عيَّن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وزير الخارجية السابق، جيمس كليفرلي وزيراً جديداً للداخلية، يوم الإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بعد إقالة سويلا برافرمان التي كانت تشغل المنصب.

 

القرار المفاجئ يأتي في أعقاب حالة من الغضب والاستنكار الواسعين بسبب تصريحات سويلا التي اتهمت فيها الشرطة بالتساهل الشديد مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، كما وصفت المتظاهرين بالغوغاء، وذلك على خلفية خروج مظاهرات ومسيرات حاشدة في العاصمة لندن ومختلف المدن البريطانية الكبرى، تتنديداً بالهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.

 

وتعرض سوناك لضغوط متزايدة لإقالة الوزيرة اليمينية السابقة، خاصة بعدما اتهمها منتقدون بتصعيد التوترات والتحيُّز العنصري خلال أسابيع من المظاهرات والاحتجاجات.

 

من هو إذاً جيمس كليفرلي الذي تولى منصب وزارة داخلية بريطانيا الجديد؟

 

أول وزير خارجية من أصول أفريقية في تاريخ بريطانيا

 

وُلد في 4 سبتمبر/أيلول من عام 1969 لأب بريطاني وأم سيراليونية، وتلقى تعليمه الخاص في مدرسة ريفرتون ومدرسة كولف، وكلتاهما في لندن.

 

 تدرب كليفرلي في الجيش البريطاني قبل أن ينقطع طريق تدريبه بسبب إصابة في ساقه عام 1989.

 

وقد حصل على درجة بكالوريوس الآداب في دراسات إدارة الضيافة من كلية إيلينغ للتعليم العالي (جامعة غرب لندن الآن) في عام 1991. ثم عمل ضابطاً احتياطياً بالجيش، وهو عضو نشط في حزب المحافظين وشغل منصب وزير الدولة للتعليم.

 

في عام 2016، دعا إلى التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء العضوية.

 

وفي سبتمبر/أيلول عام 2022، تم تعيين كليفرلي وزيراً للخارجية من قِبل رئيسة الوزراء آنذاك ليز تراس، مما جعله أول وزير خارجية من أصل أفريقي في التاريخ البريطاني.

 

مواقفه من المهاجرين إلى بريطانيا

 

نقلت صحيفة "الغارديان" عن كليفرلي في أول تصريحاته بعد توليه وزارة الداخلية: "بصفتي وزيراً للخارجية عملت بشكل وثيق جداً مع زملائي في وزارة الداخلية، في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، وتقليل عدد القوارب الصغيرة التي تصل، والآن كوزير للداخلية، أنا ملتزم تماماً بإيقاف القوارب كما وعدنا، ولكن التأكد أيضاً من أن الجميع في المملكة المتحدة يشعرون بالأمان".

 

وفي وقت سابق من العام الجاري، أصر وزير الداخلية الجديد على أن قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني السابقة في دائرته الانتخابية في إسيكس في برينتري، لن تكون مناسبة لاستقبال وإيواء 1500 طالب لجوء من الذكور، على الرغم من أن وزارة الداخلية أدرجت الموقع في القائمة المختصرة كمكان إقامة محتمل.

 

وقال كليفرلي لبرنامج "توداي" على إذاعة "بي بي سي 4": "إن الحزب الديمقراطي التقدمي ويذرسفيلد في دائرتي الانتخابية.. بعيد جداً عن اعتباره نوعاً من البنية التحتية الاجتماعية" التي من شأنها تسكين المئات من طالبي اللجوء.

 

موقفه من حرب إسرائيل على قطاع غزة

 

وقال جيمس كليفرلي لمذيع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على الهواء مباشرة إن حماس "إرهابية" ولا يجب تسميتها المقاومة المسلحة، وذلك بعد يومين من بدء عملية طوفان الأقصى، مستنكراً ما وصفه بـ"الهجوم الإرهابي على إسرائيل".

 

وقال كليفرلي في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن "حماس هي منظمة إرهابية .. هؤلاء ليسوا مسلحين، إنهم إرهابيون"، وتابع: "إن جرائم القتل التي ارتكبوها في إسرائيل، وعمليات الاختطاف التي ارتكبوها كلها هجمات إرهابية".

 

معتبراً أن حماس "جعلت محنة الشعب الفلسطيني أسوأ.. وهي تسبب الألم والمعاناة في إسرائيل وغزة على حد سواء".

 

يرفض وقف إطلاق النار

 

كذلك اعتبر الوزير البريطاني أن مطالبات وقف إطلاق النار في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من شهر متواصل "مفهوم، ولكن بريطانيا تدعم قرار إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

 

وصرح في لقاء له مع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ما هو إلا "إجراءات لضمان استقرارها وأمنها".

 

كما قال وزير الداخلية البريطاني الجديد، في وقت سابق، إن الحكومة تدعم "هدنة إنسانية" في قطاع غزة، بدلاً من دعوات وقف إطلاق النار.

 

وفي حديثه على هامش محادثات وزراء خارجية مجموعة السبع في اليابان، أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن جيمس كليفرلي أخبر مجموعة مختارة من الصحفيين أن "وقف إطلاق النار سيعيق قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار جیمس کلیفرلی على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: عودة الإسرائيليين إلى الشمال مرتبطة بوقف إطلاق النار في غزة

الجديد برس:

تتواصل التحليلات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين المحذرة من الدخول في حرب موسعة مع لبنان، في ظل استمرار عمليات حزب الله وتصعيدها دفاعاً عن الشعب الفلسطيني ومقاومته، ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

وفي افتتاحيتها تحت عنوان “لا لحرب في الشمال”، انتقدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تصريحات وزراء أقصى اليمين الذين يصرون على الحرب، مؤكدةً أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يضلل الجمهور عندما يقول “إنه لا يوجد خيار سوى شن حرب ضد حزب الله”، كما يضلل الجمهور في وصفه للحرب بأنها “حادة وسريعة”.

وأوضحت الصحيفة أن الحرب مع حزب الله يمكن أن تتطور إلى حرب إقليمية، مشككةً باستعداد الجيش الإسرائيلي لها، ومتوقعةً أن تلحق أضراراً جسيمة بالجبهة الداخلية، وأن تكلف آلاف القتلى من الإسرائيليين.

وذكرت “هآرتس” أن رئيس الأركان الأمريكي، الجنرال تشارلز براون، حذر الأسبوع الماضي من أن “الولايات المتحدة لن تكون قادرة على ما يبدو على مساعدة إسرائيل في حرب واسعة النطاق مع حزب الله، وذلك كما حدث ليلة الصواريخ من إيران في أبريل الماضي”، معترفاً بأنه “يصعب التعامل مع الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله”.

ولفتت الصحيفة إلى أن خطر حرب شاملة يزداد بسبب وجود حكومة غير قادرة على التوصل إلى أي اتفاق بشأن أهداف الحرب، وتحرض ضد قادة الجيش الإسرائيلي، وتثقل كاهل الذين يخدمون، وتدعم المتهربين من التجنيد.

وشدّدت “هآرتس” على ضرورة سعي “إسرائيل” إلى وضع حد للحرب في قطاع غزة والموافقة على صفقة تبادل أسرى مقابل انسحاب.

وأشارت إلى موقف وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الذي يفضل التسوية السياسية على الحرب، مبيّنةً أنه تفضيل يشاركه به جميع المستوطنين، الذين “يريدون استعادة الأسرى والعودة إلى الشمال”.

وفي إقرار بترابط الجبهات بين غزة ولبنان، أكدت “هآرتس”، بالاستناد إلى كلام الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله الذي يفيد بأن إطلاق النار في لبنان سيتوقف مع وقف القتال في غزة”، أن ذلك سيكون الطريقة فقط لضمان عودة المستوطنين إلى الشمال.

ورجحت أنه بمجرد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ “تبدأ المفاوضات السياسية الغير مباشرة بين إسرائيل ولبنان”، مضيفةً أنه “تمت بالفعل صياغة مسودة مقترح لتسوية بين إسرائيل ولبنان، وهي تنتظر وقف إطلاق النار”.

وفي هذا السياق، أكد حسن نصر الله، أكثر من مرة  أن الحل لمأزق الاحتلال عند الجبهة مع لبنان “بسيط، وهو وقف الحرب على قطاع غزة”.

ووجه نصر الله رسالة، إلى مستوطني شمالي فلسطين المحتلة، الذين يستعجلون العودة، داعياً إياهم إلى “التوجه إلى حكومتهم حتى توقف العدوان على غزة”.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يحدد موعد مناقشة "مقترحات حماس" للهدنة
  • مذكرات وزير بريطاني سابق تسلط الضوء على حجم النفوذ الإسرائيلي في بريطانيا
  • هدنة غزة.. نتنياهو يحدد موعد بحث "مقترحات حماس"
  • تقرير: إسرائيل وحماس على وشك التوصل إلى اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار
  • الموساد: إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل تستهدف بنى تحتية ومبنى عسكريا لحزب الله
  • عن موعد وقف الحرب.. هذا ما كشفه نائب الامين العام لـحزب الله
  • NYT: جنرالات الاحتلال يخشون من حرب أبدية ويدعمون وقف إطلاق النار
  • “هآرتس”: عودة الإسرائيليين إلى الشمال مرتبطة بوقف إطلاق النار في غزة
  • بلينكن : 3 أمور لن نقبل بها في غزة بعد الحرب