أسرار توظيف مصانع الأسلحة الإسرائيلية لآلاف الأطفال بشكل غير مسبوق.. تفاصيل تجارة الموت الأكثر رواجا بدولة الاحتلال
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
كشفت صحيفة كالكالست العبرية، أن صناعة الأسلحة الإسرائيلية تواجه طلباً غير مسبوق عبر تاريخها، وذلك في ظل حالة الذعر التي تسيطر على المجتمع الإسرائيلي، حتى أصبح شعار المصانع هو إنتاج أسلحة بلا نهاية، وبنظرة على قاعة الإنتاج الضخمة لشركة تصنيع المسدسات والبنادق IWI في مصانع منطقة رمات هشارون، تتكشف حالة الذعر والضغوط غير المسبوقة التي تتصاعد من جميع الاتجاهات وعلى جميع الجبهات.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن جميع آلات الإنتاج تعمل هنا دون توقف وعلى مدار الساعة منذ أكثر من شهر، وحتى في عطلات نهاية الأسبوع، وأصبحت تجارة الموت الأكثر رواجا رغم حالة الكساد التي أصابت شتى مناحي الحياة بإسرائيل، حيث توفر المصانع كل يوم مئات من البنادق الهجومية لوحدات جيش الدفاع الإسرائيلي التي تقاتل على الجبهة وللفئات الاحتياطية التي تسلح نفسها، بجانب المسدسات الشخصية إلى سوق المدنيين الذي استيقظ مرعوباً بعد طوفان الأقصى، وقفز بنسبة مئات بالمئة في الشهر الماضي، وتلك أسرار ما يحدث في سوق السلاح بإسرائيل.
سر تجنيد آلاف الأطفال بالمصانع
وتعاني صناعة الأسلحة خلال الشهر الأخير عجزا كبيرا في العمالة، وأصبح الأمر أزمة كبيرة داخل المصانع، وهو أمر صعب ومعقد بشكل مضاعف، حيث تم تجنيد العديد من العمال في الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه يتزايد الطلب من الأسلحة، وبحسب الصحيفة العبرية، فقد تم تجنيد حوالي 40% من موظفي شركة تصنيع الأسلحة "إيماتان مشارميئيل"، المملوكة لرؤوفين موشيه زاده، وحوالي 20% من موظفي شركة "IWI"، المملوكة لشركة تصنيع الأسلحة المخضرمة سامي كتساف، وتحاول الشركتان استيعاب العشرات من العمال البديلين لتوظيفهم في طوابق الإنتاج والتجميع لكي تكون ذات صلة بسباق التسلح الإسرائيلي.
وفي الأسبوع الأول من القتال، قام كاتساف بتجنيد جميع أفراد الأسرة، من الأطفال والأحفاد إلى الراعي الحي، وربطهم بخطوط الإنتاج التجميعية، ويقول: "كل من يأتي للمساعدة في هذه الأيام مبارك، حيث يذكرني هذا الوضع بأفلام الحرب العالمية الثانية لمواطنين أمريكيين ينخرطون في المجهود الحربي للدفاع عن الوطن ويعملون في مصانع الأسلحة".
العجائز تنتج الأسلحة .. فوق سن السبعين
تجلس تشايا (75 عامًا) في ورشة التجميع لمدة شهر مع صديقتها ليفنا (72 عامًا)، وكلاهما يشمران عن سواعدهما ويجمعان مجموعات الأسلحة بأصابع ماهرة في نوبة عمل مدتها ثماني ساعات بمصانع إسرائيل، حيث يقومون بتجميع مكونات مسدسات جيريكو، وهو أمر متنوع بعض الشيء بعد أن أمضت الأسبوع الماضي بأكمله في العمل على واقيات مسدسات مسعدة، وهذه هي المرة الأولى التي تنضم فيها إلى الجهد على خط الإنتاج، وهذا يدل على حجم الساعة.
وتقول: "لم يكن هناك موقف حتى الآن حيث اضطررت إلى المجيء إلى هنا للمساهمة في الجهد العام، فخلال فترة كورونا كان هناك نقص شديد في القوى العاملة وأردت المجيء لكنهم كانوا خائفين من إصابتي بالعدوى لذلك بقيت في المنزل، والآن أنا وابنتي سعداء هنا نشعر أننا نساهم بشيء ما".
خطوط الإنتاج الأولى دائما للجيش الإسرائيلي
يقول ليئور، رئيس فريق الأسلحة في IWI: "هذه أسابيع مزدحمة بشكل غير عادي، حيث يتم إنتاج الأسلحة هنا إلى ما لا نهاية، وندرك جميعا أن هذا هو أمر الساعة، ولدينا جميعا إحساس قوي بالمهمة، حيث نعمل على توفير الأسلحة للجنود في الجنوب داخل قطاع غزة، فأولية الإنتاج دائما تكون للجيش الإسرائيلي".
وذكر رئيس فريق الأسلحة، أن الشركة كان لديها مخطط نقل المصانع إلى منطقة صناعية جديدة، وكان مخطط لها هذا الشهر، ولكن تلك الخطط تم وقفها إلى أجل غير مسمى لحين الانتهاء من فترة الحرب، فالمهمة الأولى لنا الآن هو انتاج أكبر كم م الأسلحة وضخها في الجيش، ثم بعد ذلك نسد الطلبات الأخرى بالسوق الإسرائيلي.
سباق تسلح غير مسبوق بالمجتمع الإسرائيلي
وذكرت الصحيفة العبرية أن هناك داخل المجتمع الإسرائيلي سباق تسلح غير مسبوق، حيث يقوم العديد من السكان في جميع أنحاء البلاد بتسليح أنفسهم بكل ما هو ممكن: المسدسات، والبنادق الطويلة، والبنادق القصيرة، والأجهزة التي تعمل على تحسين الدقة، ويقول رون بولك، نائب الرئيس للتسويق في شركة إيماثان، الذي يعيش في كيبوتز يبعد سبعة كيلومترات عن الحدود مع لبنان: "كل هذا الطلب يعبر عن فراغ خطير للغاية نشأ في الميدان بسبب قرارات سابقة اتخذتها الحكومة، ففي السنوات الأخيرة، وصلنا إلى لا شيء، إلى الصفر، والآن هناك ذعر والجميع يريد تخزين وملء المستودعات".
ومنذ بداية الحرب تم تقديم أكثر من 190 ألف طلب لترخيص الأسلحة إلى وزارة الأمن الوطني، وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 تم تقديم أكثر من 210 آلاف طلب، ولم ينته العام بعد، وتم حتى الآن إصدار حوالي 31 ألف ترخيص، وللمقارنة، ففي عام 2022، تم تقديم 42 ألف طلب وتم منح ما يقرب من 13 ألف ترخيص، وفي عام 2021، تم تقديم حوالي 20 ألف طلب وإصدار حوالي 10 آلاف ترخيص، ورغم أن عملية التسليح هذه خطيرة لأسباب عديدة، لكن مصنعي وتجار الأسلحة يخرجون بإجابات جاهزة مثل "ليس السلاح هو الذي يقتل بل الشخص الذي يضغط على الزناد"، والآن يتم إصدار التراخيص بشكل انتقائي وبطريقة محددة، في عملية غير مسبوقة".
ليست ظاهرة محلية فقط.. 98% من أسلحة إسرائيل مستوردة
ووفقا لصحيفة كالكالست، فالأسلحة المصنوعة في إسرائيل ليست سوى جزء صغير من سوق الأسلحة الإسرائيلية، والتي تتكون في معظمها من علامات تجارية مستوردة مثل Glock وSig Sauer وCZ وBerettaوSmithوغيرها، و98% من الأسلحة في إسرائيل مستوردة"، كما يقول رئيس قسم الأسلحة النارية في اتحاد الغرف التجارية عاموس جولان، وهو مالك شركة Silver Shadow التي تصنع أسلحة M4 وملحقات الأسلحة ذات الصلة، وتابع: "ينبع التركيز على شراء الأسلحة المستوردة بشكل أساسي من العلامات التجارية العالمية والذوق الشخصي والراحة للمستخدم، على الرغم من أن مستوى السعر عادة ما يكون قريبًا من الأسلحة المحلية".
"هناك سوق ما بعد البيع كبير لجميع هذه المعدات، ويمكن أن يكون محركًا هائلاً للنمو. والواقع على الأرض يبرر ذلك، ففي جميع الهجمات الفلسطينية في السنوات الأخيرة، رأينا أن هناك رواج لصناعة وتجارة السلاح، فقبل أسابيع قليلة، جاء رئيس مجلس السامرة، يوسي دغان، إلى مصنع كتساف وترك طلبا لشراء 200 بندقية هجومية من نوع "أراد"، وفي بداية الشهر، طلبت إدارة المشتريات في وزارة الدفاع آلافًا من أدوات M4ذات الماسورة الطويلة التي تصنعها شركتاهما من مازادا وماتساف، مقابل أكثر من 100 مليون شيكل، ويعتزم جيش الدفاع الإسرائيلي أن يزود نفسه في الأشهر المقبلة بعشرات الآلاف من بنادق M4 الإضافية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غیر مسبوق تم تقدیم أکثر من
إقرأ أيضاً:
“الأكثر رعبا في العالم”.. لماذا تستمر “صافرات الموت” في إثارة الرعب حتى اليوم؟
سويسرا – توصل علماء الأعصاب في سويسرا إلى أن صافرة الموت الأزتيكية التي وصفت بأنها “الصوت الأكثر رعبا في العالم” ما تزال تثير رعب الناس حتى اليوم بسبب استجابة الخوف البدائية.
ويقول العلماء إن الصافرات المصنوعة على شكل جماجم، التي استخدمها الأزتك والمعروفة باسم “صافرات الموت”، كانت مصممة لإصدار أصوات صاخبة تصم الآذان وتثير شعورا بالخوف، في الحروب أو طقوس التضحية.
واكتشف علماء الآثار عدة نسخ من هذه الصفارات من مقابر الأزتك التي يرجع تاريخها إلى نحو 1250 إلى 1521م.
وقد وجدوا أن العديد منها تعمل اليوم تماما كما كانت تعمل على الأرجح أثناء الطقوس القديمة، حيث تدفن بجوار الموتى بعد انتهاء الطقوس.
ووجدت الأبحاث السابقة أن الصفارات تنتج أصواتا “منفرة وشبيهة بالصراخ”. ويتم إنتاج الأصوات عندما يتم دفع الهواء عبر أجزاء مختلفة من الصفارة قبل قبل أن يلتقي في نقطة معينة، ما يخلق تأثيرا صوتيا فريدا وقويا.
ويشتبه العلماء في أن الصفارات كانت ذات معنى إما لممارسات التضحية أو الرمزية الأسطورية أو للترهيب في الحرب، لكن الأدلة على أي من هذه النظريات كانت مفقودة.
وفي الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة Communications Psychology، سجل فريق من العلماء من جامعة زيورخ بسويسرا الاستجابات العصبية والنفسية للمتطوعين الذين استمعوا إلى الأصوات التي تنتجها الصفارات.
وصنف المتطوعون الأصوات بأنها “سلبية للغاية” ووصفوها بأنها “مخيفة ومنفرة”، مع شعور قوي بالغرابة. وكانت هذه الأصوات تبدو وكأنها تثير “استجابة عاجلة”، ما يعطل العمليات العقلية الجارية لدى المستمعين، ما يشير إلى أن هذه الأصوات قد تم تصميمها عمدا لإثارة استجابة عاطفية قوية.
ويشير العلماء في دراستهم إلى أن “الصافرات تبدو أدوات صوتية فريدة ذات تأثيرات نفسية وعاطفية محددة على المستمعين”. وتم تصنيفها على أنها مزيج هجين من كونها تشبه الأصوات البشرية والصراخ مع بعض الآليات التقنية، وهو ما يجعلها تبدو غريبة ومقلقة. فالأصوات التي تجمع بين خصائص بشرية وتقنية تؤدي إلى ما يسمى بـ “القلق الصوتي”، الذي يثير توترا في الدماغ.
ومن المحتمل أن هذا المزيج من الصفات قد زاد من قدرتها على إرباك وإخافة المستمعين، ما جعلها أدوات فعالة في الطقوس التي كانت تهدف إلى إثارة الخوف.
وأظهر تحليل نشاط الدماغ لدى المتطوعين، في وقت الاستماع إلى صافرات الموت، أن أدمغتهم كانت تعالج الأصوات بطريقة تبرز طابعها العاطفي.
وكان الدماغ يعالج هذه الأصوات كما لو أنها تهديد حقيقي، ما يثير مشاعر الخوف والقلق. حتى إذا كان المتطوعون يعلمون بأنها مجرد أصوات قديمة أو مصطنعة، فإن أدمغتهم اسمترت في التفاعل مع الأصوات المخيفة بطريقة فطرية، ما جعلها تبدو كأنها تهديد حقيقي.
وبناء على هذه الملاحظات، يقول العلماء إن صافرات الجمجمة ربما كانت تستخدم لتخويف الضحية البشرية أو الجمهور الاحتفالي.
ووفقا للعلماء، فإن هذه الفرضية تبدو أكثر احتمالا من الفرضية السابقة التي تقول بأن الصافرات كانت تستخدم في الحروب. ومع ذلك، يشير الفريق إلى أنه سيكون من الضروري الحصول على مزيد من الأدلة من النصوص القديمة لتأكيد هذه الاستنتاجات.
وتشير هذه الدراسة إلى أن الصافرات لم تكن مجرد أدوات زخرفية أو رمزية، بل كانت أدوات نفسية فعالة تم تصميمها لإثارة الخوف، ما يعزز نظرية استخدام الأزتك للصوت كوسيلة قوية للسيطرة على العواطف وتأثيرها في الطقوس الثقافية والدينية المهمة.
المصدر: إندبندنت