مصر تواصل ملحمة إغاثة الأشقاء.. واستمرار تدفق المساعدات عبر الجسر البري
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
يواصل التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى جهوده لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء فى غزة؛ لتخفيف أعباء الحرب التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى على القطاع، وأسفرت عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين، فى إطار مد جسر برى متواصل من المساعدات بواقع 50 قاطرة يومياً ودون حد أقصى، محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والإغاثية والعلاجية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية لدولة فلسطين الشقيقة، وهو ما يتم بشكل مستمر فى إطار دعم وتضامن المصريين، قيادة وشعباً، مع القضية الفلسطينية.
ووفقاً لآخر موقف للمساعدات العابرة من خلال معبر رفح البرى لغزة، كشف محمود فؤاد، نائب رئيس جمعية الأورمان، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، عن دخول نحو 25 شاحنة تابعة للتحالف أمس، مشيراً إلى أن الهلال الأحمر المصرى هو المسئول عن دخول المساعدات الدولية القادمة من خلال مطار العريش، وأن التحالف تمكن من إرسال ما يقارب 200 شاحنة على مدار الأسبوع الماضى، وساهمت جمعية الأورمان بـ8 شاحنات، وأضاف عضو التحالف الوطنى، فى تصريح لـ«الوطن»، أن المساعدات الإغاثية التى يقدمها التحالف تضم مستلزمات طبية عاجلة، ملابس وأغطية الشتاء، مواد غذائية سهلة الفتح، إلى جانب المياه، وألبان الأطفال، مؤكداً أن تدفق المساعدات مستمر بشكل يومى من خلال معبر رفح البرى.
بدوره، أكد الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصرى، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، استمرار الجسر البرى الخاص بمساعدات التحالف من أجل دعم النازحين داخل قطاع غزة، مشيراً إلى دخول ما يقرب من 98 شاحنة على مدار الـ48 ساعة الماضية، فيما استقبل مطار العريش 114 طائرة محملة بالمساعدات من 35 دولة، شاركت فيها مؤسسات دولية من بينها منظمة الصحة العالمية، اليونيسيف، الصليب الأحمر، أطباء بلا حدود، مسلمون حول العالم، مؤكداً أن التحالف يواصل إرسال المساعدات إلى معبر رفح بشكل شبه يومى فى إطار مد الجسر البرى من المساعدات، الذى يستهدف إرسال 50 قاطرة يومياً.
استمرار الجهود الهادفة لكسر الحصار المفروض على غزة.. ودول العالم تتبنى الرؤية المصريةوأشار «ممدوح» إلى استمرار الجهود الخاصة التى تستهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وتبنى العديد من دول العالم لوجهة النظر المصرية، وهو ما يعد نجاحاً يضاف إلى سجل نجاحات الدولة المصرية فى إدارة هذا الملف، مؤكداً أن هناك تغييراً فى وجهة نظر العديد من دول العالم والمؤسسات الدولية التى كانت فى بداية الأمر تتبنى وجهة نظر سلطات الاحتلال، ولكن عقب تبنى مصر موقف الدفاع عن غزة، فى مواجهة الاحتلال الغاشم، المنتهك للقوانين والمعاهدات الدولية، تغير الموقف، وتدفقت المساعدات الدولية على مطار العريش، مؤكداً أن مصر ساهمت فى أكثر من 70% من المساعدات المقدمة إلى قطاع غزة.
بدوره، أعلن بنك الشفاء المصرى، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، إرسال 8 شاحنات ضمن الجسر البرى للمساعدات، مشيراً إلى أن المساعدات تضم 110 أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية، تحتوى على 1556488 قطعة من المساعدات الطبية، فيما أعلنت مؤسسة «أهل مصر»، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، تجهيز قافلة مكونة من 12 شاحنة لمساندة الطاقم الطبى ومصابى غزة، مجهزة بأدوية للرعاية الحرجة، أدوية للأطفال، مستلزمات طبية، مستلزمات وبنج للعمليات الجراحية، أجهزة طبية، مياه معدنية، طعام ولبن أطفال، حفاضات أطفال وكبار، وأشارت المؤسسة، فى بيان، إلى أنّ مستشفى «أهل مصر لعلاج الحروق» أعلن حالة الطوارئ منذ بداية الحرب على غزة، استعداداً لعلاج مصابى غزة، مؤكداً الجاهزية داخل أول مستشفى متخصص فى علاج الحروق بمصر والشرق الأوسط وأفريقيا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة من المساعدات
إقرأ أيضاً:
اللجوء.. وكرم شعب
على خلفية مشاهدتي لبعض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الذى اختتم فعاليات دورته الخامسة والأربعين يوم الجمعة الماضي، ناقش أحد الأفلام المعروضة قضية اللجوء إلى الدول الأوروبية هربا من الحروب والويلات وعدم الاستقرار فى بعض البلدان، الفيلم الفرنسي "قابل البرابرة" يدور حول اضطرار بلدة فرنسية بقبول عدد من اللاجئين من أوكرانيا، ولما لم يتبق منهم أحد بعد لجوئهم إلى مدن أخرى تبقت أسرة قادمة من سوريا، فاضطر المجلس المحلي للبلدة على التصويت على قبولهم بالرغم من تحفظات البعض.
واجهت الأسرة السورية الكثير من المتاعب والتنمر والاضطهاد الذى كاد أن يتسبب فى طردهم، قبل أن يحدث موقف إنساني لحالة ولادة طارئة تتدخل فيه ابنتهم الطبيبة لتنقذ الأم والوليد، ليضطر رب الأسرة الذى كان كارها لوجود الأسرة السورية، إلى تقبلهم على مضض نزولا على رغبة زوجته وتهديدها له بأن عليه الاختيار بينها وبين بقاء هؤلاء اللاجئين.
ذكرني ما حدث مع هذه الاسرة السورية ومع ما حدث ومازال يحدث من حوادث عنصرية فى بعض البلدان الأوروبية تجاه اللاجئين وحتى بعض المقيمين هناك، وبين ما يحدث فى مصر من فتح ذراعيها لكل لاجئ لها رغبة فى العيش بأمن وأمان للفارين من هول النزاعات والانقسامات والحروب، وإذا كانت مصر الدولة التى لا تتخلى أبدا عن دورها باعتبارها لأخت الكبرى لكل الأشقاء، فإن هذا الدور ينسحب أيضا على الشعب بأكمله، الذى لم يتذمر ولم يتعامل بقسوة مع من اعتبرهم ضيوفه حتى لو تجاوز عددهم 9 ملايبن، وهو ما يعادل تعداد بعض الدول.
قبل سنوات طويلة استقبلت مصر الأشقاء من الكويت عقب الغزو العراقي للكويت فى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وبعدها استقبلت الأشقاء من العراق، وهم حتى الآن مازالوا جيراننا ويتملكون عقارات، ثم بعد ذلك الأشقاء من اليمن وسوريا، أما بالنسبة للأخوة من فلسطين فهم على مر السنين يعيشون بيننا، وأخيرا هذه الأعداد الكبيرة من النازحين من السودان بعد الاضطرابات التى سادتها منذ عامين تقريبا.
كل من يعيش على أرض مصر فهو آمن، فلا اضطهاد ولا تنمر ولا مضايقات تذكر، وهؤلاء جميعا يعيشون ويعملون ويتعلم أبناؤهم فى المدارس المصرية، بل إنهم لديهم مشروعات استثمارية ومحلات ولنا فى المطاعم السورية المنتشرة فى معظم أحياء القاهرة خير دليل، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار والتضخم المتزايد الذى يعاني من آثاره المصريون، إلا أنهم لم يضيقوا بالضيوف، الذين تسبب وجودهم فى ارتفاع الإيجارات بشكل غير مسبوق وكذا ارتفاع أسعار العقارات والمواد الغذائية، وكما قال النائب علاء عابد أثناء مناقشة قانون لجوء الأجانب الأسبوع الماضي، فإن العقارات زادت بنسبة كبيرة والشقة التى كان سعرها مليون جنيه أصبح الآن سعرها خمسة ملايين جنيه، ومع ذلك مصر "لا قفلت ولا هتقفل بابها فى وش حد".
سلوكيات الناس فى الشارع مع الأشقاء من السودان الذين نزحوا بأعداد كبيرة، تنم عن كرم وإنسانية، فتجد من يدلهم عن الطريق وعن المواصلات ويساعد كبار السن منهم ويتعاطف مع صغارهم، هذه هى مصر وهذا شعبها.. صدق بها قوله سبحانه وتعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".