صيحاتُ الموتِ تناديكم.. الرّصاصُ بانتظاركم.. لا مكانَ آمنًا يحميكم.. كل خيارات القتل أمامكم.. القلبُ والرأسُ هدفٌ مباحٌ لديكم.. أقلامكم وأصواتكم لن تمنع أقداركم المحتومة، كما لن تدافع عنكم.. أحلامكم قصيرة الأجل مثل أعماركم.
لا مفر من دفع ضريبة الحياة ثمنًا لنقل الحقيقة، ولا هروب من استحقاقات الدم الواجبة عليكم.
قدرك أيها الصحفي والإعلامي الفلسطيني، أن يكون مختلفًا عن الآخرين، حتى في طريقة قتلك، التي ليست من اختيارك.. أنتَ على موعدٍ مع الشهادة، فلا تخرج إلى عملك قبل أن تترك وصيتك الأخيرة، وتودِّع أحبابك بدموع اللاعودة.. احجز قبرك من الآن، وعليك الاختيار: أيّ مِيتةٍ تفضل؟
أنت وأنا وأنتم.. جميعنا، نعلم بشاعة الإرهاب «الصهيوني» المستمر على مدار ستة أسابيع، ليتخطى في بشاعته كافة أشكال الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب البربرية، متجاوزًا اللامنطق وكل القيم الإنسانية والأخلاقية.
إنكم أيها «الإعلاميون والصحفيون» لستم سوى أثمانٍ بخسة تُقَدَّم قربانًا على مذبح الحرية ونقل الحقيقة.. فلا تبتئسوا بما كانوا يصنعون، لأن الحياة البرزخية أفضل بكثير من العيش أسرى تحت وطأة محتلٍ غاصب.
ما عادت الذاكرة تتسع، ولم يعد القلب يحتمل أوجاعًا أخرى، بعد ارتقاء أكثر من 50 شهيدًا في سبيل «الكلمة والحقيقة»، مع أفراد عائلات بعضهم، وانضمامهم لقائمة الشهداء، ضحايا الخِسَّة والنذالة لجيش الاحتلال «الإسرائيلي».
ستة أسابيع تجاوز فيها شهداء فلسطين، بقطاع غزة، أكثر من 11 ألف شهيد، بينهم 70% من الأطفال والنساء، إضافة إلى 28 ألف مصاب.. حصيلة آلمتنا جميعًا، وأوجعت قلوب وضمائر الشعوب والأحرار حول العالم.
للأسف، تعجز الكلمات عن وصف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم، بكافة أطيافه، خصوصًا «ناقلو الأحداث» من قلب الموت والنار، لكن كلمات آخر الصحفيين الشهداء، كانت موجعة ومؤلمة، وتحمل من اللَّوم ما يندى له الجبين: «عندما نرتقي شهداء، سنشكو إلى الله خذلان العرب.. لنا الله».
أخيرًا.. لم تمنع «السترات الواقية» أو «الخوذات»، قصف الخزي والعار لأجسادهم الطاهرة، لكن دماء الصحفيين وعائلاتهم، كما غيرهم من الفلسطينيين، لن تذهب هدرًا أو تمر بلا حساب، بعد أن هزَّت الجرائم «الصهيونية» إنسانية العالم، ما قد يجعلها المسمار الأخير لزوال الاحتلال، الذي «يَرَوْنَه بعيدًا ونراه قريبًا».
فصل الخطاب:
يُحكى أنه في إحدى الدول «البعيدة»، قامت مجموعة من «البشر» بقتل «حيوان»، بطريقة همجية، والتف الجميع على قلب رجل واحد، رافضين بشاعة المشهد الذي أدمى القلوب.. وفي نفس البلد، قامت مجموعة من «الحيوانات» بقتل «إنسان»، بنفس الطريقة، في مشهد يندى له جبين «الإنسانية»، ولم يكن التأثر باديًا على البعض، لأن «المغدور» لم يكن من فصيلة «الحيوانات»!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهداء فلسطين أبوعبيدة غزة تنزف كتائب القسام غزة الآن محمود زاهر معبر رفح الغزو البري قوات الاحتلال الاسرائيلي أطفال غزة قتل الصحفيين
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء والمصابين والمفقودين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
غزة - متابعة صفا استشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون، منذ فجر الثلاثاء، جراء القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من محافظات قطاع غزة. وأفاد مراسل وكالة "صفا"، باستشها مواطن وإصابة آخر، صباح اليوم، في قصف من مسيرة إسرائيلية في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وأشار إلى انتشال جثمان شهيد مجهول الهوية من المناطق الشرقية لمدينة رفح جنوبي القطاع. وأضاف أن الشاب أحمد محمد أبو عليان (25 عامًا) استشهد صباحًا، في قصف إسرائيلي استهدف شرقي رفح. وذكر أن أربعة مواطنين استسهدوا وأصيب آخرين، في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في الزوايدة وسط قطاع غزة. والشهداء هم: آلاء هشام خيري الجاروشة "بركات" (40 عامًا)، طارق زياد علي بركات (42 عامًا)، رانيا طارق زياد بركات (7 سنوات)، ويحيى طارق زياد بركات (4 سنوات). وفي سياق متصل، أصيب فجر اليوم، عدد من المواطنين، في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين من عائلة أبو خاطر في منطقة معن شرقي مدينة خان يونس. واستشهد أربعة مواطنين، وأصيب آخرون، بقصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الشرفا في شارع غزة القديم بحي التفاح شرقي مدينة غزة فجر اليوم؛ وهم: بلال خالد الشرفا، ولاء الشرفاء، وخالد بلال الشرفا، وماريا بلال الشرفا. وفي مجزرة جديدة شمالي القطاع، استشهد 20 مواطنًا، وهناك عدد من المفقودين، جرّاء قصف الاحتلال منزلًا لعائلة الرضيع يؤوي نازحين في بيت لاهيا. وفي السياق، استشهد لاعب نادي خدمات المغازي لكرة السلة فراس موسى الشرخ متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها، جرّاء قصف الاحتلال لمنزل بجوار النادي وسط القطاع قبل أيام. وأفاد مراسلنا باستشهاد مواطنين، وإصابة ستة آخرين، بينهم أطفال، جرّاء استهداف مروحية إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين وسط مدينة دير البلح، وهما: مصطفى عبد السلام حماد عاشور (47 عامًا) وسائد غازي عمر حماد (37 عامًا). وخلال 24 ساعة الماضية، بلغ عدد الشهداء في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 70 شهيدًا، 45 منهم شمالي القطاع. . ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 43374 مواطنا، وإصابة 102261 آخرين، فيما ما زال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول إليهم.