تتجه الأنظار اليوم إلى مجلس عُمان، حيث الخطاب المرتقب الذي يعلن الافتتاح الرسمي لفترة جديدة للمجلس مع دور الانعقاد السنوي الأول للفترة الثامنة لمجلس عُمان برعاية سامية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه.
الخطاب يعد خارطة طريق سيرسم ملامح المرحلة بما سيوضحه جلالته -أبقاه الله- من نقاط مهمة ستشكل مرتكزات توجه سلطنة عمان خلال المرحلة المقبلة داخليا وخارجيا.
هذا الحدث يعد إحدى محطات التقييم والمراجعة حول دور مجلس عُمان بغرفتيه الدولة والشورى.
الذي يشهد دخول عناصر جديدة من الشخصيات في عضويتيه عبر أدوار ستسهم في تقديم العديد من المقترحات البناءة والمراجعات التشريعية للعديد من القوانين لدعم تنفيذ رؤية عُمان 2040.
إنَّ افتتاح المقام السامي لمجلس عُمان اليوم يُعطي إشارة الانطلاق لمرحلة جديدة من العمل للسنوات الأربع القادمة، وتحديد مسارات العمل الوطني، والتركيز على رفع مستوى معيشة المواطن وتذليل الصعاب أمامه، وتطوير البنى الأساسية التي تمكنه من الأداء وتحقيق النتائج وصناعة الفارق بين هذه الدورة للمجلسين والدورات السابقة، والتأكيد على دور مجلس عُمان في مشاركة الحكومة في تنفيذ الخطط الوطنية للدولة، وتمكينه من مواصلة نهجه الذي يخلد مسيرة الإرث الشوروي في سلطنة عُمان، وهو النهج الذي ارتضاه الأجداد والآباء، وأكدت عليه مسيرة ونهج سلطنة عُمان.
الشأن الداخلي سيكون له النصيب الأكبر من الخطاب السامي في رسم مسار المرحلة المقبلة حول حالة الاقتصاد، وخطة التوازن المالي، والجهود التي تبذل في كافة الأصعدة، والحث على المزيد من العمل والتطوير لمفاصل الحياة للمواطن وأداء الحكومة.
وفي الخارجي فإن التأكيد على السياسة الخارجية المتزنة والعقلانية التي تسهم بها سلطنة عُمان على المسرح الدولي والذي جعلها كفة الميزان الراجحة التي يُلجأ إليها، والتأكيد على العلاقات المتينة بالأشقاء والأصدقاء من أصحاب المواقف التي تبني السلام، وما يحدث من إبادة مروعة لأهلنا في غزة التي عبرت عنها مواقف مسقط المتقدمة منذ اندلاع الأزمة.
مجلس عُمان يمثل ذلك المرتكز لإدارة مفاصل الدول بمشاركته الشعبية التي اختيرت كإرادة حرة تسهم في بناء الوطن منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، والذي حقق فيها مجلس الشورى قفزات عبر مراحله.
الفترة الحالية لمجلس عُمان تأتي وسط متغيرات عديدة ومهمة تحتاج منا تقديم كل فكر نير وعمل متميز وفهم أعمق للواقع داخليا وخارجيا، والتسريع في إكمال المنظومة التشريعية بهدف ترجمة أهداف رؤية عُمان 2040، والمضي باستكمال ملفات خطة التنمية الخمسية العاشرة، والتحضير لخطة جديدة بما يسهم في العبور بسلطنة عُمان إلى غاياتها وأهدافها السامية في ظل نهضتها المتجددة وسط تطلعات مجتمعية كبيرة ينتظرها المواطن من مجلس عُمان.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
في سطحية الخطاب: هل عبد الحي يوسف شيخ؟
تسود روح صبيانية تماما في الخطاب السياسي السوداني تتلخص في أن ذكر أي شيء عن شخص يكرهونه أو منظومة فكرية يرفضونها بدون أن تكيل اللعنات فان ذلك يعتبر قبولا للشخص أو الفكرة.
وهذا الربط التعسفي لا يليق بصبي لم ينبت شنبه بعد لان فحص أفكار الخصوم بهدوء ضرورة لرؤيتهم علي حقيقتهم ومن ثم تحديد أنجع السبل للاشتباك معهم سلبا أو ايجابا.
أما سنسرة أي تحليل أو عرض هادئ فأنه طريق مضمون للجهل والتسطيح ومن ثم خسارة المعارك السياسية والفكرية. فقد قال حكيم الصين، صن تزو، في فن الحرب: “إذا كنت تعرف عدوك وتعرف نفسك، فلا داعي للخوف من نتائج مئة معركة. إذا كنت تعرف نفسك ولا تعرف عدوك، فستُعاني من هزيمة مع كل نصر تُحرزه. إذا لم تعرف عدوك ولا نفسك، فستخسر في كل معركة.”
للاسف جل الطبقة السياسية من قمة سنامها الفكري إلي جريوات السوشيال ميديا لا يعرفون حقيقية عدوهم ولا حقيقة أنفسهم ويدمنون تصديق أوهامهم عن ذواتهم وعن خصومهم ولهذا تتفاقم السطحية وتتناسل الهزائم السياسية والفكرية.
فعلي سبيل المثال كتبت ملايين المقالات والسطور عن الكيزان، ولكن يمكن تلخيص كل ما قيل في صفحة ونص موجزه التنفيذي هو أن الكيزان كعبين ولا شيء يعتد به بعد ذلك إلا فيما ندر. وهكذا عجز أعداء الكيزان عن أدراك وجودهم ضارب الجذور في تعقيداته ثم صدقوا أوهامهم حتي صاروا يهزمون أنفسهم قبل أن يهزمهم الكيزان.
المهم، لو كتبت هذه الصفحة عن شخص أو فكرة بدون إستدعاء قاموس الشتائم إياه، فلا تفترض أنها تتماهى معها أو تروج لها. وإذا خاطبنا شخص كأستاذ أو سيدة أو شيخ أو مثقف، فان ذلك لا يعني بالضرورة قبولنا بافكاره فذلك فقط من باب إحترام الخصوم وحفظ إنسانيتهم. فقد كانت صحافة الغرب الرصينة أثناء الغزو الأمريكي للعراق تدعو صدام “مستر حسين” بينما كانت صحف التابلويد التي تروج لنفسها بالبكيني في الصفحة الثالثة تدعوه ابن العاهرة. ويبدو أن الثقافة السودانية تفضل أسلوب التابلويد في التعاطي مع الخصوم.
بهذا لو قلنا الشيخ عبد الحي يوسف ولم نلعنه في المقال فان ذلك لا يعني بالضرورة الإتفاق أو الخلاف معه في أي جزئية ما لم نوضح هذا الإتفاق أو الإختلاف بالكلمة الفصيحة. نعم. الشيخ عبد الحي، والاستاذ سلك، ود. حمدوك ، ود. البدوي والسيدة مريم الصادق والاستاذة حنان حسن والسيد الإنصرافي وسعادة الفريق أول حميدتي والكوماندر ياسر عرمان والقائد عبد العزيز الحلو.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب