لجريدة عمان:
2024-11-24@07:37:12 GMT

غزة والجهاد العالمي

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

بعد الهياج الدموي الذي أحدثته حماس في السابع من أكتوبر، سارعت إسرائيل إلى مقارنة الجماعة بتنظيم داعش. إذ أعلن الموقع الرسمي للحكومة على موقع إكس [تويتر سابقا] أنها «التكتيكات نفسها، وإن اختلفت الأسماء». ومضى البيان يقول «العالم قد هزم داعش. وسوف نهزم نحن حماس». كان البيان مفهوما: فما فعلته حماس غير مسبوق، وكثير منه انتهى بكل سرور إلى تسجيلات فيديو.

ثمة مخاوف، منذ السابع من أكتوبر، بأن هجمة حماس وردَّ الجيش الإسرائيلي عليها في قطاع غزة قد يتيحان المجال والفرصة لحركة الجهاد العالمي فتحيي نفسها بعد سنين من التدهور. وقد أصدرت جماعات جهادية وأنصار لجماعات جهادية دعاوى عديدة لتنفيذ هجمات إرهابية على أهداف يهودية وغربية، وأعلنت داعش المسؤولية عن هجمة واحدة على الأقل في أوروبا. وقد تؤدي حملة إسرائيلية مطولة على غزة، تجهز على حياة آلاف المسلمين الفلسطينيين، إلى تعميق مشاعر الاستياء التي تسعى جماعات من قبيل داعش إلى استغلالها.

غير أنه من المهم أن ندرك أن بين حماس وجماعات الجهاد الإسلامي خلافات أيديولوجية عميقة. بل إن داعش في بواكير أيامها كفَّرت حماس بسبب جملة من التجاوزات في تقديرها. كما لوحظ إحجامها عن الإشادة بهجمات السابع من أكتوبر. بينما احتفت القاعدة ـ منافسة داعش في التربع على عرش الجهادية العالمية ـ بتلك الهجمات ودعت إلى توسيع المعركة، برغم تاريخ طويل لها في توبيخ حماس لما بينهما من اختلافات أيديولوجية. وقد يؤدي الوضع القائم على الأرض إلى تغيرات ذات شأن. فكلما طال الصراع وازداد دموية، ازداد تأليبه غضب المسلمين وزاد من مصداقية رؤية العالم الجهادية التي ترى أن الإسلام في مواجهة مع قوى الكفر. ولكن الفوارق الأيديولوجية سوف تحدُّ من مدى قدرة الجهاديين على اغتنام اللحظة الراهنة لتنشيط حركتهم.

المغالاة في السياسة

الشغل الشاغل للجهاديين العالميين هو الحرب ضد حكام الشرق الأوسط «المرتدين» وأنصارهم. والأهداف الرئيسية لهم اليوم هي الأنظمة في بعض الدول العربية. والجماعات التابعة لداعش والقاعدة لم تنشط قط بصفة خاصة في الأراضي الفلسطينية، برغم حضور القضية الفلسطينية حضورا بارزا في الخطاب الجهادي. فمن شعارات القاعدة شعار يقول «قادمون يا أقصى»، في إشارة إلى المسجد المقدسي الذي يعده المسلمون ثالث أقدس المواقع في الإسلام وحيث كثيرا ما تندلع المصادمات بين المسلمين وقوات الأمن الإسرائيلية. ولقد اشتهر تسجيل لأسامة بن لادن في ما قبل الحادي عشر من سبتمبر يخاطب فيه الولايات المتحدة قائلا ومقسما: «أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا جهد ألا تنعم أمريكا ولا من يعيشون في أمريكا بالأمن إلى أن يصبح الأمن واقعا نعيشه نحن في فلسطين وحتى تخرج جيوش الكافرين من أرض محمد».

تأسست حماس في عام 1987 جناحا فلسطينيا للإخوان المسلمين، وهي منظمة سياسية أدانها الجهاديون لاتباعها نهجا تدرجيا في الأسلمة ولما أبدته من استعداد للعمل داخل الأنظمة السياسية القائمة. برغم هذه الاختلافات، مر وقت أثنت فيه قيادات جهادية على حماس بسبب مقاومتها المسلحة للدولة اليهودية. وأسامة بن لادن نفسه فعل ذلك في ديسمبر 2001 إذ قال «إن نضالنا لا يختلف عن نضال إخواننا في فلسطين مثل حماس...إننا نقاتل ... من أجل رفع القهر عن المضطهدين في فلسطين وغيرها».

ولكن في 2006، شاركت حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وفازت، ومضت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع فتح وهي الفصيل المهيمن في منظمة التحرير الفلسطينية. وانبرت قيادة القاعدة تدين ذلك. ونبَّه ابن لادن حماس إلى الطبيعة الشركية للديمقراطية مبرزا «حظر الانضمام إلى التجمعات الشركية». ومضى في خطبة له سنة 2007 إلى حد القول إن قيادة حماس، بمعانقتها السلطة الفلسطينية واعترافها من ثم بـ«الاتفاقات» التي تعترف بحق إسرائيل في الوجود (يعني اتفاقيات أوسلو) قد «نبذت دينها». وفي السنين التالية سوف تنتقد القاعدة عدم تطبيق حماس الشريعة الإسلامية في غزة، وإبرامها علاقات وثيقة مع النظام الحاكم في إيران، واضطهادها للجماعات الجهادية المحلية في غزة من قبيل جند أنصار الله وجيش الأمة. (يذكر أن الجهاد الإسلامي الفلسطيني جماعة شبه عسكرية أخرى تعمل في غزة والضفة الغربية، ولا علاقة لها بالقاعدة أو داعش بل هي أقرب إلى إيران من حماس).

غير أن القاعدة حرصت ألا تنبذ حماس بالكلية، فتبنت سياسة تميز بين فرع حماس السياسي وجناحها المسلح أي كتائب القسام. لولا بعض الزلَّات. ففي عام 2009، أخطأ قيادي رفيع المستوى في القاعدة يدعى مصطفى أبو اليزيد وقال للجزيرة «إننا وحماس نشترك في تفكير واحد ومنهجية واحدة». ولمَّا لقي من جراء ذلك توبيخا علنيا من أحد كبار منظري القاعدة، اعترف القيادي أنه أساء التعبير. وأوضح أن نهج القاعدة تجاه حماس هو التمييز بين حماس المنظمة السياسية التي ارتكبت أخطاء كثيرة وبين المجاهدين الأتقياء الذين يحاربون تحت لواء حماس.

ولكن هذا النهج الوسطي لم يفلح مع المفكرين الأكثر تشددا في الحركة الجهادية. فعلى سبيل المثال رفض أبو محمد المقدسي ـ وهو منظر أردني مؤثر ومناصر بصفة عامة للقاعدة ـ الفكرة الداعية إلى التمييز بين مؤسسة حماس السياسية وجناحها المسلح. ولما اندلعت الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس في صيف 2021، شكك علنا في القطع بأن قتلى حماس شهداء، وكتب على الإنترنت أن «من قتل في طريق الديمقراطية وفي دعم جماعة تحجم عن تطبيق الشريعة وتختار الديمقراطية فما هو بشهيد، وإنما هو جثة». ولما أصدرت القاعدة بيانا في ذلك الوقت تحيي فيه «المجاهدين» في غزة وتعزي مقاتلي حماس القتلى، تساءل المقدسي إن كانت القاعدة قد ضلت الطريق. وتساءل، كيف تثني القاعدة على حماس وهي تقف في صف إيران وسوريا في ظل حكم الأسد وتشارك في عملية ديمقراطية؟

قضية خاسرة

وداعش أقل من هذا تسامحا تجاه حماس، إذ تعتبرها جماعة مرتدة بالكلية. وحماس في نظرها جماعة لا يقتصر أمرها على أنها لا تستحق الدعم وإنما هي أيضا جديرة بالتكفير السافر، وذلك نهج يعكس اتباع داعش بمزيد من التعصب للمبادئ العقائدية الإقصائية التي تتبناها السلفية بتأكيدها تنقية الدين من كل أدران «الشرك».

على مدار السنين، دأبت داعش على إدانة حماس. فقد وبخت افتتاحية لنشرة «النبأ» الداعشية التي تصدر أسبوعيا باللغة العربية سنة 2016 «حركة حماس المرتدة» لممارستها «شرك الديمقراطية» وعدم تطبيقها الشريعة. وأكدت المقالة أن «الجهاد من أجل استرداد القدس من أيدي اليهود ليس جائزا ما لم يكن في سبيل القضاء على حكم الطواغيت المشركين هناك وإقامة الدين كاملا». وإقامة الدولة الإسلامية ـ من وجهة نظر داعش ـ ليست هدفا لحماس بوضوح. فحتى لو تمكنت الجماعة الفلسطينية من إلحاق الهزيمة بإسرائيل، لن يعني هذا إلا استبدال نظام شركي بآخر.

مضت المقالة فأوضحت أن الأولوية، استراتيجيا ودينيا، ينبغي أن تكون لمحاربة الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية المجاورة. فمحاربتها مقدمة على محاربة إسرائيل لأنها حامية الدولة اليهودية وداعمتها. بل إن هؤلاء الحكام يعدون «مرتدين» عن الإسلام وليسوا «كفارا أصلا» شأن اليهود الذين يتبعون دينا تراه داعش أقل ضررا من الخروج من الإسلام.

طور بعض رواد داعش ومنهم أبو مصعب الزرقاوي ـ زعيم القاعدة في العراق ذات يوم ـ فكرة مفادها أن غزو القدس ـ أي تدمير دولة إسرائيل ـ مرجئ إلى مرحلة مستقبلية من الجهاد. وفي محاضرة له، قال الزرقاوي إنه مثلما دمر المحارب المسلم العظيم في القرون الوسطى صلاح الدين الإمبراطورية الفاطمية قبل أن يستولي على بيت المقدس من الصليبيين سنة 1187، فإن الوصول إلى القدس اليوم يقتضي أولا محاربة «المرتدين» المتعاونين مع النصارى واليهود.

والحق أن جهاز داعش الإعلامي كان يعزف عن تأكيد أولوية الجهاد في الأراضي الفلسطينية بل لقد اعترف أن الجماعة لن تقوم به. فقد أشارت مقالة النبأ على سبيل المثال إلى أنها خلافا لبعض الجماعات الإسلامية لم «تبالغ» داعش في القضية الفلسطينية. وعلى مدار عقود، ظل الفاعلون السياسيون الانتهازيون ـ بحسب المقالة ـ يجعلون منها «قضية المسلمين الأولى» حتى بات البعض يجعلون منها «وثنا». ورأت داعش خطأ ذلك، فما من أرض تعلو على أرض من حيث أولوية الجهاد. وبعد خمس سنوات، جاءت افتتاحية أخرى في النبأ لتؤكد أن «جنود الخلافة لا يغالون في قضية فلسطين ولا يستثنونها دون قضايا المسلمين». وبرغم أهمية القضية الفلسطينية لداعش، لم تكن بالقضية الجديرة بتشتيت انتباههم عن ميادين قتال مهمة أخرى.

كان نشاط داعش في الأراضي الفلسطينية ـ شأن نشاط القاعدة هناك ـ في حده الأدنى لكنه لم يغب بالمطلق. ففي مطلع عام 2002 أعلنت داعش مسؤوليتها عن هجوم بالطعن والدهس في جنوبي إسرائيل قام به مواطن من عرب إسرائيل يدين بالولاء للخلافة.

ثناء صامت

لم يكن مفاجئا أن القاعدة أثنت على هجمة السابع من أكتوبر ووضعتها في إطار الجهاد العالمي ضد التحالف «الصهيوني الصليبي». وأصدرت فروع القاعدة الإقليمية ـ في الهند وشمال أفريقيا والساحل والصومال وسوريا واليمن ـ بيانات منفردة لتهنئة «المجاهدين» الفلسطينيين. والبعض ذكر كتائب القسام بالاسم، ولكن أيا منها لم يثن على حماس ـ بالاتساق مع سياسة القاعدة الرسمية.

في الخامس عشر من أكتوبر، صدر بيان رسمي عن قيادة القاعدة العليا، احتفى بالعملية ودعا إلى حشد جماعي للمعاونة في القتال. ومن شأن الحشد المعني أن يحتوي فتح جبهات جديدة بطول حدود إسرائيل وتهريب مقاتلين إلى غزة من الأردن وغيره لاستهداف «الصليبيين» والإسرائيليين أينما أمكن. وبصفة خاصة، دعا البيان المسلمين إلى «استهداف الصهاينة في شوارع» أبو ظبي ودبي في الإمارات العربية المتحدة، ومراكش والرباط بالمغرب، وجدة والرياض بالمملكة العربية السعودية، والمنامة في البحرين، أي الدول التي طبَّعت العلاقات مع إسرائيل في سياق الاتفاقيات الإبراهيمية سنة 2020، أو الراجية في ذلك شأن المملكة العربية السعودية. وذكر البيان «بطل الإسكندرية»، في إشارة إلى مصري قتل سائحين إسرائيليين ومرشدهما السياحي المصري في الثامن من أكتوبر.

ولم يحدث حتى التاسع عشر من أكتوبر أن تناولت داعش الهجمة علنا في افتتاحية عدد الأسبوع الماضي من نشرة النبأ. وحتى هنا، لم تذكر المقالة هجمة السابع من أكتوبر تحديدا، وأدانت حماس بإشارة إلى حماقة القتال «تحت لواء المحور الإيراني». وطرحت الافتتاحية ما وصفته بـ«الخطة العملية» لإنهاء «دولة اليهود الحقيرة». ومن شأن هذه الخطة ألا تحتوي القتال في الأراضي الفلسطينية وحسب، بل وتضم استهداف «الحضور اليهودي» في العالم كله، وبخاصة الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة وأوروبا. كما يقتضي محو الدولة اليهودية مهاجمة الغرب «والجيوش والحكومات العربية المرتدة» التي تدعم وجود إسرائيل. أما عن المقاتلين في غزة والضفة الغربية، فدعتهم الافتتاحية إلى «تطهير اللواء» الذي يحاربون تحته، بمعنى أن يتبنوا نسخة الإسلام التي تتبناها داعش، فيكونوا حينئذ فقط على طريق الجهاد.

شأن القاعدة، تريد داعش توسيع الحرب لتستهدف الجميع تقريبا: أي اليهود عالميا، والغرب، والدول العربية. لكن خلافا للقاعدة، لم تعبر داعش عن دعم للمقاتلين الفلسطينيين على الأرض، مشيرة بدلا من ذلك إلى أن عليهم أن يصلحوا أنفسهم. وبرغم أن داعش استنفرت التعاطف مع «أهلنا المسلمين في فلسطين»، فإنها لم تبدِ ثقة في أن الفلسطينيين على الطريق القويم.

الالتزام بالمحلية

وبغض النظر عن الكلام، لم تخصص الجماعات الجهادية العالمية من قبيل القاعدة وداعش قدرا كبيرا من مواردها للقضية الفلسطينية وليس لها حضور كبير، أو حضور أصلا، على الأرض في غزة أو الضفة الغربية. ويرجَّح أن احتكار حماس شبه التام لمشهد النضال الإسلاموي الفلسطيني هو الذي يحول دون أن تقوم القاعدة أو داعش بدور مهم في أي مقاومة للغزو البري الإسرائيلي لغزة. ويرجَّح أن يواجه الفاعلون الجهاديون المتحمسون للانضمام إلى القتال هناك عراقيل صعبة في الوصول إلى القطاع المعزول.

وحتى في حال عدم انضمام مقاتلين أجانب إلى القتال في إسرائيل أو في غزة، لا يعني ذلك أن العنف الجهادي لا يمكن أن ينشب في أماكن أخرى. فللقاعدة وداعش أنصار في شتى أرجاء العالم الإسلامي وكذلك في أوروبا والولايات المتحدة، ويحتمل كثيرا أن يستجيب بعض هؤلاء لدعاوى القيام بأعمال إرهابية. والخطر في حالة داعش أكبر، إذ أنها تسيطر على شبكة دعم أكبر كثيرا. في الثالث عشر من أكتوبر، قام مهاجر شيشاني، سبق أن تعهد بالولاء لتنظيم داعش، بقتل مدرس في فرنسا بسكين. وفي السادس عشر من أكتوبر، أطلق مهاجر تونسي الرصاص فأردى اثنين يحملان الجنسية السويدية أمام ملعب كرة قدم في بلجيكا، وقال إن دافعه هو حالات إحراق القرآن في السويد وقتل طفل فلسطيني أمريكي في السادسة من عمره في شيكاغو. من جانبه، أعلن جناح داعش الإعلامي أن المهاجم التونسي تحرك استجابة لدعاوى الجماعة إلى مهاجمة مواطني البلاد التي تقاتل داعش في العراق وسوريا. ولم يأت الجناح على ذكر إسرائيل أو القضية الفلسطينية.

قد تثير حرب غزة أفرادا متعاطفين مع الجهاد في الغرب فيرتكبون مزيدا من أعمال العنف. ولكن الاحتمال أقل في أن تؤجج حرب إسرائيل وحماس الحركة الجهادية الكبرى. وتبقى قيادة داعش عرضة للهجوم أو حبيسة السجون في سوريا، ومن جراء ذلك تباطأت وتيرة هجمات المنظمة التمردية هناك وفي العراق. والوجود الأساسي لداعش اليوم هو في أفريقيا ما دون الصحراء وفي أفغانستان، وليس في الشرق الأوسط. والقاعدة بالمثل ليس لها سوى الحد الأدنى من الوجود في معاقلها السابقة في المنطقة برغم تابع لها نشيط بعض الشيء في اليمن، كما أنها ـ بحسب واشنطن ـ تواجه صعوبة في استغلال حكم طالبان الجديد في أفغانستان.

قد تكون القاعدة أشد لهفة على الاستفادة من الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، لكن في العقد الماضي، قلت قدرتها ـ عن قدرة داعش ـ على الإلهام بإرهاب دولي. ومشكلة داعش هي أنها لم تتبن قط القضية الفلسطينية بمثل الحماسة التي أظهرتها منافستها القاعدة ولن تقدم دعمها لحماس، وهي الفصيل الفلسطيني الأساسي الذي يقاتل إسرائيل. وبرغم أنه سيكون من دواعي سرور داعش أن ترى إرهابا يستهدف أهدافا يهودية، فإنها لا تدعم إلا ما تعده الجهاد «الخالص» في الأراضي الفلسطينية، أي جهاد من يتبعون أيديولوجيتها. وما لم تقم القاعدة أو داعش معقلا في المسرح الفلسطيني، يصعب أن نرى أزمة غزة تجدد حظوظ أي من الجماعتين.

كول بانزل زميل في معهد هوفر في جامعة ستانفورد ومحرر مدونة « Jihadica»

عن فورين أفيرز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الأراضی الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة السابع من أکتوبر عشر من أکتوبر فی فلسطین حماس فی داعش فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة

تحذر منظمات أممية وإنسانية من تردي الأوضاع في غزة، وسط مخاوف من توقف عمل المستشفيات بسبب نقص الوقود.

ديفيد هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة قال إن "إسرائيل تتحمل مسؤولية العناية بالسكان المدنيين تبعا للقانون الدولي، فهي سلطة الاحتلال والحاكمة" في تلك الأراضي.

وقال في حديث لقناة "الحرة" إنه "من الواضح أن الظروف في غزة الآن لا يمكن أن يعيش فيها الإنسان"، وأشار إلى تأخير تسليم الوقود يؤثر على كل مناحي الحياة في المستشفيات، وهي مشكلة يمكن أن تحل بسهولة كل ما عليهم "السماح بدخول المحروقات إلى المستشفيات".

وقال المدير العام للمستشفيات الميدانية الطبيب مروان الهمص "نوجه الإنذار العاجل ونحذر من أن مستشفيات قطاع غزة كاملة ستتوقف عن العمل أو تقلص من خدماتها خلال 48 ساعة بسبب عرقلة الاحتلال إدخال الوقود".

ويرى هاردن أن على إسرائيل "التأكد" من السماح بعبور المحروقات، منوها إلى أن الولايات المتحدة "لديها بعض النفوذ على إسرائيل" للضغط لإدخال هذه المادة الأساسية التي تسمح بعمل المستشفيات.

وأكد أن النفوذ الأميركي على إسرائيل "لم تستخدمه" من أجل الضغط لإدخال المحروقات والمساعدات إلى القطاع، وهذا كله يؤثر على "المدنيين في غزة".

أزمة المخابز تهدد بتفشي الجوع في غزة.

وأشار هاردن إلى أن إسرائيل تفعل كل ما بوسعها من أجل الضغط بطريقة غير قانونية على سكان غزة، وهم "سلطة الاحتلال في عين القانون الدولي، وواجبها العناية في السكان"، وقال إن إسرائيل "فشلت في تحقيق ذلك".

من جهتها، أبدت منظمة الصحة العالمية "قلقا بالغا" على وضع 80 مريضا، بينهم ثمانية في العناية المركزة، وعلى العاملين في مستشفى كمال عدوان، أحد المستشفيين الوحيدين اللذين يعملان جزئيا في شمال غزة.

مقتل 16 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بغزة أفاد الدفاع المدني في غزة، السبت، بمقتل 19 شخصا، بينهم أطفال، في غارات ليلية إسرائيلية وقصف مدفعي عنيف على مناطق مختلفة في القطاع الفلسطيني.

بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب، أثار قرار المحكمة الجنائية الدولية الخميس غضب إسرائيل، الذي يتضمن مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق في حكومته يوآف غالانت.

ويرى هاردن أن "حماس تتحمل مسؤولية كبيرة عن هجمات السابع من أكتوبر وأزمة الرهائن، وأن إسرائيل لديها مسؤولية تجاه غزة من ناحية التأكد من دخول المساعدات إلى القطاع، والإدارة الأميركية لم تستخدم نفوذها وتتحمل بعضا من المسؤولية".

وقال إن نتانياهو لا يستمع لأي مما يقوله الرئيس الأميركي، جو بايدن، وهذا "الضعف" في الموقف الأميركي تتحمل مسؤوليته "إدارة بايدن".

أسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عما لا يقل عن 44056 قتيلا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وكان هجوم حماس على إسرائيل قد خلف 1206 قتلى، غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

كذلك، احتجز خلال الهجوم 251 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة، ولا يزال 97 منهم في القطاع، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن 34 من هؤلاء الرهائن المتبقين ماتوا.

إغلاق عشرات المخابز يفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة تتفاقم الأوضاع الانسانية والمعيشية في جنوب ووسط قطاع غزة بصورة كبيرة وسريعة في ظل القيود الإسرائيلية على المعابر وإدخال المساعدات الغذائية، وذلك بعد 13 شهرا من الحملة العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.

وفي هذا الإطار حذرت الأمم المتحدة من أن المخابز التي تعد شريان الحياة للفلسطينيين معظمها أغلقت والبقية على وشك الإغلاق.

وفي تقييمه أن هناك "تداعيات قصيرة المدى على المدنيين في غزة، حيث النساء والأطفال لا يحصلون على مستلزمات النظافة ومخاطر الجوع، والصحة النفسية والعقلية التي سيكون لها تداعيات طويلة المدى، وهذا أمر مستمر منذ فترة طويلة" وهو ما سيعني التأثير على الأجيال القادمة ما يعني بالضرورة التأثير على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.

وقال إن الإسرائيليين "لديهم حق الرد على ما فعلته حماس، ولكن لا يجب الرد بطريقة تفاقم من الكارثة الإنسانية في غزة".

وزاد أن السكان في الغزة "ينظرون إلى العالم أنه خذلهم، والقانون الدولي لم يخدمهم" منذ سنوات.

مقالات مشابهة

  • مظاهرة في إسرائيل تطالب باتفاق لإطلاق المحتجزين لدى حماس
  • خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
  • بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • هل سويسرا محايدة حقا تجاه القضية الفلسطينية؟
  • إسرائيل تعلن اغتيال قائد وحدة الصواريخ بحركة "الجهاد"
  • الفلسطينيون يرحبون بأوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين  
  • إدارة التوحش من داعش إلیٰ مليشيا آل دقلو!!
  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي