رحلة نزوح أبناء غزة للجنوب على الأقدام: «حالفين لنرجع أرضنا.. قولوا آمين»
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
تركوا ديارهم، خرجوا مُهجَّرين قسراً من شمال مدينتهم المحتلة غزة، متجهين إلى مناطق مختلفة فى الجنوب داخل الأراضى الفلسطينية، قطعوا عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام فى هجرتهم الداخلية، سلكوا طريقاً محفوفاً بالمخاطر، مدججاً بدبابات قوات الاحتلال الإسرائيلى، مليئاً بالجثث شمالاً ويميناً، لم تكن رحلتهم إلى مخيم الشابورة جنوب مدينة رفح الفلسطينية سهلة.
مشهد مؤثر التقطته عدسة المصور الفلسطينى بلال خالد لسيدة تسعينية انحنى ظهرها من كثرة تهجيرها، فالسيدة «إنعام السباعى»، البالغة من العمر 90 عاماً، عاشت 3 نكبات «48، 67، و23»، لكن الثابت أن عمرها أكبر من عمر الاحتلال الإسرائيلى، الذى أجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح إلى أماكن سماها بـ«الآمنة» لكنها لم تكن هكذا، وتحكى العجوز: «نزحت من غزة عام 48، بسبب المجازر التى يرتكبها جيش الاحتلال فى حق الفلسطينيين العُزل، لكنى احتفظت بمفتاح العودة ورجعت بيتى لكن عشت إحساس النزوح تانى فى 2023».
لم يكن نزوح السيدة وأسرتها سهلاً عليها، قطعت ما يزيد عن 7 كيلومترات سيراً على الأقدام، يُمسك بيدها نجلها تارة وزوجته أخرى: «قوات الاحتلال الإسرائيلى دمرت منزلنا فى شمال غزة، وبعدين نزحنا إلى مستشفى الشفاء وأُجبرنا على النزوح مرة أخرى للجنوب، وإحنا ماشيين كانت الجثث فى كل مكان، لكن هرجع غزة تانى».
انحنى ظهره من كثرة الأحزان، وبعد فقدان ولديه وتدمير منازل أسرته، لم يجد «على جمالة»، البالغ من العمر 82 عاماً، مفراً من النزوح إلى الجنوب، فالرجل الذى فقد جزءاً كبيراً من أسرته نجا بأعجوبة: «مشينا من شارع عشرة بغزة إلى رفح، أكتر من 15 كيلومتراً، بعد ما فقدت اتنين من ولادى من بداية الحرب على غزة، واتخذنا من مستشفى الشفاء ملجأ لنا، قصفوا المشفى فوق روسنا، وما عارف فين باقى ولادى، لكن شُفت ولاد أخوى الـ3 أشلاء قدام عينى، وولاد الحلال طلعونى».
جثث ملقاة على الأرض يميناً ويساراً، وفى المنتصف زجاجات مياه فارغة وملابس متناثرة ربما فقدها أصحابها فى منتصف الرحلة، هكذا وصفت السيدة عيشة عسقلان، المشهد من حولها، والتى اضطرت لترك منزلها بشارع المخابرات وسط مدينة غزة بعد تهديد قوات الاحتلال الإسرائيلى بقصفه: «القصف كان على راسنا، وبقيت لآخر نداء رافضة أترك بيتى، وبعد دقايق من خروجى قصفوا البيت سووه بالأرض، أصبح كومة ركام».
اضطرت السيدة الخمسينية للنزوح القسرى مع بعض أولادها: «مشينا على الأقدام والطريق كله كان مليان جثث، طلعنا حافيين بالهدمة اللى علينا، رحت لأقاربى لقيت هناك قصف، رحت على مستشفى الشفاء حاولت أركب مالقتش مواصلات مشيت على رجلى 30 كيلومتر وفى نص الطريق حاول شباب جرَّى وعدينا الدبابة اللى كانت بعيدة ومشينا حوالى 7 ساعات لحد ما وصلنا المخيم».
3 أطفال بينهم رضيع، اضطرت مريم وحيدى، لحملهم على ظهرها وذراعيها، والاستراحة فى منتصف الطريق، بعدما هُجِّرت قسراً وتركت منزلها دون معرفة مكان زوجها: «حملت 3 أطفال وطلعت أجرى وضلوا أهالينا ورانا، جوزى ما بعرف عنه شىء، ومشيت بأطفالى أكتر من 10 كيلومتر، ما معى أكل ولا مياه ولا شىء، كنت بقف فى الطريق أدوّر على قطعة خبز أو رشفة مياه لأطفالى».
عربة كارو كانت وسيلة أسرة «أبوسعيد» خلال رحلتهم الشاقة المحفوفة بالمخاطر من غزة إلى خان يونس، تحكى «أم على»: «ركبنا على عربية كارو، لكن الاحتلال ضربوا شاب كان بيجرّنا، عندى جلطات فى رجلى لو وقفت دقيقة واحدة يضربوا عليك، تعرضت للإغماء وشباب فوّقونى وحملونى إلى المخيم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نزوح أهالي غزة نازحو غزة حياة نازحي غزة النزوح من غزة الاحتلال الإسرائیلى على الأقدام
إقرأ أيضاً:
حدث ليلا: حادث طعن بإسرائيل.. وأكبر موجة نزوح للفلسطينيين بالضفة.. وغضب إيراني.. ومخاوف ترامب من حرب نووية.. عاجل
شهدت الساحة الدولية تطورات متسارعة، نتيجة للعديد من الأحداث، بداية من التصعيد الإسرائيلي تجاه سوريا، والتوسع في العمليات العسكرية في الضفة الغربية، وحتى استعداد حركة حماس لتسليم جثامين 4 أسرى إسرائيليين، ووقوع حادث طعن بالقدس المحتلة، ومرورًا بالغضب الإيراني من التصريحات الإسرائيلية، ونهاية بحديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مخاوفة من وقوع حرب نووية، ومحاولته الحصول على معادن أوكرانيا الثمينة.. فماذا حدث ليلا؟
آخر تطورات الوضع في سورياأكدت مصادر سياسية في تل أبيب أن الغارة الجوية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على محيط بلدة سعسع في جنوب سوريا كانت بمثابة تحذير واضح، تهدف إلى رسم «خطوط حمراء» جديدة لا يُسمح لأي قوة عسكرية بتجاوزها في المنطقة.
أوضحت المصادر أن إسرائيل أرادت توجيه رسالة مباشرة إلى النظام السوري، خاصة في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها دمشق.
أكبر موجة نزوح للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عقودكشفت وكالة أسوشيتد برس أن أكثر من 40 ألف فلسطيني اضطروا إلى ترك منازلهم في الضفة الغربية، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة خلال الأسابيع الأخيرة والتي يُطلق عليها «السور الحديدي»
تعتبر هذه الموجة الأكبر منذ نكسة 1967، حيث شنت إسرائيل عمليات عسكرية عنيفة في جنين وطولكرم ونور شمس.
وصفت بعض العائلات الفلسطينية ما يحدث بـ«نكبة جديدة»، حيث اضطر العديد منهم لترك منازلهم قسرًا وسط إطلاق النار والقصف الإسرائيلي.
أكد مسئولون في الأمم المتحدة أن تدمير البنية التحتية الفلسطينية أصبح يجعل المخيمات غير صالحة للسكن، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية متفاقمة في الضفة.
تسليم جثث 4 أسرى إسرائيليين من غزةتستعد حركة حماس لتسليم جثث 4 إسرائيليين إلى الصليب الأحمر صباح اليوم الخميس، في خطوة تعد الأولى من نوعها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
الجثث تعود إلى أم وطفليها ورجل مسن، وستُنقل إلى إسرائيل عبر معبر مخصص لهذا الغرض، حيث ستخضع الجثث لفحوصات طب شرعي في معهد أبو كبير جنوب تل أبيب، قبل إبلاغ عائلات الضحايا رسميًا.
حادث طعن في إسرائيلشهدت إسرائيل حادث طعن جديدًا أدى إلى إصابة امرأة بجروح خطيرة في البلدة القديمة بالقدس، ووصفت حالتها بــ«الحرجة».
وفقًا لخدمة الإسعاف الإسرائيلية، وقع الهجوم مساء الأربعاء، وأسفر عن إصابة السيدة في اليد والرأس، حيث تلقت إسعافات أولية قبل نقلها إلى المستشفى.
وأكدت السلطات الإسرائيلية أنها بدأت تحقيقًا في الحادث، فيما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن المهاجم كان مسلحًا بفأس وتمكن من الفرار.
غضب إيراني وتصعيد في الخطاب العسكريتزايدت حدة التوترات بين طهران وتل أبيب، بعد أن صعدت إيران لهجتها التحذيرية ردًا على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي هدد بأنه مستعد «لإنجاز المهمة» في إشارة إلى استهداف البرنامج النووي الإيراني، في حال تلقى دعمًا أمريكيًا.
كشفت تقارير استخباراتية أمريكية أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضربات عسكرية كبرى ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال النصف الأول من العام الجاري، وفقًا لما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية.
وأوضحت المصادر أن إسرائيل تسعى لاستغلال الظروف الصعبة التي تمر بها إيران لتنفيذ هذا الهجوم.
فيما أكد بيان الحرس الثوري أن إيران نفذت أكبر عملية إطلاق صواريخ باليستية في العالم، مؤكدًا أن الضربات الإيرانية نجحت في اختراق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.
ترامب يحذر من حرب نوويةأكد ترامب أن منع اندلاع حرب نووية هو أحد أولوياته، مشيرًا إلى أنه يعتزم التحدث مع روسيا والصين لبحث تقليل عدد الرؤوس النووية، حيث قال ترامب: «إذا حدث ذلك (استخدام الأسلحة النووية)، سيتم تدمير العالم».
كما أعلن عن نيته عقد قمة ثلاثية مع روسيا والصين لمناقشة سبل خفض الترسانات النووية، معتبراً أن الولايات المتحدة يجب أن تقلل إنفاقها العسكري إلى النصف.
حيلة ترامب للحصول على معادن أوكرانياكشف تقرير مطول لوكالة رويترز أن الرئيس ترامب قد يلجأ إلى استراتيجية أخرى للحصول على المعادن الأوكرانية.
وأفاد مصدران مطّلعان للوكالة بأن ترامب يسعى لعقد صفقة مبسطة مع أوكرانيا بشأن المعادن الحيوية، بحيث يُنفَّذ الاتفاق بسرعة، على أن تُناقش التفاصيل الدقيقة لاحقًا، بما في ذلك حجم الموارد التي ستذهب إلى الولايات المتحدة.
وأوضحت المصادر أن هذه الأزمة كشفت أن التوصل إلى اتفاق شامل سيستغرق وقتًا، إلا أن ترامب يهدف إلى إبرام الاتفاق سريعًا قبل اتخاذ قرارات بشأن زيادة الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا أو الشروع في جهود رسمية للتوسط في محادثات سلام بين كييف وموسكو لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.