هولوكوست غزة.. بدعم أمريكي وغربي يقابله عجز دولي فاضح
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
دخلت الحرب الوحشية المدمرة في قطاع غزة يومها الـ38، يشن خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً جوياً وبرياً وبحرياً على القطاع تم خلاله تسوية أحياء كاملة بالأرض فوق رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى استشهاد 11180 فلسطينيا بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة بينما بلغ عدد المصابين 28200، وفقدان 3250 بينهم 1700 طفل في ظل حصار مطبق وانعدام للمياه والكهرباء والوقود ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية وشيكة.
ومنذ الـ7 من أكتوبر الماضي، تتواصل المجازر التي ترتكبها آلة القتل الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بضوء أخضر أمريكي وأوروبي، بذريعة القضاء على حماس، التي نفذت بمعية فصائل المقاومة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على استمرار اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
قتل وحرق وإبادة جماعية وتهجير قسري يتعرض له سكان قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 25 ألف طن من المتفجرات منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الفائت، مستخدما الأسلحة الفتاكة بما فيها قنابل الفوسفور الأبيض والصواريخ السامة والمحرمة دولياً موقعة آلاف القتلى بما يعادل قنبلتين نوويتين، بحسب بيان صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في ضوء نزوح مئات الآلاف من منازلهم من سكان مدينة غزة ومحافظتها، وكذلك محافظة الشمال، إلى وسطه وجنوبه.
حرب وحشية وتطهير عرقي مطلق كما يصفها مراقبون بـ"هولوكوست غزة". الذي نشهده الآن في غزة ما هو إلا إعادة سيناريو للجرائم التي مر بها اليهود على أيادي النازيين، بينما يقف العالم اجمع متفرجًا على المذبحة، في ظل تزايد التدقيق والانتقادات في أروقة الصحافة والرأي العام عن أسباب الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل رغم تلك الهجمات العبثية.
الحرب البربرية ضد غزة بدعمٍ أمريكي وغربي واضح، وتواطؤ وتخاذل عربي، وعجز دولي فاضح كشفت سوءات هذا العالم واثبتت ان القانون الدولي مجرَّد حبر على ورق، وأن ما تسمى حقوق الإنسان أكذوبة وقحة، لغرض الابتزاز السياسي، فمواقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي غير المحايد وانحيازهما الى جانب إسرائيل اظهرت الازدواجية في معايير الالتزام بقانون حقوق الانسان الدولي والديمقراطية، وانتهاجهما سياسة الكيل بمكيالين اسقطهما أخلاقيًا، حيث سيكونان بحاجة لسنوات طويلة للتعافي أخلاقيًا بدعمهم اللا محدود لإسرائيل في حرب غزة.
من يراجع التاريخ ويتذكر سياسة هذه الدول الداعمة لإسرائيل في المجازر التي ارتكبتها بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة 70% من ضحاياها هم من الأطفال والنساء، لا يستغرب في الواقع من مواقفها الحالية، ولا بد ان يدرك ان هذا القتل الممنهج والمروع للأطفال مبني على نصوص دينية موجودة في التوراة وفي (أسفار التكوين والخروج والعدد ويشوع)، تطبقها الحركة الصهيونية الاسرائيلية المعروفة باليمين المتطرف الذي يحكم اسرائيل، لا ترى لبقية البشر في العالم اي قيمة او وزن، وهو ما أكدته تصريحات وزراء في حكومة نتانياهو التي اعتبرت ابناء غزة والشعب الفلسطيني مجرد حشرات وحيوانات يجب محوها من الوجود، على يد شعب الله المختار.
إن السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة واوروبا تجاه المجازر في غزة مرتبطة بتأثير اللوبي الصهيوني الماسوني واياديه الخفية على النخب السياسية الحاكمة في تلك البلدان، وهو الاكثر تأثيرا في السياسة الامريكية ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي. ويمثل هذا اللوبي دورا بارزا في الحفاظ على التأييد الامريكي والغربي لاسرائيل على المستوى السياسي والعسكري والدبلوماسي ويكون له دور حيوي خلال الفترات الحرجة من خلال ممارسة الضغط على صناع القرار الامريكيين والغربيين لدعم اسرائيل والتمسك بدعمها وتعزيز مصالحها في المنطقة.
ومنذ العام 1949 والولايات المتحدة تقدم دعماً عسكرياً لإسرائيل، لتعد أكبر دولة تتلقى دعمًا عسكريًا أمريكيًا في التاريخ، حيث بلغت قيمة المساعدات الأمريكية حوالي 300 مليار دولار. وفي الأيام الأخيرة، أرسلت واشنطن دعمًا عسكريًا جويًا وبحريًا وماليا إلى إسرائيل بقيمة بلغت نحو 14 مليار دولار، في خضم طلب الأخيرة لـ10 مليارات دولار إضافية، خلال زيارة بايدن الأخيرة إلى تل أبيب لمساندتها في حربها على غزة.
واتخذت الولايات المتحدة نحو 83 قرار حق النقض "الفيتو" طيلة السنوات الماضية ضد مشاريع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تسعى لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتقدم الحماية والغطاء لاسرائيل ومنع صدور اي قرارات تدينها او تدعوها للانسحاب من الاراضي المحتلة، كما حققت لها مكاسب وفوائد من خلال المفاوضات التي رعتها واشنطن بين الجانبين على حساب معاناة الشعب الفلسطيني.
ويتهم حقوقيون الولايات المتحدة والاتحاد الاورروبي بالمسؤولية القانونية الكاملة كشركاء في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق المدنيين في غزة، وارتكابها خلال السنوات الماضية المجازر بحق آلاف المدنيين في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان تحت مسميات وذرائع واهية، ورفضهم مساءلة تل ابيب على جرائمها وغض الطرف عن انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي الانساني بشكل يومي مما يجعلهم متورطين في هذه الجرائم والفظائع الوحشية.
ويلخص المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI في تقرير له، ان دعم أمريكا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي لإسرائيل ويشمل الدعم دبلوماسيا، وعسكريا، واستخباراتيا، منذ تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أدى إلى خسارة واشنطن والغرب دورهم كوسيط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعد أن كانوا راعين لاتفاق السلام في الشرق الأوسط، ومن بين الأسباب الرئيسية التي تقف وراء الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، الشراكات الاقتصادية وكسب المزيد من الأصوات الانتخابية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نائبة: قرار اعتقال نتنياهو وجالانت اعتراف دولي بجرائم الاحتلال الإسرائيلي
قالت النائبة ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي، إن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، شهادة اعتراف دولية جديدة بجرائم الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني واللبناني على وجه الخصوص والشعب العربي بصفة عامة.
وأكدت الهريدي في بيان لها اليوم، أن قرار المحكمة الجنائية الدولية وضعت المجتمع الدولي في مأزق، بعدما اشتملت حيثيات قرارها على منع نتنياهو وجالانت من دخول نحو 124 دولة، وألزمت الجميع بضرورة تسليمهما للعدالة لمحاسبتهما في التهم الموجهة إليهم كونهم مجرمي حرب، انتهكوا كافة القوانين الدولية والقوانين الإنسانية الدولية، وارتكاب مجازر إبادة جماعية بحق شعب أعزل وقتلوا الأطفال و النساء وذبحوا الشيوخ، وحرموا المرضى من تلقي علاجهم، وحالوا بين المساعدات الإنسانية والإغاثات للدخول إلى الشعب المحاصر وإنقاذه من الموت جوعًا وفقرًا.
وشددت عضو مجلس النواب على أن هذا القرار يمثل اعتراف دولي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مؤكدة أن العدالة الدولية لا تسقط حقوق الشعوب، وممارسة الضغوط الدولية تضمن تحقيق السلام الشامل والعادل ويحمي أمن واستقرار المنطقة.
وأشارت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب، إلى دور الدولة المصرية التي ظلت منذ اندلاع شرارة الصراع في 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن متمسكة بدورها في دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني والعربي في الحرية والاستقلال والسلام، ونبذ كافة المحاولات التي من شأنها زعزعة الاستقرار وتهديد الأمن القومي في المنطقة، لافتة إلى أن مصر وتحت مظلة القيادة السياسية الحالية حريصة على تحقيق السلام العادل والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في سعيه للحصول على حقوقه كاملة، في الوقت الذي يقف فيه المجتمع الدولي مكتوفي الأيدي خوفًا على مصالحه، مرتكبًا أبشع أنواع الجرائم وهو "الصمت" تجاه الحق.