لجريدة عمان:
2024-07-05@06:03:31 GMT

نتاج المفكرين الخليجيين بين المفكرين العرب

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

أقام مركز الخليج للأبحاث بجدة بالمملكة العربية السعودية من خلال مختبر الحوار الخليجي ندوة افتراضية بعنوان: مكانة المفكرين الخليجيين بين المفكرين العرب: من الأطروحات إلى التنظير، برئاسة الدكتور زيد الفضيل، وإدارة الدكتورة شرف المزعل، وكنتُ مشاركا فيها مع الدكتور سعد السريحي من السعودية، وقد طرحت الندوة ثلاثة محاور تدور حول أسباب ضعف المنتج الفكري الخليجي قياسا للمنجز الفكري العربي، ومدى إسهام المفكرين الخليجيين في أطروحات الفكر العربي المعاصر، ومبررات انقطاع المفكرين الخليجيين عن مراكمة الإنتاج الفكري خلافا لأقرانهم المفكرين العرب.

وفي نظري وما أبديته في مداخلتي ابتداء من إشكالية عنوان الندوة ذاتها، من حيث جدلية تعريف المفكر، والفرق بينه وبين العالم أو الباحث أو الحافظ أو المثقف، فبعضهم يضيق المصطلح لدرجة أنه لا يوصف بهذا الوصف إلا لمن بلغ درجة من التفكير والنقد، مع التحرر من الأيديولوجيات المسبقة، وبعضهم يتوسع، وبعضهم يقيده فهذا مفكر إنسانوي، وهذا مفكر ديني أو إسلامي أو مسيحي، وبعضهم ينزع المفكر عن المرجعية اللاهوتية، ويراه يطلق على المفكر الحر، لاعتبار التفكير الفلسفي اليوم فكرا حرا، وبعضهم يقيده باعتبار المرجعية، أو التخصص العلمي، ولكن الجميع يتفق أن المفكر هو من يستخدم أدوات النقد والشك والبحث، ويحاول أن يوجد شيئا جديدا، بالمفهوم الشمولي، أو بالمفهوم التخصصي، لهذا لما أتحدث عن المفكر، خصوصا في عالمنا الخليجي، من الصعوبة الحديث عن المفكر الحر، وقد يوجد، ولكنه يضطر إلى لباس التفكير الديني أو الاجتماعي، لأسباب سياسية أو دينية أو اجتماعية.

كما أنه توجد ثلاثة أمور متداخلة: المصطلح والجغرافيا والتأريخ، فهذه كانت مصطلحات أوسع في السابق، ثم ضاقت وفق المصطلح والتحديد الحالي والذي ضاق جغرافيا، وبدوره أثر في التركة الجمعية للمنتج الفكري في هذه المنطقة، مقارنة مثلا بالمناطق والتي ارتبطت بالحواضر المسيحية أو الإسلامية لاحقا، كالسريان وارتباطهم بأنطاكيا في مفهومها الواسع في تركيا وبلاد الشام، والعراق وحضاراته ومركزية بغداد في العهد العباسي، وحضارة فارس وهيمنتها في إيران وامتداداتها قديما، بجانب مصر الكبرى.

فلما نتحدث عن الخليج العربي اليوم نتحدث عن منطقة جغرافية انحصرت في زوايا وحواضر معينة، أثر فيه ما قبل الاستقلال واكتشاف النفط الوضع الاقتصادي والتنموي والاستعماري، ومع هذا توجد بوادر فكرية متقدمة في الخليج، منها على سبيل المثال: الإفاقة الباكرة في البحرين ثم الكويت، وقد أسهمت هاتان المنطقتان في الوعي الفكري الخليجي مبكرا، نتيجة الصحافة والطباعة والنوادي الفكرية، فصحيفة صوت البحرين مثلا في بداية الخمسينيات من القرن الماضي كانت منبرا للقلم والكاتب الخليجي، كذلك مجلة العربي في الكويت لاحقا، ثم موقع مكة والمدينة حينها كحواضر أوسع ما قبل الانغلاق الديني الذي حدث لاحقا، كردة فعل على الحركات اليسارية، كذلك الهجرات العمانية إلى شرق أفريقيا كونت لهم حواضر هناك، وكانت لهم علاقة كبيرة بالنهضة في مصر، بل وكانوا داعمين للعديد من الرموز الفكرية، والمجلات التنويرية في مصر كالمنار الشهيرة، وجريدة المحروسة التي صدرت عام 1875م، ومجلة الهلال، وغيرها، وكانت لهم صحفهم في شرق أفريقيا في فترة مبكرة كالنجاح في 1911م، كما أسهمت الحركات اليسارية في الخليج - بعيدا عن السلبيات، - بشكل كبير في خلق تدافع فكري في فترة مبكرة، أثر في التفكير الخليجي مبكرا، وكان لهم اهتمام بالتعليم والصحافة والإعلام والثقافة، وأخيرا الهجرات الخليجية إلى الحواضر العربية الكبرى كبغداد والقاهرة ودمشق، بل وأروبا وغيرها، لم تكن فقط هجرات عمالية، بل ظهر منها رموز فكرية ونقدية كالقصيمي وعلي المزروعي والطائي وغيرهم.

ولما بدأ الاستقرار في دول الخليج، خصوصا في النصف الثاني من القرن الميلادي الماضي، بدأت الهجرات من مصر والشام وبلاد المغرب والعراق وغيرها إلى الخليج، للعمل أو التدريس، فكانت الخليج حاضنة للعديد من الرموز الفكرية العربية، وأسهمت في الوعي العربي، بيد أنه بعد السبعينيات غلب الخطاب الديني الصحوي على الخطابات الأخرى، واستخدم سياسيا ضد الاتجاهات اليسارية، ثم أصبح بذاته خصما للأطروحات الثقافية واللبرالية، مما أوجد مناخا ضيقا للإبداع والحضور الفكري.

ولهذا يمكن أن نرجع ضعف المنتج الفكري الخليجي الذي ظهر بعد هذه الفترة إلى غلبة الحضور الديني على التفكير الفلسفي والنقدي، مع التمكين السياسي للاتجاه الديني أكثر من الاتجاهات الأخرى، وعليه تأثير الاتجاهين السياسي والديني على الاجتماع البشري في الخليج من خلال الإعلام والتعليم والمساجد ونحوها.

صاحب غلبة الحضور الديني منع تدريس الفلسفة والنقد الحر في الجامعات والمدارس في أغلب الخليج لسنوات طويلة، مع تضييق فضاء حرية النقد والفلسفة في النوادي الثقافية والصحافة والإعلام والكليات والجامعات، والمراقبة الدينية والسياسية على المطبوعات والمنشورات ومعارض الكتب، وعلى قانون المطبوعات والنشر، نتج عن هذا وجود مواد قانونية في التشريعات شبه مطاطة وعامة تحد من التفكير والنقد بدعوى الردة أو ازدراء الدين الإسلامي أو الأديان عموما، وعدم وجود استقلال فكري بعيدا عن السياسة والاجتماع البشري، ليس بمعنى غاية الممايزة، ولكن بمعنى استقلالية الفكر ذاته، مع عدم وجود مراكز ومجالس وجمعيات فكرية ناقدة وحرة نوعا ما، إذا ما استثنينا الكويت والبحرين مبكرا كما أسلفنا، فكان الفضاء فيهما أكثر تقدما مقارنة بدول الخليج الأخرى، إذ يغلب فيها الحس الأمني والديني أكثر من الفكري والثقافي، لهذا لم تتوفر تلك البيئة التدافعية الحرة لتوفير مناخ يسهم في رفع المنتج الفكري الخليجي.

ومع هذا توجد إسهامات خليجية في قطاعات عديدة من الفكر، لكن أغلبها ذات طابع فردي وليس مؤسسيا، كذلك في جملتها متأثرة بالدراسات العربية الأخرى، ومقلدة لها، وفي الوقت ذاته لم تولد نظريات واضحة حتى اليوم كالنظرية الائتمانية عند طه عبد الرحمن، والأنسنة والتأريخية عند محمد أركون، والوجدانية عند العقاد (ت 1964م)، والجوانية عند عثمان أمين (ت 1978م)، والوضعية عند زكي نجيب محمود (ت 1993م)، والوجودية عند عبد الرحمن بدوي (ت 2002م)، وغيرها، لكن وجدت في الحقيقة رموز فكرية ونقدية خليجية لها تبلورات نظرية، لكن لم تعط حقها من الاهتمام، على أنه يصعب المقارنة لأسباب عدة وعلى رأسها المقارنة السكانية، فدول الخليج إذا ما استثنينا السعودية نسبة السكان فيها قليلة جدا مقارنة بمصر وحدها، ثم أن الطفرة النفطية جعلت العديد يذهب بعيدا عن الدراسات الفكرية والإنسانية خصوصا إلى العلوم التطبيقية والمهنية، وذات البعد الإداري والمالي والاقتصادي.

ولعل عدم الاهتمام - في نظري - يعود إلى أمرين: الأبعاد الدينية والسياسية السابق ذكرها، والنظرة الدونية من المثقف العربي إلى المثقف الخليجي الذي جعل من الخليجي نفسه يستنقص ذاته، ومع هذا، هذه الصورة النمطية السلبية بدأت تتغير اليوم بقوة لعدة أسباب منها: الحضور الأكاديمي للمثقف والباحث الخليجي اليوم، وتدافعه مع المثقف العربي نتيجة البعثات، والجدية في البحث والتأليف، وساعده على ذلك الانفتاح السياسي والانشراحة في الجانب الفلسفي والفكري والثقافي في فضاء أوسع من السابق، لنجد الكتاب والمجلات والدوريات المتخصصة حاضرة بصورة أكبر، مع تقليل الرقابة على معارض الكتب الدولية، فضلا عن الشبكة العالمية ووسائل التواصل أعطت مناخا أوسع في خلق هذا الحضور والتدافع، حيث نرى الباحث والمثقف والناقد الخليجي حاضرا اليوم في وسائل الإعلام والمؤتمرات ومعارض الكتب وغيرها، كما نرى تنوعا في مجالات النتاج التأليفي الخليجي، ولم يتوقف عند النقد، ففي عمان الإصدارات سنويا تتجاوز الثلاثمائة مؤلفا جديدا، لا تقتصر عند التراث والدين والأدب فقط، بل تتجاوز ذلك إلى مجالات فكرية وفلسفية ونقدية واجتماعية.

والنتاج الخليجي وإن كان في نظري في الفترة الأخيرة أكثر حضورا وتنوعا، ولكن يحتاج إلى شيء من الوقت ليثمر بصورة أكبر، كما يحتاج إلى مزيد من الحريات، وإلى عمل مؤسسي متنوع، وتسهيل تراخيص المراكز البحثية، وتشجيعها ماليا وقانونيا، وكما أسلفت المقارنة بين نتاج الخليجي وأخيه العربي فيه شيء من الإجحاف، نعم، قد يكون فيه شيء من الاستقرار المادي عند المثقف الخليجي بسبب استقرار الدخل بشكل عام، ولكن يبقى الجانب السكاني له دور كبير، ثم بشكل طبيعي بسبب النمو المادي يذهب العديد من أبناء الخليج إلى البحث عن تخصصات تجلب لهم استقرارا ماديا.

وما أسلفتُ ذكره لا يعني المفاصلة بين الخليج والوطن العربي الكبير، فهذا يصعب تحققه؛ لأننا أمة واحدة ذات مشتركات كبيرة، وتنوع كبير أيضا، فلست مع تمييز الذات، وإعلاء الأنا، ولكن لستُ أيضا مع التقليل من الذات، وهضمها وجلدها بشكل ينزع لباسها، ويبدلها بصورة تغطي تميزها، وتستر حسناتها، فما أشرتُ إليه حالة وصفية لا أكثر، وهنا علينا اليوم في الخليج أن ننفتح ثقافيا على بعضنا، سواء على مستوى الجمعيات والأسر الثقافية، أو على مستوى المؤسسات الأهلية والرسمية، أو مستوى الأفراد والجهود الشخصية.

كما يجب أن يكون مشروع المثقف الخليجي مشروعا ثقافيا وليس مؤدلجا سياسيا بالمفهوم الحركي وليس النقدي؛ لأن الثقافة فضاء حر، إذا سُيست وتسيست ضاقت وتنافرت، وأن نستفيد من التعددية الموجودة في الخليج واستثمارها إيجابا وفق مشروعات ثقافية تنقلها من الحالة الأفقية إلى الدراسات الرأسية العميقة، وأن نتجاوز فضاء الأدلجات المتعددة دينيا واجتماعيا وسياسيا إلى فضاء الإنسان والتعددية والعقل والبحث والنقد، فهي الحالة الصحية لتوفير بيئة خليجية منتجة ثقافيا ومعرفيا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الخلیج

إقرأ أيضاً:

غالاوي يتصدر توجهات الناخبين العرب في بريطانيا بسبب موقفه من غزة

تصدر السياسي البريطاني المخضرم جورج غالاوي نتائج استطلاع للرأي أجرته "حملة الصوت العربي" في المملكة المتحدة، حول توجهات الناخب العربي في الانتخابات التشريعية البريطانية المرتقبة يوم الخميس المقبل..

وجاء في استطلاع الرأي الذي شارك فيه 539 مواطنا بريطانميا من أصول عربية ونُشرت نتائجه مساء أمس الأحد، أن 38 في المئة من الناخبين ‫العرب سيصوتون لحزب العاملين/ ال>ي يتزعمه غالاوي، و15 في المئة سيصوتون لصالح المرشحين المستقلين، وقال 12 في المئة فقط من العرب إنهم سيصوتون للعمال.. بينما أكد 20 في المئة منهم أنهم لما يقرروا بعد لمن سيدلون بأصواتهم في انتخابات 2024.

وجاءت أسئلة الاستطلاع كالتالي:

ـ هل يحق لك التصويت في الانتخابات العامة يوم 4 يوليو؟

عند سؤال المشاركين في الاستطلاع من العرب حول أحقيتهم في التصويت في الانتخابات الحالية أجاب 90 بالمئة منهم بأنهم يحق لهم التصويت في انتخابات يوليو 2024، بينما أجاب حوالي 10 بالمئة بأنه لا يحق لهم التصويت لأسباب مختلفة.

ـ هل اسمك مسجل ضمن كشوف الناخبين؟

عند سؤال العرب حول تسجيل أسمائهم في كشوف الناخبين صوت غالبيتهم بنعم بنسبة شارفت التسعين بالمئة بينما قال 13 بالمئة بأنهم لم يسجلوا أسماءهم في كشوف الناخبين، ما يعني بأنهم سيفقدون فرصة التصويت في هذه الانتخابات في حال لم يستدركوا الأمر قبل الموعد النهائي بحلول 18 يونيو 2024.

ـ لأي حزب ستصوت في الانتخابات؟

عند سؤال العرب حول من سيصوتون له في هذه الانتخابات أجاب 38 بالمئة من الناخبين ‫العرب بأنهم سيصوتون لحزب العاملين / غالاوي، وحوالي 15 بالمئة منهم سيصوتون لصالح المرشحين المستقلين، بينما قال 12 في المئة فقط من العرب بأنهم سيصوتون للعمال، و5.5 بالمئة ينوون التصويت للديمقراطيين الأحرار، ونال حزب الخضر 9 بالمئة من الأصوات، أما حزبا المحافظين والإصلاح فلم يحصدا مجتمعين سوى أقل من 3 بالمئة من الأصوات. وأكد حوالي 20 في المئة منهم بأنهم لم يقرروا بعد لمن سيدلون بأصواتهم في انتخابات 2024.

ـ إن كنت ستنتخب، هل هذه هي المرة الأولى التي ستنتخب فيها؟

عند سؤال الناخبين العرب حول تجربتهم في الانتخابات وهل سيشاركون فيها للمرة الأولى أجاب حوالي 70 بالمئة بأنه سبق لهم التصويت في الانتخابات، بينما قال 30 بالمئة من العرب بأنهم يشاركون للمرة الأولى في الانتخابات البريطانية.

ـ هل تتابع حملة الصوت العربي للانتخابات وتهتم بما يصدر عنها؟

حملة الصوت العربي القائمة على الاستطلاع سألت العرب: هل تتابعون الحملة وما يصدر عنها؟ أجاب حوالي 73 بالمئة بالإيجاب بينما قال 27 منهم بأنهم لا يتابعون الحملة وأخبارها.

ـ هل تتابع حملة الصوت المسلم وتهتم بما يصدر عنها؟

حوالي 3 أرباع العرب في بريطانيا يتابعون باستمرار حملة الصوت المسلم وما يصدر عنها بينما قال ما يزيد عن الربع بقليل بأنهم لا يتابعون ما يصدر عن الحملة.

ـ ما قناعتك بشأن دور العرب والمسلمين في الانتخابات؟

عند سؤال العرب حول إيمانهم بمدى تأثير الصوت العربي والمسلم ودوره في الانتخابات، أكد غالبيتهم (66.6%) بأن دور العرب والمسلمين مهم ومؤثر، وقال 23 بالمئة بأن تأثيرهم محدود، بينما كشف الاستطلاع أن 3.7 بالمئة من المشاركين يميلون إلى أن العرب والمسلمين غير مؤثرين في الانتخابات، وأجاب حوالي 6 بالمئة من العرب بأنهم لا يملكون المعلومة للإجابة على هذا السؤال.

ـ هل تعرف بماذا صوّت النائب الذي يمثل منطقتك بشأن موضوع تبني وقف إطلاق النار في غزة في شهر نوفمبر 2023؟

كشف الاستطلاع متابعة الغالبية العظمى من العرب في بريطانيا بشكل دقيق مواقف نواب البرلمان بشأن التصويت على قرار وقف إطلاق النار في غزة من عدمه، حيث قال 75 بالمئة منهم بأنهم يعرفون تماما مواقف النواب الذين يمثلون مناطقهم من التصويت في البرلمان بشأن قرار وقف إطلاق النار الأول في نوفمبر 2023 بينما قال 25 بالمئة منهم بأنهم لا يعرفون ذلك.

ـ هل تعتقد بضرورة معاقبة كلا من المحافظين والعمال بشأن موقفهما من العدوان على غزة؟

عند سؤال العرب في بريطانيا حول ضرورة معاقبة الحزبين الرئيسين بسبب مواقفهما المخزية من العدوان على غزة قال أكثر من 92 بالمئة منهم "نعم" يجب معاقبة كلا من العمال والمحافظين والتوقف عن التصويت لهم في الانتخابات، بينما قال 7 في المئة بأن ذلك غير ضروري.

وحملة الصوت العربي، هي مبادرة موجهة لتعزيز مشاركة الجالية العربية في بريطانيا.. انطلقت في فبراير 2024 مع أكثر من 120 شخصية،  ودعت "الجاليةَ العربية بأسرها إلى التفاعل الجاد مع هذه الانتخابات، التي تمثل مرحلة فارقة في تاريخ البلاد"..

وقالت الحملة في بيانها: "يأتي هذا النداء بعد تورط الحزبَين الرئيسَين في بريطانيا بتأييد أفعال تمس الأمن والسلامة في غزة، ما يستدعي ردا حاسما وواضحا من الجالية العربية".

وأشارت إلى أنه "ومع وجود تمثيل سكاني كبير للمسلمين والعرب في العديد من الدوائر الانتخابية، تؤكد الحملة أهمية استغلال هذا الثقل الديموغرافي لدعم المرشحين، الذين يُظهرون موقفا جادا ومساندة لقضايا العرب والمسلمين".

ونبهت الحملة إلى أن الغياب عن صناديق الاقتراع قد يؤدي إلى تعزيز مواقف المرشحين الأقل دعما والأكثر عداوة للقضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها غزة حاليا.

وحثّت الحملة "الجاليةَ العربية على تجنب السلبية واللامبالاة؛ حيث إن التقاعس عن المشاركة يمكن أن يفسح المجال لقوانين وتشريعات قد تكون ضارة بالمصالح العربية والإسلامية في بريطانيا" وفق قولها. وتعمل الحملة على التنسيق مع الحملات الأخرى، مثل: حملة الصوت المسلم؛ لتعزيز الصوت العربي والإسلامي في الانتخابات.

وكشفت أنها "تسعى وفق أسس ومعايير مدروسة، إلى تزكية عدد من المرشحين، الذين أبدوا دعمهم وتضامنهم مع القضايا العربية والإسلامية، وتعلن أسماءهم قبل موعد الانتخابات؛ لتمكين الجالية من اتخاذ قرارات حكيمة عند الإدلاء بأصواتهم".

وختمت بيانها بالقول: "لا تأتي حملة الصوت العربي في ميدان العمل الانتخابي كجزيرة معزولة، بل إنها تشكل جزءا من تحالف يضم حملة الصوت المسلم، ومجموعة من المبادرات الأخرى؛ بهدف توحيد الجهود وتعزيز الأثر الجماعي. وتسعى هذه الحملات معا إلى إسماع الصوت العربي والإسلامي في بريطانيا، ولا تقتصر على هذا فحسب، بل تطمح إلى جعله علامة فارقة ترسم ملامح المشهد السياسي في هذه الانتخابات وما يليها من تطورات".

إقرأ أيضا: تكثيف نشاط حملتي الصوت "المسلم" و"العربي" ببريطانيا مع اقتراب الانتخابات

ويتوجه الناخبون البريطانيون،  يوم الخميس 4 من يوليو/تموز الجاري، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثلين عنهم في مجلس العموم الجديد، في انتخابات تشير استطلاعات الرأي فيها إلى تراجع شعبية حزب المحافظين الحاكم لصالح حزب العمال المعارض، بعد 14 عاما قضاها المحافظون في السلطة.

وتشير استطلاعات الرأي ، وفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، إلى تقدم حزب العمال بقيادة كير ستارمر، على حزب المحافظين الحاكم بقيادة ريشي سوناك، بنحو 20 نقطة.

وبجانب حزبي العمال والمحافظين، توجد أحزب أخرى تسعى إلى كسب ثقة الناخب البريطاني، كحزب "الديمقراطيين الأحرار" وحزب "الخضر".

كذلك ستشهد الانتخابات البريطانية مشاركة حزب "إصلاح بريطانيا" بقيادة زعيمه اليميني، نيجل فراج، والذي يتخذ مواقف متشددة من الهجرة والمهاجرين. وكذلك عودة السياسي البريطاني المخضرم، جورج غالوي، وحزبه "عمال بريطانيا"، والذي يدعو صراحة إلى إنهاء الحرب في غزة ودعم الفلسطينيين.

ومنذ بداية حرب غزة، أعلن زعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، تأييده لـ "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، كذلك رفض سوناك دعوات إدانة إسرائيل ومطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار.

في الوقت ذاته، ظل حزب العمال وزعيمه كير ستارمر مترددا تجاه دعوات وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، حتى وافق حزبه على مشروع قرار، اعتمده مجلس العموم البريطاني في21 فبراير/شباط 2024، يطالب إسرائيل وحماس بـ "وقف إطلاق نار إنساني فوري".

وتشهد مدن بريطانية خاصة العاصمة لندن، منذ بداية حرب غزة، مظاهرات أسبوعية يشارك فيها آلاف البريطانيين للمطالبة بوقف الحرب في غزة. كما يطالب المتظاهرون الحكومة البريطانية بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل.

ويشارك في الانتخابات الحالية عدد كبير من المرشحين المستقلين، يضع بعضهم حرب غزة جزءا أساسيا من حملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء عما يجري في غزة ولجذب الصوت العربي والمسلم.

ويختار الناخبون في المملكة المتحدة جميع أعضاء مجلس العموم البالغ عددهم 650 عضوا لفترة تصل إلى خمس سنوات.

ويشكل الحزب الذي يتمتع بالأغلبية في مجلس العموم، سواء بمفرده أو بائتلاف، الحكومة المقبلة وسيكون زعيمه رئيسا للوزراء.

إقرأ أيضا: ما مدى تأثير الحرب في غزة على الانتخابات القادمة في بريطانيا؟

مقالات مشابهة

  • اليمن يثمِّن مواقف «التعاون الخليجي» الداعمة
  • وزير الخارجية اليمني يشيد بمواقف مجلس التعاون الخليجي الداعمة لبلاده
  • الرئيس تبون.. الجزائر مدركة أن الاستقلال الذي ننعم به اليوم  هو نتاج مقدس لأنهار من الدماء الزكية
  • الحكومة تبحث مع مجلس التعاون الخليجي تحديد الإحتياجات التنموية لليمن
  • «بن داود القابضة» توقع مذكرة تفاهم غير ملزمة مع "المجموعة الإقليمية" في قطر لافتتاح 8 فروع جديدة
  •  «شركة الخليج للنفط» تعلن عودة بئر في «حقل السرير» للإنتاج
  • غزة.. إعادة التفكير في كل شيء تقريبًا!
  • 3 تموز 1988- سفينة حرب أمريكية تسقط طائرة ركاب مدنيين إيرانية في الخليج العربي
  • العظمى بمكة المكرمة 43.. تفاصيل الطقس بالسعودية اليوم
  • غالاوي يتصدر توجهات الناخبين العرب في بريطانيا بسبب موقفه من غزة