نشرت منصة "بلينكس" الإماراتية تقريراً تحت عنوان: "سياحة لبنان "تحترق".. توتر الجنوب يلغي خطط الأعياد"، وجاء فيه:    يواجه القطاع السياحيّ في لبنان حالياً ركوداً كبيراً إثر التوترات القائمة عند حدوده الجنوبية مع فلسطين المحلتة منذ 8 تشرين الأول الماضي، إثر اندلاع الحرب في غزّة في اليوم السابع من الشهر الماضي.



في الوقت الراهن، معظم المؤسسات السياحية تسعى جاهدة للاستمرار والتغلب على الظروف القائمة رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد منذ العام 2019.

وسط ذلك، هناك مخاوف لدى المعنيين في القطاع السياحيّ من نشوب حربٍ كبيرة تُدمر كل مقومات صموده. فماذا تكشفُ الأرقام عن واقع السياحة الآن في لبنان وسط أحداث الجنوب؟

مؤشرات سلبيّة

عديدة هي المؤشرات التي تدلّ على تضرّر القطاع السياحي في لبنان جرّاء توتر الجنوب وأحداث غزة.

- المؤشر الأول يرتبطُ بمطار بيروت الذي شهد قبل أسابيع قليلة إجراءات طارئة في ظل الحديث عن إحتمالية نشوب حرب، وتمثلت بنقل شركة "طيران الشرق الأوسط"، وهي الناقل الجوي الأساسي في لبنان، العديد من طائراتها باتجاه دول أخرى خلال الأيام القليلة الماضية.

- المؤشر الثاني ويرتبط بإلغاء الحجوزات الفندقية، وهبوطها إلى معدلاتٍ متدنية جداً.

هنا، صرح رئيس المجلس الوطني للسياحة، بيار الأشقر لـ"بلينكس"، بأن نسبة الحجوزات في الفنادق تراجعت من 50% إلى معدل يتراوح بين 0 و 7% في أفضل الحالات، مشيراً إلى أنّ كل الحجوزات بأنواعها المُختلفة تم إلغاؤها.

- المؤشر الثالث وهو التوقعات السلبية الأخيرة التي تحدثت عن ركودٍ في السياحة في كل لبنان. فقبل أيام، أصدرت وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال" تقريراً تحدث عن تراجع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بما يصل إلى 10% في حال تراجع إيرادات السياحة بين 10 و30% عن مستويات العام 2022.

- المؤشر الرابع وهو طلب سفارات الدول العربية والأجنبية من رعاياها مُغادرة لبنان فوراً بسبب الأحداث الأمنية.

موسم الأعياد "يحترق"   تُعدّ الفترة الحالية موسماً ناشطاً لقطاع السياحة بغض النظر عن مرحلة الصيف التي شهد لبنان فيها حركة سياحية ناشطة. وعادة خلال هذا الشهر، تنشطُ الحجوزات في لبنان تزامناً مع موسم الأعياد الذي يبدأ مطلع شهر ديسمبر المقبل.

وقال الأشقر لبلينكس، إنّ الموسم مُنيَ بضربةٍ كبيرة في ظل التوترات القائمة، معتبراً أنَّه لا وجود لأي معطيات واضحة تتحدّث عن إمكانية استعادة الموسم نشاطه بسرعة، وأضاف: "الحجوزات أُلغيت كما أن آفاق الوضع في غزة والجنوب غير واضحة. وعليه، فإن غياب الاستقرار لا يُبشر بالخير على الإطلاق، كما أن الخسائر على الصعيد السياحي تُقدر بمئات ملايين الدولارات".

خائفون من العودة

"بلينكس" تحدّثت مع 3 مغتربين لبنانيين في الخارج لاستطلاع إمكانية عودتهم إلى لبنان خلال وقتٍ قريب.

المُغترب سعيد الموجود في ألمانيا قال لبلينكس، إنَّ الظروف ليست جيدة كما أن هناك مُخاطرة للعودة إلى لبنان في ظل الحديث عن إمكانية نشوب حرب، وأضاف: "لقد أجّلنا خُطط العودة أشهر عديدة ريثما تتضح صورة الوضع، علماً أنني أزور لبنان كل 3 أشهر بشكلٍ دوري".

المُغترب حسن الموجود في إحدى الدول الخليجية قال لبلينكس إنّ العودة مؤجلة حالياً في ظل الأوضاع الراهنة، ويضيف "في حال عُدنا، سنبقى نعيش التوتر الكبير، خصوصاً إن تم إغلاق المطار ومُنعنا من مغادرة البلد. لهذا السبب آثرنا عدم حجز أي رحلة إلى لبنان كي نتبين ما سيجري".

آخر الأرقام عن واقع السياحة

رئيس قسم البحث والتحليل الاقتصادي في "بنك بيبلوس" نسيب غبريل قال لـ"بلينكس" إنّ لبنان حقق عام 2023 موسماً سياحياً مُميزاً، مشيراً إلى أنه منذ الشهر الأول من السنة ولغاية التاسع منها، زار لبنان 3 ملايين و 600 ألف سائح (62% منهم من المغتربين).

وأضاف أنّ "هذا العدد الإجمالي للزوار إلى لبنان يُمثل ارتفاعاً بنسبة 23% عن عدد السياح الذين زاروا لبنان عام 2022 في الفترة نفسها (أي بين شهر 1 و 9)".

غبريل أوضح أنه في العام 2022، حقق لبنان إيرادات مباشرة من السياحة بقيمة 5 مليارات و 300 مليون دولار، متوقعاً أن يزيد هذا المبلغ في العام 2023 رغم الأحداث القائمة حالياً والتوترات الأمنية الحاصلة في جنوب البلاد.

بعد التوتر.. أمرٌ إيجابي جداً!

قال غبريل إن التراجع قائم وكبير بسبب الأحداث، وهذا الأمر لا يمكن التشكيك به أبداً، لكنه يعتبر أن مقومات النهوض قائمة وموجودة ويمكن أن تتحقق بشكلٍ سريع، وهي على النحو التالي:

- أولاً: الإيرادات المالية التي حققتها المؤسسات السياحية كلها كانت "كاش" وبالدولار، وبالتالي يمكن أن تشكل أساساً لصمودها هذه الفترة.

- ثانياً: ما إن تنتهي الأحداث الأمنية حتى يبادر المغتربون اللبنانيون للعودة فوراً.

- ثالثاً: إعادة الحركة والنشاط إلى القطاع السياحي بشكلٍ سريع ليست أمراً صعباً لاسيما مع انتهاء حالة الطوارئ.

- رابعاً: هناك قدرة لدى مطار بيروت باستعادة نشاطه بسرعة قصوى وبالتالي عودة حركة السفر المعتادة تدريجياً إليه.

- خامساً: إستقرار سعر صرف الدولار رغم كل الأحداث والأزمة على الصعيد السياسي.

- سادساً: إستمرار نشاط السياحة الداخلية رغم الأحداث. (بلينكس - blinx)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القطاع السیاحی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

لمحبّي السياحة... أماكن رائعة في الشوف تنبغي زيارتها

ما إن تدخل منطقة الشوف حتى يغمرك هذا الشعور الجميل بأنك في قلب بلدات لبنانية عريقة تذكّرك بأجواء القرية الحقيقية. وعلى الرغم من حداثتها، فإنها استطاعت أن تحافظ على دفئها في مجال عمارتها الهندسية ومعالمها التاريخية. فاذا كنتم تحتاجون لقضاء يوم هادئ بعيداً عن ضجيج المدينة وزحمتها، الجواب سهل، الوجهة هي الشّوف.    
محمية أرز الشوف
لا يمكن حصر الزيارة إلى الشوف بمنطقة أو اثنتين، فضيعها كلّها تستحقّ الزيارة. ولكن، لقضاء يوم بين الطبيعة والتاريخ والأرض والقصص توجّهوا إلى محمية أرز الشوف، التي أعلنتها "اليونسكو"، "محمية محيط حيوي"، تغطّي مساحة قدرها 50000 هكتار، أي ما يعادل حوالَي 5 في المئة من إجمالي مساحة لبنان، ما يجعلها واحدة من أكبر المناطق الجبليّة المحميّة في الشرق الأوسط.
تُعدّ المحمية وجهة شهيرة للرحلات والمشي لمسافات طويلة، مع مسارات تُناسب كل مستويات اللياقة البدنية. ومن قمم الجبال الوعرة، يتمتّع الزائرون بإطلالة بانوراميّة على الرّيف، شرقاً إلى وادي البقاع وبحيرة القرعون، وغرباً باتجاه البحر الأبيض المتوسط.
أُنشئت في المحميّة شبكة من خدمات السياحة البيئيّة لضمان استدامة حقيقيّة، حيث خُصِّصت بيوت ضيافة لتوفير إقامة (منامة وفطور) للزائر، إلى جانب مائدة الضيافة المتمثّلة بالمنازل الخاصّة المحيطة، والتي تقدّم الغداء والعشاء المحضَّر من إنتاج المزارعين والمنتجين المحلّيين. أمّا عن أنشطة السياحة البيئية التي تقدّمها المحمية فهي: إعادة التشجير، الـhiking، ركوب الخيل، التخييم، ركوب الدراجات الهوائيّة على طول الطرق أو الممرات المحدّدة، ومساعدة المنتجين المحليين في الأنشطة اليومية مثل قطف الزيتون والخضراوات والفاكهة والعسل ومرافقة الرعاة أثناء رعيهم للمواشي وحلبهم الأبقار، وزيارة الحرفيين المحليين في ورش عملهم.
صحيح أنّ للمحمية أهميّة بيئيّة وطبيعيّة كبرى، إلّا أنّه لا يمكن ذكر الشوف مع تاريخه الغنيّ وجباله الخضراء ومعالمه المميّزة، من دون التطرّق إلى أبرز الأماكن الأثرية التي ينبغي لكلّ زائر المرور بها.   قصر بيت الدين    
من على تلال بلدة بيت الدين التي تعلو دير القمر في قضاء الشوف وعلى ضفاف نهر الدامور يطل قصر بيت الدين، أحد ابرز المعالم الاثرية اللبنانية، الذي شيّده الامير بشير الشهابي الثاني الذي حكم إمارة "جبل لبنان" نحو نصف قرن. ويمتاز هذا القصر بمستوى هندسي عالٍ يتلاقى فيه الابتكار المعماري بالمواد الفاخرة. وقد شكل القصر النموذج الامثل للهندسة المعمارية اللبنانية الخاصة بالقرن التاسع عشر. واستغرقت عملية بنائه 30 عاماً.   يذكر ان معظم جدران القصر تتضمن نقوشاً عربية.  
قصر المير أمين في بيت الدين
بُني من قِبل الابن الأصغر للأمير بشير، وتم تحويله مؤخّراً إلى فندق (5 نجوم) ومطعم.       قلعة موسى الشهيرة   استغرق بناؤها 60 عاماً من قِبل موسى المعماري، وهو رجل كان يحلم في طفولته ببناء قلعته الخاصّة.       التجوال في شوارع دير القمر   بلدة دير القمر واحدة من أروع القرى في لبنان، وتشتهر بمنازلها التقليدية، وبأزقّتها الضيّقة ومعالمها التاريخية. وفي هذه المنطقة، تقع بعض المعالم السياحيّة الشهيرة أيضاً، كقصر فخر الدين، وقصر يونس.
نهر بعقلين   زيارة نهر بعقلين حيث البحيرات والشلالات الزرقاء الخلابة، للاستمتاع بوجبة لذيذة بجوار الشلالات.
قرية المختارة   ينبغي زيارة قرية المختارة الشهيرة بتاريخها وهندستها المعمارية وطبيعتها، والتجوال بين منازلها الحجرية وطواحين المياه والجسور القديمة، بالإضافة إلى إمكانية التوجّه إلى شلالات النبي مرشد في المختارة، للتمتّع بمنظر رائع مع تناول الغداء.
قلعة نيحا   التمتع بالمنظر الخلاب من قلعة نيحا، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2800 عام. هي معروفة أيضًا باسم مغارة طيرون، وهي منحوتة في الصخر، وتطلّ على بعض المناظر الخلابة المطلّة على مرج بسري.   قرية الجاهلية   تسلّق مسار درب النهر في قرية الجاهلية، الذي يُعدّ من أجمل المسارات في لبنان، حيث تكون النزهة محاطة بالشلالات والبحيرات الطبيعية والجسور القديمة والمساحات الخضراء في كلّ مكان.   بحيرة سرجبال   التنزّه إلى بحيرة سرجبال الرائعة وشلالاتها الجاذبة لهواة الـhiking.   فبعد الجولة على هذه الاماكن العريقة، يمكننا القول "اقصدوا الشوف وشوفوا الجمال".

مقالات مشابهة

  • مصر بصدد إبرام تعاون دولي لإطلاق خدمة «القطار السياحي»
  • لبنان يطلق الموسم السياحي الصيفي.. ميقاتي: مطمئن اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة
  • مؤشرات إيجابية عن مستوى الخدمات السياحية في مصر خلال الربع الأول من 2024
  • مؤشرات إيجابية عن ارتفاع الخدمة الفندقية في مصر خلال الربع الأول من 2024
  • «السياحة»: تقرير دولي يؤكد تحسين جودة الخدمات المقدمة للسائحين في مصر
  • وفقا لأهم المنصات الإلكترونية للسفر والسياحة.. مؤشرات إيجابية عن مستوى الخدمات بالمنشآت الفندقية بمصر خلال الربع الأول من 2023
  • لمحبّي السياحة... أماكن رائعة في الشوف تنبغي زيارتها
  • خبير يتحدث عن خطر تاريخي يهدد المصريين
  • ليس لدى مصر ما تخفيه.. خبير يتحدث لـRT بلغة الأرقام عن عدد الخارجين إلى مصر من غزة
  • علم بطول 400 متر يزين احتفالات فنادق الغردقة بذكرى 30 يونيو (صور)