بقلم أوليفييه دوزون: واشنطن في حالة يأس.. قاعدة بحرية روسية في طبرق تغير الموازين أمام «الناتو».. «بوتين» يعكف على إعداد اتفاق عسكري وسط غضب «البنتاجون»
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
تتطلع موسكو إلى توسيع التعاون مع قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر حيث تعتزم الأطراف التوصل إلى اتفاق عسكرى.. وهذا الأمر يثير غضب البنتاجون وكشف موقع «بلومبرج»، أن القاعدة البحرية الروسية من المتوقع أن تكون في السواحل الشرقية من ليبيا وتشعر واشنطن بقلق بالغ إزاء المعلومات بشأن استئناف الاتصالات بين الجيش الروسي والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.
كما يقال إن الأطراف تدرس إبرام اتفاق دفاعي قد يؤدي إلى إنشاء قاعدة بحرية روسية على الساحل الليبي، وبذلك أصبح على بوتين وحفتر الدخول في اتفاق دفاعي يهدف إلى حماية الهلال النفطي الواقع في شرق ليبيا مقابل التسهيلات الممنوحة للبحرية الروسية في الموانئ التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي. وهذا التكوين بعيد كل البعد عن تأثير أمريكا.
وليبيا بالفعل هى الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، كما أن وجود قاعدة بحرية في المنطقة سيكون له تأثير كبير على ممارسة سيطرة كبيرة على جنوب أوروبا، ويذكر موقع بلومبرج، إن موسكو وطبرق تعكفان على إعداد هذا الاتفاق بشأن قضايا الدفاع. وتم طرح هذا المشروع، الذي لا يزال قيد الدراسة، خلال الاجتماع الاستراتيجي الذي عقد في موسكو نهاية سبتمبر ٢٠٢٣ بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر.
وفي أغسطس ٢٠٢٣ وقبل الوفاة المفاجئة للرئيس فاجنر يفجيني بريجوزين، استقبل «حفتر» في بنغازى وفدًا بقيادة يونس بك يفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي، للإعداد والتعاون والتنسيق فيما يتعلق بـ«تدريب وصيانة الأسلحة والمعدات الروسية» الموجودة في حوزة الجيش الوطني الليبي.
وفي نهاية سبتمبر ٢٠٢٣ توجه المشير حفتر بدوره إلى موسكو للقاء فلاديمير بوتين، وذلك لمناقشة الوضع في ليبيا؛ دون أن ننسى هذه القاعدة العسكرية الشهيرة في طبرق؛ إلا أن ليبيا منقسمة بين الإدارات المتنافسة في الشرق والغرب، ولكل منها تفضيلاتها الخاصة في السياسة الخارجية، ويسعى حفتر للحصول على أنظمة دفاع جوي كما يعمل جاهدًا على تعزيز العلاقات مع روسيا.
وهنا لا يمكننا التغاضي عن مجموعة فاجنر لسنوات عديدة ومن هذا المنظور فإن اختفاء زعيمها بريجوجين مؤخرًا قد سمح لوزارة الدفاع الروسية بضمان سيطرة أكبر على هذه الجماعة وفي هذا السياق الجيوسياسي، من البديهي أن إنشاء روسيا قاعدة بحرية في البحر الأحمر من شأنه أن يتيح لها الوصول إلى الممرات البحرية الحيوية، وبذلك تظهر أهدافها بعيدة المدى في البحر الأبيض المتوسط.
كشف «بلومبرج» أيضًا ما هو أكبر من ذلك وهو أن ظهور قاعدة بحرية روسية في السودان لا يرضى واشنطن.. حتى اليوم نجح العم سام في احتواء تقدم موسكو في السودان والسؤال إلى متى؟ والجميع يعلم أنه قد يتم التصديق على الاتفاقيات قريبًا من قبل السلطة التشريعية في الخرطوم، وبالنسبة لإدارة بايدن الإدارة تلك التي تعمل علي احتواء نفوذ موسكو في البحر الأبيض المتوسط، هل هذا اعتراف بالفشل؟
وعندما نحلل الوضع بتأن نجد أن قاعدة طبرق البحرية في وسط البحر الأبيض المتوسط تتواجد على بعد بضع مئات من الكيلومترات فقط من السواحل الفرنسية والإيطالية واليونانية، وكل ذلك يعرقل بالفعل تحركات الناتو في هذا القطاع كما أن روسيا يمكنها بالفعل التفاخر بامتلاك قاعدة بحرية في طرطوس بسوريا، وإذا تم إنشاء قادة بحرية في كل من طبرق والسودان، فإن هذا من شأنه أن يعزز بشكل كبير قدرات الانتشار الروسية في الشرق الأوسط والبحر المتوسط بشكل عام.
أوليفييه دوزون: مستشار قانوني للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، ومن أهم مؤلفاته: «القرصنة البحرية اليوم، وماذا لو كانت أوراسيا تمثل الحدود الجديدة؟، والهند تواجه مصيرها»، يتناول فى مقاله العلاقات الروسية مع ليبيا التي تزعج واشنطن وقد تغير الموازين العسكرية أمام حلف الناتو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: موسكو بلومبرج الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر البنتاجون أوليفييه دوزون فلاديمير بوتين الجیش الوطنی اللیبی قاعدة بحریة بحریة فی
إقرأ أيضاً:
بوتين: موسكو تبدأ في الإنتاج التسلسلي للصواريخ الباليستية «أوريشنيك»
كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن خطط البلاد في إنتاج الأسلحة والآليات العسكرية في ظل العملية العسكرية مع القوات المسلحة الأوكرانية، والأوضاع الدولية والإقليمة حاليًا عسكريًا وسياسيًا.
وقال بوتين، أمام اجتماع قيادات وزارة الدفاع الروسية: «خطط الولايات المتحدة الأمريكية لنشر أسلحة دقيقة متوسطة المدى تثير القلق، لذلك ستتخلى موسكو عن قيودها الطوعية على نشر الصواريخ متوسطة المدى، في حال بدأت واشنطن بنشر مثل هذه الأسلحة».
وأضاف: «الولايات المتحدة الأمريكية لا تلتزم بأي قواعد وتشن حروبًا هجينة لكل المختلف معها بما في ذلك روسيا»، مشيرًا إلى أنها مستمرة في إمداد أوكرانيا ماديًا وعسكريًا، وتعمل على تشكيل تحالفات عسكرية سياسية جديدة في العالم.
وتابع: «أمريكا تساعد على تصعيد الأزمة مع نظام كييف من خلال إرسال ميليلشيات ومرتزقة ومستشارين إلى منطقة الصراع، كما يعمل حلف شمال الأطلسي (الناتو) على زيادة تواجده في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويتدرب على نشر الصواريخ».
وواصل: «لقد تجاوزت تطلعات حلف الناتو حدود المسؤولية التاريخية منذ وقت طويل، إذ تعمل على زيادة الإنفاق العسكري وبناء قوات هجومية بالقرب من الحدود الروسية، وموسكو مضطرة إلى اتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمنها، لكنها لا تنزلق إلى سباق تسلح كامل».
واردف: «الغرب أوصل روسيا إلى الخط الأحمر، وبعد رد فعل موسكو على ذلك يخيف سكانه بما يسميه (التهديد الروسي)»، لافتًا أن الوضع العسكري السياسي في العالم لا يزال صعبًا وغير مستقر، ورغم ذلك الإدارة الأمريكية الحالية والغرب الجماعي لم يتخلوا بعد عن محاولاتهم للإبقاء على الهيمنة.
واستكمل: «حصة الأسلحة الحديثة في القوات النووية الاستراتيجية الروسية وصلت إلى 95%، إذ أن قواتنا نجحت في تحرير 189 قرية في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا»، مؤكدًا أن موسكو تبدأ في الإنتاج التسلسلي للصواريخ الباليستية «أوريشنيك» قريبًا.
وأكد: أن «تعداد القوات المسلحة الروسية ارتفع إلى 1.5 فرد عسكري، كما سندعم التطوير المحتمل والمتوازن للقوات النووية»، مضيفًا أن روسيا تنتهج سياسة الردع النووي بدلُا من استعراض الأسلحة النووية.
واختتم: «يتم تزويد القوات الروسية بآلاف الطائرات المسيرة كل يوم، وقد وجهت برفع مستوى إنتاج الروبوتات والطائرات المسيرة للجيش»، معقبًا: «القوات المسلحة الروسية تسيطر بقوة على المبادرة الاستراتيجية على طول خط التماس القتالي».
اقرأ أيضاًالكرملين: بوتين هو من اتخذ قرار منح اللجوء للأسد وعائلته.. وما حدث في سوريا فاجأ العالم
بوتين: جاري الإعداد لمشروع وطني متخصص بصناعة الصواريخ والفضاء
بوتين: أسلحتنا ليس لها مثيل في العالم.. وهناك احتمالية لظهور أنظمة صاروخية روسية جديدة