بوابة الوفد:
2024-12-25@16:26:32 GMT

محمود عبدالعزيز نجم قاده حب الفن إلى عشق الوطن

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

يرحل الجسد ويبقى الأثر.. الساحر صنع نجومية خاصة وقاعدة جماهيرية متزايدة

وصيته لأبنائه: مصر جميلة حبوها قوى قوى قوى

قال: تحمست لتجسيد «رأفت الهجان» لأنه شخصية مصرية مخلص لوطنه

«مصر أمانة فى رقبتك يا رأفت».. وصية محسن ممتاز التى عمقت الحس الوطنى ضد الكيان الصهيونى

«رأفت الهجان» تنبأ بالمجزرة الإنسانية الحالية من الكهيان الصهيونى لأهالى غزة.

. وعمق الكراهية ضد الصهاينة

المسلسل أجج الشعور الوطنى وعلم الجميع بطولات رجال عملوا فى صمت وكادوا يتعرضون للمهالك من أجل وطنهم

 

مرت الذكرى السابعة لرحيل الفنان محمود عبدالعزيز، والذى رحل عن عالمنا يوم 12 نوفمبر لعام 2016، حيث فقدت مصر والعالم العربى قيمة فنية كبيرة برحيله.

قيمة محمود عبدالعزيز لم تكن فقط لفنان قدير تمثل أعماله جزءًا هامًا وأساسيًا فى تاريخ الفن المصرى والعربى، ولكن لكونه فنانًا وطنيًا، استخدم فنه كسلاح يعبر به عن حبه للوطن وتفانيه فى خدمته، واستغل حبه للفن كوسيلة لإعلان عشقه لبلاده، وهو ما أكدت عليه وصيته التى تركها لأبنائه وأعلنوها للمرة الأولى خلال تكريمه فى مهرجان القاهرة الدراما، الذى نظمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى مدينة العلمين الجديدة فى أغسطس الماضى، وأعلن محمد محمود عبدالعزيز وصية والده قائلًا: «مصر جميلة قوى حبوها قوى قوى قوي»، وهى الوصية التى قاله محسن ممتاز، لرأفت الهجان، فى المشهد الشهير قبل الذهاب إلى إسرائيل، حينما أوصاه بمصر، وقال: «مصر جميلة وتستحق أن نحافظ عليها ونضحى من أجلها»، «مصر أمانه بين إيديك يا رأفت»، هذه الجملة التى استخدمها ممتاز ليقوى إيمان رأفت بوطنه، والتى أصبحت مشهد أيقونه تعبيرية عن تعميق المشاعر الوطنية للمصريين، وهى الجمله التى كانت تتبادر للأذهان فى كل لحظة يتابع الجمهور خوف ورهبة رأفت من المجتمع الإسرائيلى والذى كان يدفعه كثيرا إلى الرجوع إلى مصر وإنهاء مهمته ولكن المشاعر الوطنية المتأججة لدى رأفت كانت تعيده دائمًا لاستكمال المهمة، وتجعل الجمهور يفكر فى قيمة الوطنية وأهميتها.

وهو ما يفسر سبب النعى الذى نشرته المخابرات العامة المصرية فى صحيفة «الأهرام» الرسمية برحيل الفنان محمود عبدالعزيز وهى أن الفنان الراحل جسد بصدق وإخلاص وقدرة عظيمة بطولات أبناء الوطن بكفاءة واقتدار.

الفنان الراحل محمود عبدالعزيز سطع نجمه فى العديد من الأعمال، لكن تظل أدواره الوطنية التى قدمها بإتقان شديد، وقدرة هائلة أن تضع بصمة من روحه فى الشخصيات الوطنية التى يقدمها، وهى كلها شخصيات حقيقية لها معالم شخصية وإنسانية ولها معارف، لكن قدرة محمود عبدالعزيز على قراءة تلك الشخصيات وإيمانه بأهمية تجسيدها صنع من أعماله الفنية أيقونات ظلت مؤثرة فى عقول المشاهدين.

مسلسل «رأفت الهجان» كان نقطة التحول الحقيقية فى حياة الساحر، حيث قدم 3 أجزاء، وتطور أداؤه بشكل كبير للغاية فى المسلسل، بشهادة النقاد والجمهور، ونجح فى الاستحواذ على نسبة مشاهدة ضخمة، ليس فقط على مدار سنوات عرضه، لكنه ما زال يحتل صدارة المشاهدة عبر المنصات الإلكترونية وعبر الإنترنت، لأن براعة محمود عبدالعزيز فى تقديم مشاعر وتحولات رأفت بأسلوب السهل الممتنع، حيث تظل مشاهد البداية، بوفاة رأفت الهجان أو رفعت الجمال الشخصية الحقيقية على سريره وهو يعانى ألم الرحيل ويعترف لزوجته بدوره مع المخابرات المصرية، وتستمر المشاهد بلقاء زوجته بالعقيد عزيز الذى يعشق رأفت إنسانيًا وشاهدًا على دوره الوطنى ويستمر فى حكاية القصة، ليرتبط الجمهور بالدور الوطنى لرأفت ولكل الموجودين معه فى المسلسل خاصة شخصية محسن ممتاز التى تعلق الجمهور بأدائه ىبشكل كبير ليصبح العمل قيمة وطنية متكاملة وأيقونة من أيقونات الدراما المصرية، حتى أن مواقع التواصل الاجتماعى، مليئة بمقتطفات إنسانية من المسلسل تؤكد أن العمل عمق الروح الوطنية منذ طرحه منذ 41 عامًا وحتى الآن.

حديث الساحر فى أكثر من مناسبة عن تجسيده لشخصية رأفت الهجان يفسر بشكل كبير السبب الحقيقى لنجاح هذا المسلسل، ويؤكد الرفض القطعى للكيان الصهيونى وكيفية نشأته ومحاولات الصهاينة لبناء إسرائيل دولة من فراغ ليس لها تاريخ سوى حفنة من الأموال والفكر الصهيونى الذى استخدموه لشراء أصحاب النفوس الضعيفة ليصل الحال إلى ما نحن عليه الآن مجزرة إنسانية بكل المقاييس لكيان صهيونى يحاول طرد اصحاب الأرض وتهجيرهم لتحقيق مخططهم السافر الذى بدأ منذ 1948 وما زالوا يدفعون كل غال ونفيس لتحقيقه. 

الساحر قال فى تصريحاته إنه كان حريصًا على أن يؤدى هذا الدور باقتدار إيماناً منه بأن هذا دور مختلف، لأنه يجسد دورًا عظيمًا لشخصية فذة قدمت لمصر وللمخابرات العامة المصرية الكثير، وتحمس لتجسيد «رأفت الهجان» لأنه شخصية مصرية سليمة سوية، مثل أى مصرى يحب بلده، ومخلص لوطنه، فقد أحبه من بعض الجوانب سواء فى القوة وتضحياته وعدم انتمائه لأى شيء، أو حتى عندما تقابل مع الفنان الراحل يوسف شعبان أو «محسن ممتاز» الذى غير حياته رأسًا على عقب.

زاد نجاح محمود عبدالعزيز مع «الهجان» بسبب ما كان يحمله من محبة ودعم لجميع العاملين معه فى الكواليس، بالإضافة لـ«خفة ظله» المعهودة، فقد كان حريصًا على استحضار «الكيميا الفنية» بينه وبين زملائه خلال تصويره لأى عمل، حتى يخرج العمل فى شكل ناضج ومكتمل، لا يحمل استحواذا من البطل الأوحد، وكان هناك موقف لا ينسى خلال تصوير الجزء الثالث من «رأفت الهجان»، جمع بينه وبين الفنانة عفاف شعيب، التى كانت تجسد دور شقيقته بالأحداث. 

فى هذا المشهد كانت النجمة تعانى من أزمة رحيل شقيقها الذى مر على وفاته أيام، وكان حينها تركيزها ضعيفًا، وكان هناك مشهد يجمعها بمحمود عبدالعزيز مكتوب فى قرابة الثلاث صفحات.

وكانت الفنانة كلما وقفت أمام «الساحر» نسيت الكلمات، وكان هو والمخرج الراحل يحيى العلمى يقدران موقفها، وفى كل مرة كانت تعيد فيها الحوار، وعلى مدار ما يقرب من 4 ساعات كان «الساحر» يقول لها: «ولا يهمك.. براحتك خالص».

عن الكواليس أيضاً، قال الإعلامى عمرو الليثي: «كان المسلسل يحظى باهتمام كبير من التليفزيون ووزارة الإعلام والمخابرات العامة، وكنت فى ذلك الوقت شاباً، وحالفنى الحظ فى العمل كمساعد مخرج للأستاذ يحيى العلمى، وعلى ترابيزة البروفات بدأنا بروفة الحلقة الأولى من المسلسل، كان عبدالعزيز بديعًا وهو يؤدى الحلقة الأولى، وكان المشهد الأول الذى يؤديه على ترابيزة البروفات مشهد وفاة (رأفت) على سريره وهو يصرخ من الآلام الشديدة التى انتابت جسده بعد أن أصابه المرض».

ويروى الليثى تفاصيل هذا المشهد قائلًا: «كان يؤدى البروفة بمنتهى الإتقان والإبداع، لدرجة أنه عندما انتهى من أداء البروفة على الترابيزة صفق له جميع الحاضرين، فكان الساحر محمود عبدالعزيز حريصًا فى هذا المسلسل على أن يهتم بكل التفاصيل، من الملابس والألوان التى كانت شائعة فى فترة ما قبل ثورة 1952، وبعدها، وكان دقيقًا جدًا لدرجة أنه كان حريصًا حتى على معرفة وضع النجوم على أكتاف الضباط، كيف كانت توضع قبل وبعد الثورة، كان مهتمًا جدًا حتى بالسجائر التى كان يشربها (الهجان)، فقد كانت قبل 1954 سجائر بدون فلتر، وبعدها ظهرت بفلتر».

ويحكى الليثى أنه كان يطلب دائماً من مورد السيارات أن يهتم بأن تكون السيارات المستخدمة معبرة عن التواريخ، بحيث تكون موافقة للسنوات نفسها.

وقال نجله الفنان محمد محمود عبدالعزيز، إنه حضر تصوير المسلسل بأجزائه الثلاثة، لكنّ مشهد النكسة، ومشهد تنحى الرئيس جمال عبدالناصر كانا رعباً بالنسبة له، فقال: «فى حالة التنحى حدثت حالة غير مفهومة، أبويا فضل يعيط بعد ما المخرج قال (Cut)، وصعد لغرفته ولم ينقطع عن البكاء ولم يستطع أحد إيقاف دموعه».

وأضاف: «فى وقت النكسة خلال الأحداث، كان فى رقصة بيرقصها أبويا فى الآخر وسط البار، وبدأ يعمل حركة غريبة مع الرقص، وقتها المخرج يحيى العلمى فك كاميرا من الكاميرات وسط المشهد وخلاها محمولة على اليد، وهذا لم يكن يحدث فى التليفزيون وقتها، كاميرات زمان كانت كبيرة» هذا المشهد كان يستحق عليه الساحر جائزة الأوسكار.

وأضاف: «استمر فى تصوير المشهد حتى سقط محمود عبدالعزيز، وحصلت حالة هلع عظيمة، لم يكن أحد يعلم هل هو يمثل الدور أم سقط بالفعل من التعب».

صالح مرسى مؤلف الرواية وكاتب سيناريو وحوار المسلسل يكشف تفاصيل العمل ويقول فى حوار له فى 4 فبراير عام 1987 أنه قرر أن يتوقف عن كتابة أدب الجاسوسية حتى قرأ ملخصاً لعملية من عمليات المخابرات، ووجد نفسه مشدوداً لها حتى النهاية، وهنا عاودته الرغبة فى الكتابة والتأليف وقرر أن يلتقى اللواء عبدالمحسن فايق، أحد الضباط الذين جندوا «الهجان» وكان اسمه فى المسلسل «محسن ممتاز»، لكنه كان قليل الحديث والإفصاح عن المعلومات، لذا لجأ مرسى لعبد العزيز الطودى والذى كان معروفاً فى المسلسل باسم «عزيز الجبالي»، «وقام الأخير بكتابة التفاصيل فى 208 ورقات».

بقى اختيار الأبطال الذين يجسدون الشخصيات، فقد رشح لدور «رأفت الهجان» الفنان عادل إمام ولدور محسن ممتاز الفنان محمود ياسين، لكن البعض أكد وقتها لوسائل الإعلام المصرية أن دور «رأفت الهجان» أصبح من نصيب محمود عبدالعزيز الذى تلقى تكليفاً عاجلاً بالذهاب لمبنى المخابرات للاستعداد والتمهيد لأداء شخصية «رأفت الهجان».

اختيار محمود عبدالعزيز للبطولة كان سبباً فى أزمة كبيرة بينه وبين الفنان عادل إمام، وحدث أن عبدالعزيز قد حصل على الدور بالفعل، لكن الصحف المصرية نشرت وقتها خبراً يؤكد أن الدور ذهب لعادل إمام، وهنا يروى الفنان أحمد شاكر فى مقابلة له مع فضائية «سى بى سي» القصة كاملة.

يقول شاكر إنه يقيم بنفس العمارة التى يسكن بها الفنان الراحل وإن محمود عبدالعزيز روى له قصة المسلسل، حيث علم الفنان الراحل أن دور «رأفت الهجان» سحب منه لصالح الفنان عادل إمام وقرر أن يلتزم الصمت ويترك الأمر كله لله خاصة أن الدور كان مناسباً له بسبب «طبيعة الملامح الشخصية» للبطل فهو وسيم وملامح وجهه تناسب المهاجرين لمصر ويجيد التحدث بعدة لغات، وهذا لا ينطبق على عادل إمام.

ويضيف شاكر أن الفنان الراحل قال له إنه استسلم للأمر وسافر مع أولاده لتأدية العمرة، وكان الرئيس مبارك يزور السعودية وقتها وشاهد محمود عبدالعزيز فى صفوف المستقبلين فتحدث معه وأبلغه بما حدث له فى مصر، فقال له مبارك نصاً: «لا تغضب وأنت من سيؤدى الدور»، وفور عودته تلقى اتصالاً هاتفياً من جهاز المخابرات بالذهاب لمقر الجهاز لبدء الاستعداد للعمل وخرج العمل للنور وببطولة الفنان الراحل.

علق «رأفت الهجان» بأذهان الجماهير وزرع فى نفوس المصريين الثقة فى جهاز المخابرات العامة، كما كان أداء أبطال العمل فى المسلسل مؤججاً للشعور الوطنى وكافياً لكى يعلم الجميع بطولات رجال عملوا فى صمت وكادوا يتعرضون للمهالك من أجل وطنهم، ويكفى مشهداً واحداً فى المسلسل للدلالة على ذلك وهو المشهد الذى علم فيه «رأفت الهجان» بخبر وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، حيث آثر أن يظهر فرحته وسعادته بالخبر أمام ضيوفه الإسرائيليين الذين أبلغوه به، رغم تألمه من داخله، وعندما عاد للمنزل عبر عن حزنه الشديد كمصرى بالبكاء وحيداً وبحرقة كأنه فقد والده، وهذا المشهد أثلج صدور المصريين ببطولات جهازهم الوطنى وعزز من الانتماء لدى أجيال جديدة كانت لا تعلم إلا القليل عن المخابرات وبطولاتها.

وذاع صيت محمود عبدالعزيز فى أرجاء العالم العربى خصوصا بأدواره فى مجال المخابرات والجوسسة. بدأ فى فيلم «إعدام ميت» مثل دور عميل مخابرات مصرى، ثم اتسعت رقعة شعبيته بالمسلسل التليفزيونى «رأفت الهجان».

ولعل تاريخ الساحر يؤكد دوره الفنى والإنسانى وفى بداية مشوار محمود عبدالعزيز، فكر فى الهجرة لأمريكا بعدما رفض المخرج محمد فاضل مساعدته فى احتراف التمثيل، حين كان عبدالعزيز وفاضل مساعدين للمخرج نور الدمرداش، وحصل فاضل على فرصته كمخرج وطلب منه عبدالعزيز أن يستعين به كممثل، لكن فاضل رفض، فسافر إلى النمسا وعمل فى بيع الصحف فى الشارع، وبعدها عاد وبدأ عمله الفنى من خلال مسلسل «الدوامة» إنتاج عام 1973، ثم عمل كمساعد مخرج للراحل نور الدمرداش فى مسلسل «تحفة ومشقاص فى كفر البلاص» وهو مسلسل سعودى إنتاج عام 1974.

ومن المؤكد أن الصدفة لعبت دورًا كبيرًا فى حياة عبدالعزيز، بعد أن تخرج من كلية الزراعة، ففى عام 1975 بدأ المنتج رمسيس نجيب إنتاج فيلم «حتى آخر العمر» لعرضه بالتزامن مع انتصارات حرب أكتوبر، وتم اختيار حسين فهمى لبطولة الفيلم، على أن تشاركه البطولة «ملكة جمال الكون» لعام 1971 اللبنانية جورجينا رزق.. ولكن قام محمود عبدالعزيز بدور البطولة مع نجوى إبراهيم.

وبحسب المنتج الراحل محسن علم الدين الذى كان يعمل آنذاك مع نجيب، اعتذر حسين فهمى عن بطولة الفيلم، مرجعًا السبب لصغر حجم الدور، فبدأوا البحث عن فنان آخر، حتى وقع اختيارهم على الوجه الجديد آنذاك محمود عبدالعزيز، الذى سبق له الاشتراك فى مسلسل «الدوامة» وفيلم «الحفيد»، ليصبح «حتى آخر العمر» انطلاقته الأولى فى عالم البطولة، ويقدم بعدها العديد من الأعمال السينمائية الخالدة، منها «العذراء والشعر الأبيض، طائر الليل الحزين، إعدام ميت، تزوير فى أوراق رسمية، البنات عايزة إيه؟، الكيف، العار، الكيت كات، الساحر، الشقة من حق الزوجة.. وغيرها». ومن المسلسلات التى أبدع فى تقديمها أيضاً «محمود المصرى، باب الخلق، أبوهيبة جبل الحلال، رأس الغول.. وغيرها»

رحم الله «الساحر» الذى طالما أمتعنا بأدائه السهل الممتنع، وتظل أعماله خالدة وشاهدة على عبقريته لتخطف القلوب والعقول أجيال وراء أجيال.

يبقى مسلسل رأفت الهجان علامة مضيئة من علامات الدراما المصرية. شرف عظيم لكل من شارك فيه لأنه جسد من بطولة وبراعة المخابرات المصرية.

لن ننسى بجانب الساحر، النجوم يوسف شعبان وتهانى راشد وأحمد راتب وحسن مصطفى وعفاف شعيب وصبرى عبدالمنعم ونبيل الحلفاوى وأحمد ماهر والنجوم الكبار صلاح ذو الفقار وحسن مصطفى ونبيل الدسوقى والنجمة إيمان الطوخى والتحية لروح الراحل المؤلف صالح مرسى والمخرج الراحل يحيى العلمى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود عبدالعزيز حب الفن محمود عبدالعزیز الفنان الراحل رأفت الهجان فى المسلسل هذا المشهد عادل إمام التى کان حریص ا

إقرأ أيضاً:

الشائعات وتداول المعلومات

سؤال يطرح نفسه: كيف يتعامل الصحفى أو الإعلامى مع الشائعات، خصوصًا أن الشائعات عامل مؤثر فى العمل الصحفى والإعلامى لا يمكن تجاهله؟ وفى نفس الوقت، لا يفترض الانسياق وراءه دون التدقيق، وهو ما يُعتبر من أساسيات العمل الصحفى أو الإعلامى،  لأن نشر الشائعات دون التأكد من صحتها، يُقلل من مصداقية الوسيلة الإعلامية أو الصحفية، فضلًا عن تهديد أمن واستقرار الوطن!
> ولهذا نرى أن التوصية التى انتهى إليها المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين خلال الأسبوع الماضى، تُمثل نقطة فاصلة فى العمل الصحفى، وقد دعت هذه التوصية الى المسارعة فى استصدار قانون تداول المعلومات، الذى نص عليه الدستور فى ظل تصاعد حروب الشائعات الشرسة التى تواجهها الدولة المصرية، ذلك الأمر الذى حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته الأخيرة إلى مقر أكاديمية الشرطة، بأن مصر تواجه حجمًا كبيرًا جدًا من الشائعات والأكاذيب التى تعتمد على إستخدام مواقع التواصل الاجتماعى.
> دعونا نتفق بصفة عامة أن الشائعة هى من أخطر المعلومات التى يتم تداولها بين الناس، لكونها فى الأساس مبنية على وقائع غير صحيحة، والمجتمع المصرى للأسف يُعانى من الشائعات التى يتم تداولها عبر الاتصال الشخصى أو وسائط الهاتف المحمول لـ «الواتساب» أو عبر الإنترنت فى «تويتر» و«فيسبوك» ومنتديات ومواقع إلكترونية، ويستسهل البعض نقل الشائعة فيقوم بنقل معلومة نصية أو رسالة صوتية أو تصوير فيديو أو معلومة من خلال «تويتر» أو «الواتساب» دون التحقق منها أو التأكد من صحتها !
> ونتذكر هنا فى هذا الخصوص مُقولة ثُلاثية الشائعات التى لا يختلف عليها اثنان فى أن «الشائعة» يؤلفها الحاقد، وينشُرها الأحمق، ويصدقها الغبى، وعندما نحلل تلك المقولة الموجزة، نجد أن الأصل فى أى شائعة ليس جانبًا إيجابيًا بالمرة، وليست هى المصدر المفترض للمعلومات، حيث تستهدف هذه الشائعات المُغرضة، إيصال معلومة بعينها، وتأتى عادةً من فراغ، إلا إنها كثيرًا ما تكون مقصودة، خصوصًا الجانب السياسى منها، من أجل إحداث حالة من الارتباك والبلبلة بين المواطنين!
> وإذا ما تتبعنا دوران آلة الشائعات التى يتم تداولها من حين لآخر بين رواد منصات التواصل الاجتماعى، نكتشف أننا نواجه حرب شرسة من أعداء الوطن لا تقل خطورة عن حربنا المستمرة ضد الإرهاب الأسود، ولذلك كان لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء سلاح «النفى المضاد» للتصدى للشائعات المتداولة بين الناس، من أجل إبرار الحقائق للرأى العام.
> وختامًا دعونا نؤكد أن الشائعة هى حرب نفسية تُدمر الإنسان فى أفكاره، وتُحدث داخله نوعًا من أنواع الصراع النفسى،  وتجعله لا يشعر بالاستقرار والأمان، ولهذا فلا بُد من التصدى لها بتضافر ووعى أبناء هذا الوطن مع مؤسسات الدولة المصرية.
آَخِر شَوْكَشَة

إحنا بلد الشائعات وطبعًا كل مواطن ماشى ع الطريق مهموم.. يا ترى العيب فى مين؟!

مقالات مشابهة

  • فى عيد ميلاده.. قصة ترك شريف عرفة الهندسة بسبب الفن
  • أخدت علقة جامدة.. محمود البزاوي يروي تفاصيل التعدي عليه في رأس السنة
  • «رقم سرى» يناقش قضايا التكنولوجيا والابتزاز الإلكتروني
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • الشائعات وتداول المعلومات
  • عبير صبري أحدث المنضمين لمسلسل شباب امرأة مع غادة عبد الرازق
  • راغب علامة يرد على المكالمة المفبركة المنسوبة له
  • كريم محمود عبدالعزيز: «الهنا اللى أنا فيه» كوميديا تحترم عقل المشاهد
  • كفاية استغلال لاسمي.. ياسمين عبدالعزيز ترد على أخبار رجوعها للعوضي
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات