إسرائيل تكشف كواليس أهم وحدة استخباراتية في حرب غزة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
نادراً ما يكشف الجيش الإسرائيلي عن وحداته الاستخباراتية، إلا أنه بعد الحرب التي شنها على غزة يبدو أن هناك كشفاً عن وحدة جديدة مهمتها الجمع بين التجسس البشري وتكنولوجيا التنصت من قبل العناصر السرية، التي توظف مهامها للقضاء على حركة حماس.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن "وحدة التجميع" للمعلومات الاستخباراتية في ساحة المعركة التابعة للجيش الإسرائيلي مهمتها أن تكون مقراً رئيسياً لجميع المعلومات الواردة من مصادر مختلفة، سواء من صور الأقمار الاصطناعية والتجسس، أو من التقنيات المختلفة الأخرى.
كاتب إسرائيلي: #حماس لا تزال بعيدة عن الانهيار https://t.co/9dua1b2pY1 pic.twitter.com/wvZ89NVpQh
— 24.ae (@20fourMedia) November 10, 2023
مهام عناصر الوحدة
وقالت الصحيفة إن كل موظف في هذه الوحدة يعمل على جهاز الكمبيوتر الخاص به لجمع أو تحليل جانب مختلف من المعلومات الاستخباراتية (صور الأقمار الاصطناعية، والتجسس البشري، ومجموعة متنوعة من الإشارات، وأجهزة الاستشعار، والاستخبارات السيبرانية)، مشيرة إلى أن تلك الأجهزة تُظهر خريطة قطاع غزة بشكل كامل بمجموعة متنوعة من الألوان والأشكال، كما يمكنها تحديد أنواع مختلفة من القوات والمواقع الحساسة.
كما أوضحت أن بعض عناصر الاستخبارات الذين يعملون في تلك الوحدة يتولون أمور الإشارات المستلمة حديثاً.
وتابعت: "أوضح موظفو المخابرات مدى السرعة التي يجب أن يعملوا بها لإنقاذ حياة جنود الجيش الإسرائيلي في الميدان، وكذلك لضرب أهداف حماس قبل أن ينتقلوا إلى موقع آخر".
التعاون مع الشاباك
وقالت الصحيفة إن تلك الوحدة ليست فريدة من نوعها، بسبب الكم الهائل من المعلومات الاستخبارية العملياتية للجيش الإسرائيلي، أو ارتباطها بقيادة الجيش الإسرائيلي والقوات على الجبهة فحسب، ولكن أيضاً لأن لديها مستويات تنسيق متعددة ومختلفة مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك".
أين يتواجد قادة #حماس في الخارج وما هي أدوارهم؟ #تقارير24https://t.co/IvSx2f8S0w pic.twitter.com/0kszJFkECw
— 24.ae (@20fourMedia) November 6, 2023
ماذا فعلت الوحدة؟
ووفقاً لـ"جيروزاليم بوست" في الأيام القليلة الأولى من الحرب، أنقذت وحدة التجميع أعداداً كبيرة من أرواح المدنيين في الجنوب، أو أرسلت تعزيزات لإنقاذهم، ومنذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) عملت الوحدة مع فرق الجيش الإسرائيلي 162 و252 و26، وتم إضافة فرق أخرى في النهاية، وذلك من أجل التخطيط للاجتياح البري في القطاع.
ونقلت عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، أنه على مدى أكثر من شهر، قدم أعضاء وحدة التجميع الإلزامية وأعضاء الخدمة الاحتياطية النتائج لجميع القوات في الجبهة الجنوبية وكذلك للقوات في الشمال، مضيفًا: "في الفرق والوحدات، وعلى مستوى الألوية، هناك ضباط من جميع تخصصات الجمع والتحليل، بما في ذلك المراقبون اللاسلكيون، وضباط التحليل عبر الإنترنت، ومحللو الصور والفيديو، والباحثون، والمحققون، لغرض تقديم نتائج عملياتية تكتيكية".
جهاز استخبارات صغير
وأضاف أن "مقر الوحدة يشكل جهاز استخبارات متعدد التخصصات، ويتعاون مع وحدات استخباراتية أخرى للمساعدة في مهاجمة قوات العدو والمشاركة في حماية القوات".
وأشارت إلى أنه في إحدى الحوادث، قامت الوحدة، بالتعاون مع أجزاء من الفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي، بجمع معلومات تتعلق بنية حماس نصب كمين لدورية محددة من لواء "غولاني"، وباستخدام مزيج من التجسس البشري والتجسس التكنولوجي، حددت الوحدة مكان اجتماع الأعضاء المقصودين في كمين حماس، وأجرت تقييماً كاملاً للكمين المخطط له.
وبحسب الصحيفة، توفر وحدة التجميع أيضاً تحديثات دفاعية مهمة، حيث قامت الوحدة بتمرير المعلومات إلى قوات الفرقة التابعة للجيش الإسرائيلي في الميدان، وكذلك إلى مكتب الاتصال المحلي للشاباك لتطوير استراتيجية مضادة لضرب مسلحي حماس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل غزة إسرائيل حماس الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
تأخرنا نصف ساعة.. وزير إيراني يقرّ بضربات استخباراتية إسرائيلية
أقرّ وزير الاستخبارات الإيراني السابق محمود علوي، بأن وزارته فشلت في التعرّف على منفذي اغتيال العلماء النوويين، ولم تستطع حتى اكتشاف الطريقة، التي نُفذت بها هذه الاغتيالات.
وقال علوي، الذي كان وزيراً للاستخبارات الإيرانية بين الأعوام 2013 و2021، إن الأجهزة الأمنية فشلت في اعتقال منفذي عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، على الرغم من تصريحات متناقضة بعد حدوثها أشارت إلى صدور أحكام بالإعدام بحق أربعة من المتورطين في التنفيذ، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لفضائية "إيران إنترناشونال" الناطقة بالفارسية، الثلاثاء.
وأكد علوي عدم قدرة وزارة الاستخبارات على مواجهة الاختراق الإسرائيلي، بقوله "كنا متأخرين بنصف ساعة عن الفريق الإسرائيلي".
وقالت "إيران إنترناشونال" إن اعترافات علوي "تكشف عن العمق والاتساع الذي بلغه النفوذ الاستخباراتي الإسرائيلي داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية في إيران".
صورة أرشيفية لوزير الاستخبارات الإيراني السابق محمود علوي- فرانس برسوجاءت هذه التصريحات غير المسبوقة للوزير السابق، الاثنين، على هامش حفل إطلاق كتاب "حياة الشهداء النووين" للباحث الإيراني أمير حسين نباتي، أقامه مركز "وثائق الثورة الإيرانية" في العاصمة طهران.
واعتمد الكتاب، وفق بيان للمركز، التاريخ الشفوي لإنجازه. واغتيل محسن فخري زاده، أحد علماء الطاقة النووية والدفاعية في إيران في 28 نوفمبر 2020.
سرقة الأرشيف النوويوخلال الحفل نفسه، أشار علوي إلى "سرقة للأرشيف النووي الإيراني"، مبيناً "وقعت هذه السرقة في فبراير 2018 من مستودع في شورآباد، جنوب طهران.
وتضمنت السرقة، التي نُفذت في عملية استخباراتية معقدة، نقل 55 ألف وثيقة و55 ألف ملف رقمي و183 قرصا مدمجا إلى إسرائيل، كما أوضح علوي.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل خططت لهذه العملية لمدة عامين، وأنها صنعت نموذجا مشابها للمستودع الإيراني من أجل تدريب الفريق الذي نفذ العملية.
وفي البداية، أنكر المسؤولون الإيرانيون هذه السرقة، لكن القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، اعترف لاحقا بأن الوثائق سُرقت، واصفا الحادثة بأنها "إشارة إلى نفوذ استخباراتي عميق".
وفي مايو 2018، ذكرت صحيفة "نيويوك تايمز" الأميركية، أن وكلاءمن جهاز "الموساد" اكتشفوا الموقع السري للغاية لمستودع استُخدم لتخزين وثائق أسلحة إيران النووية، وقاموا باقتحام المبنى وأخذ نصف طن من الملفات ونجحوا في تهريبها إلى إسرائيل في الليلة ذاتها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، كشف النقاب عن العملية خلال عرضه للوثائق في خطاب خاص، ألقاه بهدف إثبات أن إيران كذبت بشأن برنامجها السري للأسلحة النووية، وفق تقرير سابق لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف في حينه: "من الخارج، كان هذا مجمعا بريئا. بدا كمستودع متهدم. ولكن من الداخل، احتوى على أرشيف إيران النووي السري محفوظا في ملفات ضخمة".
وعرض نتانياهو صورة لرف طويل من الخزائن وقال إن وكالاء "الموساد" نجحوا في جلب "نصف طن من المواد التي تضمنت 55,000 صفحة و55,000 ملف آخر على 183 قرصا صلبا".
كما صرح رئيس الموساد الإسرائيلي آنذاك، يوسي كوهين، أن 20 شخصا شاركوا في هذه العملية، ولم يكن أي منهم إسرائيليا.
ويعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران أغسطس 2024، أحد الأمثلة على مدى الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي، حيث قُتل في أكثر المواقع أماناً داخل العاصمة الإيرانية، ومباشرة بعد تصريح وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب، بأن شبكة التجسس الإسرائيلية تم تدميرها.