اقرار مشروع الخطة الحكومية لإحياء الذكرى السنوية للشهيد 1445هـ
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
وناقش الاجتماع الذي ضم نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق في حكومة تصريف الأعمال الفريق جلال الرويشان ووزراء الإدارة المحلية علي القيسي والأشغال العامة والطرق غالب مطلق والدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى الدكتور علي أبو حليقة والثقافة عبدالله الكبسي والتعليم الفني والتدريب المهني غازي أحمد علي والزراعة والري المهندس عبدالملك الثور والدولة الدكتور حميد المزجاجي والدولة أحمد الحماطي، مشروع الخطة التي تهدف إلى حشد الجهود الرسمية والشعبية لدعم ورعاية أسر الشهداء كواجب إنساني وأخلاقي وديني وإبراز قيمة أثر الجهاد وأهمية التضحيات في سبيل الله والشهادة في تحقيق النصر والتمكين ودفع الأخطار الكبرى عن الأمة وحماية مقدساتها.
واستعرض الاجتماع الذي شارك فيه محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي ومدير مكتب رئيس الوزراء طه السفياني ونائبا وزيري الصحة العامة والسكان الدكتور مطهر المروني والإرشاد وشؤون الحج والعمرة العلامة فؤاد ناجي ووكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني ورئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء طه جران، المهام والأنشطة التي اشتملت عليها الخطة المقرة والمقرر تنفيذها من قبل مختلف وحدات الخدمة العامة على المستويين المركزي والمحلي التمهيدية وخلال الذكرى السنوية للشهيد.
وأكد المجتمعون، الحرص على مساهمة الجميع في ترسيخ وتعزيز حالة الثبات والصمود في مواجهة أمريكا وإسرائيل وأدواتهما، وأثر ذلك المباشر في تحقيق نقلة نوعية في المواجهة عبر تطوير القدرات العسكرية التي كان لها إسهامها الحيوي في دعم المقاومين في فلسطين وقطاع غزة تحديداً الذين يواجهون حرب إبادة وتطهير عرقي من قبل الكيان الصهيوني.
واشتملت الخطة على الأعمال الإنسانية المتصلة بالمناسبة وعظمتها والدعم المباشر لأسر الشهداء وزيارتها وجوانب إدخال السرور إلى أبناء الشهداء، إلى جانب مساندة جهود هيئة رعاية أسر الشهداء بتوفير السلال الغذائية لعموم أسر الشهداء والاستفادة من الفعاليات في استنهاض الهمم لمواجهة خطورة المرحلة التي تعيشها الأمة الإسلامية.
وركزت الخطة على المهام المنوطة بالإعلام الرسمي وبقية الوسائل الإعلامية ضمن منظومة الإعلام الوطني، لإبراز مناسبة الذكرى السنوية للشهيد وأهميتها الكبيرة وأبعادها الإنسانية والأخلاقية والوطنية والدينية من خلال إعداد البرامج وإجراء اللقاءات والحوارات المرئية والمسموعة والمقروءة والتهيئة للمناسبة وكذا مواكبة مختلف الأنشطة والفعاليات التي ستشهدها كافة وحدات الجهاز الإداري والسلطة المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات الحرة إضافة إلى الفعاليات الشعبية.
ووجّهت اللجنة العليا كافة الوحدات العامة على المستويين المركزي والمحلي تنفيذ المهام والأنشطة والفعاليات الواردة في الخطة كل فيما يخصه والمساهمة الفاعلة في إنجاح الفعاليات المكرسة للاحتفال بذكرى سنوية الشهيد ومقاصدها الوطنية والإنسانية والدينية.
وأكدت اللجنة أهمية التطرق في كافة الفعاليات إلى النتائج التي حققتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر المنصرم واستبسال رجالها الأبطال في مواجهة العدو الصهيوني وآلته العسكرية الإجرامية وحجم التضحيات الجسيمة التي يسطرها أبناء الشعب الفلسطيني على طريق تحرير وطنهم من رجس الصهاينة الفاشيين.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: أسر الشهداء
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
في عام 1803م، تولى الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم رأس الخيمة، ولم يكن متصوفاً مثل جده، الشيخ راشد بن مطر القاسمي، ولم يكن كذلك سلفياً مثل أبناء عمه رحمة بن محمد بن رحمة بن مطر القاسمي، والذين جمعوا حولهم جميع سكان مدن القواسم على منهج السلفية، وقاموا بتصرفات دون علمه من الاعتداءات على السفن في الخليج.
ما كان من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلّا أن وقّع اتفاقية مع مندوب شركة الهند الشرقية «ديفيد سيتون» «David Seton»، في شهر فبراير عام 1806م، الأمر الذي أغاظ جماعة الدعوة السلفية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود في الدرعية، فقام أبناء عمه، رحمة بن محمد القاسمي، بتدبير مكيدة، باتهامه بمقتل عمه الشيخ عبد الله بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، لدى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث طلب منه الوصول إلى الدرعية للتفاهم حول بعض الأمور، فما كان منه إلّا أن توجه براً إلى الدرعية في شهر مارس عام 1809م.
في الدرعية، تم احتجاز الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وتمّ تنصيب حسن بن رحمة بن محمد القاسمي، حاكماً على رأس الخيمة وما تبعها من بلدان القواسم.
كانت بلدة الشارقة إحدى البلدات التابعة للقواسم، وكانت تمتد على طول خور الشارقة، بعرض لا يزيد عن ثلاثمائة متر فقط، وبرّها صحراء مستوية إلّا من تلة رملية مرتفعة، تشرف على الطرق البرية المتجهة إلى الشارقة.
في عام 1810م، وصل القائد السعودي مطلق المطيري إلى الشارقة، ونصبت خيام جيشه على تلك البقعة المستوية قبالة بلدة الشارقة، وقد نصبت خيمة قائد تلك الحشود، مطلق المطيري، على التلة الرملية المرتفعة المشرفة على الطرق المؤدية إلى بلدة الشارقة، وسميت تلك التلة بند المطيري.
في تلك البقعة، قبالة بلدة الشارقة تجمّع آلاف الناس، منهم من أتى لتسليم الزكاة من الشارقة والبلدات المجاورة، ومنهم من جاء لتقديم الولاء والطاعة، والناس بين تكبير وتهليل.
أما أهل نجد، في تلك القوات، فقد قاموا بأداء العرضة النجدية، رافعين الأعلام الخضراء التي كتب عليها: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله»، لقد أخذت تلك الاحتفالات أياماً وليالي.
في بداية عام 1813م، وصل الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي إلى مسقط هارباً من سجنه في الدرعية عاصمة الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث اتخذ طريقه من خلال وادي الدواسر حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء المخا في اليمن كذلك، وأبحر منها إلى صور في عُمان.
أرسل الإمام سعيد بن سلطان سفينة إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بعد أن وضع عليها قوات، وأرسلها إلى لنجة، حيث وصلت بسلام، وحملت على ظهرها كتيبة من ثلاثمائة رجل من جماعة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وأبحرت إلى ميناء الشارقة، واحتلت مدينة الشارقة، حيث قام الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ببناء قلعة تكون مقرّاً له ولقواته.
جرت عملية وحشية في الشارقة، حيث وصلت إلى الشارقة، قوة عسكرية قادمة من رأس الخيمة، فقتل ما لا يقل عن سبعمائة رجل من كلا الطرفين، ونجحت جماعة رأس الخيمة في الاستيلاء على سفينة الإمام سعيد بن سلطان، وأخذوها معهم إلى رأس الخيمة، لكن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، نجح في استقلال الشارقة عن رأس الخيمة وتخليصها من السلفية.
في تلك البقعة التي أقام مطلق المطيري القائد السعودي معسكره، حوّلها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، إلى مزرعة زرعها بالنخيل، وكان الفحل للنخيل قد أطلق عليه «غالب» تشبهاً بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وحفر بركة ماؤها من الماء الأرضي، ومطوية بالصخور، وبجانبها شجرة رول جلبها من بلدة لنجة على ساحل فارس.
أما ند المطيري، فقد حوّله الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلى مسكن صيفي له مبني من سعف النخيل.
يمر الزمن على الشارقة، حتى جاء زماننا، فقد كنت ابن ست سنوات أدرس القرآن الكريم عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن، حتى إذا ما جاء الصيف، انتقل هو وأهل بيته إلى ند المطيري بالقرب من فحل النخيل «غالب»، وقد استطال إلى عنان السماء، وبالقرب منه بني عريش؛ ليكون فصلاً للدراسة عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن.
وإذا قرب الظهر نرجع إلى بلدة الشارقة بعد أن نمر ببركة الماء لنشرب منها، حيث كانت لها درجات تصل إلى مستوى الماء، وقد وضع هنالك علبة صفيح يغرف بها الماء للشرب.
بقيت شجرة الرولة، مكاناً يلتقي به أهالي الشارقة والمدن المجاورة، مساء كل عيد يتوافد إلى شجرة الرولة، الوارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال. وتُعلّق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات. أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة. تُباع تحت شجرة الرولة الحلويات والمكسرات.
في فترة الستينيات، بنيت مدرسة العروبة في بقعة الرولة، وكانت بها البعثة الكويتية حيث كانت المدارس تحت إدارتها، وبها البعثة المصرية والبعثة القطرية والبعثة البحرينية.
في عام 1978م، جفت أغصان شجرة الرولة، حيث بلغ عمرها مائة وخمساً وستين سنة، وحيث إنني قد استوعبت التاريخ، فقمت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1979م، بافتتاح ميدان الرولة، حيث وضعت في وسطه نصباً رسمته بيدي حيث كان توقيعي، وفي قلبه الرولة التي كانت شاهدة على كل تلك الأحداث.