عثمان محمد علي.. أستاذ صناعة الكلمة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
يُعد ابن مدينة الإسكندرية الفنان عثمان محمد علي، الذي رحل عن عالمنا مساء أمس الأحد، عن عمر ناهز 88 عامًا، أحد أهم نجوم الصف الثاني، كان دائمًا وجوده مؤثرًا في أي عمل فني، كما يُجيد اختيار أدواره بعناية شديدة، برغم أنه لم يحظَ بدور البطولة طوال مشواره الفني، لكنه فنان مؤثر جدا، سجل كلمات ومرادفات القرآن الكريم كاملا بأحد الاستوديوهات لمدة ثلاث سنوات، وقد ساعده ذلك في إتمامه لحفظ كتاب الله وهو في الرابعة عشرة من عمره أو أقل.
ولد الفنان عثمان محمد علي، في الثالث عشر من أبريل عام 1935، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأ حياته مستشارًا في كلية الإعلام لتصحيح اللغة والنطق أمام الكاميرا، ثم عمل بأحد البنوك في مدينة الإسكندرية، وأستاذًا بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية التابع لأكاديمية الفنون، ثم تزوج وأنجب المهندس والفنان هشام محمد علي، والفنانة سلوى محمد علي، فقد تتلمذ على يده كوكبة من الفنانين الذين أصبحوا نجوما وأسماء لامعة في سماء الفن كان أبرزهم الفنانين: محمد وفيق، ومحمود عبدالعزيز، وكوثر العسال، وإسماعيل محمود، وعزيزة راشد، وغيرهم.
وقال عنه الفنان صلاح عبد الله: لقد شرفت بالعمل معه أكثر من مرة، فكان دائمًا الأخ الأكبر، الطيب الهادئ، الناصح الصالح، المتصالح المتسامح المحب للجميع المحبوب جدا من كل من تعامل معه.
وكانت بدايته الفنية عبر الكثير من المسلسلات الإذاعية في إذاعة الإسكندرية، فقد شارك فى أول مسلسل إذاعي بعنوان "حب وإلهام" عام 1954، وأيضا "للحب رأي آخر"، و"ومهاجر إلى الصعيد"، و"الفنان والوهم"، أتبعهم مجموعة من المسلسلات الدرامية الأخرى منها: "الضوء الشارد، ولن أعيش في جلباب أبي، والعراف، والسيرة العاشورية "الحرافيش 2"، وأفراح ابليس، والأدهم، ورأفت الهجان، وعائلة الحاج متولي، وحارة المحروسة، وأبنائي الأعزاء شكرا، ويتربى فى عزو، والإمام الشافعي، والقضاء في الإسلام، وأبو حنيفة النعمان، والفرسان الأبطال، وعصر الأئمة، ولا إله إلا الله، والعطار والسبع بنات، وأبيض وأسود، وأهل الرحمة" وغيرها، إلى جانب أفلامه السينمائية: "دنيا، وشجيع السيما، وشبكة الموت، وثمن الغربة" وغيرها من الأعمال التي لاقت نجاحًا كبيرًا.
يحتل الفنان الراحل نور الشريف مكانة كبيرة في حياة الفنان عثمان محمد علي، فقدما سويا مسلسلين بعنوان: "عائلة الحاج متولي"، و"لن أعيش في جلباب أبي"، وكانا من أنجح الأعمال الدرامية التي لاقت استحسان المشاهدين، وأكد "عثمان" في إحدى لقاءاته التلفزيونية أن الفنان نور الشريف فنان شامل وأستاذ لم يبخل على زملاءه الفنانين بشيء، بل أتاح لهم الفرصة أمام الكاميرا بمعاونته.
يظل مسلسل "الفرسان" من الأعمال الدرامية التاريخية المُحببة لقلب الفنان عثمان محمد علي، التي حققت نجاحًا كبيرًا، وقدم خلاله دور السلطان "جلال الدين"، فقد رشح المخرج حسام الدين مصطفى الفنانين محمود ياسين، وجلال الشرقاوي، لكن إعتذرا عن هذا الدور نظرًا لأنه ليس بطولة مطلقة، ويقتصر الدور في الظهور على مدار 10 حلقات فقط، لكن للفنان حمدي غيث رأي آخر، فأسند هذا الدور للفنان عثمان محمد علي بعد موافقة مخرج العمل عليه، وكان من أروع الأدوار الذي قدمها في الدراما التاريخية؛ ومن أحد أسباب نجاح هذا العمل أنه كان باللغة العربية المبسطة، وقد استطاع مؤلف العمل سامي غنيم مزج اللغة العربية في المسلسل حتى يتمكن الممثل من إيصال الفكرة والمعلومة للمتلقى.
وقد شارك في بطولة المسلسل الفنانين: أحمد عبدالعزيز، وأحمد ماهر، ومادلين طبر، وشيرين، ونوال أبو الفتوح، ومشيرة إسماعيل، وكريمة مختار، وحمدي غيث، ورشوان توفيق، وجمال إسماعيل، وسعيد عبدالغني، وأحمد خليل، وسيد زيان، وسناء شافع، ومحمد السبع، ورياض الخولي، وجمال عبدالناصر، وآخرون، والذي عُرض في العام 1995.
وكانت آخر أعماله الدرامية مسلسل "حي السيدة زينب" الذي عرض في أكتوبر 2021، من تأليف أحمد صبحي، وإخراج محمد النقلي، وشاركه البطولة الفنانين: سوسن بدر، وأشرف عبدالغفور، ومحمود عبدالمغني، وفراس سعيد، وريهام سعيد، ولبني ونس، وحجاج عبدالعظيم، وسامي مغاوي، وأحمد وفيق، وحسام داغر، ومنير مكرم، ورضا ادريس، وآخرون.
كرمه مهرجان القاهرة للدراما في دورته الثانية بمدينة العلمين، والذي أقيم في أغسطس 2023 عن مجمل أعماله الفنية، بالإضافة إلى تكريمه من أكاديمية الفنون برئاسة الدكتورة غادة جبارة، في الدورة الثالثة بملتقى حصاد الفن، التى أقيمت أيضا في سبتمبر 2023.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عثمان محمد علي مدينة الإسكندرية المعهد العالي للفنون المسرحية كلية الاعلام أكاديمية الفنون سلوى محمد علي الضوء الشارد نور الشريف حي السيدة زينب الفرسان رأفت الهجان عائلة الحاج متولي الفنان عثمان محمد علی
إقرأ أيضاً:
كتاب “تشريح إعلامي”.. آراء عن صناعة المحتوى وإستراتيجيات وتحديات الإعلام
وقع الإعلامي محمد الشقاء كتابه الجديد “تشريح إعلامي” في معرض الكتاب الدولي في جدة حيث حظي بحضور واهتمام من الوسط الإعلامي والمهتمين بالقضايا الإعلامية وصناعة المحتوى.
الكتاب الذي يقع في نحو 145 صفحة وصادر عن دار جداول للنشر يحوي آراء المؤلف في صناعة المحتوى وإستراتيجيات وتحديات الإعلام كما يحتوي على أربعة أبواب.
الشقاء ناقش في كتابه جملة من الموضوعات توزعت بين إستراتيجيات الاتصال، والإعلام في مؤسساتنا الإعلامية، وحتى إدارات الإعلام في منظّماتنا الحكومية والخاصة، وأيضًا ما يتعلق بصناعة المحتوى، إضافة إلى التّحديات التي تواجه الإعلاميين، والموضوعات عن الثّقافة الإعلامية التي يرى ضرورة أن يتسلَّح بها الإعلاميون وخاصة الجدد منهم.
وحاول الإعلامي محمد الشقاء أن يكون سرده مختصرًا وخاليًا إلى حد ما من لغة التوجيه، وقام بسرد بعض المواقف والتجارب التي شاهدها أو عاشها خلال مشواره الإعلامي، كما حاول من خلال الموضوعات المطروحة أن ينطلق بفكرة مختلفة وقضية ذات قيمة لدى المنتمين للإعلام والاتصال بشكل عام.
ويشير المؤلف إلى أن صناعة وإنتاج المحتوى أعظم تحدٍ لإدارات ومراكز الإعلام في منظّماتنا الحكومية أو الخاصة، وهو النتاج الذي لا يستوعب أو يفهم حجم تأثيره وقوته صُنّاع القرار بتلك المنظمات؛ لاختلاف تخصصهم؛ فكثير منهم لا يهمه المحتوى والمخرج بقدر ما يهمه ما يحققه ذلك لأهداف جهته، ولا يشعر بأهمية وجودة المخرجات الإعلامية أو التسويقية إلا مَن هو في إطارها ويعمل في مجالها؛ لذا قلّ أن يفهم صناع القرار الدور المهم لمراكز وإدارات الإعلام، بل إن بعضهم يتخّوف من هذا الدور، ويجعله في آخر اهتماماته، جرّاء ضعف الثقة أو الخوف من محتوى قد يتسبب في إحراجه منظمته، فتجده يختار الطريق الأسلم، وهؤلاء قلة؛ لكنهم يتحملون تراجع جهاتهم إعلاميًا، وضعف التسويق لمخرجاتهم مقارنة بغيرهم، من هنا تظهر جليًا أهمية فهم الدور الحقيقي لإدارات أو مراكز الإعلام أو إدارات التسويق وتأثيرها البالغ في إظهار مؤسساتنا بالشكل المناسب ودورها الكبير في رسم الصورة الذهنية وتحقيق الأهداف المتضمنة في إستراتيجياتها، انطلاقًا من الإستراتيجية الاتصالية، وأهدافها التي هي بالأصل مستمدة من الإستراتيجية الكبرى المنظّمة.
اقرأ أيضاًالمنوعاتفي ظل مخاوف انخفاض الطلب و”الفائدة الأمريكية”.. النفط والذهب يتجهان لتسجيل تراجع أسبوعي
وبيّن أن على كاتب المقال إن أراد أن يكون ذا قيمة وتأثير؛ أن يأتي بفكرة جديدة مثيرة للانتباه والاهتمام، كما أنه مُطالب بنقل تجربته ومعرفته وفكره للمجتمع ولصناع القرار.
وتطرق الشقاء إلى “الذّكاء الاصطناعي” الذي أصبح يقوم بمعظم أعمال صانعي المحتوى، ويُعتبر مرجعًا موثوقًا يحوي معلومات دقيقة يمكن الاستناد إليها والإشارة إليها في محتواها الصحفي، وفي هذا إشكالية يجب التنبه لها، وهي أن مخرجات الذكاء الاصطناعي ما هي إلا مصادر (تحتاج إلى تدقيق)، ولا تُقارن بمحركات البحث الاعتيادية؛ فهذه الأخيرة عادة نتائجها صحيحة؛ لأن المصدر والمرجع واضح وبعضه مرتبط بالصفحات الرسمية للجهات صاحبة المعلومات الأصلية، ويمكن القول: إن الذكاء الاصطناعي ليس ذكيًا على كل حال، فهو يعتمد على مدخلات ويخرج بنتائج لمعلومات وحقائق متداخلة، وطريقة عمله أشبه “بـحاطب ليل”، فهو لا يستخدم عقله وذاكرته، بل عينيه في توليد المعلومة.
ومما جاء في الكتاب أن الصحافة الاستقصائية فنّ عظيم لم يعد حكرًا على المؤسسات الصحفية، بل وُجد صحفيون يمارسون ذلك على منصّاتهم ونجحوا، وحاولت مؤسسات إعلامية الاستحواذ عليهم؛ خاصة بعض القنوات الإخبارية، ولا شك أن الصحافة الاستقصائية تحتاج إلى جهد وعمل مُضن ٍ كبير ولا تتوقف مصادرها على المصادر المفتوحة، بل تتعداها إلى الملفات المغلقة ودهاليز المنظمات والبيانات الضخمة المتاحة، وإلى كل معلومة ووثيقة مختبئة لم يسبق أن رأت النور، وأكّد محمد الشقاء حاجة مؤسساتنا الصحفية إلى مزيد من الصحفيين الاستقصائيين، وإلى توسيع دائرة هذا الفن وتشجيعه، واكتشاف المزيد من المهتمين بهذا الشأن، سواءً في جامعاتنا أو من خلال البحث عن من لديه علامات نضج بتبنيه وتحفيزه من خلال ابتعاثه وتدريبه من قبل الهيئات والمنظمات المعنية؛ لأن مثل هؤلاء هم من سيكونون واجهة البلد الإعلامية ووجهها المشرق وخط دفاعها الإعلامي الأول مستقبلًا.
من جانب آخر دشن الإعلامي الشقاء في ذات اليوم كتابه الأخير “مع محمد الوعيل.. ذكريات وحكايات” والصادر عن دار صوت المؤلف الذي وثق فيه الكاتب حياة ومسيرة ومهنية الراحل الوعيل وذكريات الشقاء معه خلال عمله معه في عدة محطات صحفية.