عمرو صبحي يكتب: الطيران المدني في خدمة اهداف التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
يلعب قطاع الطيران العالمي دورًا في 15 من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، بعضها بطرق صغيرة والبعض الآخر له تأثير أكبر بكثير.
لا للفقر هو الهدف الأول والأسمي من اهداف التنمية المستدامة للبشرية ويتمثل القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان بالعالم هدف في منتهي الأهمية من النواحي الانسانية وعلي سبيل المثال لتحقيق هذا الهدف جمعت شركات الطيران حول العالم و اليونيسف Change for Good 150 حيث قامت بتجميع مليون دولار من خلال جمع العملات المعدنية من الركاب ، مما يساعد على إنقاذ وتحسين حياة ملايين الأطفال حول العالم.
على الرغم من أن النقل الجوي يلعب دورًا محدودًا في مساعدة أولئك الذين يعيشون في فقر مدقع ، فإن تحسين الاتصال يساعد في بناء التنمية الاقتصادية التي بدورها ترفع مستويات المعيشة من خلال خلق وظائف في صناعة النقل الجوي بشكل مباشر ، وكذلك في قطاعات أخرى بشكل غير مباشر ، مما يوفر فرص عمل لـ 65.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
كما تشير التقديرات إلى أن 57٪ من السياح حول العالم يسافرون إلى وجهتهم عن طريق الجو ، مما يساعد على دعم التوظيف في صناعة السياحة. كما تمثل التحويلات )الأموال التي يرسلها المواطنون العاملون في الخارج إلى البلدان النامية( الدخل الأجنبي الحيوي /العمله الصعبه).
ويشير البنك الدولي أنه تم إرسال حوالي 429 مليار دولار في شكل تحويلات في عام 2016. وأصبحت الروابط الرئيسية ممكنة من خلال النقل الجوي السريع. وعلى ذلك العمل تفخر شركة ATR لصناعة الطائرات التوربينية بتعدد استخدامات طائراتها للوصول إلى المجتمعات النائية الفقيره لتوصيل مساعدات الغذاء والايواء، مما يفتح طرقا غير مناسبة للمحركات النفاثة الأكبر حجما ، ولكنها حيوية للأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات جوية في تلك الاماكن التي قد تفتقر الي وجود بنيه اساسيه لاستقبال الطائرات من حيث وجود المطارات وخدمات الملاحه المختلفه.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة فيرجن أتلانتيك تستثمر في المجتمعات الفقيرة في إفريقيا والهند والصين من خلال برنامج القرى WE ، حيث تستثمر في التنمية طويلة الأجل للتخفيف من حدة الفقر. وفي نفس السياق ،أنشأت شركة بروكسل إيرلاينز مؤسسة بي التي تركز على التخفيف من حدة الفقر في إفريقيا.
من ناحية اخري، تأتي مؤسسة طيران الإمارات الخيرية في صدارة أعمال اهداف التنمية المستدامة النوعية ، فهي منظمة خيرية غير ربحية تهدف إلى تحسين نوعية حياة الأطفال في الاماكن الفقيرة ، بغض النظر عن الحدود الجغرافية أو السياسية أو الدينية.
القضاء على الجوع يعتبر الهدف الثاني من اهداف التنمية المستدامة ايضا وتحقيق الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة .
يتم توصيل أكثر من 70 ألف طن من المواد الغذائية والسلع عن طريق الجو كل عام لإغاثة ضحايا الفيضانات والصراعات والأزمات الصحية والتي كانت في اوجها العام المنصرم ٢٠٢٠ واثناء وجود جائحة كورونا.
ينقل الطيران المنتجات الزراعية القابلة للتلف كل يوم.
بالإضافة إلى ذلك ، يدعم الطيران إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية إلى المناطق التي دمرتها الكوارث الطبيعية والحروب ، وكما هو ظاهرا الان يسطع نجم وصول المساعدات الانسانيه لقطاع غزة من خلال الطائرات الاجنبيه ومطار العريش في جمهورية مصر العربية، من خلال برنامج الغذاء العالمي والجمعيات الخيرية الأخرى منظمة غوث اللاجئين التابعة للامم المتحدة. يتمتع الطيران بقدرة فريدة على نقل الإمدادات الأساسية لمسافات شاسعة بسرعة كبيرة مقارنة بوسائل الدعم اللوجستي الاخري. أمثلة على العمل ينسق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة لنقل الإمدادات الغذائية الحيوية بسرعة وأمان إلى المناطق التي ضربتها الحروب أو الكوارث الطبيعية.. كما تشارك مؤسسة إيرباص مع المنظمات الإنسانية ، مثل منظمة العمل ضد الجوع وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ، لتقديم المساعدات الغذائية إلى المناطق التي ضربتها المجاعة.
الهدف الثالث: الصحة الجيدة والرفاهية ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع الأعمار . وعلي سبيل المثال يتم إرسال حوالي 99٪ من (الشحنات الطبية العاجلة) فيًً البرازيل بما في ذلك الأعضاء الحيوية والدم عن طريق الجو مجانا من خلال مشروع تدعمه 15 شركة طيران برازيلية. كما ان لقاحات كورونا التي يتم شحنها تستخدم النقل الجوي فقط وبشكل حصري.
ينصب التركيز الرئيسي في أهداف التنمية المستدامة هذا لمعظم وسائط النقل على السلامة. يتمتع الطيران بسجل حافل ، حيث يعمل على تطوير ثقافة سلامة قوية امتدت في جميع أنحاء الصناعة. في حين أنه لا يمكننا الاسترخاء في هذا المجال ، إلا أنه شيء يفخر مجتمع الطيران بأكمله بدعمه. بالإضافة إلى ذلك ، من خلال الاستفادة من ميزة السرعة ، يعزز الطيران الوصول إلى الرعاية الطبية الحيوية من خلال استخدام طائرات الإسعاف الجوي في المجتمعات النائية ونقل الإمدادات الطبية الحساسة للوقت ، مثل اللقاحًًات يلعب الطيران أيضا دورًرًا رئيسياً في الإغاثة من الكوارث وتخفيف الاثار المدمرة للحروب
العمل اللائق والنمو الاقتصادي هو المن الاهداف الاخري (الثامن) من اهداف التنمية المستدامة . تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع من اولويات التنمية .يدعم النقل الجوي أكثر من 63 مليون وظيفة حول العالم و 2.7 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ، ٪3.5 من الإجمالي العالمي ويرتبط صناعيا باكثر من الاف الصناعات المختلفه سواءا الدقيقه والمعقدة . بالإضافة إلى توفير فرص عمل ماهرة وعالية القيمة في كثير من الأحيان ، ومن ناحية اخري ،يدعم الطيران بعض المجالات الرئيسية للتنمية الاقتصادية من خلال الاتصال الذي يوفره. ويشمل ذلك نقل حوالي ثلث التجارة العالمية من حيث القيمة و 54٪ من السياح حول العالم .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اهداف التنمیة المستدامة النقل الجوی حول العالم من خلال
إقرأ أيضاً:
التنمية المستدامة: مفتاح بناء مستقبل مزدهر ومتوازن
في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها العالم اليوم، باتت التنمية المستدامة محور اهتمام الدول والمؤسسات العالمية، فهي ليست مجرد مفهوم اقتصادي أو بيئي، بل رؤية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة للجميع دون استنزاف موارد الكوكب أو الإضرار بحقوق الأجيال القادمة.
ما هي التنمية المستدامة؟تعرف التنمية المستدامة بأنها عملية تنموية تهدف إلى تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. وتقوم على ثلاثة أبعاد رئيسية:
1. الاستدامة البيئية: الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل التلوث وحماية التنوع البيولوجي.
2. الاستدامة الاقتصادية: تعزيز النمو الاقتصادي مع تحقيق العدالة في توزيع الثروات والفرص.
3. الاستدامة الاجتماعية: تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية وضمان وصول الجميع إلى التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية.
1. الحفاظ على الموارد الطبيعية:
- تساهم التنمية المستدامة في حماية الموارد المحدودة مثل المياه والطاقة والتربة من الاستنزاف، مما يضمن توفرها للأجيال المقبلة.
- تساعد في مواجهة التحديات البيئية مثل التغير المناخي، والتصحر، وندرة المياه.
2. تحقيق العدالة الاجتماعية:
- تهدف التنمية المستدامة إلى تقليص الفجوات بين الأغنياء والفقراء، وضمان حصول الجميع على فرص متساوية.
- تعزز المساواة بين الجنسين وتمكين الفئات المهمشة في المجتمعات.
3. تعزيز النمو الاقتصادي:
- تدعم التنمية المستدامة نماذج اقتصادية تعتمد على الابتكار والكفاءة، مما يحفز النمو مع تقليل الهدر.
- تخلق فرص عمل في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، وإدارة الموارد، والزراعة المستدامة.
4. تحسين جودة الحياة:
- من خلال توفير خدمات صحية وتعليمية مستدامة، تساهم التنمية المستدامة في تحسين رفاهية الأفراد والمجتمعات.
- تسعى إلى بناء مدن ومجتمعات مستدامة توفر بيئة آمنة وصحية للعيش.
5. تعزيز الاستقرار العالمي:
- تقلل التنمية المستدامة من النزاعات المرتبطة بالموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة.
- تعزز التعاون الدولي لحل القضايا العالمية المشتركة.
رغم أهميتها، تواجه التنمية المستدامة العديد من التحديات:
- التغير المناخي: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات البيئية إلى تهديد الموارد الطبيعية.
- النمو السكاني: يضغط النمو السكاني السريع على الموارد الطبيعية والخدمات الأساسية.
- نقص الوعي: تحتاج التنمية المستدامة إلى دعم مجتمعي واسع النطاق، وهو ما يتطلب نشر الوعي بأهميتها.
- البعد الاقتصادي: قد تكون تكلفة التحول إلى نماذج مستدامة عبئًا على بعض الدول النامية.
1. التعاون الدولي:
- أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 هي خارطة طريق لتحقيق 17 هدفًا عالميًا، تشمل القضاء على الفقر، وحماية البيئة، وتعزيز الصحة والتعليم.
2. الابتكار والتكنولوجيا:
- يشكل الابتكار دورًا محوريًا في تطوير تقنيات صديقة للبيئة، مثل الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والزراعة الذكية.
3. سياسات وطنية:
- تعمل الدول على تبني سياسات تدعم استخدام الموارد بكفاءة، وتقلل من الانبعاثات الكربونية، وتعزز التوازن بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة.