دور أساسي للتعليم البيئي في تغيير سلوكيات المجتمع تجاه البيئة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
أبوظبي/ وام
تولي دولة الإمارات مسألة حماية البيئة وصون مكوناتها والمحافظة عليها اهتماماً كبيراً وعناية خاصة، وتؤكد باستمرار وفي كل مناسبة التزامها الراسخ ودعمها اللامحدود لجهود تنميتها والحد من كل مسببات تلوّثها، وهو ما يتجلى في الاهتمام الواسع الذي تحظى به هذه المسألة على المستويين الرسمي والشعبي، والجهود الكبيرة التي تبذل للارتقاء بمستوى الوعي البيئي في المجتمع، مع التركيز على الناشئة والطلبة من خلال إدراج البرامج التي تسهم في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وحماية الطبيعة لديهم وعلى مستوى التعليم الحكومي والخاص، إلى جانب تعظيم قيمة البُعد البيئي في الخطط التنموية.
وتلعب هيئة البيئة-أبوظبي دوراً محورياً في مجال المحافظة على جودة الحياة، من خلال تشريع وإنفاذ القوانين البيئية في أبوظبي لحماية التنوع البيولوجي وضمان مستقبل مستدام لأبنائها، وهو ما أكده أحمد باهارون المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية بالهيئة في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، ألقى من خلاله الضوء على جهودها في مجال تعزيز التعليم البيئي ومبادراتها المتنوعة في هذا الصدد.
وقال باهارون إن التعليم البيئي يعد من المقومات الأساسية في تقدم المجتمعات على المستوى العالمي؛ إذ يسهم في تعزيز سبل العيش، ورفع مستوى الوعي بدور التنمية المستدامة في دعم المجتمع، وهو ما أثبتته الأبحاث المتخصصة، مشيراً إلى إعلان وزارة التربية والتعليم مؤخراً عن «شراكة التعليم الأخضر» بالتعاون مع اليونسكو واليونيسيف، بهدف توفير خطة عمل وطنية للمدارس في جميع أنحاء الدولة ودعم التعليم المناخي وتمكين الشباب من الإسهام في المحافظة على البيئة، حيث وضعت هيئة البيئة هذه المبادرة في مقدمة أولوياتها وركزت على اعتماد الإدارة البيئية في الأنظمة التعليمية.
وأضاف أن التعليم البيئي يؤدي دوراً أساسياً في تغيير المواقف والسلوكيات في المجتمع تجاه البيئة، من خلال تعزيز الوعي بآثار التحديات البيئية، مثل التغير المناخي والتلوث على المدى الطويل، وتوضيح الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم هذه التحديات وتداعياتها، والتركيز على الممارسات المستدامة وتوفير المعرفة والمهارات اللازمة للأشخاص والمجتمعات من أجل تمكينهم من استخدام الموارد بكفاءة وبشكل يدعم جهود المحافظة على البيئة، ورفع مستوى الوعي وتعزيز الشعور بالمسؤولية، مؤكداً أن هذا التعليم يمكن أن يسهم في تنمية مجتمع أكثر وعياً بقضايا البيئة والاستدامة.
وأكّد أهمية دعوة المعلمين وأنظمة التعليم والحكومات إلى دمج استجابات التعليم والتعلم لمواجهة التحديات التي تؤثر في الاستدامة، منوّهاً بتزايد الحاجة إلى اعتماد التعليم البيئي ضمن خطط العمل في الهيئة باعتباره من المقومات الأساسية لتعزيز التنمية المستدامة، وتمكين المجتمع من مواجهة التحديات البيئية بطرق مبتكرة، خصوصاً أن اعتماده في المناهج التعليمية على المستوى العالمي أسهم في إحداث تغيير إيجابي كبير عبر تبني العديد من المدارس حول العالم مبادئ التعليم البيئي والتنمية المستدامة والتقنيات المتعلقة بها.
وأشار باهارون إلى أن دولة الإمارات باشرت اعتماد مناهج تتناول الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة ضمن نظامها التعليمي، بغرض تعزيز وعي الطلاب بهذه المفاهيم ودمج الأجيال الصاعدة في جهود ومبادرات الدولة للوصول إلى الحياد المناخي.
ونوّه بأهمية المؤتمر العالمي للتعليم البيئي، الذي تستضيفه أبوظبي في شهر يناير المقبل، وقال إنه يعدّ منصة دولية مهمة يمكنها توحيد الأطراف الفاعلة في التعليم ضمن بيئة تعاونية لمواجهة هذه التحديات، موضحاً أن المؤتمر سيركز على تعزيز دور التعليم في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة وتعزيز الحوار في هذا المجال على المستوى العالمي وتبادل الرؤى بشأن التعلم والتعليم البيئي، حيث سيجمع الأطراف الفاعلة لمناقشة الأفكار وتبادل الخبرات والمعارف في هذه المجالات.
وبيّن أن المؤتمر سيستعرض أفضل الممارسات والمشاريع المبتكرة والأبحاث المتقدمة في مجال التعليم البيئي، والعديد من الآراء ووجهات النظر والإنجازات التي تم تحقيقها، ما يوفر للمشاركين تجربة تعليمية غنية ومتنوعة، بجانب استضافته مؤتمر الشباب للتعليم البيئي الذي يوفر منصة لأبناء الجيل الجديد تمكّنهم من الإسهام في بناء مستقبل مستدام وتحقيق التغيير الإيجابي من خلال التعليم البيئي المبكر.
وحول أهمية تعزيز الوعي ودور الشباب لمواجهة التحديات العالمية الحالية، أكد باهارون أهمية السلوك الواعي اجتماعياً وبيئياً وتعزيز الوعي من خلال تسليط الضوء على المواضيع المهمة، وإدراك أهمية توفير المنصات الملائمة للأشخاص من أجل إحداث التغيير المجتمعي من خلال تمكينهم من الإسهام في تحديد السياسات اللازمة وبالتالي تعزيز مجتمع أكثر استدامة، وكذلك تمكين الشباب من قيادة التغيير الإيجابي في المجتمع ومعالجة القضايا البيئية الأساسية باعتبارهم قادة المستقبل وصانعي السياسات.
وعن المبادرات التي تركز عليها هيئة البيئة لدعم الشباب، قال إنها تتضمن الكثير من الفعاليات، ومن بينها برنامج «الماراثون البيئي» الذي يعزز المعرفة البيئية لدى الطلاب، إضافة إلى مبادرات المدارس والمقار المستدامة وبرنامج «تواصل مع الطبيعة» وبرنامج هيئة البيئة - أبوظبي الخاص «بودكاست مثقف بطبيعته» من أجل إعداد الشباب وتمكينهم من الإسهام في مواجهة التحديات البيئية.
ولفت باهارون إلى أن اعتماد تقنية المعلومات في التعليم البيئي يمكن أن يسهم في الارتقاء بتجارب التعلم وتلبية احتياجات المتعلمين، إذ يمكن من خلال الجمع بين المفهومين المذكورين تعزيز فهم الطلاب للتحديات البيئية وتحسين مهارات القراءة والكتابة الرقمية لديهم وإعدادهم لمواجهة التحديات البيئية المستقبلية بكفاءة، ما يتطلب الاستثمار في تقنية التعليم والبنية التحتية.
وأردف: «تؤدي تقنية المعلومات دوراً أساسياً في رفع مستوى وعي الطلاب بالقضايا البيئية وتمكينهم من المشاركة في مواجهتها، حيث يمكن للتقنيات المبتكرة، مثل الذكاء الاصطناعي، المساعدة في اتخاذ القرارات الملائمة وحل المشكلات البيئية، إذ يمكن من خلالها -على سبيل المثال- مراقبة وقياس البصمات البيئية وحساب الأثر البيئي للمنتجات على مدار دورة حياتها وسلاسل التوريد بأكملها، لتمكين الشركات والمستهلكين من اتخاذ القرارات الملائمة التي تتمتع بالكفاءة، وهي في مجملها تطورات تسلط الضوء على أهمية اعتماد التقنيات الحديثة في القطاع البيئي، وتؤكد الحاجة إلى تنفيذ أساليب التعلم المتقدمة في الأنظمة التعليمية».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات هيئة البيئة أبوظبي التحدیات البیئیة التعلیم البیئی هیئة البیئة على البیئة من خلال
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: غلق كيانين وهميين بالإسكندرية وتكثيف جهود مكافحة الكيانات الوهمية
أكدت وزارة التعلم العلي في إطار حرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على التصدي للكيانات الوهمية التي تزاول أنشطة تعليمية دون الحصول على التراخيص اللازمة، على استمرار جهودها في مكافحة هذه الكيانات، من خلال تكثيف حملات الضبطية القضائية خلال الفترة المقبلة؛ حفاظًا على مصالح الطلاب وأولياء الأمور؛ وضمانًا لعدم التلاعب بهم.
قرارًا بغلق المنشأة المسماة "سنتر الأورمان"واتساقًا مع هذه الجهود، أصدر د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي قرارًا بغلق المنشأة المسماة "سنتر الأورمان" ومقرها (شارع بورسعيد، الشاطبي، الإسكندرية)؛ لقيامها بإدارة وتسهيل عملية إعطاء دروس خصوصية لطلاب المعاهد الفنية التابعة لوزارة التعليم العالي.
كما أصدر د. أيمن عاشور قرارًا بغلق المنشأة المسماة "مكتبة الهرم" ومقرها (كامب شيزار، الإسكندرية)؛ لقيامها بإدارة وتسهيل عملية إعطاء دروس خصوصية لطلاب المعاهد الفنية التابعة لوزارة التعليم العالي.
ووجه الوزير بمخاطبة جميع الجهات المختصة؛ لإعمال شأنها نحو اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة؛ لتنفيذ القرار الوزاري بالغلق الإداري، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية حيال المنشأتين في حال معاودتهما مزاولة أعمالهما مرة أخرى.
وأشاد الوزير بجهود لجنة الضبطية القضائية في التصدي لتلك الكيانات، موجهًا بتكثيف جهودها خلال الفترة المقبلة؛ لمداهمة أي كيانات وهمية أو مقرات تمارس أنشطة تعليمية، دون الحصول على ترخيص؛ حفاظًا على مصالح الطلاب وأولياء الأمور؛ وضمانًا لعدم التلاعب بهم.
جاء ذلك في ضوء التقرير المقدم من د. جودة غانم القائم بأعمال رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشؤون المعاهد، ود. سامي ضيف رئيس الإدارة المركزية للتعليم الخاص.
وصرح د. عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تمت زيادة عدد أعضاء لجان الضبطية القضائية بوزارة التعليم العالي؛ لتكثيف حملاتها خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار دعم جهود الوزارة لملاحقة الكيانات الوهمية.
وأكد المتحدث الرسمي أن الفترة المقبلة ستشهد تركيزًا مكثفًا على الرصد الإعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ بهدف متابعة أي جهود دعائية لهذه الكيانات، وذلك من خلال الإدارة العامة للمكتب الإعلامي والمتحدث الرسمي بالوزارة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أنه تم إعداد قائمة بالمؤسسات التعليمية المعتمدة من وزارة التعليم العالي للمرحلة الجامعية الأولى (البكالوريوس، الليسانس)، بالإضافة إلى نشر قائمة سوداء للكيانات الوهمية المضبوطة، ويتم تحديث هذه القوائم بشكل مستمر، بالتعاون مع الهيئات الرقابية والجهات المعنية، ونشر ذلك على الموقع الإلكتروني لوزارة التعليم العالي، وصفحات التواصل الاجتماعي الرسمية للوزارة، والموقع الإلكتروني للمجلس الأعلى للجامعات، وذلك للاطلاع عليها من جانب الطلاب وأولياء الأمور؛ لتجنب الوقوع ضحية للكيانات الوهمية، وللتحقق من شرعية أي مؤسسة أكاديمية، يمكن الرجوع إلى موقع وزارة التعليم العالي وحساباتها التالية على مواقع التواصل الاجتماعي:
● موقع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
https://mohesr.gov.eg
● حساب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على (فيسبوك)
https://www.facebook.com/MOHESREGYPT
● حساب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على (انستجرام)
https://www.instagram.com/mohesregypt
● حساب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على (إكس)
https://x.com/Mohesregypt
● حساب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على منصة (ثريدز):
https://www.threads.net/@mohesregypt
● قائمة بالمؤسسات التعليمية المُعتمدة من وزارة التعليم العالي:
https://www.facebook.com/share/p/gCYfE2VW5T4EMh1y/?mibextid=oFDknk
● قائمة سوداء بالكيانات الوهمية المضبوطة
https://www.facebook.com/share/p/MkPMKFwnwXBzbd3E/?mibextid=oFDknk