سهر حمزة لـ "الفجر الفني": أحببنا إظهار شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل إيجابي.. وواجهنا تحدي الوقت في كتابة حكاية "عيشها بفرحة" (حوار)
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
هي كاتبة بدرجة طبيبة، تخلت عن سنوات كفاحها في التعليم والدراسة مع درجة الماجستير في طب الأسنان، واجهت صراعا في عقلها في أخذ القرار بين ترك نجاحها في ما لا تحب، وخوض طريق لم تسير به من قبل ولكن هو كل ما تحب، والحقيقة كما قالت في حوار خاص لـ "الفجر الفني" أنها ستعمل جاهدة لتبرز هذا النجاح في مجال الكتابة بصورة أكبر دائما.
وحقيقةً فهي سلكت أولى خطواتها في الكتابة في عملٍ ناجح عُرض مؤخرا ونال إعجاب الجميع من جمهور وطاقم عمل، وكانت حكاية "عيشها بفرحة" بالتعاون مع الكاتبة سارة مصباح تحت إشراف الكاتب عمرو محمود ياسين ومن مسلسل "55 مشكلة حب" من رسائل دكتور مصطفى محمود، بطولة الفنانة هبة مجدي والفنان هاني عادل، وحققت الحكاية نجاحا كبيرا ليس فقط ذلك بس استحوذت على أعلى نسب مشاهدات على منصة واتش ات؛ لذا حرص "الفجر الفني" على إجراء حوار خاص مع الكاتبة سهر حمزة، وفي السطور التالية نرصد لكم تفاصيله.
كيف تعرفتي على الكاتب عمرو محمود ياسين وانضميتي للورشة؟
الكاتب عمرو محمود ياسين بالنسبالي الكاتب المفضل من "نصيبي وقسمتك" وكنت بحب كتاباته جدا فأول ما عرفت أنه هو عامل كورس بيعلم فيه الكتابة انضميت في الكورس ده وكان أول وورك شوب هو يعمله وكان من حظي إن أنا قدرت أحضر الوورك شوب ده وفي الحقيقة اتعلمت منه كتير جدا من أول أسلوب الكتابة والفكر وازاي نكتب سيناريو وحوار بطريقة احترافية وهو كان قال إنه هياخد الناس الموهوبين يشتغلوا معاه في أعمال لو جات فرصة إننا نشتغل معاه في أعمال قادمة والحقيقة هو وعد ووفى وأول ما جاتله الفرصة رغم إن الكورس تقريبا خلصان من سنة لكن الحقيقة هو كلمني أول ما جات فرصة ومش أنا بس، كل قصة أخد، هو عمل اتنين وورك شوب اخد اتنين من كل وورك شوب يعني احنا 4 بنات وكل قصة اخد حد عشان يدينا كلنا فرصة زي ماهو وعد
هل كانت لكِ حلقات محددة من "عيشها بفرحة" ولسارة مصباح حلقات أخرى ؟ أم أن الكتابة سارت على نهج آخر؟
لا، احنا كل الحلقات متشاركين فيها بالتساوي، الحلقة كانت بتتقسم بيني وبينها بعد ما كنا بنقعد مع أستاذ عمرو نوصل لأرض محايدة نبقى فاهمين كلنا الفكرة بتاعت المسلسل أو الحلقة بتتكلم عن ايه، كنا بنشترك احنا الاتنين في الحلقة مع بعض بتتقسم ما بينا وبعد كده بنبعت لأستاذ عمرو هو بياخد اللي احنا كتبناه ده لو عنده أي تعديلات اي اضافات وفي حاجات كانت بيسيبها زي ماهي على حسب هو شايف الموضوع ازاي.
ضمت الحكاية أكتر من مقتطف من الواقع له رسالة
ومنها:
1. النجم الكبير والمشهور الذي أعجب بمساعدة مخرج والتي تعاني من إعاقة! وهذا غير مألوف في الواقع؟
الحقيقة احنا كنا حابين نبين الشريحة دي من المجتمع اللي هم ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الإعاقة كنا عايزين نبينهم بشكل إيجابي واقعي إن هي بتواجه صعوبات من أول حياتها اليومية في إنها تتحرك في الشوارع خصوصا إن مش كل الشوارع مجهزه لذوي الاحتياجات الخاصة ودي نقطة احنا اتكلمنا فيها إن لازم الشوارع تكون مجهزة وفي رامبات وفي أماكن مخصصة ليهم للركنة وفي حمامات مخصصة ليهم في كل مكان علشان نحاول نسهل عليهم الاحتياجات اليومية بتاعتهم واحنا الحقيقة اتكلمنا في النقطة دي بس في نفس الوقت زي ما بينا الصعوبات اللي هم بيواجهوها بينا إن الناس دي تقدر تختار شغلانة صعبة زي مساعدة مخرج وتنجح فيها وممكن تحب وتتحب من شخص ناجح ومشهور، ده إن هي عندها ظروف صحية ده لا ينقص منها شيء ولازم كمجتمع نتعامل مع الناس دي بهذا المنطلق مش بمنطلق إن هم أقل أو مندهمش فرص للعمل أو فرص للحب أو نتعامل بتعاطف زيادة وكأن الناس دي متقدرش تعمل حاجة، لا الناس دي تقدر تعمل كتير زيها زينا بالظبط، كانت من الحاجات المهمة اللي كنا محتاجين نركز عليها
الكاتبة سهر حمزة2. دعم الأهل من أم وأب وأخت لابنتهم في الأسرة دون إلقاء لوم عليها أن سبب الاعاقة كان خطيبها!
طبعا حبينا نبين إن الناس دي بتبقى دايرتها صغيرة جدا يادوب على الأهل وكام صديق لأن هي بتحتاج دعم كبير جدا من الناس دي وقد اي الدعم ده بيفرق معاهم جدا لأن مهما كان البني آدم بيحاول يتخطى أزمة مش هيقدر يتخطاها لوحده لازم ناس حواليه بتحبه وبتدعمه وبتحسسه إن هو قدها وقدود زي ما كانت مامتها في المسلسل وأختها وصديق أختها وصاحبتها اللي هو جلال اللي حاول يوفرلها فرصة شغل والمخرج اللي كان مآمن بيها ومشافش إن الإعاقة دي شيء ميخليهوش إن هو يديها فرصة وكان متمسك بيها لما شاف شغلها وزي البطل اللي حبها وكان شايف إنها تستاهل الحب ده رغم اي ظروف.
وطبعا زي ما اتكلمنا عن الناس الإيجابية كان لازم نكون واقعيين إن في ناس تانية مش هتقدر تتعامل مع ده زي خطيب يسر لما كانت عجباه جدا لما كانت كاملة أو فيها كل حاجة ولما حصلها الإصابة مقدرش يتعامل مع حاجة زي دي لأن ده الواقع مينفعش أطلع كل الناس ملايكة أو كل الناس أسوية أو قد إن هم حاجة زي دي فحبينا نطلع إن زي ما في ناس قبلتها وحبيتها لازم أطلع ان في ناس مقبلتهاش ومقدرتش تتعامل مع اللي حصل وقد اي ده كسرها.
هل هذه المقتطفات كانت من أفكارك وأحببتي التركيز عليها مع الهدف المحوري للحكاية وهو "شلل وعجز يسر"؟
هي 55 مشكلة حب دي رسايل كانت بتروح لدكتور مصطفى محمود رسايل ناس بتبعتها عن مشاكلها، الحقيقة إن كل رسالة كان بيبقى ليها مغزى، يعني ألفريدو كان المغزى من الرسالة صلة الرحم فعملوا القصة دي اللي هي ملهاش علاقة برسالة، ماتيجي نشوف كان محور القصة عن الشك، الرسالة بتاعتنا كان المغزى بتاعها عن الرضا والسعادة وده حتى احنا بدأنا الحلقة برد الأستاذ مصطفى محمود أو رأيه في موضوع الرضا والسعادة وختمنا بكلامه وآية قرآنية الحلقة بردو لأن هو ده مغزى الرسالة بس القصة كقصة إن يسر وقعت وأصيبت بالشلل أو العجز وإن هي مساعدة مخرج كل ده كان من خيال الأستاذ عمرو ياسين وهو اللي عمل فكرة القصة واحنا انطلقنا من الفكرة دي وبدأنا بقى نكون شخصيات والقصص اللي هي بتدور حوالين الشخصيات دي والأحداث والكلام ده، احنا بس بناخد المغزى من الرسالة لكن القصة دي مش من الواقع هي من التأليف بس عشان نوصل بيها مغزى الرسالة.
3. التحدي والإرادة اللذان كانا عند يسر وروحها الحُلوة التي ظلت تمتلكها رُغم ظروفها الصعبة التي مرت بيها؟
موضوع التحدي والإرادة اللي كانوا عند يسر احنا كنا حابين إن احنا مابين المغزى بتاع الرسالة الرضا والقبول إن واحدة رغم إن حصلها أزمة يعني حادث صعب جدا غير حياتها 180 درجة أصبحت عندها إعاقة ممكن كافية إن هي تهد من نفسية بني آدم إن حياته تخلص على كده لكن الحقيقة احنا كنا حابين نبين إن هي إيمانها بقضاء الله بإن ده قضاء وقدر وده ربنا اللي عمله وترضى بيه وتقرب من ربنا اداها أمل تاني في الحياة وكونت لنفسها إن هي دورت على هدف يدي معنى لحياتها وإن هي بتسعى وراه وتحس بقيمتها من خلاله اللي هو حلم الإخراج ده ادى لحياتها معنى هي بدأت تدور على طريقة تثبت بيها نفسها ده كان مهم جدا إن احنا نبينه ونبين إن هي اه شخصية قوية بس ساعات بتضعف وساعات بتتكسر بس بتقوم تاني وبتصدق في نفسها تاني وبتحاول تعمل اللي تقدر عليه وبالفعل قدرت توصل لهدفها وبقت مخرجة شاطرة وحبت واتجوزت كل ده من إن هي قبلت وتقبلت القدر وآمنت بنفسها وبقدراتها وبدأت تشتغل على حلمها.
حكاية عيشها بفرحة كانت خفيفة على قلب المشاهد ورغم هذا، كل حلقة كانت دسمة بالرسائل، كيف تمكنتي من عمل ذلك؟
حكاية عيشها بفرحة كانت خفيفة على قلب المشاهد رغم صعوبة القصة ده كانت اصعب حاجة في القصة حقيقة يعني، إن احنا نوصل قصة حزينة جدا ويعني فيها صعوبات كتير أوي وإن هي نوصلها بطريقة واقعية مش خيالية وحقيقية بس في نفس الوقت ندي فيها الإيجابية والأمل والرضا والسعادة والنجاح وكل الرسائل وتقبل الآخر وازاي إن احنا نتعامل مع الشريحة دي من المجتمع إن هم شريحة مهمة ومش واخدين الاهتمام الكافي فـ إن احنا نوزن ونعمل الوزن ده بين قصة حزينة صعبة مليانة تحديات فيها فرحة وأمل وسعادة بواقعية دي كانت اصعب حاجة بصراحة وطبعا كان هدفنا والحمدلله إن احنا وصلناه وهو أستاذ عمرو ياسين بصراحة معروف من أيام نصيبي وقسمتك إن هو كل حكاية بيعملها وراها رسالة ورسالة يعني مهمة بيوصلها بشكل ممتع أو خفيف المشاهدين تتفرج عليه وهي حاباه ومستمتعه بيه وفي نفس الوقت يوصل الرسالة اللي هو عاوز يقولها دي من مهاراته الحقيقة يعني الحمدلله إن احنا قدرنا نوصل ده.
ما هي أكتر شخصية في الحكاية أخذت منك وقت وجهد وتركيز أكثر؟
أكتر شخصية اخدت مننا وقت وجهد في التركيبة كانت يسر إن البنت القوية الواثقة من نفسها الحلوة اللي عندها كل حاجة وناجحة في شغلها والرجالة واقفينلها بالطوابير العرسان إن هي واحدة تتكسر وتحس إنها أقل من اللي حواليها وتبقى حتى مش قادرة تعمل لنفسها ابسط الحاجات بأنها تدخل الحمام أو تمشي في الشارع أو تنزل على الرصيف أو تقعد على السرير علشان تنام محتاجة حد يساعدها في كل خطوة، وفي نفس الوقت عايزين نخلي إن هي لسه قوية بس مكسورة بتحاول الميكس ده كان صعب أو ي إن أنتي عندك كل حاجة وعكسها القوة والضعف، الأمل والانكسار في بعض الأوقات، إنها تحب هادي بس في نفس الوقت خايفة فتبعد عنه بس بتحبه فكل حاجة وعكسها، الحقيقة دي كانت تركيبة صعبة، شخصية أختها كانت جميلة جدا أنها داعمة طول الوقت مهمة أوي، شخصية هادي الممثل المشهور البنات بتترمى عليه الأول كان معجب بيسر قبل ما يقابلها لما عرف ظروفها اتخض واتاخد وبدأ يظبط مع بطلة الفيلم ويسر بيتكلم معاها عادي لحد ما اكتشف إنه فعلا حبها وحبها لدرجة أنه مش شايف مشاكل أو قادر يتعامل مع المشاكل والظروف دي بحب من غير ما يحس أنه مضحي أو متنازل وبدأ يقنع كل اللي حواليه إن يسر أكتر إنسانة تستاهل الحب ده وطبعا مش هم بس هم واللي حواليهم، اهلهم والناس المحيطة بيهم، السوشيال ميديا كان ليها دور كبير في ده، إن هو راجل مشهور وأول ما اتسربله إن هو بيحب واحدة على كرسي متحرك الناس ازاي متقبلتش حاجة زي دي، التنمر والكلمات الجارحة زي إن هي ساحراله أو في مصلحة ورا الجوازة وإنه ملقاش غير دي وساب البنات، طبعا دي حاجة بردو كنا حابين نسلط الضوء عليها، إنه التنمر لو مع البني آدم اللي معندوش أي مشاكل بتفرق معاه بطريقة معينة بتفرق مع شخص عنده مشكله بالفعل إنه يتعايش أو يعيش حياة شبه طبيعية هتفرق معاع أضعاف أضعاف فهي قالت ارحموا ترحموا ده بردو كان من ضمن الرسايل المهمة في المسلسل.
ما المدة التي استغرقتها كتابة الحكاية؟
الحكاية اخدت شهر تقريبا، الحقيقة إن احنا كنا مزنوقين في الوقت جدا، أستاذ عمرو كان عنده حكايتين قبل دول ألفريدو وماتيجي نشوف، بس الحمدلله بصراحة إن فريق العمل كل واحد كان دوره مهم وكان بيظهر دور التاني وبيكمله سواء احنا كفريق كتابة أو الإخراج أو الإنتاج أو الممثلين اللي بصراحة قدروا يوصلوا الشخصيات بطريقة فيها مصداقية عالية جدا شخصية يسر "هبة مجدي" حقيقة أديتها بطريقة فيها مصداقية عالية جدا والناس اتعاطفت معاها وحبيتها أوي، شخصية هادي نصار الفنان هاني عادل بردو كان شخصية وصلت أوي للجمهور، وشخصية عالية أختها بردو الفنانة نور بصراحة أديتها حلو جدا، الأم أم يسر الفنانة حنان سليمان يعني كل بصراحة طاقم العمل كل الجهات تحسي إننا تعاونا علشان العمل يطلع بالشكل ده في وقت مكنش الحقيقة طويل خالص فالحمدلله كلنا كنا قد التحدي ده والعمل طلع بالشكل ده.
اختيار إطار الحكاية إنه يلعب في لوكيشن التصوير والاخراج والفن عامة كانت فكرتك؟
لأ مكنتش فكرتي، دي كانت فكرة أستاذ عمرو إن هو شاف إن شغلانة زي مساعدة مخرج في واحدة على كرسي متحرك دي شغلها صعب جدا ففيها تحدي كبير، غير لما حد يكون قاعد على مكتب طول الوقت، شغله على كمبيوتر أو حد كاتب مثلا شغله من البيت، لأ هي شغلها فيه حركة كتير، وعدد ساعات كبير فده بيعلي التحديات ومستوى التحدي، ولاقينا واحدة حتى مخرجة منزلة بوست إن هي فعلا عندها نفس ظروف يسر وإن هي قاعدة على كرسي متحرك وبتشتغل مساعد مخرج وإن هي قد إيه كانت مبسوطة إن في حد قدر يجسد جزء من واقعها وحقيقة كان البوست ده كان جميل يعني، في فعلا ده موجود في الواقع بيدي أمل لناس كتير جدا عندها نفس الظروف.
هل حضرتي تصوير مشاهد من الحكاية ؟
الحقيقة عشان بسبب ظروف الوقت أنا مقدرتش أحضر تصوير أيام كتير للحكاية يعني، حضرت بس آخر يوم تصوير روحنا يوم اللوكيشن والحقيقة كانت أجواء كلها رغم أننا كنا تعبانين جدا من ضغط الشغل بس الحقيقة كانت الأجواء إيجابية أو ي وتحسي اللوكيشن كده فيه فرحة يعني فيه من اسم المسلسل رغم التعب والضغط ويعني الفنانين كلهم كان عندهم روح كده والإخراج يعني الحقيقة كانت أجواء جميلة جدا وأنا انبسطت إن أنا قدرت أحضر حتى يوم واحد منها وانبسطت أكتر بقى لما شوفت الحلقة بتتعرض اللي انا حضرت تصويرها كان احساس حلو جدا.
سهر حمزة وهبة مجدي وهاني عادل
رأي الجمهور أن نهاية آخر حلقة مرت سريعا مع فقدان أحداث قبل مرور العامين فهل تعتقدي أنه مرور سريع كما يقول الجمهور أم كانت مقصودة؟
احنا كنا حابين إن الجمهور يفقد الأمل شوية كده وبعدها نبين إن هو مستسلمش لحد ما هي وافقت واتجوزت وخلفوا وهي بقت مخرجة وعملت الفيلم بتاعه هو مافيش دروب أو اسكيب هي بس احنا بينا إنه حاول كتير لآخر لحظة واحنا كنا ممكن نعمل القاعدة بتاعت مامته وخالته وكنا نقول إنه ا وافقت ونعمل فرح بس حبينا نفقد الجمهور الأمل ونحسسه انهم فعلا مش هيبقوا مع بعض وبعد كده نفاجئهم ودي كانت خدعة.
ظهر خلال القصة تشابه كبير بين يسر التي تعمل مساعدة مخرج على كرسي متحرك ومساعدة مخرج بالفعل بنفس الحادثة فهل كانت مستلهمه من قصتها أم جاءت صدفة؟
لا هي صدفة احنا كنا قاعدين واحنا بنفكر بنقول إن أستاذ عمرو كان عايز شغلانة صعبة فجات فكرة مساعدة مخرج إن البنت تتحرك كتير وطول النهار في اللوكيشن، وقولنا ممكن تبقى كاتبة، فقال ما تكتب من البيت فين الصعوبة، وإن أنا أطلع مخرجة في اللوكيشن طول اليوم بتروح وتيجي ده بيعلي التحدي لكن هي صادفت إن في مخرجة قصتها شبيهة حتى البوست بتاعها انتشر أوي إن هي كمان مخرجة وبتعمل نفس الشغلانة وإن الشغلانة صعبة ودي حاجة طبعا بسطتنا وهي لا مكنتش مقصودة.
"عيشها بفرحة" أكثر حكاية بين الـ 4 حكايات المعروضين في مسلسل 55 مشكلة حب التي أحبها الجمهور فماهو شعورك بأن أول عمل لكِ يكون الأنجح هكذا؟
الحمدلله، حتى كانت فعلا أعلى نسب مشاهدة، بصي بصراحة أنا مكنتش متوقعة ده، احنا أولا كنا مزنوقين جدا جدا في الوقت بتاعنا في الحلقات، كنا بنكتبها النهاردة بنسلمهالهم يصوروها بكره، تتعرض بعد بكرة، أنا خلصت قبل مافيش، القصة حصل مشكلة في ترتيب الوقت فاتزنقنا، احنا بنكتب في حلقة والاقي في حلقة بتتعرض فنشوف ردود أفعال الناس بالسلبي والإيجابي، فأنا حسيت فعلا في الأواخر بقى إن هي فعلا نجحت وخصوصا بعد بوست المخرجة مي أمجد وده انتشر جدا والناس بدأت عاوزة تشوف القصة، والنائبة اللي طلعت اتكلمت اللي عملت حادثة من 20 سنة وقعدت على كرسي متحرك وكانت بتحاول توصل للناس موضوع إنهم يتعاملوا مع ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة تانية وبتقول إن المسلسل وصل الرسالة دي أكتر من أي حملة هي عملتها بقالها 15 سنة بتحاول تعمل حملة اسمها "الكرسي أسلوب حياة"، عمر الناس ما تفاعلت مع موضوع زي ما عمل المسلسل ده هو ظهر الناس دي بطريقة اللي هم حابين يظهروا بيها وفي نفس الوقت بتبينلك التحديات بتاعت الحياة اليومية مش عارفين يدخلوا الحمام مش عارفين يتحركوا لوحدهم والتحديات النفسية مبينين كل الكلام ده وفي نفس الوقت هي نجحت كونها مخرجة، وإن ممثل مشهور يحبها ويبقى عندها حياة سعيدة، فالحمدلله المسلسل كمان طلع في وقت صعب في أحداث غزة كلها في كل حته والناس مكتئبة الأخبار تقريبا محدش حتى الممثلين نفسهم منزلوش أي إعلان عن المسلسل لأن الناس كانت متضايقة بسبب اللي بيحصل والأحداث فده بردو كان مخليني حاسه إن التوقيت مش في صالحنا لأن مافيش الدعايا الكافية بس حصل العكس الحمدلله ورسالة المسلسل كانت إنسانية جدا فالناس كانت حست إنها حاباها وعاوزة تشوفها ومحستش إنها حاجة تافهة حبوا يشوفوا حاجة إيجابية تفرحهم فالحمدلله حتى أنا طلعت اتكلمت في برنامج عن الرسالة دي، رسالة إنسانية الناس حبيتها ووصلنا بيها رسايل كتيرة مهمه ولولا بردو أننا كنا فريق واحد ونفسنا يطلع بالشكل ده مكنش هيطلع كده.
ماذا تفعل سهر إذا تعرضت لظروف حياتية سيئة وتحولها وتعيشها بفرحة؟
باخد نفس النمط اللي يسر اخدته اللي هو الانهيار اللي في الأول وممكن أيأس لو بحاول في حاجة بقالي كتير وده حصل في قصة الكتابة أنا بقالي سنين طويلة وعدت عليا فترات يأس كتير بالذات أنا سايبة الطب، أنا طبيبة أسنان واللي هي حاجة أنا تعبت وشقيت فيها سنين وعملت فيها ماجستير في جامعة القاهرة واشتغلت وتعبت علشان حاجة تانية أنا مش لاقية منها لسه أي أمل اللي هي الكتابة، وبعد ما بمر بمرحلة يأس أرجع أقول لا أنا حاسة أنا هوصل أنا عارفة إني موهوبة وطبعا واجهت صراع أخد سنين بين إني أكمل حاجة تعبت فيها بس مش لاقية نفسي أو الحاجة اللي بلاقي نفسي فيها وفي الآخر أخدت قرار إن زي ما نجحت في حاجة محبتهاش يبقى هنجح في الحاجة اللي بحبها ولما شوفت أستاذ عمرو وقرأ الحاجات اللي أنا كاتباها أكدلي إن أنا لا ده مكاني وأنتي فعلا موهوبة متيأسيش وكملي من قبل حتى ما يكون في مشروع في المسلسل لأن الكورس خلصان من سنة.
وكيف تعطي نفسك القوة؟
بتفرج على ناس عاشوا نفس القصة، ومن القصص الملهمة ليا جدا أكرم حسني وبحبه جدا كشخص أنا معرفوش شخصيا بس لما بقعد أسمعه واسمع إن ده كان ظابط في المخابرات وكان له برستيجه وشغلانته وساب عشان يروح نفس الفكرة حاجة بيحبها وحاجة لسه هيبدا فيها من الصفر، ودلوقتي بقى ممثل ومؤلف ومغني وناجح، القصص دي بقى لما بسمعها بحس إن أنا صح وإن الموضوع موضوع وقت ولازم أكمل.
هل فكرتي بعمل رواية أو مجموعة قصصية قريبا؟
لا مفكرتش بصراحة يعني أنا تفكيري لما بفكر في حاجة بشوفها كفيلم أو مسلسل أو مشهد، دي طريقة تخيلي للحاجة، مش على طريقة رواية مدخلتش بصراحة في السكة دي قبل كده عشان أنا أكتر بحب أتفرج اكتر من إن أنا أقرأ بحب أشوف الحاجة.
كيف ستقضي سهر الفترة المقبلة حتى تظهر لنا في عمل مرئي جديد مرة أخرى ؟
في حاجات كاتباها نفسي إن أنا أبدا اسوقها، حاجات أنا كاتباها من زمان، كاتبة 3 أفلام ومسلسل، وكل المحاولات السنين اللي فاتت دي اقول يارب أكتب طب أخلص فيلم، طب ما انا قاعده اهو مافيش حد شافه ولا قرأه أقوم حاطاه في الدرج، وابدا اكتب في فيلم تاني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حكاية عيشها بفرحة عيشها بفرحة عمرو محمود ياسين الفجر الفني ذوي الاحتياجات الخاصة ذوی الاحتیاجات الخاصة حکایة عیشها بفرحة عمرو محمود یاسین على کرسی متحرک فی نفس الوقت أستاذ عمرو الناس دی کل حاجة اللی هو دی کانت إن احنا اللی هی وإن هی إن أنا أول ما ده کان
إقرأ أيضاً:
المخاطرُ الأليفة في كتابة القصة القصيرة
آخر تحديث: 10 أبريل 2025 - 11:16 صدونال رايان ترجمة : أثير الهاشمي أول قصة كتبتها خارج المدرسة في العاشرة من عمري، كانت عن الملاكم الأيرلندي المُفضّل لديّ (باري ماكجيجان)، إذ خسر لتوّه لقبه العالمي في وزن الريشة، أمام الأمريكي ستيف كروز تحت شمس (نيفادا الحارقة)، والشيء الوحيد الذي كان بإمكانه أن يشفي قلبي المكسور هو استعادة حزام بطلي المُفضل؛ لذلك كتبتُ قصتي عنه.كانت قصتي المُتخيلة في أيرلندا، وكنتُ بجانب الحلبة، في قصتي، رتبتُ الأمر برمّته حتى أنني قدمتُ لـــــــ (باري ماكجيجان) بعض النصائح لمواجهة لكمة ستيف اللاذعة. استمرّ القتال حتى النهاية، لكن باري فاز بسهولة بالنقاط، عانق ستيف، غنّى والده “داني بوي”. شعرتُ بارتياحٍ عميق، وأنا أنهي قصتي، إذ كان العالم في تلك اللحظة هادئًا، خلقتُ واقعًا جديدًا لنفسي، واستطعتُ أن أشغله لبعض الوقت، لأشعر بفرحةٍ تشكّلتْ بتحريك قلم حبر على الورق. أتذكر تلك القصة الآن، وفي كلّ مرة أجلس فيها لأكتب، إذ إنني أسعى جاهدًا لشعور الصواب الذي منحني إياه ذلك الإحساس بالسلام.. استغرق الأمر منّي بعض الوقت لاستعادة ذلك الشعور، عندما تركتُ المدرسة، إذ كنتُ محظوظًا بما يكفي؛ لتلقّي تشجيعٍ كبيرٍ وإقناعٍ بأنني كاتب، انغمستُ، من دون أي تفسير، في مسيرةٍ من التخريب الذاتي، فلم أسمح لطموحاتي الأدبية بالظهور إلّا نادرًا، ثم أحرقتُ ما كتبتُه في نوباتٍ من الاشمئزاز، فلم أجد شيئًا ممّا كتبتُه صادقًا؛ لم أجد شيئًا يستحق القراءة.بعد زواجي بفترة وجيزة، عثرتْ حماتي على ملف قرص صلب لجهاز كمبيوتر أقرضته لها (كان الملف يحتوي على قصة سخيفة عن محام ٍ شاب أفسده عميل عصابات)، لقد نسيت القصة، وواحدة من شخصياتها الهامشية، رجل بسيط ونقي القلب يُدعى جونسي كونليف.اقترحتْ زوجتي منح شخصية جونسي حياة جديدة، وبدأتُ إعادة كتابة العمل من جديد؛ استمرت القصة في النموّ حتى وجدتُ نفسي مع مسودة روايتي الأولى المكتملة: The Thing About December”.” وهكذا، تبيّن أن قصة قصيرة منسية، كُتبت في ضباب أوائل العشرينيات من عمري، هي التي صنعت مسيرتي في الكتابة، ربما كان ذلك ليحدث على أي حال، أو ربما لا، لكنني أعتقد أن الدافع كان سيظل حاضرًا دائمًا، الرغبة في صياغة الأفكار في ذهني.تقول ماري كوستيلو، مؤلفة ” مصنع الصين”، إحدى أروع مجموعات القصص القصيرة التي قرأتها على الإطلاق: “أكتب فقط ما هو أساسي، ما يجب كتابته… صورة أو قصة تُؤرقك باستمرار، ولن تتركك وشأنك، والطريقة الوحيدة لتحقيق السلام هي كتابتها”.أعلم أنه في هذا الحاضر المُقيّد؛ المُقيّد بالقواعد، والمُبتلى بالفيروسات، يجد الكثيرون أنفسهم مُثقلين بذلك الشعور، بتلك الرغبة المُلحّة في صُنع واقع جديد من اللغة، أو في إخراج الفكرة التي كانت تُلحّ عليهم من خيالهم إلى العالم؛ لذا جمعتُ بعض الأفكار، بمساعدة بعض كُتّابي المُفضّلين، حول أفضل السبل لإيجاد ذلك السلام. في القصة القصيرة، لا بدّ من أن تكون الجمل مؤثرة للغاية! بعض قصص تشيخوف لا تتجاوز ثلاث صفحات مطبوعة، وبعضها يتألف من فقرة واحدة موجزة، إذ نجد في قصته الأشهر، “السيدة صاحبة الكلب”، يُقدم لنا سرداً مفصلاً لطبيعة وتاريخ ودوافع غوروف في الصفحة الأولى، ولكن من دون أي شعور بالضغط أو الإرهاق، ومثلها مجموعة ستيفن كينغ ” ظلام دامس، بلا نجوم” الصادرة عام 2010 التي تُعدّ درسًا في التكثيف والتشويق. زميلتي في الكتابة الإبداعية بجامعة ليمريك، سارة مور فيتزجيرالد، مثلي، روائية تلجأ أحيانًا إلى القصص القصيرة. إذ تعتبر سارة القصص القصيرة “أروع مواهب السرد وأفضلها، لا شيء فيها زائدا عن الحاجة، ويكون تركيزها حادًا وحيويًا، ولكنها قد تكون أيضًا مختصرة بشكل رائع، مليئة بالأصداء”، على العكس من الرواية، كما سمعت مايك ماكورماك يقول: “توفر مساحة رائعة للكاتب”، لكن القصة القصيرة أرض قاحلة، لا مكان للاختباء، ولا مجال للإفراط أو الانحراف. سألتني زوجتي ذات مرة عن سبب قلقي الشديد، كنتُ قد نشرتُ روايتين، وبدأتُ كتابة مجموعة قصصية كاملة بعنوان ” ميل الشمس”، عادت من العمل لتجدني غارقًا في اليأس “كلّ جملة تُقلقني”، قلتُ متذمرًا “لا شيء منها كاف”ٍ. قالت: “لا تقلق بشأن حجم العمل الذي يقومون به حتى ينتهي النص”، “ابدأ بكتابة القصة، ثم يمكنك العودة وإصلاح كل تلك الجمل المقلقة، ومن المرجح، بمجرد نشر القصة، أن تهدأ من قلقك بشأن تلك الجمل، ستكون كذلك فحسب ” . لم أزل أشعر بالارتياح الجميل الذي شعرت به عند سماع كلماتها الحكيمة، الحياة مليئة بالقلق، ينبغي أن تكون جودة جملنا تحديًا وسعيًا دؤوبًا مثمرًا، وتراكمًا تدريجيًا للإنجازات، لكن الإبداع ينبغي أن يمنحنا دائمًا ولو همسة فرح، ينبغي أن يكون مخرجًا من القلق.من المفاهيم التي تُسلّط زميلتي سارة الضوء عليها مفهوم “المسودة الصفرية” – وهي مسودة تسبق المسودة الأولى، حيث تنشر قصتك على شاشتك أو صفحتك، متضمنة جميع أو معظم عناصرها المطلوبة، فتُتيح المسودة الصفرية حريةً تامةً في اختيار الأسلوب أو الدقة”. تُقدّم كيت دي وال، التي نشرت مؤخرًا مجموعة رائعة بعنوان Supporting Cast ، هذه الحكمة حول كيفية نقل قصتك من رأسك إلى صفحتك أو شاشتك: ” لا تفكر كثيرًا ولكن أكتب مرة أخرى، في بعض الأحيان ترى زوجًا من القفازات أو زهرة في الشارع أو أحمر شفاه على فنجان قهوة ويحركك بطريقة معينة. هذا هو موجهك هناك، أكتب هذا الشعور أو ضع شيئًا حول هذه الفكرة، فأنت لا تعرف ما هو في هذه المرحلة، ثم تنطلق من الإلهام المحض والطاقة الكتابية؛ لذا اتبعها فقط، واتبعها حتى النهاية – قد يكون يومًا أو أسبوعًا أو عامًا. أكتب شيئا، ثم أجلس واسأل نفسك: “أين السحر؟ ماذا أقول؟ من يتحدث؟” عندما تعمل على ذلك، ستنمو قصتك، ويمكنك البدء في الصياغة والتحرير”. كن صادقا: لا أقصد بذلك أن عليك أن تُعبّر عن حقيقتك دائمًا أو أن تعتمد فقط على تجربتك المعاشة، ولكن من المهم أن نكون صادقين مع دوافعنا وطموحاتنا ككتّاب؛ أن نكتب القصة التي نريد كتابتها، لا القصة التي نعتقد بأنه يجب علينا كتابتها، هذا أشبه بقول ما تعتقد بأن الناس يريدون سماعه: ستقع في فخّ أنصاف الحقائق والمعتقدات المصطنعة والمُستعارة. ستكون سياسيًا أكثر منك كاتبًا، ومهما كان بعضهم جيدًا ومحترمًا ، فإن العالم لديه ما يكفي من السياسيين. تجاربك الشخصية، وحقيقتك الشخصية بالطبع، يمكن تحويلها إلى قصص خيالية رائعة، ويمكنها، بفضل رسوخها في الواقع، أن تحتوي على فورية وكثافة شبه تلقائيتين. مجموعة ميلاتو أوتشي أوكوري الأولى، ” حياة هذا النزل “، مستمدة من تجاربها في نظام التوفير المباشر الأيرلندي كطالبة لجوء، إذ تتميز القصة التي تحمل عنوانها، على وجه الخصوص، بشعور من الصدق المطلق، مكتوبة بأسلوب مختلف؛ بينما تبدو قصة أخرى، “تحت المظلة”، وكأنها وصف غير مباشر لأحداث شهدتها أو عاشتها الكاتبة شخصيًا. تحمل المخاطر: يمكنك أيضًا أن تفعل بالضبط ما تريد فعله، إذا لم يتم فعله من قبل، فليس لديك ما تخسره من خلال المخاطرة، بالشكل أو المحتوى أو الأسلوب أو البنية أو أي عنصر آخر في قطعة الخيال الخاصة بك.يحث روب دويل ، وهو مغامر أدبي بارع، على المزج بين الخيال والواقع، إذ يؤكد على مزج الخيال بما هو عكسه؛ لذلك حاول أن تجعل الناس يتساءلون عمّا إذا كانت خيالًا أم لا ، إذ يمكن للقصص القصيرة استكشاف الأفكار وكذلك المشاعر – ويمكن أن تتناسب الأفكار الضخمة مع القصص القصيرة، وللدليل، اقرأ أعمال خورخي لويس بورخيس ، في الواقع، أؤيد نصيحة روبرتو بولانيو لأي شخص يكتب قصصًا قصيرة : اقرأ بورخيس”. ثني عمود الحديد: قال فرانك أوكونور عن القصة القصيرة: عندما يُسدل الستار، يجب أن يتغير كل شيء. لا بد من أن عموداً حديديًا قد ثُني وشُوهد وهو يُثنى”. كانت قصة ” ضيوف الأمة ” لأوكونور من أوائل القصص القصيرة التي حطمت قلبي، إذ وُصفت بأنها واحدة من أعظم القصص المناهضة للحرب على الإطلاق، وواحدة من أروع القصص التي كتبها أستاذ في هذا النوع من الكتابة، وتنتهي خاتمتها المدمرة بهذه العبارة الحزينة من الراوي المحطم: “وأي شيء حدث لي بعد ذلك، لم أشعر به مرة أخرى أبدًا”.يحتوي هذا السطر في داخله على توسّل لكتّاب القصة القصيرة للوصول إلى تلك اللحظة العميقة، ذلك الحدث أو الإلهام أو الانعكاس أو الانتصار؛ للوصول داخل حدود قصتهم إلى لحظة سيكون لها صدى يتجاوز نطاقها الضيق. يقول أوكونور، وهو روائيٌّ يُدرّس الكتابة الإبداعية في جامعة ليمريك، وهو كاتبٌ عظيمٌ : إن ” كل قصةٍ قصيرةٍ ممتازةٍ، في رأيي، تتمحور حول لحظةٍ يصبح فيها التغييرُ الكبيرُ ممكنًا، أو في الأقل مُتخيَّلًا، للشخصية. اقتطع القصةَ متأخرًا، واتركها مُبكرًا، ثمّ ابحث عن لحظةٍ مُناسبة”. يقتبس جوزيف الكلمات الختامية لإحدى قصصه القصيرة المُفضّلة، “فات” لريموند كارفر: ” إنه شهر أغسطس. ستتغير حياتي. أشعرُ بذلك”. استمع لما لا يُقال في الحوار. غالبًا ما تكون القصة مخفية خلف سطح الحديث. بالطبع، ليس بالضرورة أن تكون اللحظة في النهاية، وليس بالضرورة أن تكون نهاية القصة مُلهمة أو كاشفة، أو أن تحتوي على مفاجأة غير متوقعة. تصف قصة ماري جيتسكيل “الجنة” عائلة تمر بتغيرات وصدمات وفقد، وتظهر قضبان الحديد ملتوية في كل فقرة تقريبًا، لكن نهايتها لا تُنسى لما تُقدمه من راحة، في وصف هادئ لجمال أمسية صيفية رائعة وعائلة مجتمعة لتناول وجبة. ” جلسوا جميعًا على كراسي الحديقة وتناولوا الطعام من الأطباق الدافئة في أحضانهم. كانت شريحة اللحم جيدة ونيئة؛ انسابت عصارتها إلى السلطة والمعكرونة عندما حركت فيرجينيا ركبتيها. هبت ريح خفيفة ودغدغت خصلات شعرهم المتساقطة حول وجوههم. حفيف الأشجار خافت، إذ كانت هناك أصوات حشرات لطيفة. توقف جارولد، وارتفعت شوكة من شريحة اللحم فوق صدره. قال: ” مثل الجنة. إنها مثل الجنة”. حتى ساد الصمت لعدة دقائق”. استمع إلى قصتك: تتجلى “رحلة بيرة إلى لاندودنو”، بوصفها تحفة كيفن باري القصيرة، من مجموعته Dark Lies the Island هي قصة أخرى ظلت ناصعة في ذهني منذ أن قرأتها لأول مرة. جزء من سحر تلك القصة، وجميع أعمال باري، في حوارها: التبادلات الواقعية والمختصرة والأصيلة تمامًا بين شخصياته. عندما سألت كيفن عن هذا، قال: “إذا شعرت بأنك تقترب من المسودة النهائية لقصة ما، فاطبعها واقرأها بصوت عالٍ، ببطء، بقلم أحمر في يدك؛ ستلتقط أذنك جميع التهربات والملاحظات الزائفة في القصة أسرع بكثير مما ستلتقطه عينك على الشاشة أو الصفحة، وبعدها استمع إلى ما لا يُقال في الحوار، فغالبًا ما توجد القصة والدراما أسفل سطح الحديث مباشرةً.”إنّ هذا الاهتمام الدقيق بالعبء الذي تحمله كل وحدة لغوية، وبالعمل الذي تقوم به النوتات الموسيقية، سواءً أكانت معزوفة أم لا، كفيلٌ بجعل القصة تتألق بحق. أليس كينسيلا شاعرة بارعة، وقد أبدعت مؤخرًا في الكتابة القصيرة بأسلوب رائع، وذلك من خلال ديوانها الرائع “نافذة” الذي تناول الأمومة المبكرة. تقول أليس: “سواءً كان شعرًا أو نثرًا، فالهدف واحد؛ هو أن تكسب كل كلمة مكانها على الصفحة”. تجاهل كل شيء: وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مُحبطًا، إليك نصيحة أخيرة: حالما تجلس لكتابة قصتك، انسَ هذه المقالة. انسَ كل النصائح التي تلقّيتها. حرّر يدك، حرّر عقلك، انطلق في عالم الاحتمالات اللامتناهي، وابتكر من هذه الرموز الصغيرة ما تشاء. لقد جئنا من قلوب النجوم. نحن الكون، يروي لنفسه قصته الخاصة.*دونال رايان كاتب ، وعضوٌ في لجنة تحكيم جائزة بي بي سي الوطنية للقصة القصيرة مع جامعة كامبريدج.