كشفت صحيفة كالكالست العبرية، أن صناعة الأسلحة الإسرائيلية تواجه طلباً غير مسبوق عبر تاريخها، وذلك في ظل حالة الذعر التي تسيطر على المجتمع الإسرائيلي، حتى أصبح شعار المصانع هو إنتاج أسلحة بلا نهاية، وبنظرة على قاعة الإنتاج الضخمة لشركة تصنيع المسدسات والبنادق IWI في مصانع منطقة رمات هشارون، تتكشف حالة الذعر والضغوط غير المسبوقة التي تتصاعد من جميع الاتجاهات وعلى جميع الجبهات.

 

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن جميع آلات الإنتاج تعمل هنا دون توقف وعلى مدار الساعة منذ أكثر من شهر، وحتى في عطلات نهاية الأسبوع، وأصبحت تجارة الموت الأكثر رواجا رغم حالة الكساد التي أصابت شتى مناحي الحياة بإسرائيل، حيث توفر المصانع كل يوم مئات من البنادق الهجومية لوحدات جيش الدفاع الإسرائيلي التي تقاتل على الجبهة وللفئات الاحتياطية التي تسلح نفسها، بجانب المسدسات الشخصية إلى سوق المدنيين الذي استيقظ مرعوباً بعد طوفان الأقصى، وقفز بنسبة مئات بالمئة في الشهر الماضي، وتلك أسرار ما يحدث في سوق السلاح بإسرائيل.

 

سر تجنيد آلاف الأطفال بالمصانع 

وتعاني صناعة الأسلحة خلال الشهر الأخير عجزا كبيرا في العمالة، وأصبح الأمر أزمة كبيرة داخل المصانع، وهو أمر صعب ومعقد بشكل مضاعف، حيث تم تجنيد العديد من العمال في الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه يتزايد الطلب من الأسلحة، وبحسب الصحيفة العبرية، فقد تم تجنيد حوالي 40% من موظفي شركة تصنيع الأسلحة "إيماتان مشارميئيل"، المملوكة لرؤوفين موشيه زاده، وحوالي 20% من موظفي شركة "IWI"، المملوكة لشركة تصنيع الأسلحة المخضرمة سامي كتساف، وتحاول الشركتان استيعاب العشرات من العمال البديلين لتوظيفهم في طوابق الإنتاج والتجميع لكي تكون ذات صلة بسباق التسلح الإسرائيلي.

وفي الأسبوع الأول من القتال، قام كاتساف بتجنيد جميع أفراد الأسرة، من الأطفال والأحفاد إلى الراعي الحي، وربطهم بخطوط الإنتاج التجميعية، ويقول: "كل من يأتي للمساعدة في هذه الأيام مبارك، حيث يذكرني هذا الوضع بأفلام الحرب العالمية الثانية لمواطنين أمريكيين ينخرطون في المجهود الحربي للدفاع عن الوطن ويعملون في مصانع الأسلحة".

 

 

العجائز تنتج الأسلحة .. فوق سن السبعين 

تجلس تشايا (75 عامًا) في ورشة التجميع لمدة شهر مع صديقتها ليفنا (72 عامًا)، وكلاهما يشمران عن سواعدهما ويجمعان مجموعات الأسلحة بأصابع ماهرة في نوبة عمل مدتها ثماني ساعات بمصانع إسرائيل، حيث يقومون بتجميع مكونات مسدسات جيريكو، وهو أمر متنوع بعض الشيء بعد أن أمضت الأسبوع الماضي بأكمله في العمل على واقيات مسدسات مسعدة، وهذه هي المرة الأولى التي تنضم فيها إلى الجهد على خط الإنتاج، وهذا يدل على حجم الساعة. 

 

وتقول: "لم يكن هناك موقف حتى الآن حيث اضطررت إلى المجيء إلى هنا للمساهمة في الجهد العام، فخلال فترة كورونا كان هناك نقص شديد في القوى العاملة وأردت المجيء لكنهم كانوا خائفين من إصابتي بالعدوى لذلك بقيت في المنزل، والآن أنا وابنتي سعداء هنا نشعر أننا نساهم بشيء ما".

خطوط الإنتاج الأولى دائما للجيش الإسرائيلي 

يقول ليئور، رئيس فريق الأسلحة في IWI: "هذه أسابيع مزدحمة بشكل غير عادي، حيث يتم إنتاج الأسلحة هنا إلى ما لا نهاية، وندرك جميعا أن هذا هو أمر الساعة، ولدينا جميعا إحساس قوي بالمهمة، حيث نعمل على توفير الأسلحة للجنود في الجنوب داخل قطاع غزة، فأولية الإنتاج دائما تكون للجيش الإسرائيلي". 

وذكر رئيس فريق الأسلحة، أن الشركة كان لديها مخطط نقل المصانع إلى منطقة صناعية جديدة، وكان مخطط لها هذا الشهر، ولكن تلك الخطط تم وقفها إلى أجل غير مسمى لحين الانتهاء من فترة الحرب، فالمهمة الأولى لنا الآن هو انتاج أكبر كم م الأسلحة وضخها في الجيش، ثم بعد ذلك نسد الطلبات الأخرى بالسوق الإسرائيلي. 

 

سباق تسلح غير مسبوق بالمجتمع الإسرائيلي 

وذكرت الصحيفة العبرية أن هناك داخل المجتمع الإسرائيلي سباق تسلح غير مسبوق، حيث يقوم العديد من السكان في جميع أنحاء البلاد بتسليح أنفسهم بكل ما هو ممكن: المسدسات، والبنادق الطويلة، والبنادق القصيرة، والأجهزة التي تعمل على تحسين الدقة، ويقول رون بولك، نائب الرئيس للتسويق في شركة إيماثان، الذي يعيش في كيبوتز يبعد سبعة كيلومترات عن الحدود مع لبنان: "كل هذا الطلب يعبر عن فراغ خطير للغاية نشأ في الميدان بسبب قرارات سابقة اتخذتها الحكومة، ففي السنوات الأخيرة، وصلنا إلى لا شيء، إلى الصفر، والآن هناك ذعر والجميع يريد تخزين وملء المستودعات".

ومنذ بداية الحرب تم تقديم أكثر من 190 ألف طلب لترخيص الأسلحة إلى وزارة الأمن الوطني، وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 تم تقديم أكثر من 210 آلاف طلب، ولم ينته العام بعد، وتم حتى الآن إصدار حوالي 31 ألف ترخيص، وللمقارنة، ففي عام 2022، تم تقديم 42 ألف طلب وتم منح ما يقرب من 13 ألف ترخيص، وفي عام 2021، تم تقديم حوالي 20 ألف طلب وإصدار حوالي 10 آلاف ترخيص، ورغم أن عملية التسليح هذه خطيرة لأسباب عديدة، لكن مصنعي وتجار الأسلحة يخرجون بإجابات جاهزة مثل "ليس السلاح هو الذي يقتل بل الشخص الذي يضغط على الزناد"، والآن يتم إصدار التراخيص بشكل انتقائي وبطريقة محددة، في عملية غير مسبوقة".

 

ليست ظاهرة محلية فقط.. 98% من أسلحة إسرائيل مستوردة 

 

ووفقا لصحيفة كالكالست، فالأسلحة المصنوعة في إسرائيل ليست سوى جزء صغير من سوق الأسلحة الإسرائيلية، والتي تتكون في معظمها من علامات تجارية مستوردة مثل Glock وSig Sauer وCZ وBerettaوSmithوغيرها، و98% من الأسلحة في إسرائيل مستوردة"، كما يقول رئيس قسم الأسلحة النارية في اتحاد الغرف التجارية عاموس جولان، وهو مالك شركة Silver Shadow التي تصنع أسلحة M4 وملحقات الأسلحة ذات الصلة، وتابع: "ينبع التركيز على شراء الأسلحة المستوردة بشكل أساسي من العلامات التجارية العالمية والذوق الشخصي والراحة للمستخدم، على الرغم من أن مستوى السعر عادة ما يكون قريبًا من الأسلحة المحلية".

 

"هناك سوق ما بعد البيع كبير لجميع هذه المعدات، ويمكن أن يكون محركًا هائلاً للنمو. والواقع على الأرض يبرر ذلك، ففي جميع الهجمات الفلسطينية في السنوات الأخيرة، رأينا أن هناك رواج لصناعة وتجارة السلاح، فقبل أسابيع قليلة، جاء رئيس مجلس السامرة، يوسي دغان، إلى مصنع كتساف وترك طلبا لشراء 200 بندقية هجومية من نوع "أراد"، وفي بداية الشهر، طلبت إدارة المشتريات في وزارة الدفاع آلافًا من أدوات M4ذات الماسورة الطويلة التي تصنعها شركتاهما من مازادا وماتساف، مقابل أكثر من 100 مليون شيكل، ويعتزم جيش الدفاع الإسرائيلي أن يزود نفسه في الأشهر المقبلة بعشرات الآلاف من بنادق M4 الإضافية.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غیر مسبوق تم تقدیم أکثر من

إقرأ أيضاً:

طائرات حربية إسرائيلية تشن غارات جوية على مدينة غزة

شنت طائرات حربية إسرائيلية تشن غارات جوية على مدينة غزة، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل نقلا عن مراسلها.

فصائل فلسطينية: قنص جندي إسرائيلي داخل منزل بحي الشجاعية شرق غزة سلام عليك يا غزة فى كل حين

 

الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار بغزة


 في إطار آخر، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، إلى الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في غزة والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق.

 

وأعرب حسين إبراهيم طه اليوم الإثنين، عن أمله في أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه وضع حد لجريمة الإبادة الجماعية التي تهدد باتساع دائرة العنف في المنطقة برمتها، مشيدا بدور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، رافضا محاولات الاحتلال الاسرائيلي الرامية إلى تقويض جهودها ودورها الحيوي الذي لا يقتصر على تقديم الخدمات الإنسانية والأساسية للاجئين الفلسطينيين فحسب، بل يسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة .

 

وطالب بزيادة التمويل لوكالة الأونروا، مُحملا الاحتلال الاسرائيلي مسئولية الجرائم التي ترتكب بحق موظفي الوكالة ومنشآتها وجميع العاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية، مؤكدا أهمية تفعيل مسار العدالة الجنائية الدولية، رافضا ازدواجية المعايير بشأن إحقاق العدالة للضحايا وإيصال المجرمين إلى المساءلة، داعيا إلى استخدام الآليات القضائية الدولية لردع الاحتلال الإسرائيلي ومنعه من ارتكاب المزيد من الجرائم، ووضع حد لحالة الإفلات من العقاب على انتهاكاته الماضية والجارية حاليا حتى هذا اليوم.

 

كما أعرب أيضا عن الأمل في أن تبادر الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى إعلان ذلك ودعم قضية فلسطين في الأمم المتحدة، داعيا مجددا جميع أطراف المجتمع الدولي إلى الانخراط في رعاية مسار سياسي لا رجعة فيه لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي وتحقيق السلام القائم على رؤية حل الدولتين .

وفي سياق متصل استنكر وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش، بشدة الاعتداءات والجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الكوادر الطبية المحتجزة في السجون الإسرائيلية، منذ العدوان على القطاع.

وأعرب المسؤول الفلسطيني- خلال مؤتمر صحفي من أمام مجمع ناصر الطبي بغزة، اليوم الاثنين، بحضور مدير مجمع ناصر الطبي الدكتور محمد أبوسليمة، المفرج عنه مؤخرا- عن سعادته الغامرة بالإفراج عن أبوسلمية، بعد أكثر من 7 أشهر من احتجازه داخل السجون الإسرائيلية، ‏برفقة عدد من الكوادر الطبية الذين تم اعتقالهم من مستشفيات ‏قطاع غزة.

وقال إننا "نشعر بالسعادة بالإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي ولكنها منقوصة في ظل استمرار اعتقال عدد من الأطباء والكوادر الطبية من قبل سلطات الاحتلال واستشهاد أكثر من 500 في السجون الإسرائيلية جراء تعرضهم لعمليات تعذيب وتنكيل واعتداءات بمختلف أشكالها"، مؤكدا مواصلة قوات الاحتلال استهداف المنظومة الصحية في غزة.

مقالات مشابهة

  • توقف مصانع المياه في صنعاء عن الإنتاج عقب قرارات حوثية
  • الإفراج عن أبو سلمية يكشف حالة التخبط والفوضى بدولة الاحتلال
  • ‏القناة 14 الإسرائيلية: الجيش يقترب من إنهاء الحرب على قطاع غزة
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يشدد على إنه لا ينبغي أن يكون هناك أي إعلان عن "انتهاء الحرب" حتى عودة جميع المختطفين
  • تجار الموت.. صادرات الاحتلال من الأسلحة تغذي الصراعات الدموية في العالم
  • "الموت البطيء" يتربص بالأسرى الفلسطينيين تحت وطأة التعذيب الوحشي المُمنهج
  • التصنيع في زمن الحرب..المقاومة تصنع المعجزات
  • إذاعة جيش الاحتلال: متضررون من 7 أكتوبر يرفعون دعوى ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية
  • طائرات حربية إسرائيلية تشن غارات جوية على مدينة غزة
  • كمائن الموت