دخلت الحرب الوحشية المدمرة في قطاع غزة يومها الـ38، يشن خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً جوياً وبرياً وبحرياً على القطاع تم خلاله تسوية أحياء كاملة بالأرض فوق رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى استشهاد 11180 فلسطينيا بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة بينما بلغ عدد المصابين 28200، وفقدان 3250 بينهم 1700 طفل في ظل حصار مطبق وانعدام للمياه والكهرباء والوقود ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية وشيكة.

ومنذ الـ7 من أكتوبر الماضي، تتواصل المجازر التي ترتكبها آلة القتل الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بضوء أخضر أمريكي وأوروبي، بذريعة القضاء على حماس، التي نفذت بمعية فصائل المقاومة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على استمرار اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

قتل وحرق وإبادة جماعية وتهجير قسري يتعرض له سكان قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 25 ألف طن من المتفجرات منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الفائت، مستخدما الأسلحة الفتاكة بما فيها قنابل الفوسفور الأبيض والصواريخ السامة والمحرمة دولياً موقعة آلاف القتلى بما يعادل قنبلتين نوويتين، بحسب بيان صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في ضوء نزوح مئات الآلاف من منازلهم من سكان مدينة غزة ومحافظتها، وكذلك محافظة الشمال، إلى وسطه وجنوبه.

حرب وحشية وتطهير عرقي مطلق كما يصفها مراقبون بـ"هولوكوست غزة". الذي نشهده الآن في غزة ما هو إلا إعادة سيناريو للجرائم التي مر بها اليهود على أيادي النازيين، بينما يقف العالم اجمع متفرجًا على المذبحة، في ظل تزايد التدقيق والانتقادات في أروقة الصحافة والرأي العام عن أسباب الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل رغم تلك الهجمات العبثية.

الحرب البربرية ضد غزة بدعمٍ أمريكي وغربي واضح، وتواطؤ وتخاذل عربي، وعجز دولي فاضح كشفت سوءات هذا العالم واثبتت ان القانون الدولي مجرَّد حبر على ورق، وأن ما تسمى حقوق الإنسان أكذوبة وقحة، لغرض الابتزاز السياسي، فمواقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي غير المحايد وانحيازهما الى جانب إسرائيل اظهرت الازدواجية في معايير الالتزام بقانون حقوق الانسان الدولي والديمقراطية، وانتهاجهما سياسة الكيل بمكيالين اسقطهما أخلاقيًا، حيث سيكونان بحاجة لسنوات طويلة للتعافي أخلاقيًا بدعمهم اللا محدود لإسرائيل في حرب غزة.

من يراجع التاريخ ويتذكر سياسة هذه الدول الداعمة لإسرائيل في المجازر التي ارتكبتها بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة 70% من ضحاياها هم من الأطفال والنساء، لا يستغرب في الواقع من مواقفها الحالية، ولا بد ان يدرك ان هذا القتل الممنهج والمروع للأطفال مبني على نصوص دينية موجودة في التوراة وفي (أسفار التكوين والخروج والعدد ويشوع)، تطبقها الحركة الصهيونية الاسرائيلية المعروفة باليمين المتطرف الذي يحكم اسرائيل، لا ترى لبقية البشر في العالم اي قيمة او وزن، وهو ما أكدته تصريحات وزراء في حكومة نتانياهو التي اعتبرت ابناء غزة والشعب الفلسطيني مجرد حشرات وحيوانات يجب محوها من الوجود، على يد شعب الله المختار.

إن السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة واوروبا تجاه المجازر في غزة مرتبطة بتأثير اللوبي الصهيوني الماسوني واياديه الخفية على النخب السياسية الحاكمة في تلك البلدان، وهو الاكثر تأثيرا في السياسة الامريكية ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي. ويمثل هذا اللوبي دورا بارزا في الحفاظ على التأييد الامريكي والغربي لاسرائيل على المستوى السياسي والعسكري والدبلوماسي ويكون له دور حيوي خلال الفترات الحرجة من خلال ممارسة الضغط على صناع القرار الامريكيين والغربيين لدعم اسرائيل والتمسك بدعمها وتعزيز مصالحها في المنطقة.

ومنذ العام 1949 والولايات المتحدة تقدم دعماً عسكرياً لإسرائيل، لتعد أكبر دولة تتلقى دعمًا عسكريًا أمريكيًا في التاريخ، حيث بلغت قيمة المساعدات الأمريكية حوالي 300 مليار دولار. وفي الأيام الأخيرة، أرسلت واشنطن دعمًا عسكريًا جويًا وبحريًا وماليا إلى إسرائيل بقيمة بلغت نحو 14 مليار دولار، في خضم طلب الأخيرة لـ10 مليارات دولار إضافية، خلال زيارة بايدن الأخيرة إلى تل أبيب لمساندتها في حربها على غزة.

واتخذت الولايات المتحدة نحو 83 قرار حق النقض "الفيتو" طيلة السنوات الماضية ضد مشاريع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تسعى لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتقدم الحماية والغطاء لاسرائيل ومنع صدور اي قرارات تدينها او تدعوها للانسحاب من الاراضي المحتلة، كما حققت لها مكاسب وفوائد من خلال المفاوضات التي رعتها واشنطن بين الجانبين على حساب معاناة الشعب الفلسطيني.

ويتهم حقوقيون الولايات المتحدة والاتحاد الاورروبي بالمسؤولية القانونية الكاملة كشركاء في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق المدنيين في غزة، وارتكابها خلال السنوات الماضية المجازر بحق آلاف المدنيين في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان تحت مسميات وذرائع واهية، ورفضهم مساءلة تل ابيب على جرائمها وغض الطرف عن انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي الانساني بشكل يومي مما يجعلهم متورطين في هذه الجرائم والفظائع الوحشية.

ويلخص المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI في تقرير له، ان دعم أمريكا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي لإسرائيل ويشمل الدعم دبلوماسيا، وعسكريا، واستخباراتيا، منذ تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أدى إلى خسارة واشنطن والغرب دورهم كوسيط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعد أن كانوا راعين لاتفاق السلام في الشرق الأوسط، ومن بين الأسباب الرئيسية التي تقف وراء الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، الشراكات الاقتصادية وكسب المزيد من الأصوات الانتخابية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل سيحظى الذكاء الاصطناعي بدعم ترامب؟

الاقتصاد نيوز - متابعة

لم يكن الذكاء الاصطناعي التوليدي جزءًا من المعجم بالنسبة لمعظمنا خلال السنوات الأربع الأولى للرئيس المنتخب، دونالد ترامب، في البيت الأبيض. تغير كل ذلك في أواخر عام 2022، عندما أدى إطلاق "شات جي بي تي" إلى طفرة استثمارية في الذكاء الاصطناعي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

الآن، بعد أن هزم ترامب نائبة الرئيس، كامالا هاريس، الأسبوع الماضي وعاد إلى المكتب البيضاوي، فإن أحد الأسئلة الرئيسية التي تواجه المستثمرين هو كيف سيتعامل رجل الأعمال الذي تحول إلى سياسي مع الابتكار السريع في الذكاء الاصطناعي، وهو المحرك الرئيسي للسوق الصاعد لمدة عامين.

ونظرًا لأن ترامب لم يركز على سياسة الذكاء الاصطناعي خلال حملته لعام 2024، فإن أحد الأماكن التي يمكن البحث فيها عن إجابات هي ولايته الأولى في منصبه، بحسب ما ذكرته "CNBC".

وقع ترامب على أمر تنفيذي في أوائل عام 2019 بإطلاق "مبادرة الذكاء الاصطناعي الأميركية" وطلب من الوكالات الحكومية التركيز بشكل أكبر على أبحاث الذكاء الاصطناعي. ولا يزال تأثير هذا التوجيه، الذي قال المنتقدون في ذلك الوقت إنه يفتقر إلى التفاصيل، غير واضح بعد ما يقرب من ست سنوات.

ولكن ما هو واضح الآن هو أن الذكاء الاصطناعي لن يختفي، والأشخاص الذين يدورون حاليًا في فلك ترامب لديهم علاقات بهذا المجال، وفي مقدمتهم رجل الأعمال الملياردير، إيلون ماسك، الذي أنفق الملايين للمساعدة في انتخاب ترامب وخاض معه حملة انتخابية، من أوائل الداعمين لشركة "OpenAI" التي ابتكرت "شات جي بي تي"، وأسس مؤخراً شركة ناشئة تسمى "xAI".

يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي شكلًا متطورًا من أشكال التكنولوجيا التي ستشكل العقد المقبل وما بعده. في حين أن مجال الذكاء الاصطناعي موجود منذ عقود، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاء محتوى جديد، بما في ذلك التعليمات البرمجية للكمبيوتر والنصوص والصور الشبيهة بالإنسان، استجابة لمطالبات المستخدم. لذا، يجب اعتبار أي تقنية ذات أهمية كهذه قضية أمن قومي.

في أبريل/نيسان 2019، قال ترامب في مناسبة أقيمت في البيت الأبيض، حيث أعلنت إدارته عن عدة مبادرات حول نمو شبكات الجيل الخامس: "ستكون شبكات الجيل الخامس الآمنة بمثابة رابط حيوي لازدهار أميركا وأمنها القومي في القرن الحادي والعشرين. لا يمكننا السماح لأي دولة أخرى بالتفوق على الولايات المتحدة في هذه الصناعة القوية في المستقبل... إن السباق نحو شبكات الجيل الخامس هو سباق يجب على أميركا أن تفوز به، وهو سباق تشارك فيه شركاتنا العظيمة الآن بصراحة. لقد قدمنا لهم الحافز الذي يحتاجون إليه. إنه سباق سنفوز به".

واليوم، ينطبق الأمر ذاته على الذكاء الاصطناعي، فمثلها كمثل شبكات الجيل الخامس، تظل الصين تشكل تهديدًا كبيرًا ومنافسًا لطموحات الولايات المتحدة.

لقد ساعدت إدارة ترامب الأولى القطاع الخاص الأميركي في جهوده لبناء البنية التحتية لـ 5G، نراهن على أن نفس النهج ينطبق على الذكاء الاصطناعي، ونتوقع أن يذهب الدعم إلى شركات أميركية مثل Nvidia وAmazon وMeta Platforms وMicrosoft وAlphabet ومجموعة كبيرة من الشركات الأخرى التي تقود الابتكار.

وفي الوقت نفسه، قد يحاول ترامب الحد من قدرات الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي. في سباق الجيل الخامس، كان هذا يعني فرض قيود على شركات تصنيع معدات الاتصالات مثل ZTE وHuawei. وفي سباق الذكاء الاصطناعي، قد لا يتعلق الأمر بالبنية التحتية المادية التي تدخل الولايات المتحدة، بل يتعلق بالحفاظ على أو تعديل القيود التي فرضتها إدارة بايدن على شركات أشباه الموصلات الأميركية التي تصدر الرقائق ومعدات تصنيع الرقائق إلى الصين، وفقًا لما ذكره محللون في "دويتشه بنك" في مذكرة للعملاء يوم الخميس.

التوترات بشأن تايوان

تلعب تايوان، والتي تدعي بكين أنها تابعة لها، دورًا حاسمًا في سلسلة توريد الإلكترونيات العالمية، حيث يتم تصنيع الغالبية العظمى من أشباه الموصلات الأكثر تقدمًا في العالم بها. شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية - صانع الرقائق بقيمة تريليون دولار لشركة "إنفيديا وأبل" والعديد من الشركات الأخرى - تحتل مكانة بارزة في هذه الصورة.

ليس من مصلحة ترامب أو الولايات المتحدة التنازل عن السيطرة على تايوان للصين، وخاصة الآن لأن الولايات المتحدة تفتقر إلى البنية التحتية الخاصة بها لتصنيع الذكاء الاصطناعي. سواء أحببنا ذلك أم لا، فقد تمتلك الولايات المتحدة أفضل شركات تصميم أشباه الموصلات على هذا الكوكب، لكن هذه الشركات تحتاج إلى المصانع في تايوان لإنتاج الرقائق المادية الفعلية. يوفر قانون CHIPS لإدارة بايدن مليارات الدولارات للشركات، بما في ذلك TSMC وIntel، لبناء مصانع تصنيع رقائق متقدمة في الولايات المتحدة، مما يقلل من الاعتماد على تايوان، لكنها ليست جاهزة للوقت المناسب بعد.

الخلاصة

يحمل نهج ترامب تجاه الذكاء الاصطناعي آثارًا كبيرة على المستثمرين الذين لديهم تعرض كبير للموضوع، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا العملاقة المذكورة أعلاه. وتأمل "CNBC" أن يكون ترامب عمليًا في التعامل مع الذكاء الاصطناعي.

لكن هل يدرك ترامب أنه قد يتخذ موقفا صارما في بعض الأحيان، كما فعل مع تقنية الجيل الخامس. فالذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك الرقائق المتقدمة التي توفر قوة المعالجة لتمكينه، هو أكثر من مجرد التقدم التكنولوجي الأكثر أهمية في عصرنا. فهو يفرض أيضا مخاطر أمنية هائلة إذا وقع في الأيدي الخطأ أو عطل موقف الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم والقوة العظمى الرائدة عالميا.

وتتوقع "CNBC" تقدماً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي في ظل إدارة ترامب الثانية، ربما بوتيرة أسرع. وبما أن الإبحار ليس سلسا دائما، فلا يتطلع ترامب فقط إلى تعزيز الابتكار الأميركي، ولكن أيضا يبحث عن طرق لإبطاء المنافسين على الساحة العالمية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: نسعى لوقف عمليات القتل الممنهجة التي تتم بصمت دولي مخجل| فيديو
  • صحفي أمريكي: مسؤولون بإدارة بايدن يتحدثون عن فشله إزاء حماية المدنيين في غزة
  • حدث ليلا.. خسائر ضخمة لإسرائيل بسبب حزب الله وتحذير أمريكي جديد وليلة أخرى مرعبة في هولندا
  • تحذير أمريكي جديد لإسرائيل بشأن الوضع في غزة
  • عمان تدعو إلى تحقيق دولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • الرئيس السيسي: مصر تدين حملة القتل الممنهج التي تمارس بحق المدنيين في قطاع غزة
  • رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: أخاطبكم باسم لبنان للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الأيام جراء العدوان الإسرائيلي الذي نشر الموت والدمار في انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • الرئيس الفلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب الإبادة الجماعية على شعبنا
  • السيسي: ندين ونرفض جميع المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وخاصة تهجير الشعب الفلسطيني
  • هل سيحظى الذكاء الاصطناعي بدعم ترامب؟