قالت مسؤولة أممية، إن الفظائع التي تحدث في السودان “تقترب من الشر المحض”، وتعجز الكلمات عن وصفها، مشيرة إلى أن السودانيين عانوا من صراع عنيف ومأساة إنسانية تزداد قتامة، يوما بعد آخر، طوال ما يقرب من سبعة أشهر.

التغيير:وكالات

وسلطت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، السيدة كليمنتاين نكويتا سلامي الضوء على التقارير المروعة والمتواصلة عن العنف الجنسي والجنساني والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل.

 

وأشارت إلى التقارير المثيرة للقلق حول تصاعد العنف والهجمات ضد المدنيين، بما في ذلك العنف الذي يبدو أنه يقع على أساس قبلي في دارفور. 

وحذرت- في حديثها للصحفيين في نيويورك من أنه “إذا لم نتحرك الآن، فإن السودان يخاطر بالتحول إلى أزمة طويلة الأمد حيث الأمل ضئيل والأحلام أقل. ولا يمكننا أن ندع ذلك يحدث”.

وقالت كليمنتاين نكويتا سلامي إن الحفاظ على انتباه العالم بالنسبة لما يحدث في السودان يشكل تحديا هائلا. وأضافت قائلة: “يعاني العالم من أزمات كثيرة تحظى باهتمام أكبر بكثير من أزمة السودان لعدة عوامل، ولكن ليس بسبب حجم الأزمة أو عمق البؤس. أزمة السودان ليس لها مثيل. ونحن لا نزال ملتزمين بضمان عدم نسيان أو تجاهل معاناة شعب السودان، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة”.

وجددت سلامي التأكيد على “الالتزامات العالمية التي نتشاطرها جميعا لإنهاء معاناة السودانيين وتعزيز السلام والمصالحة”.

ويحتاج أكثر من نصف السكان- أي 25 مليون شخص- إلى المساعدة والحماية. وفر أكثر من 6 ملايين شخص من منازلهم سواء إلى أماكن أخرى داخل السودان أو إلى الدول المجاورة. 

شددت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان على ضرورة أن تفي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالوعود التي قطعتها في جدة ، بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وتوفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وجددت دعوتها إلى جميع أطراف النزاع في السودان إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. “هذا ليس اختياريا. يجب أن تتوقف هذه الهجمات وينبغي محاسبة المسؤولين عنها”.

من ناحية أخرى، حذرت المنسقة الأممية من أن انتشار القتال إلى ولاية الجزيرة، التي تعتبر سلة غذاء السودان، يمكن أن يدفع المزيد من الناس إلى براثن الجوع. 

ونبهت إلى تدمير القطاع الصحي وخروج أكثر من 70 في المائة من المرافق الصحية في مناطق النزاع عن الخدمة. “وهذا أمر مقلق للغاية، لأسباب ليس أقلها تفشي الأمراض المستمرة مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا والحصبة”.

وقالت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية إن حماية المدنيين لا تزال تشكل مصدر قلق كبير وتابعت قائلة:”ما يبقيني مستيقظة طوال الليل هو وجوه الأشخاص الذين التقيت بهم في السودان. أشخاص مثلي ومثلكم لهم رغبة عارمة في العيش بسلام وإطعام أسرهم والحصول على الرعاية الصحية وإرسال أطفالهم إلى المدرسة. هؤلاء هم الأشخاص الذين يحاول العاملون في المجال الإنساني الوصول إليهم”.

وأفادت بتلقي أكثر من 4.1 مليون شخص مساعدات منقذة للحياة منذ اندلاع النزاع، بما في ذلك في مدينة كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان، للمرة الأولى منذ أبريل. 

وتحدثت عن التعقيدات التي تصاحب عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، مؤكدة على أهمية القضاء على التحديات المتعلقة بالوصول والبيروقراطية التي يفرضها أطراف النزاع.

كما تحدثت المنسقة الأممية عن نقص التمويل، مشيرة إلى تلقي ما يزيد قليلا عن الثلث من جملة 2.6 مليار دولار، وهو المبلغ المطلوب للاستجابة الإنسانية لهذا العام.

وبرغم الإشادة بسخاء المانحين، إلا أن المسؤولة الأممية قالت إن شعب السودان يحتاج إلى دعم مستدام.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: فی السودان أکثر من

إقرأ أيضاً:

أكثر من 100 ألف.. ترحيل جماعي لأفغان من باكستان يسبب أزمة بين إسلام أباد وكابول

أزمة تتصاعد بين كابول وإسلام أباد على خلفية ترحيل الأخيرة أكثر من 100 ألف أفغاني خلال الأسابيع الثلاث الماضية.

واضطر أكثر من 100 ألف أفغاني، ما يزيد عن نصفهم من الأطفال، لمغادرة باكستان التي باشرت قبل ثلاثة أسابيع حملة ترحيل جماعي تستهدف مهاجرين ولد بعضهم على أراضيها أو يعيشون فيها منذ عقود.

وأحصت وزارة الداخلية الباكستانية مغادرة "100529 أفغانيا البلاد" منذ الأول من نيسان/ أبريل الحالي.



وتتهم إسلام أباد التي تشهد تصاعدا للعنف في مناطقها الحدودية مع أفغانستان، ثلاثة ملايين أفغاني يعيشون على أراضيها بأنهم "مرتبطون بالإرهاب والاتجار بالمخدرات".

واستنادا إلى ذلك، ألغت باكستان اعتبارا من الأول من نيسان/ أبريل 800 ألف بطاقة إقامة منحتها لأفغان.

وفي نهاية العام 2023، كان قد عاد نحو 800 ألف أفغاني إلى وطنهم عقب حملة مشابهة سابقة.

وتعبر كابول عن "قلقها" و"خيبة أملها" من عمليات الطرد هذه وتتهم جارتها باستخدام المهاجرين "لأهداف سياسية".

وتعبر يوميا قوافل عائلات محمّلة بالأمتعة المجمعة على عجل فوق شاحنات، نقطتي الحدود بين باكستان وأفغانستان.

يقول أفغاني بالغ من العمر 27 عاما، والذي التقته "فرانس برس"، السبت، عند معبر تورخام الحدودي في شمال غرب باكستان: "لقد ولدت في باكستان ولم أضع قدمي مطلقا في أفغانستان".

"سرقة الوظائف"
فضل هذا الأخير المغادرة طواعية قبل أن يلقى القبض عليه، فيما وثقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين منذ مطلع نيسان/ أبريل عمليات اعتقال واحتجاز للأفغان في باكستان تفوق المجموع المسجل طوال العام 2024.

واتهم نشطاء ومهاجرون منذ شهور باكستان بالقيام باعتقالات تعسفية وابتزاز ومضايقات في حق أفغان.

تؤكد المنظمات غير الحكومية أن هؤلاء المهاجرين العائدين لن يجدوا سوى الركود الاقتصادي والفقر المتزايد.

ومع أن العنف اختفى عمليا منذ عودة طالبان إلى السلطة في صيف 2021، إلا أن أكثر من نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، ما يجعل أفغانستان تعاني من ثاني أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وفي باكستان تلقى هذه الحملة الجديدة تأييدا واسعا من السكان.

ويقول الحلاق تانفير أحمد البالغ 41 عاما من إسلام أباد: "لقد تضاعفت أسعار الإيجارات منذ وصول الأفغان".

ويضيف بنبرة غضب: "لقد أتوا للحصول على صفة لاجئ، لكنهم انتهوا بسرقة الوظائف من الباكستانيين الذين يواجهون صعوبات فعلية".

وخلافا لذلك، يشعر أحد التجار بالقلق رافضا ذكر اسمه: "يقبل الأفغان بوظائف يخجل الباكستانيون القيام بها، مثل جمع القمامة. من سيفعل ذلك بعد رحيلهم؟".

عودة كريمة
والسبت، ندد رئيس حكومة طالبان حسن أخوند بـ"الإجراءات الأحادية" التي تتخذها باكستان، ودعا وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار الذي استقبله في كابول إلى "تسهيل عودة كريمة للاجئين الأفغان".

ووفقا للمفوضية، فإن "58% منهم أطفال".

يدرك نقيب البالغ 39 عاما والذي التقه "فرانس برس" على الجانب الأفغاني من تورخام، أنه سيتعين عليه إخراج بناته من المدرسة.

ويقول "في باكستان، كن يذهبن إلى المدرسة ويتعلمن في مجالات مختلفة، هنا، لن يتمكن من الدراسة وهذا يمثل مشكلة".

وغادر الآلاف من الأفغان الموجودين في باكستان، بلدهم بناء على طلب السفارات التي انسحبت من كابول عند وصول طالبان إلى السلطة.

إلى جانب برامج إعادة توطين الأفغان والأفغانيات في أوروبا وأماكن أخرى حول العالم، ينتظر جزء كبير من 13 ألف أفغاني تقريبا حصلوا على الضوء الأخضر لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة، في باكستان.



وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مصير هؤلاء رهن الآن بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستئناف برامج المساعدة للاجئين التي جمدها.

وأمهلت باكستان السفارات الأجنبية حتى 30 نيسان/ أبريل لإخراج هؤلاء اللاجئين وإلا عمدت إلى طردهم. وفي 30 حزيران/ يونيو ستعيد تقييم وضع أكثر من 1,3 مليون شخص يحملون بطاقات صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

مقالات مشابهة

  • سفارة ليبيا: بومريز شارك في مباحثات لحل أزمة السودان
  • رؤية نقدية لمؤتمر لندن للقضايا الإنسانية حول السودان
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • نسيمة سهيم… نموذج المرأة المناضلة التي وضعت الإنسانية فوق كل اعتبار
  • أزمة عميقة.. روسيا تدرج أكثر من 20 برلمانياً بريطانياً في قائمة المنع
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • أكثر من 100 ألف.. ترحيل جماعي لأفغان من باكستان يسبب أزمة بين البلدين
  • أكثر من 100 ألف.. ترحيل جماعي لأفغان من باكستان يسبب أزمة بين إسلام أباد وكابول
  • أسعار البيض تحلّق في أوروبا... من هي الدولة التي تدفع أكثر من غيرها؟
  • دارفور.. مقتل أكثر من 30 في هجوم جديد للدعم السريع على الفاشر