة السكانية، كانت هناك فرص للمقاومة للخروج من الأنفاق واستخدام الأرض والمباني للتخفي والتستر واصطياد الآليات والجنود، ولذلك رأينا في الأيام القليلة الماضية زيادة الخسائر سواء كانت في الآليات أو في المعدات أو حتى الجنود، لأن "توغل القوات الإسرائيلية في المناطق السكنية يتوافق مع الخطة التي أعتقد أن المقاومة أعدتها من خلال الأنفاق واستخدام الأرض لمقاومة الاحتلال".

وفي هذه المرحلة هناك عملية "عض للأصابع" من الجهتين، ولكن المقاومة أجدها في وضع يمكّنها من إيقاع أكبر الخسائر، وهي "تربح فيها لأنها كلما أوقعت خسائر في العدو يعد ذلك ربحا للمقاومة".

جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل بريا في الجزء الشمالي من قطاع غزة (الجزيرة) هل هناك إحصاءات عن هذه الخسائر؟

طبقا لآخر ما صدر عن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام وما صدر من قبل الجانب الإسرائيلي، فإن خسائر الاحتلال في الآليات وصلت إلى نحو 160 آلية بين مدرعة ودبابة وجرافة، أما الخسائر البشرية فالأرقام التي أعلنها جيش الاحتلال هي 45.

بعد انجلاء غبار الحرب سنرى أن خسائر الاحتلال أكبر من الأرقام المعلنة، سواء في الآليات أو المعدات أو الجنود

وأعتقد أن إسرائيل خسرت أكثر من ذلك، وتخفي الأرقام الحقيقية إلى حين تبلغ أهالي القتلى. لكن بشكل عام رقم 45 من المنظور الإسرائيلي قبل هذه الحرب كان رقما كبيرا، أما الآن فإسرائيل خسرت في بداية المعركة (طوفان الأقصى) خسارة كبيرة جدا، ولذلك أصبحت هذه الأرقام متواضعة، ولكن في عرف الجيش الإسرائيلي والتاريخ كان ينظر إلى مثل هذه الأرقام على أنها كبيرة جدا. وأنا أعتقد أنه بعد انجلاء غبار الحرب سنرى أن خسائر الاحتلال أكبر من هذه الأرقام، سواء كانت في الآليات أو في المعدات أو في الجنود.

أما في جانب المقاومة، فهي تنظر للنتائج وليس إلى الخسائر في المقاتلين، هي لا تنظر إلى التضحيات، لأن هذا الشعب في النهاية يريد أن يتحرر، وبالتالي لا بد من دفع الثمن، وهي "تعتبر كل من يقتل تضحية في سبيل التحرر". لكن في الوقت نفسه "كلما وفرت المقاومة في المقاتلين كانت قدرتها على مقارعة الاحتلال أكبر".

هل نجح جيش الاحتلال في تهجير سكان شمال قطاع غزة؟

لم ينجح بالشكل الذي أرادته إسرائيل حتى الآن، فهي أرادت تفريغ شمال غزة، المتمثل في مدينة غزة بشكل عام وبعض الضواحي حولها. أرادت تفريغ هذه المنطقة لتكون أرضا محروقة ومنطقة عازلة بديلة عن غلاف غزة الذي اقتحمته المقاومة في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله، خاصة مع وجود حاملة الطائرات الأميركية والبوارج شرق البحر المتوسط، وكذلك الدعم السياسي والمادي الهائل الذي يقدم لها في هذه الحرب

الناس وجدوا أنفسهم في العراء نتيجة القصف، وكانوا يموتون بالشوارع، ربما غادر بعضهم، لكن من استطاع أن يتشبث في المنطقة لم يغادر، وما زال عدد كبير في مدينة غزة، وفي شمال القطاع لم ينزح.

هل هناك أرقام تكشف عن العدد الحقيقي للباقين في شمال القطاع؟

لا أستطيع أن أعطي أرقاما، ولكن هناك عددا كبيرا ما زال في الشمال، فإذا كنا نتحدث عن أنه كان يوجد في شمال غزة أكثر من مليون، فأعتقد أنه ما زال في شمال القطاع أكثر من نصف هذا الرقم، و"هذا الرقم متحرك، ففي البداية غادرت مجموعة كبيرة، لكن جزءا كبيرا منهم عاد مرة ثانية"، ولذلك سيبقى هذا الرقم متحركا.

 


ما الكلفة السياسية التي سيتحملها الاحتلال نتيجة هذه الحرب؟

سيدفع الاحتلال ثمنا باهظا، ففي بداية هذا الهجوم كان الاحتلال يبرر القصف والتدمير بأنه يدافع عن نفسه بعد الذي حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، و"في كل مناسبة كان يقول إنه يريد أن يمسح غزة عن الخريطة، وهو يحاول ذلك، ولكنه لن يستطيع الآن".

إسرائيل ستدفع ثمنا سياسيا لم تدفعه طول احتلالها فلسطين لـ75 عاما

ففي البداية "رأينا أن الدول الغربية الاستعمارية كلها وقفت مع العدو الإسرائيلي، وتدعمه بكل ما لديها"، ليس فقط الدعم السياسي، ولكنه دعم مادي وعسكري. "نحن رأينا جسرا -وما زال مستمرا حتى اليوم- من الولايات المتحدة لتعويض العدو عن كل طلقة وكل معدة يخسرها"، لكن هذا الدعم السياسي بدأ يتراجع ابتداء من دول العالم الثالث ووصولا إلى أوروبا الآن، و"أصبح هذا الدعم السياسي ينسحب تحت الضغط الشعبي وتحت المظاهرات التي تقام في كل المدن الأوروبية من مدريد إلى باريس إلى لندن إلى برلين، وفي السويد والدانمارك، وفي أميركا نفسها". ومنذ البارحة نرى مواقف سياسية على مستوى الحكومات الأوروبية تقول إن هذه الحرب يجب أن تتوقف، ويجب أن تتوقف المجازر.

وهذا يجعلنا نقول "إن إسرائيل ستدفع ثمنا سياسيا لم تدفعه طول احتلالها فلسطين لـ75 عاما"، وذلك يعود لعدة أسباب:

الجرائم التي حصلت في غزة من قبل الاحتلال والتدمير وقتل الأطفال واستهداف المدارس والمستشفيات والملاجئ ومراكز الأونروا، وكل هذا محرم في القانون الدولي. قطع الغذاء والدواء والكهرباء والماء عن قطاع غزة، وهذه كلها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عند الشباب الذين لم يسمعوا عن قضية فلسطين في السابق قبل 10 أو 15 عاما عندما كانت الاتصالات لم تصل إلى هذا المستوى الذي وصلته اليوم.


هل الجبهة الشمالية ستشهد تصعيدا بين إسرائيل وحزب الله؟

في تقديري لا أعتقد أن حزب الله وجيش الاحتلال يرغبان في الصدام في هذه المرحلة، فربما نشهد نوعا من التصعيد، لكن لن تكون هناك حرب شاملة بين الجبهتين، "لأنه لا توجد مصلحة مباشرة لإيران وحزب الله في هذه الحرب"، وربما لأن التقييم العام بأن هذه ليست الحرب النهائية، وإسرائيل أيضا لا تريد فتح جبهة تصعيد أخرى إلى أن تدمر في غزة قدر ما تستطيع، وليس من مصلحتها ذلك خاصة مع تراجع الدعم السياسي في اليومين الأخيرين.

وهناك قراءة أخرى تقول إن إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله، خاصة مع وجود حاملة الطائرات الأميركية والبوارج شرق البحر المتوسط، وكذلك الدعم السياسي والمادي الهائل الذي يقدم لها في هذه الحرب، ومن ثم فهي "تريد الانتهاء من العدوين اللدودين مرة واحدة"، وهذا ما تنادي به بعض مراكز الدراسات في إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاحتلال أکبر الدعم السیاسی جیش الاحتلال فی الآلیات مدینة غزة هذه الحرب قطاع غزة أعتقد أن حزب الله فی شمال ما زال فی غزة فی هذه

إقرأ أيضاً:

الى المغيبين من الشعب السوداني، يجب ان تفهموا ان الحرب الدائرة حالياً ابعد من ان تكون بين الجيش والدعم السريع

لقد غيب الفلول عقول الكثير من السودانيين واوهموهم بأن هذه الحرب هي بين الدعم السريع، او كما يحلو لهم بين مليشيا متمردة وبين الجيش السوداني، وهذا كلام مجافي للحقيقة تماماً لأن الحقيقة تقول انه وحتى شهور قليلة سبقت هذه الحرب كان الإثنين حتة واحدة - اذا جاز لي استخدام هذا التعبير المصري- (ما خلاص اصبحنا مستلبين ثقافياً اوي اوي)، كيف لا وان قائد الإنقلاب السيد البرهان كان يأخذ معه حميدتي للوحدات العسكرية (المدرعات مثلا) ويباهي به بين الجيوش بأنه واخوه حميدتي على قلب رجل واحد والدليل انه جاء معه لتأكيد هذه الحقيقة وعلى الذين يروجون ويطلقون الشائعات بخصوص إختلافهما ان يكفوا عن ذلك.
واذا افترضنا جدلا ان الدعم السريع تمرد على الجيش، فهذا لا يعدو كونه تمرد فصيل أو وحدة من وحدات الجيش على الجيش المزعوم. يعنى تمرد فصيل/وحدة على هيئة أو وزارة واحدة من هيئآت او وزارات الدولة. لكن في المقابل تعالوا نفكك انقلاب الطرف الثاني واعني به انقلاب قائد الجيش السيد البرهان، فهل هو انقلاب فصيل في الجيش على فصيل كما هو انقلاب الدعم السريع، ام انه انقلاب على الدولة بكافة وزاراتها وهيئاتها وتقويضا كاملا للنظام الديمقراطي الذي اتت به ثورة ديسمبر ومهره الشباب أو بالأحرى معظم ابناء الشعب السوداني بدمائهم الطاهرة الزكية؟ بكل اسف ان الحقيقية المرة تقول ان انقلاب البرهان ابشع من انقلاب حميدتي، لأنه انقلاب على الوضع الدستوري برمته لأنه تسبب في شل الدولة برمتها وتشريد عشرات الملايين في مختلف بقاع الأرض ومثلهم الملايين من الجوعى والمرضى والمحرومين من التعليم وفاقدي الأمن، فهذه هي الحقيقة التي كالشمس التي لا تحجب بغربال. وطبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يعملها الجيش منذ تأسيسه حيث ظل هذا الجيش الجهة الوحيدة والرئيسية المتسببة في معاناة ومأساة جميع اطياف الشعب السوداني منذ 1955م، وكلكم تعرفون ادق تفاصيل جميع انقلابات هذا الجيش التي زاق من خلالها الشعب السودان الويل والسبور وعظائم الأمور، وما مآسي دارفور، والنيل الأزرق، وجبال النوبة، ومجازر بورتسودان وكجبار والمناصير وفصل الجنوب الحبيب الا قليل من كثير من فظاعات الجيش. لذلك نحن كشعب سوداني يجب ان نثبت هذه الحقيقة ونسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية بأن الجيش هو المتمرد الأوحد على الدولة بلا منازع، منذ فجر الإستقلال (الإستغلال). ونتيجة لتصرفات هذا الجيش المشينة في مخلتلف الحقب، شلت حركة السودان واستبيحت اطرافه وضعفت قواه فأصبح فريسة تتناوشها الدول، خاصة تلك الدولة التي طبخ عندها هذا الإنقلاب والتي لا يزال الطباخين الأساسيين لهذا الإنقلاب يقيمون فيها وتحت رعايتها الكاملة وحراستها المشددة ،وهي التي تقصف المواطنين الأبرياء بالطائرات الحديثة وتدمر البنى التحتية من طرق وكباري ومصانع وجامعات ومدارس وسدود والخزانات وبخطوات مدروسة بدقة شديدة.
ولهذا كله ارجو من الشعب السوداني ان يصحى من التخدير الذي ظل يمارسه معه الفلول وعديمي الوطنية والأخلاق والنرجسيين من الكيزان وجيشهم المؤدلج، الذين لا يعرفوا ولا يعترفون بشىء سوى مصالحهم الشخصية ونظراتهم الضيقة، وانانيتهم الفجة، حتى ولو ادى سلوكهم هذا لفناء كل الشعب السودان واستمرار استعمار السودان من قبل احد طرفي دولتي الحكم الثنائي التي لم ترفع يدها عن السودان ابدا منذ ان غادر القطب الرئيسي، بريطانيا، السودان.
ونعود الى عنوان المقال لنؤكد لكم بأن الحرب الدائرة بين الدعم السريع والجيش ليست كما يفهمها المغيبين. فحمالة الحطب ظلت منذ ان رحل الإنجليز من السودان، وهي تسعر في هذه الحرب وتشعل فيها الحروب والإختلافات، بأشكال عدة، ولكن في كل مرة، وبفضل الوطنيين الأوفياء لهذا الوطن، تخمد تلك المؤامرات، حتى جاءت هذه النبتة الشيطانية الخبيثة والتي تسمى بالكيزان، والتي انتشرت في الوطن، كالنبات الطفيلي الذي ينتشر في مجرى النيل ليغلق القنوات ويحتسي نصيب الزراعة من الماء. هذه النبتة الشيطانية، الكيزان، هم اعداء الله والوطن والمواطن الحقيقيين. ولمعرفة حمالة الحطب بخبثهم وحماقتهم وانانيتهم وانعدام وطنيتهم، زرعت لهم الطعم بعمل مخابراتي محكم (وهو فيلم اغتيال الرئيس حسني مبارك) وبعد ان بلع الأغبياء الطعم وفشلوا في تحقيق هدفهم، اصبحوا يتلاومون فيما بينهم حتى كشفوا الفاعلين الحقيقين، وهذا ما تود حمالة الحطب الوصول اليه، وقد تحقق لها ذلك، فمسكت عليهم ذلة وعلى اثرها تم احتلال بعض الأراضي الثمينة. ومنذ ذلك اليوم ظلت حمالة الحطب توجه بوصلة هؤلاء الأغبياء الجهلاء الى ان ادخلوهم في هذه الحرب اللعينة وظلت هي تتحكم في غرفة عمليات هذه الحرب، ولم تكتفي بذلك، بل واحتلت حمالة الحطب أكثر من 50 كيلومتر من الأراضي السودانية في الشمال بعد قيام هذه الحرب، وهذا ما نبهنا له في كتاباتنا المختلفة منذ بداية هذه الحرب، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الآن معظمنا يتجاهل كل هذه المخاطر والمؤامرات الواضحت التي تحاك لتفتيت بلادنا وتشريد شعبنا، وننغمس في قضاية انصرافية، مثل من اطلق الرصاصة الأولى، وعن تكوين دولة البحر والنهر، وقوانين الوجوه الغريبة، وتغيير العملة، والإمتحانات الجزئية، والكثير من الكلام الفارغ الذي يصرفنا عن الحقيقة التي يجب ان يعرفها كل سوداني، حتى نصطف جميعا ونضع ايدينا على الداء الحقيقي وننبذ الفرقة والجهوية والعنصرية والقبلية و نتوحد على قلب رجل واحد، حتى نقتلع هذه النبتة الشيطانية من الوجود، ومن ثم نتفرغ لإخراج هذا الوطن من هذه الورطة التي ادخلنا فيها الفلول المتحكم عليهم من قبل حمالة الحطب.
وبالمناسبة الأمر اكبر من هذا بكثير، فحمالة الحطب ما هي الا اداة تنفذ من خلالها اجندات عالمية كبرى، تسعى الى تهجير السودانيين من ارضهم التى تخبىء الكثير من الكنوز من تحتها ومن فوقها. ولمعلوميتكم فإن الكثير من دول العالم ترى بأننا شعب ساذج احمق سفيه ولا يستحق هذه الكنوز، فأوعزوا لحمالة الحطب لتنفيذ مخططاتهم الشريرة نيابة عنهم وهم يشاهدون مأساتنا بتلذذ وشهوانية ويغضون الطرف عن المآسي المدلهمة التي تحيط بنا من كل صوب وكذلك يتغاضون عن حمم الطائرات التي تقتل شعبنا بسادية مفرطة حتى يهجروا الشعب ويوزعونه في دول الجوار، لتخلو لهم الأرض فيبيضوا ويصفروا ويسرقوا منها كل ما هو ثمين. وأول هذه الدول أمريكا ذات نفسها التي تدعي بأنها تسعى لحل مشكلتنا ونحن بسذاجة نصدقها. هل تصدقوا حتى هذه اللحظة ومن خلال جولات أمريكا المكوكية العديدة، لم تتحدث ابداً عن ايقاف الحرب، بل في كل جولاتهم كانوا ولا يزالوا يسعون الى فتح الممرات لتقديم المساعدات الإنسانية. وأكبر دليل على ان امريكا سعيدة بإستمرار الحرب وتشريد الشعب السوداني، انها تمتلك اكثر واحدث الأقمار الإصطناعية والرادات التي تستطيع ان ترصد حتى دبيب النمل في أي جزء من العالم، وبالضرورة تعرف من اين ينطلق طيران دولة حمالة الحطب وهي من تزودها بالقاذفات (قد سبق ان احرجهم قائد الدعم السريع بتلك الحقائق ونوع القازفات الأمريكية التي يقتل بها شعبنا) ومع ذلك لم تذكر قط من اين تنطلق تلك الطائرات وما هي الدولة التي تساعد مليشيات البرهان لقتل شعبنا. ايها الشعب المغيب هذه هي الحقائق المرة التي يجب ان يعرفها المغيبون وجميع الوطنيين من افراد الشعب السوداني، فهل من مدكر؟
ولتأكيد دور حمالة الحطب في هذه الزاعم، دعوني اورد لكم واقعة وقفت عليها بنفسي، ولكن لضيق الزمن لم اتمكن من الغوص في تفاصيلها أكثر، وخرجت من تلك المنطقة وتساورني الكثير من الشكوك حول ما شاهدته بأم عيني. وتلك الحادثة هي عبارة عن وجود بعثة من جهة حمالة الحطب ذهبت الى احد المناطق النائية في دارفور وظلت هناك لعدة سنين بزعم انها احدى المنظمات الأممية، وظل اهالي تلك المنطقة ببساطة اهل الريف المعهودة يتعاملون معهم على انهم احدى المنظمات الأممة المنتشرة في دارفور، فظلوا يستضيفونهم في كل مناسباتهم، وكان افراد تلك البعثة المزعومة يتقربون من اعيان أهل المنطقة ويكونون معهم صداقات، وكما هو معلوم فأن هؤلاء الأعيان ايضا بسيطون كونهم من عامة الناس، فكانوا يمدون افراد تلك البعثة بأي معلومات يطلبوها بل ويوفرون لهم الغطاء من أي مساءلة من افراد المجتمع. وذات يوم قبض بعض شباب المنطقة افراد البعثة وهم في احد الجبال يجمعون في الأحجار في وقت مشبوه، قريب من مغيب الشمس، فأخذوا ما بحوزتهم من احجار وعينات وحذروهم بألا يتكرر منهم مثل ذلك التصرف وتركوهم وشأنهم. وبالصدفة كان من بين افراد تلك البعثة احد المؤدلجين (اخونجي) وقد كون علاقة خاصة مع أحد كيزان المنطقة، وتطورت علاقاتهم للدرجة التي جعلته يثق فيه، فأسره بكلام لم يقف عنده صاحبنا الكوز السوداني كثيرا، لأنه ايضا من عامة اهل المنطقة ولايمكن ان يهديه فكره للتمعن في هذا الكلام، ولكنه وقبل وفاته بأيام وهو كان على فراش المرض ذكر هذا الكلام للحضور من اهله. والكلام الذي قاله ذلك الشخص الأخونجي من البعثة، لصديقه الكوز السوداني هو: " ان ارضكم فيها اشياء كثيرة قيمة وسوف لن يتركوكم فيها"، من هم الذين لا يتركونا فيها؟ الأمر متروك لكم لتفهموا اسباب هذه الحرب العبثية اللعينة ومن هم الذين من ورائها ووراء تأخر السودان برمته.
ومن الأشياء التي اذكرها جيداً انه عندما اصبح المقبور الدكتور بطرس غالي، أميناً عاما للأمم المتحدة، كان اول ما فعله انه قام بمجزرة كبيرة، أقال بموجبها معظم السودانيين العاملين في هيئآت ومكاتب الأمم المتحدة في جميع انحاء العالم، وكان ذلك اشبه بسياسة التمكين التي اتبعها الكيزان ابان تسلمهم السلطة، وانا اعرف اشخاص كثيرين شملتهم مجزرة بطرس غالي تلك.
لذلك، ادعوكم جميعا ايها السودانيين الوطنيين، ان تتركوا عنكم سذاجتكم المعهودة هذه، وتنبذوا التشاكس والتباغض والأنانية والنعرات العنصرية والفرقة جانباً، لأن مثل هذه الأشياء لا يمكن ان تبني بلدا ولا تحل هذه المعضلة التي نحن فيها ومعضلة السودان منذ ان خرج احد قطبي الإستقلال من السودان. وعليكم بالإستهداء بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقول الحق تبارك وتعالى، ومن اصدق من الله قيلا، حيث قال تعالى: (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) وكذلك قوله تعالى "(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، وكذا الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله ﷺ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم.
فهلا تداعينا وتكاتفنا جميعا لجزء هذا النبت الشيطاني من جزوره، من هذه الأرض المباركة التي تتأذي من تدنيس هذا الرجز، واذلال هذا الشعب الوديع؟ حمانا الله وحمى بلادنا وشعبنا من خبث هذا النبت الشيطاني وأسأله تعالى من ان يرد كيدهم في نحرهم ونحر من يتبناهم ويرنا فيهم عجائب قدرته وشديد بأسه الذي لايرد، وهو على كل شىء قدير..
كما ادلكم إن اردتم الإستماع الى ما هو مفيد من تسجيلات اللايفايتة ان تستمعوا لأربعة وتبتعدوا عن أربعة. فأما الأربعة الذين يفضل الإستماع لهم لأنهم يقودون حملة استنارة وتوعية فهم: 1- المناضل حاتم حمتو 2- المناضل الفاضل السراج 3-الدكتور جهاد الشريف 4- الشيخ علي السراج.
واما الأربعة الذين انصحكم بالكف عن الإستماع لهم لأنهم يقودون حملات تغبيش وتضليل وكاذيب، فهم: 1- الإنصرافي الذي صرف الله قلبه عن قول الحقيقة، 2- أبو رهف - رهيف العقل والفهم، 3- عثمان ميرغني ذو التحليلات الفطيرة التي لم يصدق منها شي حتى الآن 4- أبو الدهب – ثرثار الشمال.

حفظنا الله وحفظ بلادنا من كل شر وبلاء، انه سميع قريب مجيب الدعاء.

اوهاج م صالح

awhaj191216@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • لماذا اختلفت أهداف التحالف وإسرائيل باليمن؟ خبير عسكري يجيب
  • خبير عسكري: إسرائيل تتخذ إجراءات دفاعية بسبب الفراغ الأمني السوري
  • خبير عسكري: صواريخ ومسيّرات الحوثي تنغص ما تظنه إسرائيل نصرا إقليميا
  • خبير عسكري: صواريخ ومسيّرات اليمن تنغص ما تظنه إسرائيل نصرا إقليميا
  • ماذا يعني تزايد المقاومة في بيت حانون الحدودية؟ خبير يجيب
  • الى المغيبين من الشعب السوداني، يجب ان تفهموا ان الحرب الدائرة حالياً ابعد من ان تكون بين الجيش والدعم السريع
  • خبير عسكري: عمليات المقاومة بغزة تخدم إستراتيجية بعيدة المدى
  • خبير عسكري: المقاومة تزيد معاناة جيش الاحتلال بغزة على 3 مستويات
  • خبير عسكري: الاحتلال يخسر الكثير عندما تستولي المقاومة على مسيّراته
  • خبير عسكري: الاحتلال سيواصل إخلاء شمال غزة رغم خسائره