المسلة:
2025-03-20@01:45:17 GMT

سباق بين خيارات الحرب والسلام.. على وقع حرب غزة

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

سباق بين خيارات الحرب والسلام.. على وقع حرب غزة

13 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال إتصال هاتفي أجراه يوم الخميس الماضي، مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهو الثاني بينهما خلال أسبوع واحد، إن توسيع نطاق الحرب أصبح أمراً لا مفر منه بسبب ارتفاع حدة الهجمات ضد المدنيين في غزة.

تتحدث الدبلوماسية الإيرانية عن خيارات مفتوحة على شتى الإحتمالات في الإقليم، وتُكرّر القول إن المنطقة تقف علی “برميل بارود” بسبب “حرب الإبادة الإنسانية” في غزة؛ وفي ذلك الموقف، ثمة من يُوجّه رسائل إقليمية ودولية بضرورة الضغط علی الكيان المحتل لوقف حرب الإبادة وبالتالي ضرورة التوصل إلى وقف نار فوري يُبعد عن المنطقة كأس التدحرج العسكري الشامل.

ما وصل إلى طهران من رسائل جوابية من جهات مختلفة، ومن واشنطن تحديداً، تتحدث عن مساعي تُبذل لوقف اطلاق النار لكن ذلك لم يكن كافياً، كما عبّر عنه وزير الخارجية الإيراني بسبب استمرار الحرب وتبني الإدارة الأمريكية مضمون الروايات الإسرائيلية من دون التحقق الميداني منها. في الوقت نفسه، يُمكن رصد اتجاهين داخل إيران، في ما يخص التعاطي مع أحداث غزة و”طوفان الأقصی”. الأول؛ اتجاه مُتيقن من امتلاك إيران كافة وسائل القوة التي تؤهلها لخوض المعركة الحاسمة مع الكيان الإسرائيلي بشراكة كاملة مع جميع عناصر “المحور” الذي تتزعمه طهران في الإقليم ولا سيما منها الدول المحيطة بالأراضي الفلسطينية المحتلة. أما الإتجاه الثاني، فيدعو إلی عدم التورط في حرب إقليمية في ظل أوضاع إيران الإقتصادية الداخلية الصعبة. لكن القيادة الإيرانية التي تراقب التطورات عن كثب تعتقد أن أي خطأ في “تقدير الموقف” أو أي خطوة غير محسوبة النتائج قد تكون نتيجتها حرب شاملة لا تُذر ولا تُبقي ويصعب السيطرة عليها. لذلك، هناك رؤية وضعتها المقاومة الفلسطينية في سياق عملية “طوفان الأقصی” يجب المحافظة عليها بما يخدم القضية الفلسطينية في عنوانها العريض وأهدافها الاستراتيجية. وبطبيعة الحال، فإن أي موقف يصدر عن إيران إنما يُؤثر علی بقية فصائل “محور المقاومة”، برغم الاتجاه العام لدی طهران لترك هامش لكل فصيل من الفصائل الحليفة لها لاتخاذ الموقف الذي يراه مناسباً إستناداً إلى قراءته للتطورات الميدانية والسياسية في آن معاً.

وفي ظل هذه المناخات، تتبع إيران سياسة “الغموض البنّاء”، خطوة مقابل خطوة، استناداً إلى سلوك الكيان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية؛ في الوقت الذي تفتَح فيه كافة القنوات السياسية والدبلوماسية من اجل منع اتساع رقعة الحرب، في ظل تقديرات بأن إسرائيل تسعى لتوريط أمريكا في الحرب ضد “المحور” كمخرج يحفظ لها ماء الوجه ويعطيها مبرراً أكبر لضرب المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في قطاع غزة، لا سيما وأننا أمام حشد غربي وأمريكي وأطلسي ندر أن يتواجد في المنطقة وبالتالي هذه فرصة تاريخية لا يجوز تفويتها طالما أن الكيان العبري أثبت مُجدّداً أنه ما زال يُشكل قاعدة متقدمة لحفظ المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط.

ويسود اعتقاد أن الكيان يريد لتوسيع الحرب في المنطقة أن تُشكل غطاءً للمعركة التي دخلت أسبوعها السادس ضد حماس في قطاع غزة وصولاً إلى فرض استسلام المقاومة الفلسطينية من خلال الآتي:
أولاً؛ رفع حركة حماس الراية البيضاء.
ثانياً؛ اخراج المقاتلين وقادة الفصائل المقاومة من قطاع غزة كما حصل في أعقاب إجتياح بيروت في العام 1982.
ثالثاً؛ الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين ومتعددي الجنسية أو حاملي الجنسية الواحدة.
رابعاً؛ عودة قطاع غزة إلى حاكمية السلطة الفلسطينية.

لكن هذا السيناريو فيه نوع من السذاجة السياسية والعملانية التي تنسجم مع عقلية حكومة الحرب التي شكّلها بنيامين نتنياهو لمعالجة تداعيات “طوفان الأقصی” ولا تنسجم مع وقائع المرحلة الراهنة.

لقد سقط سيناريو ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية والذي كان قد بشّر به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نيابة عن إسرائيل في جولته الإقليمية الأولی، غداة 7 أكتوبر/تشرين الأول، كونه يشبه إلی حدٍ بعيدٍ سيناريو حكومة الحرب الإسرائيلية الذي ذكرناه آنفاً.

وكان لافتاً للإنتباه تقدم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بمبادرة تنسجم مع الأجواء الإقليمية المعنية. وهذه المبادرة التي يجب أن تحظی بموافقة غربية – يقول ميقاتي – تقوم علی ثلاث مراحل:
الأولی؛ وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام مقابل اطلاق حركة حماس عدد من الرهائن؛ وفتح المعابر لادخال المساعدات الغذائية والطبية.
الثانية؛ إذا نجحت هذه المرحلة وتم صمود وقف اطلاق النار لمدة 120 ساعة تبدأ مرحلة تبادل المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ببقية الرهائن الإسرائيليين.
الثالثة؛ العمل علی عقد مؤتمر دولي يستند إلی فكرة حل الدولتين.

هذه المبادرة الميقاتية، وإن كانت قراءتها الأولی، توحي بأن لا سجادة حمراء تحتها بسبب رفض الكيان أي فكرة لا تقوم علی أساس “الدولة اليهودية” الواحدة؛ لكنها تستطيع أن تمتص تداعيات عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول وتعمل علی عدم اتساع رقعة الحرب. لكن هذه المبادرة أيضاً تحتاج إلى موافقة أمريكية غير متوفرة عند الادارة الحالية التي يصفها الكثيرون بالضعف والتردد وعدم القدرة علی اتخاذ القرارات الحاسمة والتقدم بخطوة مقابل التراجع خطوتين؛ خصوصاً أنها بدأت بالانخراط في معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في خريف العام 2024.

إلی أين نحن سائرون؟ سؤال لا أعتقد من السهولة والبساطة الإجابة عليه، وهو بالتأكيد يعتمد علی سلوك الولايات المتحدة ومدی رضوخها لإسرائيل واللوبي الذي يدعمها في داخل الولايات المتحدة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار

قالت صحيفة هآرتس في مقالها الرئيسي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكذب عندما يبرر استئنافه الحرب على قطاع غزة برفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق سراح بقية الأسرى المحتجزين لديها.

وأفادت أن نتنياهو دفع المطلوب لعودة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير إلى الحكومة مقدما، "ولكن ليس من جيبه الخاص، بالطبع، بل من دماء 59 أسيرا (إسرائيليا) الذين قد يكون مصيرهم قد حُسم باستئناف الحرب..".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وليام هيغ: لست معجبا لكن تأثير ترامب قد يكون إيجابياlist 2 of 2ما الذي قد يحدث إذا أصر ترامب على تطبيق أوامره التنفيذية؟end of list

ومما يجدر ذكره أن حزب الليكود بقيادة نتنياهو أعلن أن حزب "القوة اليهودية" بزعامة بن غفير سيعود إلى الائتلاف الحكومي، وذلك بالتزامن مع شنّ إسرائيل يوم الثلاثاء ضربات جوية واسعة خلفت ما يزيد على 400 شهيد فلسطيني.

وكان حزب "بن غفير" قد انسحب من الائتلاف في يناير/كانون الثاني احتجاجا على الهدنة مع حركة حماس في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي بيانه الذي أصدره الثلاثاء، زعم مكتب نتنياهو أن استئناف الهجمات على غزة جاء بعد رفض حركة حماس "مرة تلو أخرى إعادة مخطوفينا، وكذلك رفضها كل المقترحات التي تلقتها من المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف والوسطاء".

ولكن صحيفة هآرتس كتبت في مقالها أنه يجب القول، "بصوت عالٍ وواضح"، إن ما ورد في ذلك البيان "كذب"، وأكدت أن إسرائيل، وليست حركة حماس، هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية.

إعلان

وأردفت القول إن مكتب رئيس الوزراء كذب مرة أخرى عندما ذكر في بيانه أن الهدف من استئناف العدوان هو تحقيق أهداف الحرب كما حددتها القيادة السياسية، ومن بينها الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءَ كانوا أم أمواتا.

إسرائيل أخلفت وعدها بالانسحاب من محور "فيلادلفيا"، وقررت منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق المعابر الحدودية

وحذرت من أن الضغط العسكري الذي تمارسه إسرائيل ضد حركة حماس يعرِّض أرواح الأسرى والجنود الإسرائيليين وسكان غزة أيضا للخطر، ويؤدي إلى تدمير ما تبقى من القطاع الفلسطيني.

ولفتت إلى أنه كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى التي كان من المقرر أن تنتهي بالإفراج عن جميع الأسرى المتبقين في غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية هي التي رفضت ذلك.

وأضافت أن إسرائيل أخلفت وعدها بالانسحاب من محور "فيلادلفيا"، وقررت منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق المعابر الحدودية.

وخلصت الصحيفة إلى أن نتنياهو تخلى عن الأسرى لإنقاذ حكومته من الانهيار، ولم يعد هو ولا أعضاء ائتلافه الحاكم يكترثون لغضب عائلات الأسرى، "فبالنسبة لهم أن ما يهم هو الموافقة على ميزانية الدولة".

مقالات مشابهة

  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • اليمن يدين قصف استئناف الكيان الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة
  • الكيان الصهيوني وحروب المنطقة
  • تقرير: صمت المجتمع الدولي يمنح الكيان الصهيوني تفويضا مطلقا لتصعيد الإبادة في غزة
  • إيران تدين هجمات ومج..ا زر الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة
  • تعقب الفصائل الفلسطينية على استئناف الحرب على غزة
  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا
  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • «سيناء بين الحرب والسلام».. ندوة تثقيفية بفنون تطبيقية حلوان بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان
  • حديث أركو مناوي ..الذي نفذ في خضّم المعركة ورغم مرارات الحرب